14-[حديث: ((من كنت نبيه فعلي أميره))]
وحديث وكيع بن الجرَّاح يرفعه إلى النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:((من كنت نبيه فعلي أميره)) .
15-[مسألة ربيعة السعدي وجواب حذيفة بن اليمان عليه في فضل أهل البيت (ع)]
وحديث علي بن [الحسن] العبدي قال: حدثني أبو هارون العبدي عن ربيعة السعدي - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم -:
عن حذيفة بن اليمان أن ربيعة قال: أتيتُ حذيفة فسلَّمتُ عليه، فرد عليّ السلام، ثم قال: من الرجل؟
قلت: أنا أخوك ربيعة السعدي.
قال: مرحباً بأخٍ لي قد سمعت باسمه ولم أر شخصه، ما حاجتك يا ربيعة أخبرني (بها)؟ فوالذي نفسي بيده إنِّي لأرجوا ألاَّ أمسي في يومي هذا حتى يقضي الله لك الحوائج على يدي إن شاء الله تعالى؛ فأذَن في ذلك.
فقال ربيعة: يا عبد الله! ما أتيتك أستعين بك على أحد من إخوانك، ولا (على) أن أطلب إليك من ذلك ديناراً ولا درهماً؛ ولكن أتيتك لاختلاف سقط بين أهل الكوفة.
فقال: وما ذلك يا ربيعة؟
فقال: إنِّي تركت النَّاس على خمس طبقات:
أمَّا طبقة فيزعمون أن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله -عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ-؛ لأنه كان الصدِّيق وصاحبه في الغار.
وقالت الطبقة الثانية: إن عُمَر بن الخطاب خير من أبي بكر الصديق لأن رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال:((اللَّهُمَّ أعز [الإسلام] بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل))، فمن أعز الله الدين به فهو خير.(1/66)
وقالت الطبقة الثالثة: إن أبا ذر كان خيراً من أبي بكر وعمر (وأفضل منها)؛ لأن رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال:((ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر)) .
وقد كان أبو بكر وعمر تقلهما الغبراء والخضراء، فأخبر النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أن أبا ذر أصدق منهما لهجة، وأصدق الناس خير الناس.
وقالت الطبقة الرابعة: إن سلمان الفارسي كان خيراً من أبي بكر، وعمر، وأبي ذر، لأن النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال:((سلمان ابن الإسلام)) ، و ((سلمان ابن الخير)) ، و ((سلمان مِنَّا أهل البيت)) ، و ((سلمان قد أُعطِي العلمين: العلم الأول والعلم الآخر)) ، فمن كان بهذه المنزلة فهو أفضل.
وأمسك ربيعة فلم يذكر شيئاً، فقال حذيفة: ما لك يا ربيعة لا تخبرني بمقالة الطبقة الخامسة وأكون الحاكم بينهم، والقاضي!؟
فقال ربيعة: يا أبا عبد الله! أنا من الطائفة الخامسة، وأنا أقول مثل مقالتهم، وأنا أمين القوم، ورسولهم إليك، والمرتاد لهم، ولست بقائل لك شيئاً حتى أسمع منك، فإن القوم قد أعطوا لله عهداً أن يرضوا بحكمك، ولا يردوا عليك شيئاً من قولك.(1/67)
قال حذيفة: لا حول ولا قُوَّة إلا بالله العليِّ العظيم؛ إسمع، واحفظ، وبَلِّغ عني أنِّي رأيت رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كما تراني، وسمعته كما تسمع مني: مَرّ به الحسين بن علي وهو غلام دون الخماسي، فأخذ رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بعضده، ثم حمله حتى وضعه على منكبه الأيمن، فرأيت عقب الحسين بن علي في سُرَّة رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يعبث بها، ورأيت كَفّ النبيّ --صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-- الطيّبة المباركة حيث وضعها على ظهر قَدَم الحسين ثم غمزها في سُرَّته لئلاَّ يعبث فيقطع على رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وينهره عند الكلام.
فنظر رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يميناً وشمالاً، ثم قال:((أيها الناس؛ ألا أُعرِّفكم ما اختلفتم فيه من الأخيار بعدي؟
هذا الحسين بن علي خير الناس جَدًّا وجَدَّة، جَدُّه رسول الله وسيِّد ولد آدم، وجَدَّتُه خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله.
