وحدثني السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين الحسني صلوات الله عليهم، قال: أخبرنا السيد أبوعبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: أخبرنا زيد بن حاجب، قال: أخبرنا محمد بن علان البزاز، حدثنا عبدالكريم بن مالك، حدثنا حسن بن عبدالواحد، حدثنا يوسف يعني ابن كليب، عن عامر، حدثنا سفيان ابن خالد الأعشى، قال: دخل نفر من أهل الكوفة على زيد بن علي حين قدم الكوفة، فقالوا: يا بن رسول الله، أأنت المهدي الذي بلغنا أنه يملؤها عدلاً؟ قال: لا، قالوا: فنخشى أن تكون علينا مفتاح بلاء، قال: ويحكم وما مفتاح بلاء؟ قالوا: تهدم دورنا، وتسبى ذرارينا، ونقَّتل تحت كل حجر، قال: ويحكم ! أما علمتم أنه ليس من قرن تمشوا إلاَّ بعث الله عزوجل منَّا رجلاً أو خرج منا رجل حجة على ذلك القرن، علمه من علم وجهله من جهل.
وحدثني السيد أبوالحسين يحيى بن الحسين الحسني، قال: حدثنا السيد أبو عبدالله محمد بن علي الحسني الكوفي، قال: أخبرنا علي بن أحمد المقري قراءة، قال: أخبرنا عبدالعزيز، حدثني عمرو بن خالد بن [زيد] بن الجارود، قال: حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا قاسم بن محمد بن عبدالله بن عقيل بن أبي طالب، قال: قال زيد بن علي: المهدي حقٌ، وهو كائن منَّا أهل البيت، ولن تدركوه وذلك يكون عند انقطاع من الزمن، فلا تنكلوا عن الجهاد مع الداعي منَّا إلى كتاب الله وسنة رسوله القائم بذلك الموثوق به، إمام لكم وحجة عليكم فاتبعوه تهتدوا.(1/171)


وروى الناصر عليه السلام في كتاب الإمامة: وجدت في كتاب أبي علي بن الحسن رحمه الله، قال: حدثني يحيى بن هشام، قال: حدثنا محمد بن عبيدالله، عن أبيه، عن جده أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نفرٍ من أهل بيته فبكى، فقال بعضهم: ما أبكاك يا رسول الله؟ فقال: إنَّا على ذلك أهل بيتٍ اختار الله تعالى لنا الآخرة على الدنيا، إن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة، وبغضاً من الناس، وتشريداً في البلاد، ثم يفرج الله عنهم برجل منا.
وأخبرنا السيد الإمام أبو طالب رضي الله عنه قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المعروف بعبدكي، قال: أخبرنا ابن داود الأصفهاني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح الأنماطي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الجعفري، عن عبدالله بن جعفر الزهري، قال: سمعت عبدالله بن الحسن يقول لإبنه محمد: ما بقيت خصلة من خصال الخير إلاَّ وهي فيك، وإنك لمهدي هذه الأمة.
وبهذا الإسناد عن أبي داوود، قال: حدثنا عمران بن عبدالرحيم، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا أبو عيينه، عن عاصم، عن عارر بن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: المهدي اسمه اسمي واسم أبيه إسم أبي.(1/172)


قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام في كتاب (الأحكام)، باب القول فيما ذكر عن المهدي عليه السلام: نرجو أن [يكون] الله قد قرب ذلك إن شاء الله وأدناه، وذلك أنا نرى المنكر قد ظهر، والحق قد درس وغبر، وقد قال الله سبحانه: ?فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا?[الشرح:5،6]، وقال: ?حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ?[يوسف:110]، [وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اشتدي أزمة تنفرجي))] وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لأن أكون في شدة انتظر الرخاء أحب إليَّ من أن أكون في رخاء أنتظر الشدة)) ثم وصف المهدي عليه السلام وروى فيه روايات والباب من كتاب (الأحكام) معروف.(1/173)


