[2-] وحديث عمرو بن حريث عن أبي بكر قال: حدثنا رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ:((أن الدجال يخرج من أرض المشرق يقال لها: خراسان يتبعه قوم كأن وجوههم المجان المطرقة)).
[3-] وحديث موسى بن سباع قال: سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال: كنت عند رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وأنزلت هذه الآية:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}[النساء/123] .
فقال له رسول الله عَلَيْهِ الْسَّلاَمُ:((يا أبا بكر؛ ألا أقرئك آية نزلت عليَّ؟)).
فقلت: بلى يا رسول الله فاقرأنيها.
فلا أعلم إلا أنِّي وجدت انقصاماً في ظهري حتى تمطأت لها.
فقال [له] رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ:((ما لك يا أبا بكر؟)).
فقلت: يا رسول الله؛ [بأبي أنت وأمي]، وأينا لم يعمل سوءاً وإنا لمجزيون بكل [سوءٍ] عملنا؟
فقال رسول الله:((أمَّا أنت [يا أبا بكر] وأصحابك المؤمنون فتجزون في ذلك في الدنيا حتى تلقون الله ليس لكم ذنوب، وأمَّا الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزون به يوم القيامة)).
[4-] وحديث واسط النجار عن أبي بكر قال: سمعته يخطب فقال: إن رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قام عام الأول مقامي ، وبكى أبو بكر، فقال:((نسأل الله العفو والعافية؛ فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية.
وعليكم بالصدق فإنه في الجَنَّة، وإيَّاكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار.(1/101)
لا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله به)).
[5-] وحديث أسماء بنت الحكم الفزاري قالت: سمعت علياً [عَلَيْهِ الْسَّلاَمُ] يقول: كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله [-صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-] حديثاً ينفعني الله بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدثني أحد من الصحابة استحلفته، فإذا حلف [لي] صدقته.
وإنَّه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، أنه سمع رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ يقول:((ما من عبد مؤمن يذنب ذنباً فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي فيستغفر الله إلا غُفِرَ لَهُ)).
[6-] وحديث مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر، عن أبي بكر، عن النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال:((لا نُورَثُ ما تركناه صدقة)).
[7-] وحديث ثابت بن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ونحن في الغار: (يا رسول الله)؛ لو أن أحدهم نظر إلى قدميه [أبصرنا تحت قدميه!].
قال:((يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!)).
[8-] وحديث مرة الطيب عن أبي بكر، عن النبي صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قال:((لا يدخل الجَنَّة سيء الملكة)).
[9-] وحديث عبد الرَّحمن بن القاسم عن أبيه قال: وَلَدَت أسماءُ محمَّد بن أبي بكر بذي الحليفة، فرفع ذلك أبو بكر إلى النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ فقال:((مُرها فلتغتسل ولتهلّ)).
[10-] وحديث أبي مليكة عن عائشة، عن أبي بكر: أن النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كان يدعوا:((اللَّهُمَّ خِر لي واختَر [لي])).(1/102)
[11-] وحديث أبي رجاء العطار وأبي مرة قال:سمعت أبا بكر على المنبر يقول: سمعت رسول الله صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يقول:((الوالي العادل المتواضع ظل الله وفيّه في أرضه، فمن نصحه في نفسه وفي عباد الله حشره الله في وفده يوم لا ظل إلا ظله، ومن غشه في نفسه وفي عباد الله خذله الله يوم القيامة)).
[12-] وحديث منصور عن أبي ليلى، عن أبي بكر قال لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك واجماً؟
قال: كلمة سمعتها من رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنها موجبة، [فلم أسأله عنها].
قال: أنا أخبرك [عنها بما سمعته] يقول: ((لا إله إلاَّ الله)).
[13-] وحديث عبيد بن عمير [قال:] قال أبو بكر: عهد إليَّ رسول الله أنه ليس من نبي يموت إلا دفن في موضعه.
[14] وحديث هلال بن الصلت أن أبا بكر قال: قال رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:((ولله سورة يس تدعى في التوراة المُعِمَّة، قال: تَعُمّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه أنواع البلاء، وتدفع عنه أهاويل الآخرة.
