وإن التفتَّ إلى السنة الشريفة، وجدتَها قاضية بمثل هذه (الشهادة(1)[47])) في أخبار كثيرة، نحو قوله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى(2)[48]))).
وقد علم السامعون أن الرافضَ لمذهبهم، والتابعَ لسواهم، والمستفتي لغيرهم(3)[49])، متخلف عنهم غيرُ راكب معهم في سفينتهم وهي سفينة النجاة ، فعُلم أن الفرقة الناجية إنما هي فرقتهم، وفي ذلك دلالة أن الفرقة الناجية إنما هي الزيدية؛ فإن الزيدية إنما هم أهل البيت عَلَيْهم السَّلام وشيعتهم التابعون لهم على مذهبهم.
[نجاة الزيدية على لسان المصطفى(ص) وأئمة أهل البيت(ع)]
وقد شهد لهم بذلك أهل البيت [عَلَيْهم السَّلام] قال الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية عَلَيْهما السَّلام: (الملائكة رابطة الله في السماء، وأنتم أيها الزيدية رابطة الله في الأرض ما ترجو الأمةُ العدلَ إلا بكم، ولا يخاف أهلُ الجور إلا منكم).
__________
(1) 47])ـ سقط من (أ) .
(2) 48])ـ حديث السفينة: أخرجه الإمام الهادي يحيى بن الحسين في الأحكام (2/555) بلاغاً، والإمام أبو طالب من الأمالي (136)، والإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية (1/151، 156)، والإمام المنصور بالله في الشافي (2/82)، وابن المغازلي الشافعي في المناقب (133)، والحموئي في فرائد السمطين (2/246) رقم (516) ، والطبراني في الكبير (3/45) برقم (2636)، والحاكم في المستدرك (3/151) (2/347) عن أبي ذر الغفاري وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/306) ، والطبراني في الصغير (2/85) رقم (852) عن أبي سعيد الخدري، والطبري في ذخائر العقبى (20) عن علي، والإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة (464)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/91) عن أنس بن مالك .
(3) 49])ـ في (ب): والتابع لغيرهم والمستفتي لسواهم .(1/36)


وعن عبدالله بن الحسن [عَلَيْهما السَّلام] في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفتح:4]، قال: جنود السماوات هم الملائكة، وجنود الأرض هم الزيدية، لو مُيِّزِوا من الناس لنزل عليهم العذاب(1)[50]).
ومن كلامه [عَلَيْه السَّلام]: (لو نفض رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم رأسه من التراب ما وضع قدمه إلا فيكم أيها الزيدية(2)[51]).
وفي ذلك دلالة أن عنده عَلَيْه السَّلام أن غيرهم على الضلال؛ لأن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إنما يكون في الفرقة الناجية.
__________
(1) 50])ـ الخبر : في كتاب الاعتبار وسلوة العارفين للإمام الموفق بالله رقم (478) .
(2) 51]) - ومثله روى صاحب الجامع الكافي (خ) عن الحسن بن يحيى ، قال فيه : أبشروا معشر الزيدية ، فلو نفض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه من التراب ما حط رجله إلا فيكم وبينكم . انظر : الجامع الكافي (كتاب السيرة -باب الجهاد) .(1/37)


وأيضاً من المعلوم البين أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قد شهد لزيد بن علي عَلَيْه السَّلام بأنه يدعو إلى الحق ويتبعه (عليه(1)[52])) كلُّ مؤمن؛ روى أنس بن مالك عن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أنه قال: ((يقتل من ولدي رجل يدعى زيد بموضع يعرف بالكناسة يدعو إلى الحق(2)[53])، يتبعه عليه كل مؤمن(3)[54]))).
ولا شك أن أَتْبَاع زيدٍ عَلَيْه السَّلام إنما هم الزيدية؛ [9-ب] فإن من الظاهر الجلي أنهم ينتسبون (إليه(4)[55])) ويتّبعون قوله، ويعتمدون مذهبه، وينسبهم عدوهم إليه، وشهد لهم وليُّهم بذلك.
__________
(1) 52])ـ سقط من (ب) .
(2) 53])ـ في (أ): يدعو إلى الجنة .
(3) 54])ـ أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي الاثنينية (ص298): قال أخبرنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو الحسين الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الوبري بقراءتي عليه في خان الفرايين قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم بن البراء بن سبرة الجعاني الحافظ قراءة عليه، قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الغطفاني، قال: حدثنا الحسن بن علي بن بزيغ، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن حريث، عن برذعة وهو ابن عبدالرحمن البناني، عن أنس قال: قال النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-: ((يقتل من ولدي)) ..الخبر بتمامه . ورواه أيضاً الحاكم الجشمي في جلاء الأبصار (تحت الطبع) .
(4) 55])ـ سقط من (أ) .(1/38)


قال الإمام عبدالله بن الحسن [عَلَيْهم السَّلام]: (والعَلَم بيننا وبين هذه الأمة علي بن أبي طالب عَلَيْه السَّلام، والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي(1)[56])) فشهد الصادق عَلَيْه السَّلام أن من لم يوال أمير المؤمنين عَلَيْه السَّلام فليس من النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم، ومن لم يكن من أتباع زيد بن علي فليس من شيعة علي (عَلَيْه السَّلام(2)[57]))
وعلى هذا قال جعفر بن محمد الصادق [عَلَيْه السَّلام]: (ما أعلم من شيعتنا إلا في أصحاب عمي زيد مضى من مضى منهم على منهاجه، وبقي من بقي ينتظر فرجنا أهل البيت(3)[58])).
فبين [عَلَيْه السَّلام] أن شيعة أهل البيت إنما هم الزيدية دون من عداهم ممن يتسمى باسم الشيعة (وهو خارج عن الشيعة(4)[59])).
__________
(1) 56])ـ روى الخبر: الإمام القاسم بن محمد في الاعتصام بلفظ: (العلم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب، والعلامة بيننا وبين الشيعة زيد بن علي، فمن تبع زيداً فهو شيعي، ومن لم يتبعه فليس بشيعي) ثم قال، قلت: وكلام القاسم والهادي والناصر للحق -عَلَيْهم السَّلام- وغيرهم مثل كلام عبدالله الكامل . الاعتصام (1/47) .
(2) 57])ـ سقط من (ب) .
(3) 58])ـ روى هذا الكلام عن الإمام جعفر بن محمد الحافظ علي بن الحسين في كتابه المحيط بالإمامة (خ) . عن الإمام الناصر الأطروش بسنده عن جعفر بن محمد.
(4) 59])ـ سقط من (أ) .(1/39)


وقد قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لعلي [عَلَيْه السَّلام]: ((يكون من ولدك رجل اسمه زيد يطأ هو وأصحابه ( يوم القيامة(1)[60])) رقابَ الناس غراً محجلين(2)[61]))) والزيدية قد بينا أنهم أصحاب زيد بن علي عَلَيْه السَّلام الذين مضى منهم من مضى على منهاجه، وبقي من بقي ينتظر فرج أهل البيت عَلَيْهم السَّلام.
__________
(1) 60])ـ سقط من (ب) .
(2) 61])ـ الخبر : أخرجه الإمام الموفق بالله في كتاب الاعتبار وسلوة العارفين ص(590) بزيادة : ((يدخلون الجنة)) ، رواه بلفظ مقارب أبو الفرج الأصبهاني في المقاتل (ص127)، ورواه الحاكم الجشمي في جلاء الأبصار (تحت الطبع)، والعلامة أحمد بن موسى الطبري المتوفى حوالي (350هـ) في المنير (ص ...) .(1/40)

8 / 21
ع
En
A+
A-