ماذا أراد محمد منها وجب .... ريلٌ لديه كل حين في الندي؟
حمّاد عَجْردَ لم يكن في وقته .... أبداً، ولا سمعوا هناك بعجرد
وابن الروندي وابن سينا أحدثا .... بعد النبوة في الزمان الأقرد
ما كان في وقت النبي مدقق .... منهم فيحتاج البيان لملحد
لكن علي قد أبان بنهجه .... هذي الدقائق فاستبنها واقصد
هو أوّل المتكلمين وقوله .... قبس كنار القابس المستوقد
فاتبع مقالته فإن شيوخنا .... أتباعه فيها أصبها تُرشد
ماذا أردت بانتقاص مشايخ .... هم أصلتوا في العلم كل مهند
لولا سيوف كلامهم وعلومهم .... لم ينتقض تاج الغواة الجحد
نقضوا به شبه الفلاسفة الأولى .... دانوا بأفلاك وقول أنكد
فنريهم القمر المنير من الهدى .... ويروننا وجه السها والفرقد
فهناك أمسينا بأحسن ليلةٍ .... وهناك قد باتوا بليلة أنقد
وأدلة التوحيد ليس شعاعها .... يخفى على من لم يكن بالأرمد
ولهم مسالك في العبارة بعضها .... يُشفى به قلب العليل المعمد
والبعض منها ليس بالمرضي في .... قول الهداة من النصاب الأحمد
ولنا من الماء السلاسل صفوه .... والآجن المنبوذ للمستورد
فاشرب من الماء الزلال ألذه .... ودع المدورة في شواطي المورد
وشكوتَ من ألم البغاة ولم تَجدْ .... ذا سؤدُد إلا أصيب بحسد
لا زلت يا سبط الكرام محسَّدا .... فالناقص المسكين غير محسد
وقد أوردتها إلى آخرها؛ لما تضمنته من النصح الصادق والمقال الرائق والإيضاح الجميل الفائق.(1/6)
ومن الجدير الإشارة إلى أن شيخنا السيد العلامة الولي مجد الدين بن محمد المؤيدي ـ أيده الله تعالى ـ قد ذكر أن السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير قد تراجع في آخر عمره عما اعتقده من العقائد المخالفة لما عليه أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، ولما احتواه كتابه (العواصم والقواصم) ومختصره (الروض الباسم) من المقالات الجدلية، وقد ترجم له في كتابه (التحف شرح الزلف) وال: (ومحمد بن إبراهيم الوزير، ومن مؤلفاته: (إيثار الحق على الخلق) وهو من أجل المؤلفات في التوحيد والعدل، والر على نفاة الحكمة، و(البرهان القاطع في معرفة الصانع) و(ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) و(حصر آيات الأحكام) و(العواصم والقواصم) ومختصره (الروض الباسم) وأكثر ما اشتمل عليه من الأقوال مما أثاره الجدال، وقد صح رجوعه من رواية الإمام الشهير محمد بن عبد الله الوزير، وصاحب (مطلع البدور) ـ يعني ابن أبي الرجال ـ والحمد لله، وما أحسن ما قال في آخر العواصم:
ولكن عذري واضح وهو أنني .... من الخلق أخطي تارة وأصيب
وله (التفسير من الكلام النبوي) و(التحفة الصفية) شرح قصيدة أخيه الهادي التي مطلعها:
تقدم وعدكم فمتى الوفاء .... وطال بقاءكم فمتى اللقاء
وغير ذلك، توفي سنة 840ه).
وقد توسع ـ حفظه الله تعالى ـ في الكلام عنه ـ أيضاً ـ في كتابه (لوامع الأنوار).
هذا الكتاب
وقد يقول القائل طالما وقد صح رجوعه فما الفائدة من نشر هذا الكتاب، فأقول: إن الشبهات لا زالت قائمة، فلا بد من الجواب عنها، وقد كنت أرى أن يدمج هذا الكتاب مع رسالة الإمام علي بن محمد، ومع كتاب (الروض الباسم) لتكتمل حلقة النقاش، وتكون الصورة واضحة أمام القراء من جميع جوانبها، أرجو أن يكون ذلك مستقبلاً إن شاء الله تعالى.
عملي في الكتاب
1- دفعته إلى الكمبيوتر للصف.
2- تمت مقابلة المصفوف في جهاز الكمبيوتر على المخطوطة.(1/7)
3- سلمت نسخة لنجل المؤلف العلامة محمد بن أحمد الهادي للمقابلة مرة أخرى، فقابله مشكوراً.
4- قابلته مرة أخرى بعد مقابلة نجل المؤلف، وأدخلت عليه علامات الترقيم المتعارف عليها، كالقوس والفاصلة ...إلخ.
5- قمت بوضع عناوين مناسبة لكل قسم من أقسام الكتاب.
6- جعلت كل موضوع مستقل عن الآخر بوضع عنوان بارز يناسبه.
