[ومن ولد فاطمة]
ولنذكر ما جاء في أنه من ولد فاطمة عليها السلام فنقول في ذلك من (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين بن معاوية العبدري على حد أربع كراريس من آخر الجزء الثاني من جزئين، وكان الخبر قد قرأه (العربوني) [الواعظ نزيل واسط على مصنفه، وقد قرأه الوزير يحيى بن هبيرة على (العربوني)]، وهو آخر المصنف في باب تغيير الزمان وذكر الأشراط، من صحيح أبي داوود السجستاني وهو (كتاب السنن)، ومن (صحيح الترمذي) أيضاً، وبالإسناد قال: عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((المهدي من ولد فاطمة عليها السلام)).
ومن كتاب (المصابيح) لأبي محمد الحسين بن مسعود الفرا، في باب أخبار المهدي عليه السلام وهو على حد أربع كراريس من آخر الكتاب.
وبالإسناد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: ((المهدي من عترتي، من ولد فاطمة عليها السلام)).
ومن (الجزء الأول من مسند سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن رسول الله) تأليف الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدار قطني، الحديث الرابع من مسند أبي عبدالله الحسين بن علي صلى الله عليهما بالإسناد، قال: حدثنا أبو طالب الحافظ، وأحمد بن بصير بن أبي طالب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشيد، قال: قرأ عليَّ موسى بن محمد بن عطاء أو فيما حدثنا، قال: حدثني الوليد بن محمد المؤيدي، قال: كنت مع الزهري بالرصافة فسمع لغباً وزمراً فقال: انظر ماهذا ياوليد، فتطلعت من كوة في البيت، فقلت: رأس زيد بن علي، فقال: يستعجل أهل هذا البيت القدر.(1/186)


حدثنا علي بن الحسين بن علي عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لها: ((المهدي من ولدك))، ومثله رفعه إلى علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدته فاطمة صلى الله عليهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: ((المهدي من ولدك)).
ورفع بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرضةً حتى أشفا، فأتت فاطمة عليها السلام تعوده، فلما رأت ما برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الجهد خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها على خدها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما يبكيك يا فاطمة، أما علمت أن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعةً فاختار منهم أباك بعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إليَّ فانكحتكيه، أما علمت يا فاطمة أن بكرامة الله إياك زوجتكِ أعظمهم حلماً وأكثرهم علماً، وأقدمهم سلماً))، قال: فسُرَّت بذلك فاطمة، واستبشرت بما قال لها رسول الله، وأراد رسول الله أن يزيدها من الخير الذي قسم الله لمحمد وأهل بيته، فقال: ((يا فاطمة، ولعلي ثمانية أضراس ثواقب: علم بالله، وبكتابه، وحكمته، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله، وسبطاه الحسن والحسين. يا فاطمة، إنَّا أهل بيتٍ أعطانا الله سبع خصالٍ لم يعطها أحداً من الأولين قبلنا، ولا يدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء، وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، ومنَّا من له جناحان حصيان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمك، ومنَّا سيد الشهداء وهو حمزة عمك، ومنَّا سبطا هذه الأمة سيدا شباب أهل الجنَّة هما ابناك، ومنَّا والذي نفس محمدٍ بيده مهدي هذه الأمة)).
ومن (الجزء الثالث من مسند سيدة النساء) من حديث أبي أيوب الأنصاري، رفعه إلى سيدة النساء فاطمة عليها السلام، عن أبيها خاتم المرسلين، مثل الحديث الأول في المعنى.(1/187)


ومن (كتاب الفردوس) لابن شيرويه الديلمي، ذكر في (الألف واللام) رفعه إلى أم سلمة رضي الله عنها، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((المهدي من ولد فاطمة عليها السلام)).
ومن (كتاب الملاحم) تأليف أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله المنادي رفعه إلى أم سلمة رضي الله عنها، أنها قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي عليه السلام، فقال: ((نعم هو حق من ولد فاطمة))، أو قال: ((من بني فاطمة عليها السلام))، فهذه الأخبار رويناها في أنه من ولد فاطمة عليها السلام، واقتصرنا على هذا القدر لأن فيه كفاية، والحمدلله رب العالمين.(1/188)


