وعلي بن الحسين(1)[93]) وهو الذي قال فيه النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يولد للحسين ولد يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين(2)[94]))).
__________
(1) 93])ـ علي بن الحسين: هو زين العابدين الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام- [38-94هـ]، من أئمة أهل البيت الهداة، مولده ووفاته بالمدينة، حضر مع أبيه فاجعة كربلاء، وسلم منها بأعجوبة، وهو في الزهد والحلم والورع والعبادة مضرب المثل، له أخبار كثيرة جداً، وفي سيرته ومأثور كلامه كتب مصنفة، قليلُ قليلها لا يندرج تحت هذه العجالة، انظر مصادر ترجمته: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى ص(63)، معجم رجال الاعتبار ترجمة (593) ومصادره .
(2) 94])ـ أخرجه الإمام الموفق بالله في الإعتبار وسلوة العارفين (ص635) برقم (512) بسنده عن جابر، وقد ورد في صدر حديث أبي ذر الغفاري السابق .(1/51)


وزيد بن علي(1)[95]) وهو من نص عليه النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم باسمه وصفته، وعرّف أصحابه موضع شهادته، وشهد له ولأصحابه بالجنة كما تقدم.
__________
(1) 95])ـ هو الإمام الأعظم الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام- [75-122هـ] من أعلم الناس وأخطبهم وأفصحهم (حليف القرآن)، الثائر في سبيل الله، ومن أجل إقامة حكم الله، ومؤسس المذهب الزيدي، ومجدد طريق الثورة والجهاد . مولده بالمدينة، وأقام بالكوفة ورضع العلم من بيت النبوة على يد والده وأخيه الباقر، وقد ثار على الظلم، ورفع الراية التي سقطت في كربلاء، وبايعه أهل الكوفة، وسجل ديوانه أربعين ألفاً ممن بايعوه ولبوا دعوته إلى كتاب الله وسنة رسوله وجهاد الظالمين ونصرة المستضعفين، وخاض معركته الشهيرة مع الدولة الأموية حتى استشهد في الكوفة، وصلب بعدها، وحرق جثمانه، وذري به في الفرات بغياً وعدواناً . انظر للمزيد: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى ص (63، 76)، أعلام المؤلفين الزيدية ، ترجمة (430) ومصادره .(1/52)


والنفس الزكية محمد بن عبدالله(1)[96]) عَلَيْه السَّلام وهو من ورد فيه الحديث: ((إن النفس الزكية تقتل فيسيل دمه إلى أحجار الزيت، لقاتله ثلث عذاب جهنم(2)[97]))).
__________
(1) 96])ـ الإمام الشهيد المهدي لدين الله محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام- المعروف (بالنفس الزكية) [93-145هـ] أحد أئمة الزيدية، ورائد من رواد الثورة على الظلم، غزير العلم، واسع الرواية، شجاع، سخي، ورع، زاهد . مولده ونشأته بالمدينة، بايعه سراً جماعة من أهل بيته، ومن سائر علماء الأمة، وكان من دعاته أبو العباس السفاح، وأبو جعفر المنصور، ولما انقرضت دولة بني أمية نكث بنو العباس البيعة، وحولوا الأمر إلى أنفسهم فتخلف عنهم النفس الزكية وأهل بيته، وبقي متخفياً متوارياً في المدينة، وقبض أبو جعفر الدوانيقي على أبيه واثني عشر من أهل بيته وشيعتهم، ثم قام الإمام بثورته الشهيرة في المدينة، وقاتل قتال الأبطال في معركة يطول شرحها حتى استشهد سنة (145هـ)، وبعثوا برأسه إلى أبي جعفر الدوانيقي الذي كان قد قتل مَنْ سجنهم من أهله . انظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ص77، 97)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (987) ومصادره .
(2) 97])ـ الحديث: رواه الإمام الهادي في المجموع (رسائل العدل والتوحيد) (2/72، 73) ، ورواه الإمام المنصور بالله في الشافي (1/198)، وروى الأصبهاني في مقاتل الطالبيين (ط2/ 240) إخبار النفس الزكية عن بلوغ دمه إلى أحجار الزيت، وفي سيلان الدم إلى أحجار الزيت ما أخرجه ابن شبّه في تاريخ المدينة (1/1/306) عن حديث أبي ذر، قال: قال رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم-: ((كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت من الدم؟)) قال: قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: ((عليك بمن أنت معه)) .(1/53)


وعلي بن موسى الرضى(1)[98]) عَلَيْهما السَّلام وهو الذي قال فيه النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ستلقى بضعة منّي بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجبت له الجنة، وحرم جسده على النار(2)[99]))).
__________
(1) 98])ـ هو الإمام علي بن موسى الرضا من أئمة أهل البيت الدعاة، ولد بالمدينة سنة (153هـ)، ونشأ نشأة أهل بيته النبوي، قربه المأمون، وعهد إليه بولاية العهد حتى ظروف وسياسية للمأمون لم تدرس بعد دراسة كاملة . وزوجه ابنته وضرب اسمه على الدينار والدرهم، وغير من أجله السواد (زي العباسيين) ولما ثارت الثائرة على المأمون لأجل ذلك سمه، ودفنه إلى جانب أبيه بطوس، وفاته سنة (203هـ) . انطر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ص150، 152)، أعيان الشيعة (ط) .
(2) 99])ـ الخبر : في شرح الأساس للشرفي (2/374) وقال : رواه الحاكم .(1/54)


والحسين بن علي الفخِّي(1)[100]) عَلَيْه السَّلام وهو الذي انتهى النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بأصحابه إلى موضع شهادته بفخ وصلى صلاة الجنازة ثم قال: ((يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين ينزل عليهم بأكفان وحنوط من الجنة، تسبق أرواحُهم أجسادَهم(2)[101]))).
__________
(1) 100])ـ هو الإمام الشهيد الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام-، المعروف بصاحب فخ [128- 169هـ]، من أئمة الزيدية، قام بالإمامة ودعا إلى الله سنة (169هـ) وبايعه الشيعة ، وظهر بالمدينة بعد أن عاد من الكوفة، واستوثق من بيعة أهلها وأهل خراسان والجيل وغيرهم، واشتدت عليه المضايقة هو وأهل بيته من قبل والي المدينة أحد جلاوزة العباسيين، فانتصب للدعوة، وبويع له، وسيطر على المدينة واستخلف عليها رياش الخزاعي، وخرج إلى مكة ومعه ثلاثمائة من أصحابه فلما وصلوا إلى فخ لقيتهم الجيوش العباسيين في ذي القعدة (169هـ) فقاتل –عَلَيْه السَّلام- حتى استشهد عن إحدى وأربعين سنة، ودفن (بفخ) (ويطلق عليه حالياً الزاهر، وهو في طريق الذاهب إلى التنعيم)، وحُمل رأسه إلى الهادي العباسي وأخباره طويلة . انظر: التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى (ص108- 112)، المصابيح لأبي العباس (ص463- 486) ومصادره، أخبار فخ لمؤلفه أحمد بن سهل الرازي، بتحقيقنا .
(2) 101])ـ الحديث: أخرجه أبو العباس الحسني في المصابيح (ص463، 464)، وأخرجه الأصبهاني في المقاتل (ط2/336) بسنده عن زيد بن علي –عَلَيْه السَّلام-، ورواه الإمام المنصور بالله في الشافي (1/217، 218)، وهو في ينابيع النصيحة (ص460)، وفي مروج الذهب للمسعودي (3/336) .(1/55)

11 / 21
ع
En
A+
A-