وفي مجموع زيد بن علي عن علي عليه السلام قال: (( لما ثَقُلَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في مرضِهِ، والبيت غاصٌ بمن فيه، قال ادعوا لي الحسن والحسين فدعوتُهما، فجعل يلثمُهُما حتى أغمي عليه، قال وجعل عليٌ يرفعهما عن وَجْهِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، ففتح عينيه وقال: دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما فإنه سيصيبهما بعدي أثَرَةً، ثم قال: ياأيها الناس إني خلّفتُ فيكم كتاب اللّه وسُنتي وعِترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيّع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترق حتى ألقاه على الحوض )).
وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه بايع الناس على أن يسمعوا له ويطيعوا في العسر واليسر، وأن يمنعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذريته من بعده مما منعوا منه أنفسهم وذراريهم، قال علي عليه السلام: (( فوضعتها واللّه على رقاب القوم، فوفى بها من وفى وهلك بها من هلك. ))(32/2)


[حكم أعداء أهل البيت (ع)]
وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( حَرُمَت الجنة على من ظلم أهل بيتي وقاتلهم وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم اللّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )).
وقال صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( من سوَّد علينا فقد شرَّك في دمائنا ))، قال الهادي عليه السلام التسويد هنا هو التكثير فمن كَثَّر بنفسه أو بقوله أو أعان بماله على مُحِقٍّ من آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقد شَرَّكَ في دمه.(33/1)


[فضل شيعة أهل البيت(ع)]
وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال: (( ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه )).
وعنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال: (( من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وذريته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجا من بعدي، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة )).
وفي حديث آخر: (( أعطاهم اللّه علمي وفهمي، وهم عترتي خلقوا من لحمي ودمي، إلى اللّه أشكو من ظالميهم من أمتي ))، وقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( قَدِّموهم ولاتَقَدَّموهم، وتعلموا منهم ولا تُعلِّموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا.)).
وروى الناصر للحق عليه السلام بإسناده عن سعيد بن خثيم قال: سألت زيد بن علي عليه السلام عن هذه الآية ?ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم?(النساء: 83)، فقال عليه السلام الرد إلينا، نحن والكتاب الثقلان، فالرد منا وإلينا، قال الناصر [للحق] عليه السلام: ويؤيد ذلك أنه قَرَن طاعته بطاعة رسوله، فوجب أن يكون في الصفوة مثله، فالرد إلى الرسول رد إلى سنته، والرد إلى أولي الأمر رد إلى ذريته لأنه قال: ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي )) إلى غير ذلك مما يطول ذكره.(34/1)


[أدلة القرآن على أن أهل البيت هم الفرقة الناجية]
[آية المودة]
وأما آية المودة ـ وهي قوله تعالى ? قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى?(الشورى: 23) فإنها دالة على أن مودتهم واجبة، فيكونون على الحق وإلا حرمت مودتهم لقوله تعالى ? لا تجد قوماً يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادون من حاد اللّه ورسوله ?(المجادلة: 22) وغيرها، وكونهم على الحق يقتضي وجوب متابعتهم لعدم الواسطة بين الحق والضلال لقوله تعالى ? فماذا بعد الحق إلا الضلال ?(يونس: 32) ، والمراد بالقربى أهل البيت لأنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد فسرها بذلك،وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام، وفهم ذلك الصحابة رضي اللّه عنهم كما رواه في شواهد التنْزيل بالإسناد إلى علي عليه السلام قال:( فينا آل محمد آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن )، ثم قرأ ? قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى?.
وفي أمالي المرشد باللّه عليه السلام من طريقين إلى ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: لما نزلت ? قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ?، قالوا يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم، قال: (( علي وفاطمة وابناهما )).
وذكره في الكشاف في تفسير هذه الآية، وفي شواهد التنْزيل مسنداً من نحو ثمان طرق إلى ابن عباس رضي اللّه عنهما، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، والثعلبي في تفسيره، وابن المغازلي الشافعي في مناقبه، وغيرهم.(35/1)


[آية التطهير]
وأما آية التطهير وهي قوله تعالى ?إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً?(الأحزاب: 33) فإن اللّه تعالى أخبر مؤكداً بالحصر بإرادته إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيراً تاماً، وما يريده اللّه تعالى من أفعاله واقعٌ قطعاً، والرجس المُطهرون عنه ليس إلا ما يُستخبث من الأقوال والأفعال، ويستحق عليه الذم والعقاب، وإذا قد طهَّرهم اللّه تعالى عن ذلك كانوا على الحق لا محالة، وإذا كانوا على الحق وجب اتباعهم، إذ لا واسطة بين الحق والباطل كما سبق.(36/1)

11 / 29
ع
En
A+
A-