والأحاديث في المهدي وكونه من أهل البيت متواترة([49]).
الدليل الثاني: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض ذهب أهل الأرض([50]))) أخرجه أحمد بن حنبل عن علي عليه السلام وعمار، وأخرج معناه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
فلو كان أهل البيت هم الأربعة فقط لكان قد ذهب أهل الأرض([51]).
__________________
([49]) أنظر لوامع الأنوار ص 58 ¬ 64
([50]) أخرج أخبار النجوم والأمان أحمد بن حنبل في المناقب عن علي (ع) و (مسدد) وابن أبي شيبه وأبو يعلي والطبري والحاكم في المستدرك ج3 ص149 وفي ذخائر العقبى عن أياس بن سلمة عن أبيه ص17، الحديث بهذا اللفظ أو قريباً منه أخرجه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي بأرقام 618 ـ 623 ـ 651 ـ 653 من طرق عن سلمة بن الأكوع وأخرجه كذلك الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية 155 ويعقوب في المعرفة والتاريخ ج1 ص533 ط1 قال الحمودي: ورواه مسدد وابن أبي شيبة وأبو يعلى كما في المطالب العالية لابن حجر وجمع الجوامع للسيوطي ج1 ص451 وهو في كنز العمال برقم 34188 وفي موضح أوهام الجمع ج2 ص40 وانظر الحموي في فرائد السمطين ج2 ص240 ـ 252 ط بيروت وهو بلفظ مقارب في الأحكام للإمام الهادي.
([51]) أنظر لوامع الأنوار صـ 64ـ 66...(/)


الدليل الثالث: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((إني تارك فيكم.....)) الحديث([52]) إلى قوله ((لن يفترفا حتى يردا علىّ الحوض ))وهذا الحديث متواتر كما سيأتي، فلو كانوا هم الأربعة فقط لكانوا بموتهم قد فارقوا الكتاب قطعاً يعني في الدنيا وقد أخبرنا بأن مدة اجتماع الكتاب و أهل بيته في دار التكليف إلى آخر الدهر.
الدليل الرابع: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((كل ولد آم فإن عصبتهم لأبيهم ماخلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم))([53]) أخرجه الطبراني والدار قطني وأبو نعيم في معرفة الصحابة وابن السمان وأبو صالح المؤذن في أربعينيته كلهم عن عمر بن الخطاب من طرق إليه وأخرجه أيضاً الطبراني وأبو يعلى والخطيب عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
قال السمهودي: في بعض طرقه ورجاله موثوقون إلا شريك، وشريك استشهد به البخاري وروى له مسلم في المتابعات وأخرجه ابن عساكر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أن لكل بني أبٍ عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم وهم عترتي)).
قلت: فبين فيه عترته بقوله ((وهم عترتي)) وإذا كانوا أولاده
وهو أبوهم وعصبتهم فهم([54]) عترته وأهل بيته.
الدليل الخامس: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين علي عليه السلام ((أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي)) أخرجه أحمد وأبو يعلي عن حديث علي عليه السلام([55]).
وأخرجه أحمد أيضاً من حديث زيد بن حارثة وأخرجه الدار قطني بمعناه من حديث عامر بن واثلة وعامربن ضمرة.
________________
([52]) رواه المرشد بالله ج1 ص 143 ورواه مسلم وأحمد والنسائي والترمذي، ج5 ص 662 برقم 3786 وفي رواية إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما /رواه مسلم حديث رقم (2408) من كتاب فضائل باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه من حديث زيد بن أرقم (4/1873) والترمذي رقم 3786،3788وأحمدفي المسند من حديثه ومن طرق أخرى 3/14،17،26،59،4/226،367،(37)وفي الفضائل (1167)،وهو من أصح الأحاديث وله طرق كثيرة ذكر ت كما تقدم اختصارا، وهناك كتاب حديث الثقلين لصاحب الفضيلة الشيخ قوام الدين الوشنوي جمع فيه ألفاظ الحديث وتخريجاته وقد أرسلها إلى دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ونال استحسان السكرتير العام المساعد للدار وأشاد به وشكره على جهده العظيم، فأرجع إليه لتعرف طرف هذا الحديث العظيم.
([53]) رواية الإمام الهادي (ع) في الأحكام ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما)) الأحكام ج1ص40 والحديث أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ ((كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا بني فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم)) بسنده إلى فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى (ع) قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.... الحديث وأخرجه أبو يعلى من طريق الديلمي عن سلمان،وابن أبي شيبة بلفظ ((لكل بني أدم عصبة ينتمون إليه إلا ولدي فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما)) وأخرج الخطيب في تاريخه بلفظ ((كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فأنا أبوهم وعصبتهم)) وأخرج الطبراني في الكبير عن يحيى بن العلا الرازي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال قال رسو ل الله صلى الله عليه وآله وسلم ((أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب)). وأخرجه في ذخائر العقبى ص121 بتغير لفظ أب إلى أم.
([54]) في (أ) وهم
([55]) ذخائر العقبى ص 66.(1/13)


