وبالإسناد المتقدم إلى السيد المرشد بالله قال: أخبرنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بقرآتي عليه، قال: حدثنا أبو الحسين الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الوبري بقراءتي عليه في خان القرابين قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سبرة الجعابي الحافظ قراءة عليه قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الغطفاني قال: حدثنا الحسن بن علي بن بزيع قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن عمرو بن حريث عن بردعة وهو ابن عبدالرحمن البناني عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقتل من ولدي رجل يدعى زيداً، بموضع [يعرف] بالكناسة، يدعو إلى الحق يتبعه عليه كل مؤمن)).
وبالإسناد المتقدم إلى المرشد بالله عليه السلام قال أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسن الحسني الكوفي بقرآتي عليه بها قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر التيملي البزاز قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن عامر البندار قال: حدثنا محمد بن منصور بن يزيدالمقري قال: حدثني عبدالله بن منصور القومسي قال: حدثنا الحسن بن معاوية بن وهب البجلي عن الحكم بن كثير عن أبيه كثير، عن حبة العرني قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام أنا والأصبغ بن نباتة في الكناسة في موضع الخزازين والمسجد والخياطين، وهي يومئذ صحراء، فما زال يتقلب إلى ذلك الموضع ويبكي بكاءً شديداً ويقول: بأبي بأبي، فقال له الأصبغ: يا أمير المؤمنين لقد بكيت والتفتَّ، حتى بكت قلوبنا، وأعيننا، والتفتُّ فلم أرَ أحداً قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنه يولد لي مولود ما وُلِدَ أبوه بعد يلقى الله غضباناً وراضياً له على الحق، حقاً على دين جبريل وميكائيل ومحمد صلى الله عليهم، وأنه يُمَثَّل به في هذا الموضع مثالاً ما مُثِلَ بأحد قبله، ولا يمثل بأحدٍ بعده صلوات الله على روحه وعلى الأرواح التي تتوفى معه)).(1/71)


وبالإسناد المتقدم في أمالي السيد المرشد بالله: رفعه إلى جابر الجعفي قال: قال لي محمد بن علي عليهما السلام: إن أخي زيداً بن علي خارج ومقتول، وهو على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله، قال جابر: فلما أزمع زيد بن علي عليهما السلام الخروج قلت له: إني سمعت أخاك يقول كذا وكذا، فقال لي: يا جابر لا يسعني أن أسكن، وقد خُولِفَ كتاب الله تعالى، وتُحوكِم إلى الجبت والطاغوت، وذلك إني شهدت هشاماً ورجلٌ عنده يسبُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت للساب له: ويلك يا كافر، أمَّا أني لو تمكنت منك لاختطفت روحك، وعجلتك إلى النار، قال هشام: مهٍ عن جليسنا يا زيد، فوالله لولم يكن إلاَّ أنا ويحيى ابني لخرجت عليه وجاهدته حتى أفنى.
وعن أبي مخنف قال: قيل لجعفر بن محمد عليه السلام: ما الذي تقول في زيد بن علي وخروجه على هشام؟ فقال جعفر عليه السلام: قام زيد [بن] علي مقام صاحب الطّف يعني الحسين بن علي عليهما السلام.
وبالإسناد المتقدم من أمالي السيد المرشد بالله قال: أخبرنا الشريف أبو عبدالله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن بن حاجب الخزاز الزاهد قراءة عليه في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن الحسين بن جعفر الأشناني قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا يحيى بن حسن بن فرات قال: حدثنا حماد بن يعلى عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي قال: دخل زيد بن علي على أخيه أبي جعفر وهو ينظر في كتاب من كتب علي عليه السلام قال: فجعل أبو جعفر يسائل زيداً عمَّا في الكتاب، قال: فيرد زيد [بن علي] على أبي جعفر بجواب [علي بن أبي طالب، قال: فقال أبو جعفر لزيد: ما فينا، أو ما كان أحد أشبه بعلي بن أبي طالب منك.(1/72)


