الفصل الأول: في أن لا بد من المهدي عليه السلام لو لم يبق من الدنيا إلاَّ يوم واحد لبعث الله رجلاً من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وما يجري هذا المجرى، وفي بعضها ذكر اسمه فهذا الجنس خمسة وثمانون حديثاً.
الفصل الثاني: في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن المهدي من ولد فاطمة)) وفيه تسعة أحاديث.
الفصل الثالث: إن عيسى بن مريم عليه السلام يصلي خلف المهدي صلى الله عليه وسلم وفيه اثنا عشر حديثاً.
الفصل الرابع: في ذكر الدجال، وفيه أربعة أحاديث.
ولسنا نحتاج إلى تعيين مواضع هذه الأخبار ولا ذكرها على الكمال، وإنما نذكر في كل باب ما تمس الحاجة إليه ويتعلق به الغرض ويدل على ما سواه، فقد روينا بالإسناد الموثوق به من (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين العبدري من الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة على حد ربعه الآخر، في باب جامع ما في العرب والعجم، وهو آخر الباب من (صحيح النسائي) بالإسناد، قال مسعدة: عن جعفر، عن أبيه، عن جده، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أبشروا أبشروا إنما أمتي كالغيث لا يدرى آخره خير أم أوله، وحديقة أطعم منها فوج عاماً لعل آخرها فوجاً، يكون أعرضها عرضاً وأعمقها عمقاً وأحسنها حسناً، كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي أوسطها والمسيح آخرها، ولكن بين ذلك ثبج أعوج ليسوا مني ولا أنا منهم)).(1/176)
ومن (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين أيضاً في آخر الجزء الثاني من آخر الستين على حد أربع كراريس من آخره، وكان هذا الخبر قد قرأة العربوني الواعظ بذيل واسط على مصنفه، وقد قرأه الوزير يحيى بن هبيرة على العربوني وهو آخر المصنف في آخر الزمان، وذكر الأشراط من صحيح أبي داوود السجستاني، وهو كتاب السير من (صحيح الترمذي)، أيضاً بالإسناد إلى ذر، عن عبدالله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لولم يبق من الدنيا إلاَّ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث)) وفي رواية أخرى: ((حتى ينعبث رجل))، قال: وفي حديث أبي هريرة: ((يلي رجل)) قال: وفي رواية: ((حتى يملك العرب رجل مني ومن أهل بيتي يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)).
وبالإسناد أيضاً قال: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لو لم يبق من الدهر إلاَّ يوم واحد لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)).
وبالإسناد أيضاً: قال وعن أبي إسحاق قال: قال علي صلوات الله عليه ونظر إلى ابنه الحسن فقال: (إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق يملأ الأرض عدلاً).
وبالإسناد أيضاً قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد قال: سمعت زيداً أبا الحواري قال: سمعت أبا الصديق تحدث عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا كذباً فسألنا النبي صلى الله عليه [وآله وسلم] فقال: ((يخرج المهدي في أمتي خمساً أو سبعاً أو تسعاً)) زيدٌ الشاك، قال: قلنا: أي شيء؟ قال: سنين، قال: ثم قال: (يرسل السماء عليكم مدراراً، ولا تدخر الأرض من نباتها شيئاً، ويكون (كدراً)، قال: يجئ الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال: فيحثى له في ثوبه ما استطاع إليه)).(1/177)
وبالإسناد إلى أبي سعيد الخدري أيضاً، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يكون في أمتي المهدي فإن طال عمره أو قصر عمره عاش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها)).
وبالإسناد أيضاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً، قال ثم يخرج من عترتي أو من أهل بيتي من يملاؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً)).
وبالإسناد (أيضاً) إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً)) فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: ((بالسوية بين الناس)) قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد غنىً ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي يقول: من له في المال حاجة فما يقوم من الناس إلاَّ رجل واحد فيقول: أنا، فيقول: أئت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: إحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد تعساً أعجز عما وسعهم، قال: فيرده فلا يقبل منه، [و]يقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطينا؟ فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أو قال: [ثم] لا خير في الحياة بعده)).
ومن (تفسير الثعلبي) رفعه إلى أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نحن بنو عبدالمطلب سادة أهل الجنَّة: أنا، وحمزة، وجعفر، وعلي، والحسن، والحسين، والمهدي)).(1/178)
ومن (كتاب الفردوس) لابن شيرويه الديلمي رفعه بإسناده إلى حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السموات والأرض والطير في الجو يملك عشرين سنة)).
ومن كتاب (المصابيح) رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا تذهب الدنيا، أو قال: لا تنقضي الدنيا حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)).
وبالإسناد أيضاً من كتاب (المصابيح) لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء، في باب أخبار المهدي عليه السلام، رفعه إلى عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تذهب الدنيا حتى تملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)).
ومن كتاب (الملاحم) تأليف الشيخ أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله المنادي، من الجزء الثالث، من المقتضى على محدثي الأعوام نبأ ملاحم غاير الأيام، ذكرنا بإسناده قال: حدثني أحمد بن ملاعب قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا فطر بن خليفة، عن القاسم بن ابيره، عن أبي الفضل، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لو لم يبق [من الدهر] إلاَّ يوم واحد لبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً)).
ومثله بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا تمضي الدنيا حتى يملكها رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي)).
ومثله رفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تنقضي الدنيا، أو قال: لا تذهب الدنيا حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى الوجه، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله جوراً يملك سبع سنين)).(1/179)
وعن أم سلمة رضي الله عنها، أنها قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي فقال: ((نعم هو حق)) وفي خبر آخر: ((لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي)).
وفي رواية أخرى أنه قال: ((لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي)).
وروى بإسناد رفعه إلى خيثمه بن عبدالرحمن أن أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه، قال: (ليخرجنَّ رجل من ولدي عند اقتراب الساعة حين تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان لما لحقهم من الضر، والشدة، والجوع، والقتل، ودوابر الفتن، والملاحم العظام، وإماتة السنن، وإحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فيحيي الله تعالى بالمهدي محمد السنن التي قد أميتت، ويسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين، ويتألف إليه عصبٌ من العجم وقبائل من العرب، فبقي على ذلك سنين ليست بالكثيرة دون العشر).
وروى بإسناده إلى إبراهيم بن المغيرة، عن عمر وبن أبي قيس، أنه حدثهم عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ونظر إلى ابنه الحسن عليه السلام فقال إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق يملأ الأرض عدلاً.
ومن (مسند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) تأليف الحافظ أبي جعفر محمد بن عبدالله بن سليمان بن أيوب الحضرمي المعروف بالمطين، رفعه بإسناده إلى أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لو لم يبق من هذا الدهر إلاَّ يوم واحد لبعث الله تعالى فيه رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً)).(1/180)