الدليل السادس: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: ((الحسن والحسين))([56]) وكان يقول لفاطمة ((ادعي لي ابنيَّ)) فيشمهما ويضمهما، أخرجه الترمذي عن أنس([57])، وعن أسامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحسن والحسين ((هذان ابناي وأبناء ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما))([58]) أخرجه الترمذي، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً إلى الحسن ((إن ابني هذا سيد)) أخرجه أحمد بن حنبل والبخاري وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والطبراني عن أبي بكرة وابن عساكر عن أبي سعيد والطبراني في الكبير والبيهقي والخطيب وابن عساكر والضياء في المختارة عن جابر([59])، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً إلى الحسين ((إن ابني هذا يقتل بأرض العراق)) أخرجه البغوي وابن السكن وابن مندة وابن عساكر عن أنس بن الحرث([60]).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ((إني سميت بني هؤلاء تسمية هارون بنيه شَبرَّ وشَبِير)) أخرجه أحمد والدار قطني في الأفراد والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك على الصحيحين، والبيهقي وابن عساكر عن علي عليه السلام والطبراني في الكبير أيضاً والبغوي عن سلمان.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ارتحله([61]) حسن أو حسين وهو في إحدى صلوات العشاء بعد أن أنكر الناس عليه طول السجدة وقالوا: ظننا أنه قد حدث أمرٌ وأنه يوحَى إليك.
__________________
([56]) أخرج نحوه الترمذي رقم 3772في المناقب5/615، وأخرجه المحب في الذخائر ص122.
([57]) وقال حسن غريب، والحافظ الدمشقي في الموافقات وذكره في ذخائر العقبى ص122 ـ 123.
([58]) الترمذي رقم 3769في المناقب (5/614) وأحمد في المسند 2/446 وفي الفضائل 1371وأبن أبي شيبه في مصنفه 12/197/ والبخاري في التاريخ الكبير 2/286وابن حبان 2/55،موارد والطبراني في المعجم الصغير 1/199و المزي في تهذيب الكمال1/251 والبزار 3/226 ـ كشف الأستار والهيثمي في مجمع الأوائد 9/180وقال رواه البزار وإسناده حسن ورواه أحمد عن عطاء بن يسار وقال في المجمع 9/179 رجاله رجال الصحيح وعن ابن مسعود وقال في المجمع 9/180 وإسناده جيد، وفي ذخائر العقبى ص 121.
([59]) وفي ذخائر العقبى ص 125 ذكر صدر الحديث ثم قال وإن الله يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين.
([60]) وفي ذخائر العقبى ص 146 وزاد فيه فمن أدركه منكم فلينصره ورواية أنس وقتل رضي الله عنه مع الحسين (ع) أخرجه الملا في سيرته.
([61]) النسائي 2/229/230في افتتاح الصلاة،وأحمد في المسند 3/494 والحاكم في المستدرك 3/166 وصححه ووافقه الذهبي.(1/14)