وهذا الحسين خير الناس أباً وأُمًّا، أبوه علي بن أبي طالب شقيق رسول الله، ووزيره، وبابه الذي يؤتى منه، وعيبة علمه، وأول رجال العالمين إيماناً بالله ورسوله، أخوه في الدنيا، وقرينه في الآخرة، وموضعه في السنا الأعلى، وأُمّه فاطمة بنت محمَّد بضعة من رسول الله، وسيدة نساء العالمين.(1/68)
وهذا الحسين بن علي خير النّاس عمًّا وعمَّة، عمَّه جعفر بن أبي طالب المزين بجناحين يطير بهما في الجنَّة حيث يشاء، وعمَّته أُم هانئ بنت أبي طالب من لحم محمَّد --صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-- وقرابته.
وهذا الحسين خير الناس خالاً وخالة، خاله القاسم بن محمَّد، وخالته زينب بنت محمَّد)).
ثم وضعه النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- على منكبه فقال:((أيها النَّاس؛ إعرفوه، وفضلوه. هذا الحسين بن علي جَدُّه في الجَنَّة، وجَدَّتُه في الجَنَّة، وأبوه في الجنَّة، وأُمُّه في الجنَّة، وعمُّه في الجنَّة، وعمَّتُه في الجنَّة، وخاله في الجنَّة، وخالته في الجنَّة، وأخوه في الجنَّة، وهو في الجنَّة.
ألا إن الحسين بن علي قد أُعطِي من الفضل ما لم يُعطَ أحد من ذرية الأنبياء ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)).
ثم وضع يده [الشريفة] على هامة الحسين بن علي، ثم قال:((والذي لا إله غيره؛ لجَدّ هذا الغلام أحبُّ إلى الله وأكرم عليه من جَدّ يوسف بن يعقوب)). ثم قال:((إنَّه جَدّه محمَّد -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-)).
16-[حديث: ((يدخل عليَّ أمير المؤمنين، وخير الوصيين))..إلخ]
وحديث الحارث بن محمد الأسدي قال: حدثني سفيان بن إبراهيم عن الحارث بن الحصين، عن القاسم بن جندب - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم -:
عن أنس بن مالك قال: دعا رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ذات يوم بوضوء فتوضأ وصلَّى، ثم قال:((يدخل عليَّ أمير المؤمنين، وخير الوصيين، وأولى الناس بالنبيئين)).(1/69)
قال: قلت: اللَّهُمَّ اجعله رجلاً من الأنصار.
قال: إذ ضرب إلى الباب، فدخل علي بن أبي طالب، فقام النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إليه فجعل يمسح من وجهه فيمسح به وجه علي، ويمسح من وجه علي فيمسح به وجهه، فدمعت عين علي فقال: يا رسول الله؛ ما لي؟ هل ترى [بي] شيئاً؟!.
قال: فقال:((ولم لا أفعل بك هذا وأنت تُسْمِع صوتي، وتؤدِّي عني، وتُبيِّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي)) .
17-[حديث: ((هذا وصيي))]
وحديث سلمان الفارسي قال: سألت النبيّ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْسَّلاَمُ فقلت: يا رسول الله! إنَّه لم يكن نبي إلا وله وصيّ، فمن وصيك؟
فأقام ثلاثة أيام فلما كان في اليوم الثالث نظر إلى عليٍّ فقال:((هذا وصيِّي)) .
18-[حديث المنزلة]
وحديث عن أبي سعيد الخدري، قال أحمد بن جعفر عن عبدالرزاق بن همام، عن قتادة - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم - عن سعيد بن جبير:
عن عبد الله بن عباس: أن النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- خرج في سفر له - وهو في رواية أخرى: في غزوة تبوك - فاستخلف عليًّا على المدينة فقال: يا رسول الله؛ ما كنت أحب أن تخرج في سفر إلاّ وأنا معك.
فقال:((يا علي! أمَا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) .
19-[حديث: إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك]
وحديث:((إن المدينة لا تصلح إلا بي وبك)) .
فسل الخوارج ومن قال بمقالتهم: ما كانت منزلة هارون من موسى بعد الأخوة إلاَّ الخلافة بقوله:{اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}[الأعراف/142] ؟(1/70)