الكتاب : الكامل المنير في إثبات ولاية أمير المؤمنين(ع)
المؤلف : يُنسب
لنجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الرسي عليهما السلام

الكامل المنير
في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
والرد على الخوارج
يُنسب
لنجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الرسي عليهما السلام(1/1)


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وبعد:
فبين يديك أخي المؤمن الكريم كتاب (الْكَامِلُ المُنِيْرُ في إِثْبَاْتِ ولايَةِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْن عليّ بن أَبِيْ طَاْلِب(ع) والرَّدّ على الخَوَاْرِجِ )، وقد وقع اختلاف حول نسبة الكتاب إلى الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن بن علي بن أبي طالب(ع)، وأيّا كان المؤلِّف فالكتاب عظيم النفع، جليل الفائدة، وقد احتوى على أدلّة وردود عقليّة دامغة، ونقليّة مُتّفق عليها بين طوائف الأمة.
وقد نقل منه الكثير من أئمة أهل البيت(ع)، وإن كان بعضهم يحتاط فيقول: قال صاحب الكامل المنير، وبعضهم يقول: قال في الكامل المنير، أمَّا الإمام القاسم بن محمد(ع) فقد نقل لمعاً من كتاب الكامل المنير في كتابه الشهير الإعتصام بحبل الله المتين، وأسند الكتاب إلى الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم(ع)، قال الإمام القاسم بن محمد(ع): وروى القاسم بن إبراهيم عليهما السلام في الكامل المنير عن النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم- من حديث طويل أنه قال:((يا أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم، إني فرطكم على الحوض، وإنكم واردون عليّ الحوض - حوضاً أعرض مما بين صنعاء إلى أيله - فيه كعدد نجوم السماء أقداح ، إني مصادفكم على الحوض يوم القيامة، ألا فإني مستنقذ رجالاً ويختلج دوني آخرون ، فأقول: يارب أصحابي أصحابي، فيقال: إنهم أحدثوا وغيّروا بعدك، وإني سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، قالوا: وما الثقلان يارسول الله؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض، طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي، فقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)) الإعتصام 1/35.
وقال عليه السلام: وروى القاسم بن إبراهيم عليهما السلام في الكامل المنير في آخر خبر طويل من خبر الغدير : (( اللهم اشهد أني قد جعلت علياً علماً يُعرف به حزبك عند الفرقة ))؛ الإعتصام 1/47. وهذه النصوص تجدها بذاتها داخل هذا الكتاب.(1/2)


ولا تخفى مكانة الإمام القاسم بن إبراهيم(ع)، فهو إمام المعقول والمنقول، وقد ورد فيه عن جدّه الرسول -صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم- ما رواه أئمتنا عليهم السلام أنه قال -صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم - : ((يا فاطمة إن منك هادياً ومهدياً ومستلب الرباعيتين ولو كان نبي بعدي لكان إيّاه)).
وقيل للفقيه العالم حواري أهل البيت(ع) أبي جعفر محمد بن منصور المرادي: إن الناس يقولون: إنك لم تستكثر من القاسم بن إبراهيم(ع)، وقد طالت صحبتك له، فقال: نعم، صحبته خمساً وعشرين سنة، ولكنكم تظنون أنّا كلما أردنا كلامه كلّمناه، ومَنْ كان يقدر على ذلك منّا، وكنّا إذا لقيناه، فكأنما أُشرب حزناً لتأسّفه على الأمة، وما أُصيبت به من الفتنة من علماء السوء وعتاة الظلمة، وروي أنه سمع صوت طنبور في جنده، فقال: والله هؤلاء لا يُنْتصر بهم، وتركهم، وقد دعا إلى الله في بعض الشدائد فامتلأ البيت نوراً.
كما لا تخفى مكانة الإمام الأجلّ، المنصور بالله عزّ وجلّ، القاسم بن محمد(ع) الناقل لما تقدّم عن الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام، وما فيه من ترجيح كبير لنسبة الكتاب إليه عليه السلام.
وعلى كلّ فقد رأينا طبع الكتاب ونشره لتعمّ به الفائدة، وأهملنا ذكر اسم مؤلّفه ، وتركنا ذلك لما وقع من الإختلاف الذي بينّاه.(1/3)