قال ((كل ذلك لم يكن ولكن ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)) أخرجه النسائي عن عبد الله بن شداد، وعن بريدة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل عن المنبر فحملهما ووضعهما في يده ثم قال: ((صدق الله }إنما أموالكم وأولادكم فتنة{ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي))([62]) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي.
قلت: فحكم عليهما في هذه الأحاديث أنهما ابناه وولداه وأنه هو أبوهما وعصبتهما فيكون أولاد أولادهما أولاده وعصبته وذريته.
فإن قلت: إنما أراد أنهما ابناه مجاز للعلم بأنهما أولاد ابنته.
قلت: الأصل في الإطلاق الحقيقة فيكونان ابنيه حقيقة شرعية وذريته حقيقة شرعية لغوية كما نص عليه فكلما ثبت للأولاد من الصلب من آبائهم ثبث لهما منه صلى الله عليه وآله وسلم.
الدليل السابع: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي)) أخرجه الإمام المرشد بالله عليه السلام عن جابر، وأخرجه الطبراني في الكبير وابن عدي عنه وأخرجه الخطيب والحاكم أبو الخير عن ابن عباس وأخرجه صاحب كنوز المطالب عن العباس مرفوعاً بلفظ ((أنه لم يكن نبي إلا ذريته الباقية من بعده في صلبه وإن ذريتي من بعدي في صلبِ هذا)) ([63]).
فإن قلت:- هذا يقتضي بدخول أولاد علي من غير فاطمة.
__________________
([62]) أخرجه أبو داود رقم (1109) في الصلاة باب قطع الخطبة للأمر يحدث (1/664)والترمذي رقم 3776في المناقب باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما والنسائي (3/108) في الجمعة باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة وقطعة كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة وابن حبان في صحيحه 22331- موارد _ وأحمد في المسند 5/354 وفي الفضائل برقم 1358، وقال الترمذي حسن غريب وفي ذخائر العقبى ص131 بزيادة ورفعتهما ثم قال أخرجه الترمذي وقال حسن غريب وأبو داود وأبو حاتم.
([63]) وأخرجه في ذخائر العقبى ص 67 بعد سؤال العباس عن الرسول بلفظ: ((يا عم والله لله أشد حباً له مني إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا))، ثم قال: أخرجه أبو الخير الحاكمي في الأربعين(1/15)


قلت:- لا، لأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((في صلب علي)) يشعر بظرفية صلب علي لذريته ولا يلزم أن لا يوجد [في] الظرف سوى المظروف كما يقول أولادي في الدار فيجوز أن يكون في الدار غيرهم فهو مطلق لا عام وقد بين أن المظروف هم أولاد فاطمة كما تقدم وإن سُلم عمومه فمخصوص بما تقدم من (أن كل بنى أنثى فعصبتهم لأبيهم...) الحديث فعم ولم يخص غير ولد فاطمة.
فإن قلت: فهل يدخل العلويون في أهل البيت لظاهر حديث الكساء لشموله أمير المؤمنين علي عليه السلام كما شمل السبطين عليهما السلام.
قلت: لا، لأن المراد بأهل البيت هم ذريته وعترته وليسوا إلا أولاد فاطمة دون غيرهم، وأيضاً ذرية السبطين مقطوع بدخولهم بما تقدم، وغيرهم لا قطع بدخولهم، فيكفي في إخراجهم أدنى دليل.

الدليل على خروج العلويين من دون أولاد فاطمة من أهل البيت:
ولنا على خروجهم أدلة:
الدليل([64]) منها: ما تقدم من حديث ((كل بني أنثى فعصبتهم لأبيهم)) فحكم بأنهم أي العلويين لا ينسبون إليه بل إلى أمير المؤمنين فقط.
فإن قلت: إذا انتسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواسطته كما نسب أولاد السبطين إليه صلى الله عليه وآله وسلم بواسطتهما.
قلت: انتساب أمير المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتساب الأخوَّة والأهلية فأولاده أولاد أخ، وانتساب السبطين إليه صلى الله عليه وآله وسلم انتساب البنوة والأهلية والذرية والولدية كما بيناه فأولادهما أولاد أولاد، وفرق بين أولاد الأخ والذرية.
_________________
([64]) (الأول) في الأصل ليست موجودة وكأن الكلام يقتضي وجودها.(1/16)

4 / 6
ع
En
A+
A-