النسخة ج
هي نسخة مصورة عن نسخة المتحف البريطاني، ومخطوط المتحف البريطاني هو مجلد يمثل النصف الأول من المجموع المنصوري، ويشتمل على كتاب (العقد الثمين) هذا وكتاب(الرسالة الهادية) و(أجوبة مسائل تتضمن ذكر المطرفية) و(الجوهرة الشفافة رادعة الطوافة) و(أجوبة متفرقة للإمام المنصور) وهو برقم03670 يقع في 297ورقة، والعقد الثمين من الورقة(1ـ144) وقد وصفه الدكتور حسين العمري في كتابه مصادر التراث في المتحف البريطاني ص151ـ154.
- في الورقة الأولى تمليك للحسين بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله العباس بالشراء سنة1200هـ، وتمليك آخر لحسين بن إسماعيل الروني سنة1235هـ.
- نسخة المتحف البريطاني جميلة الخط لكنها مجهولة الناسخ والتأريخ، ولعلها كتبت في نفس فترة النسختين الأولتين.(1/26)
عملي في التحقيق
1- قمت بقابلة النص على المخطوطة (أ) ووضعت النقاط والفواصل بحسب الإمكان، ووضعت عناوين لمباحث الكتاب بين معقوفين من عندي.
2- قابلت النص مرة ثانية على النسخة (ب) التي ضمن مجموع آل الوزير، ثم مرة ثالثة على النسخة(جـ) المصورة عن نسخة المتحف البريطاني وأثبت الاختلافات بين النسخ.
3- تخريج الآيات القرآنية.
4- تخريج الأحاديث النبوية والآثار العلوية بقدر الإمكان وبحسب المراجع المتوفرة، وما يختص بالأحاديث التي أوردها الإمام من كتب الإمامية رجعت فيها إلى برنامج المعجم الفقهي - الإصدار الثاني - سنة1996م وهو من إصدارات مركز المعجم الفقهي - الحوزة العلمية - بقم المشرفة الذي يشرف عليه الشيخ علي الكوراني.
5- تعريف الفرق والطوائف التي ذكرها الإمام عليه السلام.
6- ترجمت الأعلام الواردين في الكتاب بحسب الإمكان وضرورة الموضوع.
7- فهرست الآيات والأحاديث والمواضيع.(1/27)
شكر وتقدير
أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان إلى كل من أسهم في إخراج هذا العمل إلى النور، وفي المقدمة المولى العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي وأولاده الذين تولوا صف الكتاب ومراجعته، والأخ الأستاذ خالد قاسم المتوكل والولدين العزيزين محمد وعبد الله عبد السلام الوجيه الذين ساعدوا في مقابلة النسخ.
والأستاذ الفاضل التقي أحمد محمد عباس إسحاق الذي أرهق في متابعة التحقيق للكتاب وساعد في تخريج بعض أحاديثه من برنامج المعجم الفقهي.
وكافة الإخوان العاملين في مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية الذين تحملوا تكاليف الطباعة والنشر.
جعل الله الأعمال خالصة لوجهه الكريم... إنه على ما يشاء قدير.
عبد السلام عباس الوجيه
صنعاء 22/ ربيع الأول/1421هـ
الموافق 24/يونيه /2000م(1/28)
[خطبة الكتاب]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي تعالى عن الضد المنادد، وتقدس عن صفة الولد والوالد، القادر العليم، السميع الحكيم، الحي القيوم، الذي لا نظير له ولا عديل، ولا شبيه ولا مثيل، تعالى عن صفات المخلوقين، واستحال عليه إدراك حواس المربوبين، يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير، العدل في أفعاله لغنائه وعلمه فلا يجوز عليه إضافة جور الجائرين، الحكيم في أفعاله فلا يوصف بسفه العابثين، الرحيم بعبيده، الصادق في وعده ووعيده، لم يطمع المصرين على عصيانه، في شريف غفرانه، فيكون مغرياً لهم بعناده، ولا أبلسهم عن قبول التوبة فيحملهم على إجحاده، ولا شفع فيهم أرباب الوسائل لديه فيكون مبدلاً لقوله ومساوياً بينهم وبين أوداده، أزاح عنهم العلل، وأوضح السبل، وأرسل الرسل، مؤيدين بالمعجزات، مخوفين من المنجزات، ظاهرين بالآيات، قاهرين بالدلالات، مبطلين للجهالات، عليهم أفضل السلام وأزكى الصلوات، وعلى الطاهرين من ذراريهم والطاهرات، ولا إله إلاَّ الله اعترافاً بربوبيته، وإقراراً بعبوديته، الذي تقدس عن نظير، وتعالى عن وزير وظهير، وصلى الله على محمد، المبعوث من أشرف القبائل، المخصوص بأرفع المنازل، الموهوب أكرم الوسائل، المؤيد بأظهر الدلائل، وعلى وصيه المعظم على سائر الأوصياء، الحائز عوالي شرائف مراتب الأولياء، المنصوص عليه حالاً بعد حال، فاشترك في رواية النص عليه نقلة النساء والرجال، وعلى آله المعادلين للكتاب، المؤيدين بالصواب، شموس الدين الظاهرة، وأقمار الإسلام الباهرة، ونجوم الإيمان الزاهرة، أدلة الدنيا والدين، شفعاء المرتضين في الآخرة، وسلم وكرَّم.(1/29)
[أهمية الإمامة ومكانتها في علم أصول الدين]
أمَّا بعد: فإنَّ أولى ما اشتغل به فكر الناظر، وكدَّت في إدراك مطلوبه الخواطر، علم الأصول الذي هو الأساس لسائر العلوم، إذ أكثرها يقتصر فيه على الوهوم، وهو العلم بالله تعالى وبصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز، والعلم بأفعاله وأحكام أفعاله وما يجوز عليه وما لا يجوز، والعلم بالنبوة من جملة الأفعال، ومن نفائس حكم ذي الجلال، لأن الأنبياء عليهم السلام هم الوصلة بين الله تعالى وبين عبيده، المفصِّلين لمعاني وعده ووعيده، المبشرين المنذرين، الهادين المبصرين، المؤمنين المحذِرِين، سلام الله عليهم أجمعين، وإذا كان ذلك كذلك فلا بد لشرعهم الذي شرعوه من حامٍ له وداعٍ إليه، ومبين له وحامل عليه، قال سبحانه، وهو ذو المنّ والإياد: ?إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ?[الرعد:7]، فالنبي صلى الله عليه [وآله] هو المنذر، والهادي هو الإمام القائم من ذريته سلام الله عليهم [أجمعين]، وقد ذكرنا وذكر من تقدمنا من آبائنا عليهم السلام، وفرسان علماء أهل الإسلام، في العدل والتوحيد، وما يتبعهما من الوعد والوعيد، والنبوة والإمامة ما يشفي صدور الطالبين، وينفع غلة الراغبين، فمن طلب ذلك فهو موجود، وحوضه للراغبين طفحان مورود، لا يوجد عنه مُجلأ، ولا مصدود.(1/30)