وهذا يدلك(1)[133]) أن الجانب الذي فيه الزيدية هو جانب أهل البيت عَلَيْهم السَّلام، وهو جانب الحق وأن ما عداه من الجوانب هو الباطل؛ لأن من عداهم من الفرق لم يتبعوا جانب علي عَلَيْه السَّلام ، ولم يقتدوا به في المذهب والقول والعمل.
ومثل ما رواه سلمان رضي الله عنه أنه قال لعلي [عَلَيْه السَّلام]: قلّ ما اطلعت(2)[134]) على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يا أبا الحسن وأنا معه إلا ضرب بين كتفي وقال: ((يا سلمان هذا وحزبه المفلحون(3)[135]))) وحزبه إنما هم أهل البيت عَلَيْهم السَّلام وغيرهم من الزيدية.
ومن الظاهر البين أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قال - ودعا لعلي عَلَيْه السَّلام: ((اللهم أدر الحق معه أينما دار(4)[136]))) لأنهم أتباع علي عَلَيْه السَّلام.
وقال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة(5)[137]))) وذلك يدلك أنهم الفرقة الناجية.
__________
(1) 133])ـ في (أ): يدل .
(2) 134])ـ في (أ) : ما اطلعت .
(3) 135])ـ الخبر: أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية بسنده عن علي –عَلَيْه السَّلام-، انظر: الأمالي الخميسية (1/1/143- 144) .
(4) 136])ـ الخبر في المستدرك على الصحيحين مرفوعاً (3/134) بلفظ : ((اللهم أدر الحق معه حيث دار)) قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وهو في فيض القدير (2/236) وله شواهد من أحاديث كثيرة ، انظر ذلك .
(5) 137])ـ الخبر : أخرجه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في النماقب (2/284) عن أبي الجعد عن أم سلمة ، وأخرجه الإمام الناصر الأطروش بسنده عن أم سلمة ، وعنه رواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين ص(119) .(1/66)


وعنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إن في السماء لحرساً وهم الملائكة، وإن في الأرض لحرساً وهم شيعتك يا علي(1)[138]))).
وعنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قال لفاطمة [عليها السلام]: ((تدرين لم سُمْيّتِ فاطمة)) ؟
قال علي : لِمَ سُميتْ فاطمة يا رسول الله؟
قال: ((لأنها فُطِمَتْ هي وشيعتُها من النار(2)[139])))، وشيعتها باليقين ليس إلا الزيدية؛ لأن الشيعة الأتباع، وأتباعها ليس إلا الزيدية.
وقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((استوصوا في أهل بيتي فإني مخاصمكم عنهم، ومن أكن خصمه خصمتُه(3)[140]))) ولم يستوص بهم خيراً إلا فرقة الزيدية فإن من عداهم يكون على طول الدهر من حزب أعدائهم، ومع محاربيهم أو الخاذلين لهم، ولا يتبعون مذهبهم ولا يلهجون بذكرهم، ولا يؤكدون في قلوبهم محبتهم ، والله تعالى عن ذلك سائلهم.
__________
(1) 138])ـ الخبر: أخرجه الإمام الناصر الأطروش، قال: أخبرني أخي الحسين بن علي، قال: أخبرني عبدالرحمن بن القاسم، قال: حدثني جندب بن والق، قال: حدثنا محمد بن عمر المازني، عن عباد بن حبيب الكلبي، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-: ((إن في السماء حرساً وهم الملائكة، وإن في الأرض حرساً وهم شيعتك يا علي، لم يبدّلوا ولم يغيّروا)) .
وفيه: قال أبو عبدالله جعفر بن محمد: (ما أعلمها في أحد من شيعتنا إلا في أصحاب عمي زيد بن علي، مضى من مشى منهم على منهاجه، وبقي من بقي منهم ينتظر فرجنا أهل البيت) . المحيط بالإمامة (خ) . ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (ص119)، والخوارزمي في المناقب (ص328) .
(2) 139])ـ
(3) 140])ـ وأخرج أبو سعد الملا في سيرته قال:((استوصوا بأهل بيتي فإني أخاصمكم عنهم غداً، ومن كنتُ خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار))، إجازات المسوري 321.(1/67)


