العلامة العابد صلاح بن الإمام الهادي ـ رحمه الله، والعلامة العابد يحيى بن محمد بن الإمام الهادي ـ رحمه الله، والعلامة العابد علي بن أحمد بن الإمام الهادي نجل المترجم له، والعلامة العابد عز الدين بن محمد القاسمي، والعلامة العابد محمد بن قاسم الهادي، وعبد اللطيف بن محمد الهادي، ومحسن بن علي الأعجم، وإبراهيم بن محمد الهادي، وعبد الكريم بن أحمد الهادي نجل المترجم له، ومضر بن يحيى حبيش، وأحمد بن حسن الحوثي، ومحمد بن أحمد الأمير، وحسين بن عبد العظيم الهادي، وحسن بن عز الدين عدلان، ومحمد بن محمد الهادي، وسراج الدين عدلان، وحسين بن محمد الأعجم، وأحمد بن محمد الأعجم، وعبد الله بن أحمد بن محمد القاسمي، ويحيى حسين صلاح، ومعوض بن معوض المجمعي، وأحمد نور الدين.
هؤلاء بعض تلامذته وكان له ـ رحمه الله ـ أوراد ليلية سحرية، ويحيطها بسرية بالغة، وله كرامات كثيرة في حياته وبعد مماته، أخبرني بها من أثق به من العلماء الأفاضل تركتها اختصاراً، وإن كان معرفتها مما يزيد المؤمن رغبة في مواصلة العمل {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[إبراهيم:27].
هذا وأما ولده الثالث العلامة قاسم بن أحمد والفقير إلى الله فلم نقرأ عليه إلا بعضاً من القرآن، ثم انتقل إلى جوار ربه في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 1375هـ، وقبر في شامي مقبرة ضحيان عند إخوانه، وقبره مشهور مزور، وعليه لوح كتب فيه نسبه، وكتب فيه ما يلي:
سألت رسوم القبر عمن ثوى به .... ليعلم ما لاقى وقالت جوانبه
أتسأل عمن عاش بعد وفاته .... بإحسانه إخوانه وأقاربه
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار، وألحقه بآبائه وأجداده في خير مقام، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
حرر 10 ربيع الآخر 1422ه‍.
ولد المترجم له الفقير إلى الله
محمد بن أحمد بن حسن الهادي
غفر الله له ولوالديه آمين(1/21)


[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله الذي خلق الخلق مبتدعاً على غير مثال، وأحكم صنعته ونفذ مراده، وقدر الأقوات والآجال، أحمده سبحانه على ما أسدى إلينا من النعم الجسام، وفضلنا بالعقل لننظر به نجاتنا عن ما عجزت عنه الأنعام، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للأنام، سيدنا محمد وعلى آله المطهرين من الرجس والآثام، القائل فيهم ذو الجلال والإكرام: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33] ولما سبق في علم الله تهاتر أولي الأهواء آي القرآن إلى أهوائهم، قال تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل:44]، فبين لنا المصطفى صلى الله عليه وآله بما ينفي الريب عن كل ممتحن للإيمان، وأبرز المعاني لكل ملهوف وإلى الحق ولهان، فجمع الأربعة معه تحت الكساء، ثم تلا الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33] أخرجه أبو طالب عن أم سلمة.(1/22)


وأخرج في (المحيط) عن أبي سعيد قال: نزلت هذه{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ...} في نبي الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين" فجللهم بكساء وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)) وأخرجه أيضاً عن أم سلمة، وأخرجه مسلم عن عائشة، والترمذي عن أم سلمة، وأخرج عن أنس أيضاً قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله حين نزلت هذه يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة يقول: ((الصلاة أهل البيت { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ...})) الآية، وأخرج خبر أنس الحاكم الحسكاني، وأخرجه عن أبي سعيد وعن أبي الحمراء خادم رسول الله صلى الله عليه وآله من طرق عديدة بالمعنى وأكثر اللفظ، وأخرج بإسناده من طريقين إلى البراء بن عازب قال: جاء علي وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي صلى الله عليه وآله فخرج النبي صلى الله عليه وآله فمال بردائه وطرحه عليهم وقال: ((اللهم هؤلاء عترتي))، وأخرج معناه عن جابر، وأخرج خبر الكساء أيضاً عن جابر وذكر الآية، وأخرج خبر الكساء بسنده عن الحسن السبط عليه السلام وأخرج خطبة الحسن التي ذكر فيها خبر الكساء من ثلاث طرق، وأخرجه عن سعد بن أبي وقاص من ثلاث طرق أحدها خبر طويل فيه فضائل أخرى لعلي عليه السلام ورواه أيضاً مسلم في صحيحه والترمذي، وروى الحاكم في شواهد التنزيل أيضاً من طرق كثيرة عن أبي سعيد خبر الكساء وقد روي عن ابن عباس من طرق، وعن عبد الله بن جعفر الطيار، وقد روي عن عائشة من طرق، وعن واثلة بن الأسقع من طرق أخرج أحمد بن حنبل أحدها، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن الأوزاعي، وفي شواهد التنزيل من طريقين عن فاطمة الزهراء+، وعن أم سلمة من فوق خمسين طريقاً، ورواه الحاكم بن كرامة في (تنبيه الغافلين) من طرق عن أبي سعيد وأم سلمة وعائشة، وروى الزرندي الشافعي عن أبي سعيد وأم سلمة وأبي الحمراء بطرق متعددة أن هذه الآية نزلت في الخمسة، ومثله في كتاب (أسباب نزول(1/23)