وتدعى الدافعة القاضية؛ تدفع كل سوءٍ، وتقضي له كل حاجة.
من قرأها عدلت (له) عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها دخل جوفه ألف دواء، وألف نور، وألف يقين، وألف بركة، وألف رحمة، ودفعت عنه كل غِلٍّ وداء)).
[15-] وحديث عبد الرَّحمن بن أبي ليلى (عن أبي بكر) قال: قال رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ:((رأيت في المنام غنماً سوداً تتبعها غنم عُفر حتى غمرتها، يا أبا بكر أعبر!!)).(1/103)
[قال:] قلت: هي العرب تتبعك ثم العجم.
قال:((كذلك عبرها الملَك سَحَرا)).
[16-] وحديث أبي طلحة بن مصرف عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر: عن رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ [قال]:((من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بُنِي له بيت في الجَنَّة)).
[17-] وحديث أبي هريرة قال: قال أبو بكر: يا رسول الله؛ قل لي شيئاً أقوله إذا أصبحت، وإذا أمسيت.
قال:((قل: اللَّهُمَّ عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ربّ كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلاَّ الله، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشرّ كيده)).
فأمره أن يقولها إذا أصبح وإذا أخذ مضجعه.
[18-] وحديث أبي سيار ضرار بن مرة عن عبد الله بن أبي الهذيل: عن أبي بكر، قال: سألت رسول الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ عن الإزار؟ فأخذ بوسط العظلة، فقلت: زدنا يا رسول الله. فأخذ بمقدم العظلة، فقلت: يا رسول الله؛ زد.
فقال:((لا خير في أسفل من ذلك يا أبا بكر)).
فقلت: هلكنا والله يا رسول الله.
قال:((كلا؛ قارب وسدِّد يا أبا بكر تنجو)).
[19] وحديث عبد الرَّحمن بن أبي ليلى - أيضاً -: قال أبو بكر: أخذ بيدي النبي عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ؛ فمررنا بخباءٍ لأعرابية عجوز، فجلسنا قريباً منه، فرفعَت جانب الخباء ثم قالت: يا هذان؛ إن كنتما تريدان القِرى فعليكما بعظم الحي.
فسكتنا عنها، فلما أن كان مع المساء جاء ابن لها يفعة بأعنز، فدفعت إليه الشفرة وعنزاً، فأتانا بها وقال: أمِّي تقرئكما السلام وتقول: إذبحا وكلا وأطعمانا.(1/104)
فقال له النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:((أردد الشفرة، وأتني بقعب أو قدح)).
فقال: يا هذان؛ إنّ غنمنا قد عُرزت.
فقال:((ائتني بها)).
فأتاه بها، فمسح على ضرع العنز فحلب حلباً حتى ملأ القدح فقال:((انطلق به إلى أمِّك وائتني بأخرى)).
فأتاه بها، فمسح على الضرع فحلب حتى ملأ القدح فسقى الغلام، ثم أتى بأخرى فمسح الضرع فحلب حتى ملأ القدح فسقاني، ثم حلب فشرب.
قال: فَنَمَتْ غنم المرأة وكثرت، وأقبلت تقول: منذ رأينا المبارك، ومنذ مَرَّ بنا المبارك.
فقامت: فسلمت عليَّ، وقالت: يا هذا؛ من الرجل الذي كان معك، فوالله ما زلنا ننظر في خير منذ رأيناه؟
فقلت: ذلك رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.
قالت: فدلني عليه.
فانطلقَت معي، وأهدت له شيئاً من إقط ومتاع الأعراب، فكساها وأعطاها، ولا أعلمها إلا وقد أسلمت.
[20-] وحديث معقل بن يسار، عن أبي بكر قال: قال رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:((الشِّرك أخفى عليكم من دبيب النمل والذرَّة، ولكن سأدلك على ما يُذهب صغارَ الشرك وكباره، أن تقول عند الصبح: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك بما لا أعلم)).(1/105)