وروينا بالإسناد الموثوق به إلى السيد أبي طالب عليه السلام، رفعه إلى إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لما قام بدعوة أخيه محمد بن عبدالله النفس الزكية عليه السلام بالبصرة، سألوه هل أخوك المهدي الذي بشر الله به؟ فقال: المهدي عِدَةٌ من الله وَعَدَ بها نبيه أن يجعل من ذريته رجلاً مهدياً، لم يسمه بعينه، ولم يؤقت زمانه فإن كان أخي المهدي الذي بشر الله به، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن لم يكن أخي المهدي الذي بشر الله به لم يترك أخي فرضاً لله في عنقه لانتظار أمرٍ لم يؤمر بانتظاره ولا شك أن الأخبار الواردة في أمر المهدي عليه السلام تكثر عن أن نوردها في [مثل] هذا الكتاب، لأنا نريد الإختصار ليقرب حصول الفائدة، ولأنا لم نَبِن الكتاب على الإحتجاج على من أنكر كون المهدي عليه السلام، فنحتاج إلى الإستظهار عليه بكثرة الرواية في أمر المهدي عليه السلام، وإنما كلامنا على من ادعى أنه قد كان في الوجود وهو غائب منتظر من فرق الشيعة، فقد بينا فيما تقدم عدتهم، وأقوالهم، ورجالهم، وروينا طرفاً مما احتج به بعضهم، إذ الرواية عن كلهم كانت تفتقر إلى طول في الكتاب، وركوب متن الإسهاب، الذي تحاماه جلة العلماء وأهل التحصيل منهم، فأردنا أن نذكر من كل شيء دليلاً على ما وراءه ونورد من الآثار التي رويناها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يليق بما نحن بصدده، وقد روينا في أمر المهدي عليه السلام من الخاصة والعامة رواية واسعة بحمدالله، ولسنا نورد الأسانيد بطولها فنحتاج إلى توسيع لا يتعلق به الغرض، بل نرفع الرواية إلى مصنف الكتاب الذي روينا منه، أو إلى الشيخ الذي أسندت الرواية إليه، ونذكر ما روينا عن العامة جملة، وما روينا من طريق أهل البيت عليهم السلام جملة، إلاَّ أن نروي حديثاً واحداً فنعينه بطريقه إلى من أوصلناه إليه، ومن الله نستمد التوفيق والمعونة.(1/174)


[الأحاديث في المهدي عليه السلام]
ونحن نروي هذه الأحاديث في أمر المهدي عليه السلام من ثلاث طرق، غير هذه الطريق التي سطرناها في الكتاب، وإنما اعتمدناها لكونها من رواية الإمامية فنقطع شغبهم عنَّا، فالذي رويناه من طريق العامة هو ما صحت لنا روايته، عن الفقيه العالم أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد البطريق الأسدي الحلي، يرفعه إلى رجاله مما رواه من كتب العامة بالأسانيد الصحيحة، وهو مائة حديث وعشرة أحاديث مع أربعة أحاديث في مقال الدجال، منها من (صحيح البخاري) ثلاثة أحاديث، ومنها من (صحيح مسلم) أحد عشر حديثاً، ومنها من (الجمع بين الصحاح الستة) لرزين بن معاوية العبدري أحد عشر حديثاً، ومنها من كتاب (فضائل الصحابة) مما درجه الشيخ الحافظ عبدالعزيز العسكري المحدث من (مسند أحمد بن حنبل) سبعة أحاديث، ومنها من (تفسير الثعلبي) خمسة أحاديث، ومنها من (غريب الحديث) لابن قتيبة الدينوري ستة أحاديث، ومنها من كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي أربعة أحاديث، ومنها من كتاب (مسند سيدة النساء فاطمة صلوات الله عليها) تأليف الحافظ أبي الحسن الدار قطني ستة أحاديث، ومنها من كتاب (المبتدأ) للكسائي حديثان يشتملان على ذكر المهدي صلوات الله عليه وذكر خروج السفياني والدجال، ومنها من كتاب (المصابيح) لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء خمسة أحاديث، ومنها من (كتاب الملاحم) لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله المنادى أربعة وثلاثون حديثاً، ومنها من (كتاب الحافظ محمد بن عبدالله الحضرمي المعروف بالمطين) ثلاثة أحاديث، ومنها من (كتاب الرعاية لأهل الرواية) لأبي الفتح محمد بن إسماعيل بن إبراهيم القرعاني ثلاثة أحاديث، ومنها خبر سطيح رواية الحميدي، ومنها من (كتاب الإستيعاب) لأبي عمر يوسف بن عبدالبر النمري حديثان. وفصول هذه الأحاديث أربعة فصول:(1/175)

35 / 73
ع
En
A+
A-