قال علي [عَلَيْه السَّلام] لعمار: (يا عمار، نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا(1)[141]))، والمحسن إليهم من سائر الفرق ممن عدى الزيدية أكثر إحسانه أن يبلغ به إلى أن يسوي بينهم وبين عدوّهم فهذا أعظم بِرْهِ وأوسع إحسانه إليهم فليس منهم ولا إليهم، ومحمد صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يوم القيامة خصمهم.
وأيضاً لو لم يكن مذهبهم أولى إلا لأنهم أفضل كما قال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ليس أحد يفضل أهل بيتي غيري(2)[142]))) .
وأن الأمان يقع بهم كما قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي(3)
__________
(1) 141])ـ أخرج كلام أمير المؤمنين: الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في المناقب في كلام طويل: (فنحن النجباء، أفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا سيد الأوصياء، ونحن حزب الله ورسوله، والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أراد أن يعلم ذلك فليمتحن قلبه فإن أشرك في حبنا عدونا فليس نحن فيه، ولا هو منا والله له عدو وجبريل وميكائيل والله عدو الكافرين) . انظر: المناقب (1/2/106) .
(2) 142])ـ الخبر: أخرجه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية بسنده عن أمير المؤمنين عن النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- قال: ((نحن أهل بيت شجرة النبوة، ومعدن الرسالة، ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري)) انظر: الأمالي الخميسية (1/154) .
(3) 143])ـ الحديث بهذا اللفظ وقريباً منه: أخرجه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي بأرقام (618، 623، 651، 653) من طرق عدة، وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/486) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والطبراني في المعجم الكبير (7/22) برقم (6260) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (9/174) .
قال الإمام الشهيد الناصر عبدالله بن الحسن (ت 1256هـ) في الأنموذج الخطير: فلو كان أهل البيت الأربعة لكان قد ذهب أهل الأرض .
وقد أخرج وروى هذا الخبر من الأئمة: الإمام الهادي في الأحكام (1/41) بلفظ مقارب، والإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة (463) والإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية (1/155)، والإمام المنصور بالله في الشافي (4/158) .(1/68)


[143]))).
وأيضاً فالبركة بهم تنزل ودعاؤهم مستجاب كما قال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((دعاء أطفال ذريتي مستجاب ما لم يقارفوا الذنوب(1)[144]))).
وأيضاً فهم أعلم وأحكم، وقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أهل بيتي أحكم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً، تعلموا منهم ولا تعلموهم، وقدموهم ولا تقدموا عليهم(2)[145]))).
__________
(1) 144])ـ
(2) 145])ـ الخبر: أخرجه بلفظ مقارب الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (2/107) بسنده عن محمد الباقر، قال: قال النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- ((أنا وأبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً فإن لبدوا فالبدوا ، وإن استنصروكم فانصروهم تحمدوا وتؤجروا، ولا تستنفروهم فتصرعكم المنية ويشمت بكم عدوكم)) .
وأخرج ذيل الحديث ((قدموهم ولا تقدموهم ...)): الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في كتاب المناقب بلفظ: ((أوصيكم بأهل بيتي خيراً فقدموهم ولا تقدموهم ...الخبر)) .، ورواه الإمام المنصور بالله في الرسالة الناصحة وفي مقدمة كتاب الشافي (1/16)، وقد نقله العلامة عبدالله أحمد بن الشرفي في مقدمة تفسير المصابيح (ص35) طبعة أولى .
وله شاهد آخر من حديث الثقلين أورده الطبراني في الكبير (5/166)، قال بعد حديث طويل: ((لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت عن ذلك لهما ربي، فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم)) ثم أخذ بيد علي فقال: ((من كنت مولاه ...إلخ))، وهو في مجمع الزوائد (9/194)، ومقارب له في الأمالي الخميسية (1/156)، وله شواهد فيما جاء من كلام أمير المؤمنين الآتي، وابن مسعود، وأبي بن كعب . انظر: الأمالي الخميسية (1/1/153)، مناقب الكوفي (1/225، 419)، (2/108، 121).(1/69)


وعن علي [عَلَيْه السَّلام]: (انظروا أهل بيت نبيكم والزموا سمتهم، واتبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإن لَبَدُوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا(1)[146])).
وأيضاً فقد أوصى بهم النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فقال: ((أيها الناس أوصيكم بعترتي [أهل بيتي] خيراً فإنهم لحمتي ووصلتي فاحفظوا منهم ما تحفظون مني(2)[147]))) وقد عرفت أنه يجب حفظ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم باتباعه بالقول والفعل، فكذلك عترته، "وأيضاً فالصلاة أحد أركان الدين وهي لا تصح إلا بالصلاة عليهم فيها(3)[148])".
__________
(1) 146])ـ نهج البلاغة (ص143) رقم الخطبة (97) تحقيق د/ صبحي الصالح.
(2) 147])ـ الخبر: أخرجه الإمام أبو طالب في الإمالي (الباب الثامن) بسنده عن ابن عباس . انظر: تيسير المطالب (ص130) .
(3) 148])ـ ما بين المفتوحتين سقط من (أ) .(1/70)

14 / 21
ع
En
A+
A-