[ماجاء في عيسى عليه السلام]
فلنذكر ما جاء في أن عيسى عليه السلام يُصلي خلفه، فهذه فضيلة عظيمة لمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم تقصر عنها المنازل، ولا يساويها شيءٌ من الفضائل، وتخصيص لذرية سيدة نساء العالمين بمثل هذا الشَّرف المبين، فالحمدلله الذي جعلنا من ذريتها ووصلنا بلحمتها، وجعلنا من عقبها، وأحد أضراس بعلها المرتضى المخصوص بالخلافة والوصية، المفضَّل على جميع البرية.
ومن (كتاب الملاحم): لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله المنادي، في صلاة عيسى عليه السلام خلف المهدي سلام الله عليه، رفعه بإسناده إلى عثمان بن أبي العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((يكون للمسلمين ثلاثة أمصار، مصر ملتقى البحرين، ومصر بالحيرة، ومصربالشام، فيفزع المسلمون ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض جيش ينهزم من المشرق))، ثم ساق الحديث إلى أن قال: ((ثم ينزل عيسى بن مريم عند صلاة الفجر فيقول أمير الناس: تقدم ياروح الله فصل بنا، فيقول: إنكم معشر هذه الأمة بعضكم أمراء على بعض، أقدم أنت فصل بنا فيتقدم الإمام فيصلي بهم، فإذا انصرف أخذ عيسى بن مريم حربته وذهب لحق الدجال فقتله)).(1/189)


وبالإسناد أيضاً، رفعه إلى مكحول، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: فتح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح لم يفتح له فتح مثله منذ يوم بعثه الله تعالى، وهو في بيته، فجاء الناس يهنؤنه بالفتح، وكانوا جلوساً على بابه لا يدخل إليه منهم أحد إلاَّ أن يأذن له بذلك، قال حذيفة: وإني إلى جنبه فقلت [له]: ليهنك الفتح بأبي أنت وأمي يا رسول الله وضعت الحرب أوزارها، ثم قلت: يا رسول الله، قربت الساعة إن شاء الله، فقال عند ذلك: ((هيهات هيهات، والذي نفسي بيده إن بينك وبينها لست خصال)) قال حذيفة: فصمتُّ فلم أتكلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا تسألني يا حذيفة ما هذه الخصال))، فقلت: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: ((أولهنَّ موتي)) فقلت: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فقال: ((ألا تقول هذه واحدة))، فقلت: نعم يا رسول الله، هذه واحدة، قال: ((ثم فتح بيت المقدس)) قلت: نعم، قال: ((ثم يكون بعد ذلك فتنة بين فئتين عظيمتين فيقتل بينهما خلق كثير))، ثم ساق ما يكون من ملك الروم في آخر الزمان مع المسلمين، والخبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة، إلى أن قال: ((ثم يجتمع المسلمون إلى المدينة واسمها طيبة حتى تضيق بهم المدينة ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا إمامهم على الموت أو يفتح الله لهم ثم يكسروا أغماد سيوفهم))، ثم ساق خبر الدجال وما يكون من فعله وقتله، ثم قال: ((فبينما هم على ذلك إذ نزل عيسى بن مريم وجماعة المسلمين وخليفتهم قد صفّوا للصلاة وذلك بعد أن يؤذن المؤذن فسمع المؤذن، فإذا عيسى قد هبط فيقول له: يا روح الله، تقدم فصل بالناس صلاة الصبح، وذلك تصديق حديث رسول الله بذلك، فيقول عيسى: بل انطلقوا إلى إمامكم فليصل بكم فإنه نعم الإمام فيصلي بهم إمامهم ويصلي عيسى معهم خلفه، ثم إن الإمام ينصرف فيستبشر الناس بنزول عيسى، فيراه الدجال فينماع كما ينماع القير في النار فيمشي إليه عيسى فيقتله))، فهذا(1/190)

38 / 73
ع
En
A+
A-