وأما دعواه أنهم يأخذون في العقائد بالقواطع وفي العمليات بالمظنون فدعوى لا برهان عليها يعرف ذلك من وقف على حججهم وأقوالهم، وقد قدمنا شطراً من ذلك من كتبهم ليثق الناظر فلا يغتر بهذه الدعوى إلا من لم يمارس أقوالهم ويتطلع على شبههم ودعواهم أن السلف أئمتهم فقد عينت لك سلفهم الذين إليهم يؤول كلامهم وعليهم يعولون في إشاراتهم، وأما الصحابة فهم بمعزل عن أقوالهم.
وأما دعواهم أنهم أتباع النصوص فإنما عنوا بذلك الآثار المجملات المتقدمة في فنون كلامهم، ومن السنة الآحاد التي تلقفوها عن القصاص والطلقاء وأهل السهو ومن داخل الدنيا من الصحابة والتابعين وأكثر من جرح المحدثين تعريضاً بالنقص من غيرهم كأنه لم يسمع قول الرسول صلى الله عليه وآله: ((أهل بيتي كسفينة نوح))، وقوله: ((إني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) وغير ذلك، فهل تجد النبي صلى الله عليه وآله قال في أهل نحلتك ولو كلمة واحدة، وقد تقدم ما يكفي (وكل إناء بالذي فيه ينضح)، ومن انتهى إلى اتباع آل محمد صلى الله عليه وآله كما أمره الله فقد انتهى إلى الغاية القصوى.
انتهى ما أردنا نقله والحمد لله رب العالمين جعله الله خالصاً لوجهه الكريم، ونفع به قلوب عباده الصالحين، آمين اللهم أمين.

حرر في تاريخ ربيع الآخر عام 1349 هجرية.(1/226)


46 / 46
ع
En
A+
A-