7- جعلت أمام كل كلام اسم صاحبه بين معكوفين، فإن كان الكلام للمؤلف وضعت هكذا [المؤلف] وإن كان الكلام لابن الوزير وضعت هكذا [ابن الوزير] وإن كان الكلام للإمام علي بن محمد بن أبي القاسم وضعت هكذا [الإمام] وذلك لغرض تمييز كلام كل واحد منهم، ولسهولة الرجوع إليه.
8- أشرت إلى أرقام بعض الصفحات في (الروض الباسم) التي نقل المؤلف بعض فقراتها للتعليق عليها.
9- قمت بتخريج الآيات القرآنية وذكرت رقم الآية واسم السورة.
10- قمت بتخريج الأحاديث تخريجاً يتناسب مع حجم الكتاب.
11- ترجمت لأهم الأعلام.
12- أدخلت في الهامش بعض التعليقات الضرورية.
13- وضعت هذه المقدمة التي بين يديك، واكتفيت بترجمة نجل المؤلف لوالده.
14- وضعت الفهارس المناسبة للآيات والأحاديث والموضوعات.
تنبيهات لا بد منها
1- بحثت كثيراً عن رسالة الإمام علي بن محمد بن أبي القاسم التي أجاب عنها ابن الوزير بـ)العواصم والقواصم) ومختصره (الروض الباسم) ولم أعثر عليها، وإنما اعتمدنا على ما نقله ابن الوزير في معرض رده عليه، وسيستمر البحث عنها ـ إن شاء الله تعالى ـ وفور الحصول عليها سنعمد إلى نشرها مع (الروض الباسم) و(العلم الواصم) وأرجو ممن وقف على رسالة الإمام علي بن محمد أن يزودنا بنسخة لهذا الغرض.(1/8)
2- ذكر المؤلف كثيراً لفظة (المترسل) والمراد به الإمام علي بن محمد بن أبي القاسم محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ـ رضوان الله عليهم ـ ويقصد بها صاحب الرسالة التي وجهها لابن الوزير فأجاب عنها بـ(العواصم والقواصم) المختصر في (الروض الباسم).
ويعد الإمام علي بن محمد من أئمة العلم، له العديد من المؤلفات، منها (تجريد الكشاف) وصفه ابن أبي الرجال: (بالسيد العلامة المجتهد في العلوم، المجلي في حلبتها، المعروف بالفضائل، كان من المتكلمين بالعدل والتوحيد، وكان ملأ الصدور في زمانه، يفرغ إليه الناس ويعظمونه تعظيم الأئمة السابقين، وفتواه تدل على تبحر كثير).
وقال الإمام عز الدين بن الحسن عليه السلام: (إن أحسن التفاسير وأصحها تفسير السيد جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم).
وقال السيد العلامة الشهير، الهادي بن إبراهيم الوزير واصفاً تفسيره: (لم يؤلف مثله قبله ولا بعده، جمع كل غريبة ومشكلة، وله في النحو (شرح على كافية ابن الحاجب) موسوم ب(البرود الصافية) اختصره ولده صلاح الدين في كتاب سماه (النجم الثاقب) كلاهما يحمل عظيم من النفع، اعتمدهما أهل الإقليم اليماني).
وقال السيد العلامة الولي مجد الدين المؤيدي ـ حفظه الله تعالى: (وكان السيد علي بن محمد بن أبي القاسم حريصاً على صيانة مذهب آل محمد، فمنع عن المخالطة لكتب غيرهم، وأمره بالكون في السفينة).(1/9)
3- أكثر الشبهات التي رددها ابن الوزير، وتبعه المقبلي والجلال وابن الأمير وغيرهم، قد أجاب عنها العلامة الشهير محمد بن عبد الله الوزير في كتابه (فرائد اللآلئ) وكذلك شيخنا السيد العلامة الولي مجد الدين المؤيدي ـ حفظه الله تعالى ـ في كتابه (لوامع الأنوار) و(مجمع الفوائد) وغيرهما من كتبه ورسائله، وكذلك شيخنا السيد العلامة الولي بدر الدين بن أمير الدين الحوثي ـ حفظه الله تعالى ـ في كتابيه (تحرير الأفكار) و(الغارة السريعة) وأوردت ما يتعلق بالحديث وعلومه في كتابي (علوم الحديث عن الزيدية والمحدثين) فمن أراد التوسع رجع إلى ما ذكرت.
وفي الأخير.. أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ العلامة عبد السلام عباس الوجيه، والأستاذ العلامة صبور عبد الرحمن الشامي، على ما بذلاه من جهد كبير معي في تصحيح الكتاب أثناء الطبع.
أسأل الله العلي القدير أن ينفع به وأن يثبتنا ويسدد خطانا، ويجعلنا من التابيعين لأهل البيت المطهرين عليهم السلام، المقتفين لآثارهم، وأن يوحد المسلمين تحت رايتهم، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
وصلى الله وسلم على أفضل وأشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين.
عبد الله بن حمود بن درهم العزي
اليمن - صعدة(1/10)