8-[حديث أم أيمن (رَضِيَ اللهُ عنها) عن زواج فاطمة (ع)]
وحديث مسعدة بن حماد البصري قال: حدثنا صفوان الجمال:
عن جعفر بن محمَّد قال: دَخلَت أم أيمن على النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وهي باكية، فقال لها النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:((ما يبكيك يا أم أيمن؟)).
قالت: يا رسول الله! وكيف لا أبكي وفلان الأنصاري تزوج فلانة الأنصارية؛ فقد نُثِر عليها من اللوز والسكر ما الله به عليم، وذكرتُ نثار فاطمة بنت رسول الله.
فقال لها:((يا أم أيمن اسكتي، فوالذي بعثني بالحق ما زوجت ابنتي فاطمة من عليٍّ حتى زوَّجها الله من السماء، فلمَّا أراد الله أن يزوجها أمر شجرة يقال لها طوبى أن ريفي، وتخففي، وتزيني. وأمر الملائكة أن يحفوا بالعرش.
فلمَّا زوجها الله من عليٍّ أمر (الله) شجرة طوبى أن انثري الدُّر الأبيض، والياقوت الأحمر، واللؤلؤ الرطب.
فتبارد الحُور من الخيام يلتقطن، ويفتخرن، ويهدين، و(هنّ) يقلن: هذا نثار فاطمة ابنة محمَّدٍ المصطفى، زوجة سيد الأوصياء)).
وفي رواية أخرى:((فهنَّ يتهادينه إلى يوم القيامة، ويفتخر بعضهنّ على بعض أَيهنَّ أخذ أكثر)) .(1/61)


9-[حديث: ((علي على ناقة من نور))]
والحديث الذي يُرفع إلى عبد الله بن عبَّاس [رَضِيَ اللهُ عَنْهُ] في الوصية لعليٍّ بن أبي طالب عن النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، الحديث الذي يذكر فيه الركبان الأربعة:((عليٌّ على ناقة من نور، زمامها (من) ياقوتة حمراء، خطوها مد بصرها، عليه حُلتان خضراوان يعجب منه النبيئُون والصدِّيقُون، فينادي منادٍ من بطنان العرش بلسان طلق ذلق: معاشر الخلائق؛ هذا علي بن أبي طالب وصي محمَّدٍ -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-)) .
10-[حديث: ((زوجكِ وصيٌّ، خير الوصيين))]
وحديث إبراهيم بن أبي يحيى المديني - وهو المخالف لنا ولكم-، يرفعه إلى النبي -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنه قال لفاطمة:((زوجك وصيٌّ، خير الوصيين)) .
11-[حديث أن الله تعالى اختار علياً (ع) وصياً]
وحديث أبي الدوانيق عبد الله بن محمد - وهو المخالف لنا ولكم - عن أبيه، عن جَدِّه قال: بينا نحن قعود عند رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إذْ أقبلت فاطمة وهي تبكي، قال:((ما يبكيك؟ لا أبكى الله عينيك)).
قالت: يا رسول الله؛ نساء قريش يُعيرنني ويقلن: إنَّ أباك زَوَّجَك من معدم لا مال له.
فقال لها:((يا فاطمة؛ إن الله اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختارني فبعثني نبياً، ثم اطلع فاختار علياً فجعله وصيًّا)) .
فانصرفت وهي ضاحكة، وهي تقول: رضيت، رضيت بما رَضِيَ اللهُ لي ورسوله.(1/62)


12-[حديث: سؤال أبي ذَر للرسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في أمر الصحابة الثلاثة، وما يلحق بأمير المؤمنين (ع) بعده]
وحديث إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن القاسم البغدادي، عن الحسين بن علوان الكلبي، وعن الأعمش - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم - عن الأصبغ بن نباته:
عن أبي ذر الغفاري قال: سألت رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فقلت: يا رسول الله؛ من خليفتك علينا من بعدك؟
فقال:((علي بن أبي طالب هو خير من أخلف من بعدي)) .
قال: قلت: يا رسول الله؛ فمن يلينا من بعدك.
فأطرق طويلاً حتى سألته ثلاثاً، فقال:((يليكم من بعدي أبو بكر بن أبي قحافة)).
فقلت: يا رسول الله؛ فأين وصيك علي بن أبي طالب!؟
فقال:((يا أبا ذر! إن الله -تبارك وتعالى- إذا أراد أمراً فلا مرد له)).
قال: قلت: يا رسول الله ثم مَه؟
قال:((ثم يليكم من بعده عمر بن الخطاب فيلبث فيكم ما يلبث ثم (إنه) يقتل)).
قال: فقلت يا رسول الله؛ فأين وصيك علي بن أبي طالب!؟
قال:((يا أبا ذر ألم أخبرك أن الله تبارك وتعالى إذا أراد أمراً فلا مرد له؟)).
قال: قلت: ثم مَه؟
قال:((ثم يليكم من بعده عثمان، ثم يلبث فيكم ما يلبث، ثم إنه يقتل)).
قال: فقلت: يا رسول الله على اختلاط من الأُمَّة؟
قال:((لا)).
قال: قلت: يا رسول الله فأين وصيك علي بن أبي طالب!؟
قال:((يا أبا ذر؛ ألم أخبرك أن الله إذا أراد أمراً فلا مرد له؟)).
قال: قلت: يا رسول الله ثم مَه؟(1/63)