النسخ المعتمدة
المخطوطة (أ): حصلتُ على صورة منها من مجموع كتب يمتلكها الأخ السيِّد: عبدالوهَّاب حسن علي السِّراجي، وكانت هذه النسخة ضمن مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم عَلَيْهِ الْسَّلاَمُ وهي آخر هذا المجموع قبلها كتاب صلاة اليوم والليلة، وهي مكتوبة بخط النسخ، إلاَّ أن الخط فيها صغير جداً غير واضح، وهي من القطع الكبير، عدد صفحاتها (48) صفحة، وقد جعلتها أصلاً وذلك لقلَّة الأخطاء الإملائية، خاصة أن أسماء رجال الحديث فيها صحيحة، وقد رمزتُ لها بالرمز (أ)، كتب في آخرها:
تم ((كتاب الكامل المنير)) بِمَنِّ الله وتيسيره وعونه، وتوفيقه وتسديده، والحمد لله ربِّ العالمين.
وافق الفراغ من رقم هذه النسخة المباركة صحوة يوم الجمعة 28 من شهر رمضان المبارك، سنة [1084ه‍] أربع وثمانين وألف، بخط أفقر العباد، وأحوجهم إلى عفو مالكه يوم يقوم الأشهاد، السيِّد علي بن الحسن بن عز الدِّين بن الحسن الشامي، وفقه الله، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم، وصلواته وسلامه على سيِّدنا محمَّد وآله.
المخطوطة (ب): حصلت عليها من مكتبة السِّيد العلاَّمة يحيى راوية - رحمه الله - وهي مكتوبة بخط النسخ، واضحة جداً، والأخطاء الإملائية فيها قليلة، إلاَّ أن بعض تراجم الرجال كان نقلها غير صحيح، وهي من القطع المتوسط، عدد صفحاتها (145) صفحة، وقد رمزتُ لها بالرمز (ب)، مكتوب في آخرها:
تمّ ذلك، والحمد لله ربِّ العالمين.
صادف الفراغ من رقمه أوان الظهر يوم الجمعة بمحرم سنة 1042ه‍. تم بعناية مالكه عبد الله بن أحمد الشباطي. وصلَّى الله وسلِّم على محمَّد وآله.(1/4)


النسخة (ج‍): حصلتُ عليها من مكتبة السيِّد محمَّد عبد العظيم الهادي، وهي مكتوبة بخط النسخ، واضحة، لم تسلم من الأخطاء الإملائية كثيراً، وبها سقط أسطر وكلمات كثيرة جداً، وتراجم الشخصيات فيها غير صحيحة، إلاَّ أنها لم تخلُ من الفائدة، وهي من القطع الكبير، عدد صفحاتها (75) صفحة، مكتوب في آخرها:
تم الكتاب الموسوم بـ(كتاب الكامل المنير) بفضل الله ومَنِّه، فله الحمد كثيراً، وصلَّى الله على محمَّد وآله وسلَّم، آمين.
وكان الفراغ من زَبْرِ هذا الكتاب صحوة الاثنين، غُرَّة شهر الحجة الحرام سنة 1370ه‍ بمحروس هجرة ضَحيان المحميَّة - حرسها الله بالصالحين - وذلك بعناية سيدي العلاَّمة ضياء الإسلام عبد العظيم بن الإمام الهادي - حفظه الله تعالى - بقلم السيد الفقير إلى الله سبحانه أحمد بن محمَّد القاسمي المؤيدي الضحياني، غفر الله له ولوالديه، ومن له حقٌّ عليه، آمين.
ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العليِّ العظيم، وصلى الله وسلَّم على محمَّد وآله وسلَّم.
هذا؛ وقد وضعتُ علامات لتحقيق الكتاب والمقابلة، فما كان ساقطاً من النسخة (أ) وكان ثابتاً في (ب) أو (ج‍) أو كليهما (ب،ج‍) فقد وضعته بين معقوفين بعدهما قوسين هكذا ، وما كان من عندي فقد وضعته بين معقوفين فقط ، وذلك لاتساق الكلام.
أما ما كان مخالفاً في اللفظ، أو كان نقاصاً في النسختين (ب) و(ج‍) فقد اكتفيتُ إلى الإشارة إليه في الحاشية.
نسأل الله العلي القدير أن يتقبّل العمل، وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.
عبدالولي يحيى الهادي
صعدة /10ربيع الأول 1423هـ(1/5)

1 / 42
ع
En
A+
A-