وروينا عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: لو نزلت من السماء راية ما ركزت إلاَّ في الزيدية، ولو استقصينا ما جاء عن محمد بن علي وعن جعفر بن محمد عليهما السلام خاصَّة وعن سائر أولاد الحُسَين عليهم السلام عامّة لاحتجنا إلى شرح طويل وكتبٍ كثيرة، ولكنَّا أردنا الإشارة فهي تدل على ما رويناه، ولكن على الجملة إذا قد تقرر الكلام من جعفر بن محمد ومن محمد بن علي عليهما السلام بتصويب زيد بن علي عليه السلام فيما فعل، وإيجاب طاعته، وتثبيت إمامته مع الوارد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زيد بن علي عليه السلام، ومن علي عليه السلام، ومن الحسين بن علي عليه السلام، ولا أحد من الإمامية خاصَّة، ومن الأمة عامَّة قال بإمامة زيد بن علي عليه السلام، إلاَّ وهو يقول إن الإمامة في ولد الحسن والحسين سلام الله عليهما وعلى آلهما، وما بقي للإمامية عُذرٌ يتعلقون به إلاَّ أن الظاهر من محمد بن علي عليه السلام، ومن جعفر بن محمد سلام الله عليه كان تقية.(1/73)


[الجواب على الإمامية في تقية الباقر والصادق]
والكلام عليهم في ذلك أنه لا وجه للتقية بظهور الكلام في تعظيم زيد بن علي عليه السلام في ذلك الوقت، بل المعلوم أن من سلك مذهب التقّية أظهر سبَّ زيد بن علي عليه السلام والبرآة منه، فأين التقية بإظهار ولائه ومودته، وهل يتكلم بذلك من يعرف الحال كيف كان في أيام بني أميَّة، وكان أعظم الناس زُلفةً من سَبَّ علياً وآل علي عليهم السلام، لو أردنا أن نروي في ذلك شيئاً كثيراً لأمكن ؛ ولكن ظهوره أغنانا عن التعني في أمره، وإنَّ علياً وفضلآء آل علي عليهم السلام كان سلطان بني أميَّة قائماً بسَّبهم عليهم السلام على المنابر، وعلى رؤس الأشهاد، وفي المحاضر.
فهذا ما يتعلق به الكلام في معنى الآية الشريفة.(1/74)


[حديث الثقلين]
وأمَّا الخبر فهو ما أخبرنا به الشريف الأمير الأجل الداعي إلى الله عزوجل بدرالدين صدر الإسلام، وشيخ آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن أحمد بن الهادي إلى الحق عليه السلام قال: أخبرنا الشريف السيد عماد الدين الحسن بن عبداللهرحمه الله قال: أخبرنا القاضي الإمام الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الدين أحمد بن الحسن الكني بقرآته علينا، وأخبرنا المشائخ الأجلاء الفضلاء ختام الدين الحسن بن محمد الرصّاص رحمه الله، والشيخ محيي الدين محمد بن أحمد القرشي طول الله مدته، والشيخ عفيف الدين حنظلة بن الحسن رحمه الله قالوا: أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى رحمه الله قال: أخبرنا القاضي الإمام العالم الأوحد الزاهد، قطب الدين، شرف الإسلام، عماد الشريعة، أحمد بن أبي الحسن الكني أدام الله تأييده قال: أخبرنا أبو منصور بن عبدالرحيم الحمدوني رحمه الله في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه قال: أخبرني والدي الشيخ أبو سعيد المظفر بن عبدالرحيم بن علي الحمدوني قال: حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبدالله الحسين بن اسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبدالرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبوطاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالرحيم بقرآتي عليه قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن محمد بن حبان، قال: أخبرنا عبيد بن محمد بن صبيح الزيات قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا علي بن هاشم عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، الثقلين، وأحدهما أكبر من(1/75)

15 / 73
ع
En
A+
A-