قال:((ثم تبايعون لخير هذه الأُمَّة بعد رسولها لعليٍّ بن أبي طالب؛ حتى إذا وجبت له الصفقة على كل مصلي القبلة، وإِدَّى الجزية؛ أخطأتم ونكثتم، فأول من ينكث عليه في بيعته طلحة والزبير، ثم يستأذنان إلى مَكَّة فيجدان فيها امرأة من نسائي فيسيران بها إلى البصرة)).
قال: قلت: يا رسول الله وما البصرة؟
قال:((الحزينة)).
قال: قلت: يا رسول الله وما الحزينة!؟
قال:((المؤتفكة بأهلها؛ بل بدينها ودنياها. فعند ذلك يسيرون إلى فرعون أُمَّتِي من الشام فتكون لكم الحزونة، ولهم السهولة)).
قال: قلت: يا رسول الله ومن فرعون أُمَّتِك من الشام؟
قال:((معاوية بن أبي سفيان. فيقتتلون فيها قتالاً شديداً، فيحجز الله بينكم بالوهن، فعند ذلك يبعثون حكمين فيكون حكمهما على أنفسهما، وعند حكومتهما تفترق الأُمَّة إلى أربع فرق: فرقة على الحق لا ينقص منها الباطل شيئاً، وفرقة على الباطل لا ينقص الحق منها شيئاً، وفرقة مرقت من الدين كما يمرق السهم من الرمية - وهم الخوارج -، وفرقة وقفت كالشاة الربيض حتى إذا سرحت الغنم سئِمَت هذه فلم يعرفها، فبينا هي كذلك إذ جاء الذئب اختطفها، فكذلك من مات من أُمَّتِي لم يكن له إمام ولا إيمان مات ميتة جاهلية، فقدم على الله بما فعل في الإسلام)).(1/64)


13-[حديث: اختيار الله تعالى زواج فاطمة من عليٍّ (ع)، وفيه أيضاً حديث تبشير الرسول لابنته فاطمة (ع)]
وحديث عيسى بن جعفر قال: حدثني علي بن [الحسن] العبدي عن سليمان الأعمش، عن عباية بن ربعيّ الأسدي - وهؤلاء المخالفون لنا ولكم -:
عن أبي أيوب الأنصاري: أن رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مرض مرضاً شديداً، فاشتد عليه مرضه، فدخلت عليه ابنته فاطمة تعوده، وقد كان ناقهاً من مرضه، فلما رأت ما برسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- من الجهد خنقتها العَبرة حتى جرت دمعتها على خدها، فقال لها: ((يا فاطمة؛ أمَا علمت أن الله - تعالى ذكره - [اطلع إلى] أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إليَّ أن أنكحه، وأتخذه وصياً؟
أما علمت يا فاطمة: أنِّي لكرامة الله إيَّاك زَوَّجَك أعظمهم حلماً، وأقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً؟)) .
فَسُرَّت بذلك، واستبشرت بما قال لها رسول الله -صَلَّىَ اْللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.
فأراد أن يزيد من مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمَّد ولآل محمَّد فقال لها:((يا فاطمة؛ لعليٍّ ثمانية أضراس ثواقب: إيمانه بالله ورسوله، وعلمه، وحكمته، وزوجته فاطمة، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله.
يا فاطمة؛ إنَّا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحداً من الأولين، ولن يدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا (فهو) خير الأوصياء فهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء فهو حمزة عمّك، ومِنَّا من له جناحان خضيبان يطير بهما (في الجَنَّة حيث شاء) فهو جعفر بن أبي طالب بن عمّك، ومِنَّا سِبطا هذه الأُمَّة وهما ابناك الحسن والحسين، ومِنَّا والذي نفس محمَّد بيده مهدي هذه الأُمَّة)) .(1/65)

13 / 42
ع
En
A+
A-