وعنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إذا بلغ بنو(1)[116]) سفيان ثمانون رجلاً اتخذوا مال الله دولاً وعباد الله خولاً(2)[117]))).
وعنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من قاتل علياً على الخلافة فاقتلوه كائناً من كان(3)[118]))).
وعنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ويل لبني أمية ويل لبني أمية ويل لبني أمية(4)[119]))).
__________
(1) 116])ـ في (أ): بلغ بني أبي سفيان .
(2) 117])ـ لم أقف على رواية (بنو سفيان)، وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/526) عن أبي ذر بلفظ: ((إذا بلغت بنو أمية أربعين ...الخبر))، وأخرج الطبراني في الأوسط (2/271) بلفظ: ((إذا بلغ بنو العاص ثلاثين...الخبر))، وأخرجه أبو يعلى في مسنده (11/402)، والحاكم في المستدرك (4/526) برقم (8487، 8479)، ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين (ص104/ط1)، وأخرج أحمد في مسنده (3/80) بلفظ: ((إذا بلغ بنو أبي فلان ثلاثين ...الخبر)) .
(3) 118])ـ أخرجه: الإمام المنصور بالله في الشافي (4/127) عن الحاكم الجشمي من كتابه (سفينة العلوم الجامعة) (مخطوط)، القندوزي في ينابيع المودة (181) بالإسناد إلى أبي ذر (1/62)، وأخرج قريباً منه ابن المغازلي عن أبي ذر، قال: قال رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-: ((من ناصب علياً بعدي فهو كافر، وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي فهو كافر))، وأخرجه أيضاً أبو العباس الحسني في المصابيح (ص301) .
(4) 119])ـ أخرجه ابن البطريق في العمدة (2453) برقم (994) عن الثعلبي من تفسيره بالإسناد إلى ابن عمر، ورواه المتقي في كنز العمال (6/91)، وهو في فضائل الخمسة (3/378) .(1/61)


وعنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((قاتل الحسين في تابوت من نار(1)[120])، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، قد شدت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، منكب في النار حتى يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوذ أهل النار من شدة نتن ريحه(2)[121]))).
وفي الحديث أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لعن الحكم وما يخرج من صلبه(3)
__________
(1) 120])ـ نهاية الصفحة [10-أ] .
(2) 121])ـ أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة (470)، وابن المغازلي في المناقب (ص61) رقم الحديث (95) بزيادة في الخبر: ((وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم كلما نجت جلودهم بدل الله الجلود ليذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم فالويل لهم من عذاب الله عز وجل)).
(3) 122])ـ الحكم بن أبي العاص الأموي: ابن عم أبي سفيان، يكنى أبا مروان من مسلمة الفتح، وهو رأس الدولة المروانية، قال الذهبي: وله أدنى نصيب من الصحبة!! فتعجب لهذا القول فالواقع أن ليس له أدنى نصيب من الصحبة، نفاه الرسول -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- لأمور صدرت منه ، منها محاكاته في بعض حركاته ومشيه صلوات الله عليه، فنفاه وطرده، فنزل بالطائف منفياً حتى خلافة عثمان، وهو أحد ما نقم على عثمان في أمره .انظر: سير أعلام النبلاء (2/107)، الاستيعاب (1/358)، طبقات ابن سعد (5/447، 509) .
والأثر النبوي في لعن الحكم: أخرجه البزار في مسنده (6/344) عن عبدالله بن عمرو، وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (6/160) برقم (7155) عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: أتيت النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- وتركت أبي يلحقني فقال: ((ليطلعن الآن رجل لعين)) فخفت أن يكون أبي فلم أزل خارجاً وداخلاً حتى طلع الحكم بن أبي العاص .
وعن عبدالرحمن بن عوف، قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى النبي -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال: ((هو الوزغ بن الوزغ، الملعون بن الملعون)) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/526/ ط1) قال: حديث صحيح الإسناد .
وأخرج هذا الحديث: أبو عبدالله المروزي في الفتن (1/131) عن عبدالرزاق عن أبيه عن ميناء مولى عبدالرحمن بن عوف، وهو في فيض القدير للمناوي (2/59) .
وقد أخرج حديث لعن الحكم وولده: الحاكم في المستدرك (4/528) عن عبدالله بن الزبير ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ؛ ثم قال: ليعلم الطالب أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي، وأن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم، ولم يسعني فيما بيني وبين الله تعالى أن أخلي الكتاب من ذكرهم .(1/62)