القرآن) للواحدي عن أبي سعيد وأم سلمة، وفي (مجمع الزوائد) للهيثمي مثله وقال: رواه الطبراني، وروي في شفاء القاضي عياض نحوه، وفي (ذخائر العقبى) مثله بطرق متعددة، وأخرجه الترمذي من طريق عمر بن أبي سلمة وقال في حديث أم سلمة: حسن صحيح، وأخرجه الدولابي، وأخرج حديث واثلة أحمد وأبو حاتم، وحديث عائشة مسلم، وحديث أبي سعيد أحمد والطبراني، وفي كتاب (المصابيح) للبغوي عن سعد وعائشة، وأخرجه المرشد بالله عن واثلة وعمر بن أبي سلمة، ورواه المنصور بالله عليه السلام بطرقه، ورواه شهر بن حوشب من ثلاث طرق عن أم سلمة، ورواه البخاري والحميدي عن عائشة، وروى أبو داود ومالك خبر مرور النبي صلى الله عليه وآله بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية، ورواه ابن البطريق في (العمدة) من كتب العامة بطرق واسعة، ورواه الكنجي الشافعي من طرق عن زينب وأم سلمة وعائشة وأبي سعيد وأبي الحمراء بألفاظ مختلفة والمعنى واحد.
إذا تحقق عندك تواتر المعنى من تعدد الطرق فأنت الحكم، أيحكم فيهم وفي دين الله من لا يساويهم في الرتب ولا يدانيهم في الورع والزهد وخصوص الحب بالله؟!!
أما صفى عندك مشربهم؟ ولا استنار لك هديهم؟ حتى ملت عنه ورجحت كلام غيرهم!!
لقد رابني منك التعنت والهوى .... وتقريض أعداء الوصي وابنه الحسن
وتعديل من أردى الحسين بكربلاء .... وصدك عما في هداهم من السنن
فلا تحسبني واثقاً بقريضكم .... ولا جاهلا أن القريض من المحن
هلم دليل الحق إن كنت واجداً .... وإلا فدن أن القريض من الفتن
هجيرك جرح المؤمنين وذمهم .... وعروتكم أضحت من العهن والقطن
وذميتم أهل الكلام لعجزكم .... عن الغاية القصوى مضاعفة المؤن
وهل بسهام العجز ترموا خصومكم .... وما نيرات الحق يذهبن بالعشن؟
إذا قلت: قال المصطفى وابن عمه .... وعترته الأطهار بالنص فاسمعن(1/24)


تعارضني بابن المديني وشعبةٍ .... وبابن معينٍ وابن خضراوة الدمن
نواصب من أهل الشأم وغيرهم .... من الأشعرين البله من حمير اليمن
وقلتم: بأن الله ليس بقادر .... بأن يخلق القرآن هذا من الوسن
ولفظى به قلتم قديم وقدرتى .... مخلوقة هذا هو الخلف فاعلمن
ومن قال: مخلوق فقد صار كافراً .... لديكم ومجروحاً وليس بمؤتمن
وقلتم: أحاط اللَّهَ عرشُه فاستوى .... عليه وخلى الكون من غابر الزمن
أحطتمُ علما بالإله كذبتمُ .... وقلتم: بلا كيف فكيف بكيف من؟!
وقلتم: تروه بالعيون وإنما .... يرى الجسم أو فرعه حين يستكن
وأثبتمُ وجهاً وأيد كثيرة .... بجنب وإبصار أما ذاكمُ اللكن
وقلنا لكم: آي الكتاب بليغة .... على سنن العربا ذوي القول والفطن
فدونكم باب المجاز فإنه .... هو الغاية القصوى لدى الخاطب اللسن
قصاراكم إن تنتهوا عند سمعه .... إلى العرب الفصحا إلى واصف الدمن
إلى قرنا القرآن آل محمد .... سفينة نوح والبراء من الوهن
هم [العروة] الوثقى لمعتصم بها .... فهديهمُ يجلى به الهم والحزن
وسيأتي الكلام المشار إليه مفصلاً.
فأما قوله في أهل البيت": ((أنهم قرناء القرآن وسفينة نوح)) فذلك إشارة إلى ما رواه المؤيد بالله عليه السلام بسنده عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: ((إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)).
وفي رواية أبي عبد الله الجرجاني: ((إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي...)) إلى آخره.
وفي (الجامع الكافي): ((إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)). قال: وهذا خبر مشهور.(1/25)

5 / 46
ع
En
A+
A-