والقاسم بن إبراهيم(1)[102]) عَلَيْه السَّلام وهو الذي قال فيه النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يا فاطمة منك هاديها ومهديها ومستلب الرباعيتين لو كان بعدي نبي لكان هو(2)[103]))) فهو مستلب الرباعيتين.
__________
(1) 102])ـ هو الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام-، المعروف بالقاسم الرسي [169- 246هـ] ، من أئمة الزيدية، مولده بالمدينة، ونشأ في أحضان الفضيلة يطلب العلم عند أكابر أهل اليبت، حتى فاق أقرانه فكان: فقيهاً، محدثاً، مناظراً، شاعراً، زاهداً، ورعاً، شجاعاً، سخياً، ثائراً لله .
وهو أحد الدعاة إلى بيعة أخيه الإمام محمد بن إبراهيم في مصر، بقي متخفياً بها مدة عشر سنوات، والمأمون يجدُّ في طلبه، ولما توفي أخوه محمد بالكوفة سنة (199هـ) نهض الإمام القاسم بأمر الإمامة، وسميت بيعته (البيعة الجامعة) لإجماع وجوه أهل البيت –عَلَيْهم السَّلام- عليها سنة (220هـ) في عهد المعتصم العباسي، ولما عاد إلى الحجاز اشتهر أمره وطار صيته، فطاردته جيوش العباسية في اليمن والحجاز، واضطر إلى الاختفاء ثانية، واعتزل واشترى جبلاً قرب المدينة يسمى (الرس)، وهو جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة على بعد ستة أميال من المدينة، وإليه ينسب هو وأولاده، وعاش هناك بقية عمره حتى توفاه الله، ودفن هناك، وله أخبار طوال في كتب التاريخ . انظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ص145، 149)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (882) ومصادره .
(2) 103])ـ أنظر التحف شرح الزلف ص145،ط3.(1/56)


وولد ولده هو الهادي يحيى بن الحسين(1)
__________
(1) 104])ـ هو الإمام الأعظم الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي، [245- 298هـ]، من أئمة الزيدية، إمام، مجتهد، مجاهد، عالم، فقيه، زاهد، شجاع ، متكلم لسن، خطيب شاعر، نشأ في أحضان العلم والعمل والتقوى والجهاد، وترعرع في جبل الرس القريب من المدينة المنورة، وأخذ عن علماء ومحدثي الآل وشيعتهم ، واشتغل بالعلم من طفولته، فظهر نبوغه، واشتهر في الآفاق، وراسله أبو العتاهية الهمداني إلى جبل الرس، ودعاه إلى بلاده، ووفد إليه أكابر رجال اليمن يدعونه إلى الخروج إليهم لإحياء سنة جده المصطفى –صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم- فلبّى دعوتهم وخرج إلى اليمن سنة (284هـ) فأحيى الله به الدين، وخلّص به اليمن من القرامطة والفساد والفتن .
واعتبر الرجل الثاني بعد الإمام زيد –عَلَيْه السَّلام- في تجديد مذهب الآل، ولم يزل مجاهداً في سبيل الله مدافعاً عن الحق ناشراً للفضيلة حتى توفاه الله بصعدة سنة (298هـ) وقبره بها مشهور مزور . انظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ص167- 183)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (1186) ومصادره، وفي سيرته كتاب (سيرة الإمام الهادي (ع) كتب برواية الحافظ محمد بن سليمان الكوفي لمؤلفها العلوي (طبع) .(1/57)


[104]) عَلَيْه السَّلام وفيه وفي ولده المرتضى(1)[105]) قال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لفاطمة: ((أبشري فإن مِنْ وَلَدَكِ الهادي والمهدي والمرتضى والمنصور(2)[106]))).
وفي الناصر الحسن بن علي(3)
__________
(1) 105])ـ هو الإمام المرتضى لدين الله أبو القاسم محمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي الحسني العلوي [278- 310هـ]، أحد أئمة الزيدية، مجاهد، مجتهد، مطلق، ورع، زاهد . مولده في جبل الرس، ونشأ في أحضان الفضيلة والتقوى، وأخذ عن أبيه وأخيه وعلماء عصره، وجاهد مع أبيه وأُسِر وأقام بناحية بيت بوس (بصنعاء) حتى تخلص من الأسر . بايعه الناس بعد وفاة والده الإمام الهادي سنة (299هـ) فأقام بمدينة صعدة، وحكم أجزاء من اليمن، وقاتل القرامطة، ثم تنازل واعتزل عن الإمامة بعد وصول أخيه الناصر احمد سنة (304هـ)، وعاش عابداً زاهداً ذاكراً حتى أدركته الوفاة بصعدة في محرم سنة (311هـ)، وأخباره كثيرة . انظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ص190)، أعلام المؤلفين الزيدية (ص1013) ترجمة (1086) ومصادره .
(2) 106])ـ
(3) 107])ـ هو الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام-، المعروف بالأطروش [225- 304هـ]، من أئمة الزيدية، وهو ثالث الأئمة العلويين بطبرستان، والمؤسس الفعلي للدولة الزيدية هناك .
مولده بالمدينة، وخرج إلى أرض الديلم داعياً إلى الله سنة (284هـ)، ووفد إلى طبرستان، ومكث عند الإمام محمد بن زيد، فلما قتل خرج الإمام الناصر إلى الديلم، وكان أهلها مجوساً فنشر الإسلام بينهم، واستمر يدعوهم إلى الله قرابة عشرين سنة ؛ فأسلم على يديه ألف ألف ما بين رجل وامرأة ؛ ثم زحف بهم إلى طبرستان، فاستولى عليها سنة (301هـ)، ودخل آمل سنة (302هـ) وتوفي بها في (25) شعبان سنة (304هـ) . أخباره كثيرة ومناقبه وفضائله غزيرة . قال محمد بن جرير الطبري في تأريخه: لم ير الناس مثل عدل الأطروش وحسن سيرته وإقامته للحق . انظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (84) أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (306) ومصادره .(1/58)