[122])، وسئل الحسن البصري: معاوية أفصح أم الحسن ؟ فقال: معاوية حمار نَهَّاق(1)[123]).
وعن سعيد بن المسيب: ولد غلام لابن أم سلمة فسموه وليد، فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((لا تسموا أولادكم بأسماء فراعنتكم إنه كائن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد أضر عليها من فرعون على قومه(2)[124]))).
وخطب مروان وهو والي معاوية لعنه الله على المدينة: (إن أمير المؤمنين معاوية قد اختار لكم مفزعاً، وأراد أن يكون عن تراض منكم..إلى قوله: إنه قد اختار لكم الرضا يزيد(3)
__________
(1) 123])ـ أخرج خبر الحسن البصري في معاوية: الإمام المرشد بالله في الأمالي الاثنينية (خ/286) بسنده عن السكن بن هارون عن سعيد عن قتادة .
(2) 124])ـ أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/539) وفيه: ولد لأخي أم سلمة غلام ؛ ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . قال الحاكم أيضاً: هو الوليد بن يزيد بلا شرك ولا مرية، ورواه الهيثمي عن عمر بن الخطاب في مجمع الزوائد (5/240) قال: رواه أحمد وإسناده حسن .
وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (1/18) برقم (109) عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب ، قال: ولد لأخي أم سلمة . ورواه الحاكم الجشمي في جلاء الأبصار (تحت الطبع)، وهو في فتح الباري في باب (تسمية الوليد وكراهة ذلك) وقد استوفى ابن حجر طرقه . انظر: فتح الباري (10/580) (ط/ دار المعرفة).
(3) 125])ـ أورد خطبة مروان بن الحكم ودوره في أخذ البيعة ليزيد: كثير من المؤرخين، والوالي على المدينة هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وإنما قام مروان بن الحكم بأخذ البيعة عندما رأى تردد الوليد وخوفه على نفسه، وقد عارض مروان نفسه هذه البيعة لولا وعود معاوية له بولاية العهد بعد ابنه يزيد، والقصة عريضة مشهورة، ورسالة يزيد الخمور إلى الوليد بن عتبة في أخذ البيعة بالقوة معروفة .
انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (1/269)، أنساب الأشراف (ج/ق/124) ، تاريخ اليعقوبي (2/215)، الخوارزمي في مقتل الحسين (1/178)، تاريخ ابن عساكر (13/68)، المصابيح لأبي العباس (ص358)، تاريخ الطبري (4/250) وما بعدها.(1/63)


[125])) ويزيد من قد علم الناس مكثه على شرب الخمر وارتكاب الفجور.
حتى تكلم في ذلك جماعة وردوا على الخاطب، وبلغ الخبر عائشةَ وهي أم المؤمنين فخرجت حتى دخلت المسجد، ولما رآها مروان قال: سألتك بالله يا أم المؤمنين إن قلت إلا حقاً، [17-ب] قالت: لا أقول إلا حقاً، قد لعن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أباكَ ولعنكَ وأنت الطريدُ ابن الطريد في كلام لها.
فهؤلاء أئمة المخالفين للزيدية، وأولئك الذين مدحهم النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم هم أئمة الزيدية، فشتان ما بين الإمامين كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [السجدة:24](1)[126])، وقال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص:41]، ويا بعد ما بين الفريقين كما قال تعالى: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ(7)} [الشورى].
فإذا ثبت أن الزيدية هم أتباعُ الذرية الهادية المهدية فلا بد أن يكونوا منهم داخلين في حزبهم، وقد حكم الشرع النبوي بأن شيعة آل محمد منهم، ومخلوقون من طينتهم، قال الله في مناجاته لمحمد صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بقوله: ((من خلّفت في أمتك يا محمد..إلى قوله: وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً(2)[127]))).
__________
(1) 126])ـ الآية غير موجودة في (أ) .
(2) 127])ـ قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار (1/142): روى هذا الخبر الشريف، الإمام زيد بن علي عن آبائه –صلوات الله عليهم- في مجموعه (ص406) (طبعة دار مكتبة الحياة بيروت)، ورواه من طريقه أعلام الأئمة، وعلماء الأمة، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب بسنده عن الحارث (1/479)، وعلى فصوله شواهد لا تحصى ونظائر لا تستقصى، انتهى بتصرف .(1/64)


وعن جعفر بن محمد الصادق(1)[128]) [عَلَيْه السَّلام]: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ(100)وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ(101)} [الشعراء]، <وذلك أن الله تعالى يفضلنا ويفضل شيعتنا حتى نشفع ويُشَفَّعُون، وإذا رأى ذلك من ليس منهم قالوا: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ(100)وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ(101)}(2)[129])> ولو ذهبنا إلى حصر فضائل الزيدية لطال الشرح وفيما ذكرنا لمعة كافية.
[الآثار الداعية إلى اتباع أهل البيت(ع)]
ومما يدل على أن الحق في اتباع أهل البيت عَلَيْهم السَّلام والباطل في مخالفتهم: ما ثبت أن الحق مع علي [عَلَيْه السَّلام] والباطل مع مخالفيه(3)[130]) في أخبار كثيرة، ولا شك أن الذي نتبعه إنما هو أهل البيت وشيعتهم - رضي الله عنهم - مثل ما رواه حذيفة قال: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يذكر الفتن وما يكون في أمّته ، فمرَّ علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال : ((يا حذيفة(4)[131]) هذا وحزبه الهداة إلى يوم القيامة، يا حذيفة لو أخذت الأمة جانباً، وأخذ علي جانباً غيره كان الحق مع علي، وعلي مع الحق(5)[132]))).
__________
(1) 128])ـ روى الخبر: الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين (ص118) وقال: روى الناصر للحق بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق ..الخبر .
(2) 129])ـ ما بين المفتوحتين ساقط نم (ب)، وهي ما تسمى غلطة نبيه .
(3) 130])ـ في (ب): في مخالفته .
(4) 131])ـ نهاية الصفحة [11-أ] .
(5) 132])ـ رواه صاحب المحيط بالإمامة بسنده عن عبدالله بن الحسن، قال: كان رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- يذكر الفتن، وما يكون من أمته فمر علي بن أبي طالب فقال: ((يا حذيفة ...الخبر)) . لوامع الأنوار للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (1/1/147) .(1/65)

13 / 21
ع
En
A+
A-