[107]) عَلَيْه السَّلام قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يا علي، يكون من ولدك رجل يدعى بزيد المظلوم يأتي يوم القيامة مع أصحابه(1)[108]) على نجب من نور تعبر على رؤوس الخلائق كالبرق اللامع يقدمهم زيد وفي أعقابهم رجل يدعى بناصر الحق حتى يقفوا على باب الجنة تستقبلهم الحور العين، وتجذب بأعنة نجبهم إلى أبواب قصورهم(2)[109]))).
ومن الظاهر البين أن الزيدية لا ينتسبون إلا إلى هؤلاء الأئمة، ولا يسندون إلا إليهم، ولا يعولون إلا على مذهبهم، ويوالون فيهم ويعادون فيهم.
وقد بينا ما فيهم من النص عن المصطفى صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم، وثبت(3)[110]) أيضاً أنهم أئمة الهدى ومصابيح الدجى، قال العلي الأعلى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ(24)} [السجدة].
فإذا ثبت أن الزيدية متمسكون بهم دون غيرهم، وأنهم المعتمدون عليهم دون من سواهم ثبت أنهم منهم وأن دينهم دينُهم، وأنهم يوم القيامة معهم كما قال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لعلي [عليه الصلاة والسلام]: ((إذا كان يوم القيامة أجيء أنا وفاطمة(4)[111]) آخذة بحجزتي وأنت آخذ بحجزتها والحسن والحسين آخذان بحجزتك وشيعتنا آخذين بحجزتهما فيرى(5)[112]) إلى أين يذهب بنا(6)[113]))).
فأين نظر المخالف أنه يذهب بهم ؟ وهل يظن أحد من الفرق سوى الزيدية أسعد منهم، وكيف وقد قال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء:71].
[الآثار الواردة في بني أمية]
__________
(1) 108])ـ في (أ): هو وأصحابه .
(2) 109])ـ
(3) 110])ـ في (ب): وبينت .
(4) 111])ـ نهاية الصفحة [16-ب] .
(5) 112])ـ في (ب): فترى .
(6) 113])ـ أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة (ص455)، ورواه السمهودي في جواهر العقدين، والديلمي في مأثور الخطاب (2/220) والمناوي في فيض القدير (1/205) .(1/59)


وهل يجدهم المخالف يساوون أتباع المروانية والسفيانية، وقد قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم في إمامهم الأكبر معاوية - لعنه الله: ((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه(1)[114]))).
وقال: ((معاوية في تابوت من نار(2)[115]))).
__________
(1) 114])ـ أخرجه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي (2/300) رقم (775) عن أبي سعيد الخدري ولفظه: ((إذا رأيتم معاوية على منبري فاضربوا رأسه))، وأخرجه الذهبي في الميزان ( 2/7 ) وصححه ، وأخرجه في تهذيب التهذيب (5/110)، وفي تهذيب التهذيب أيضاً (7/324) وفي الميزان (2/192) في ترجمة عبدالرزاق الصنعاني، وأخرجه ابن عدي في كتاب الكامل (6/2416) عن أبي سعيد الخدري، وهو فيه (5/1951) (ط) دار الفكر، والبلاذري في الحديث (370) من ترجمة معاوية من كتاب الأنساب، ورواه ابن سعد في الطبقات (4/1/136)، وفي كنوز الحقائق للمناوي .
وبالجملة فللحديث أسانيد ومصادر لا تغبى، وقد رواه جماعة من الصحابة ذكرهم الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في الشافي، باختلاف في اللفظ، واتحاد في المعنى . انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1/760)، وسير أعلام النبلاء (3/149)، والغدير للعلامة الأميني (10/142- 144)، والنصائح الكافية لمن تولى معاوية للسيد محمد بن عقيل (ط) أهـ.
(2) 115])ـ الخبر: أخرجه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (2/304) قال: حدثنا خضر بن أبان الهاشمي، قال: حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال: قال رسول الله –صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-: ((معاوية يوم القيامة في صندوق من نار)) .(1/60)

12 / 21
ع
En
A+
A-