ترك شيء منها ولا اختصاره فان ذلك كالاختصار للقرآن الكريم ولو كان منها شيء لا ينبغي اعتقاده ولا ذكره ما ذكره الله تعالي في القرآن العظيم
وعادة بعض المحدثين أن يوردوا جميع ما ورد في الحديث المشهور في تعدادها مع الاختلاف الشهير في صحته وحسبك ان البخاري ومسلما تركا تخريجه مع رواية أوله واتفاقهما علي ذلك يشعر بقوة العلة فيه كما أوضحته في العواصم ولكن الاكثرين اعتمدوا ذلك تعرضا لفضل الله العظيم في وعده من أحصاها بالجنة كما اتفق علي صحته وليس يستيقن احصاؤها بذلك الا لو لم يكن لله سبحانه اسم غير تلك الاسماء فأما إذا كانت أسماؤه سبحانه أكثر من أن تحصي بطل اليقين بذلك وكان الاحسن الاقتصار علي ما في كتاب الله وما اتفق علي صحته بعد ذلك وهو النادر كما يأتي
وقد ثبت أن أسماء الله تعالي أكثر من ذلك المروي بالضرورة والنص أما الضرورة فان في كتاب الله أكثر من ذلك كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالي وأما النص فحديث ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول وآله وسلم أنه قال ما قال عبد أصابه هم أو حزن اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكان حزنه فرحا رواه أحمد وأبو عوانة في صحيحه وهذا اسناد أحمد قال ابن الجوزي في الحديث الاربعين من مسند ابن مسعود من جامع المسانيد أخبرنا يزيد ابن هارون انا فضيل بن مرزوق أنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله ابن مسعود بالحديث وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد وأبو يعلا والبرار ورجال أحمد وأبي يعلا رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني وقد وثقه ابن حبان والقاسم هذا هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود وليس هو الدمشقي المختلف فيه بل هو ثقة لم يتكلم عليه وهو من رجال البخاري وأهل السنن ولم يذكره الذهبي في الميزان إلا للتمييز بينه وبين (1/158)


المختلف فيه وكذلك لم يذكره ابن حجر فيمن انتقد على البخاري وأبوه عبد الرحمن من رجال الجماعة متفق عليه الا أن سماعه من أبيه ليس بمشهور فحديثه عنه في السنن الأربع وقال ابن معين والمزي قد سمع من أبيه ومن علم حجة على من لم يعلم وأبو سلمة هو الجهني وثقة ابن حبان ولم يذكره في الميزان وعدم ذكره في الميزان دليل على ثقته لا سيما مع تصحيح أبي عوانة للحديث وبقيتهم رجال الصحاح فثبت هذا الحديث
وثبت ان حصر الاسماء التسعة والتسعين لا ينال الا بتوفيق الله تعالى كساعة الاجابة يوم الجمعة لانها مجملة في أسماء الله فلنذكر هنا ما وجدناه منصوصا من الأسماء في كتاب الله باليقين من غير تقليلد فانها أصح الأسماء وأحبها إلى الله تعالى حيث اختارها في أفضل كتبه لا فضل أنبيائه والذي عرفت منها إلى الآن بالنص صريحا دون الاشتقاق في القرآن مائة وخمسة وخمسون غير الممادح السلبية كما سيأتي وفيها اسم واحد بالمفهوم المعلوم وهو الاعز ذكره ابن حجر في تلخيصه ولم أجده بنصه فذكرته فيها ولم أحسبه في العدد المذكور وهو أخذه من قوله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين جوابا على قول المنافقين ليخرجن الاعز منها الأذل وهي هذه وهي الاعتقاد متى سأل عنه سائل
هو الله الذي لا إله إلا هو الا له الصمد الواحد الاحد الرحمن الرحيم ذو الرحمة الواسعة أرحم الراحمين خير الراحمين العفو الغفور الغافر الغفار واسع المغفرة أهل التقوى وأهل المغفرة خير الغافرين الحاكم الحكم الحكيم الاحكم أحكم الحاكمين خير الحاكمين العالم العليم الاعلم علام الغيوب الرب البر الواسع الموسع الملك المليك المالك مالك الملك الرازق الرزاق خير الرازقين الخالق الخلاق أحسن الخالقين الناصر نعم النصير خير الناصرين الحافظ الحفيظ خير الحافظين الناصر نعم النصير خير الناصرين الحافظ الحفيظ خير الحافظين القوي الاقوى ذو القوة المتين العلي الاعلى المتعال القادر القدير المقتدر نعم القادر العزيز الاعز الشاكر الشكور قابل التوب التواب المجيب القريب (1/159)


الاقرب الحي القيوم القائم على كل نفس بما كسبت الفاعل الفعال لما يريد الوارث خير الوارثين الكريم الاكرم فالق الاصباح فالق الحب والنوى العظيم الاعظم الولي نعم المولى الشاهد الشهيد الكبير الاكبر القاهر القهار نعم القادر نعم الماهد الكفيل نعم الوكيل المستمع السميع البصير البديع الرؤوف الحليم الرشيد السريع المبين الخبير المبرم الغني الحميد المجيد الوهاب الجامع المحيط الكافي الحسيب الحاسب المقيت الرقيب كاشف الضر الفاطر الكاتب المبتلي اللطيف الصادق الحق الودود الحفي المستعان الفاتح الفتاح نور السموات والأرض الهادي رفيع الدرجات الرافع المنتقم الزارع المنزل المنشئ الاول الآخر الظاهر الباطن القدوس السلام المؤمن المهيمن الجبار المتكبر البارئ المصور مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي جاعل الليل سكنا المنذر المرسل خير الفاصلين أسرع الحاسبين خير المنزلين عدو للكافرين ولي المؤمنين خير الماكرين المتم نوره الغالب على أمره البالغ أمره ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل العظيم ذو العرش العظيم ذو الانتقام ذو الجلال والاكرام انتهى ما عرفته من الاسماء الحسنى نفعنا الله بها وببركاتها وهي مائة ونيف وخمسون
وقد تركت التكرار فاكتفت باسم الرب عن رب كل شيء ورب العالمين ورب العزة ورب العرش العظيم ورب الملائكة والروح واكتفيت بالواسع عن واسع المغفرة وواسع كل شيء رحمة وعلما ونحو ذلك وتركت ما كان من صفات أفعاله وأسمائه مثل شديد العقاب وسريع الحساب ونحو ذلك لأنه لم يسم نفسه بها ولا علمت أحدا عدها في أسمائه بل عدت في أفعاله سبحانه وتعالى لأنه لا فرق في المعنى بين قوله إن الله شديد العقاب وبين قوله إن عذاب الله لشديد فتأمل ذلك
وذكر الغزالي في المقصد الاسى أن ما كان يطلق على العباد من أسمائه تعالى على جهة الحقيقة مثل الزارع والكاتب لم يطلق على الله مجرد بل يطلق حيث أطلقه على لفظه مع ما يتعلق به من السياق وهذا حيث يخاف اللبس (1/160)


والتشبيه واجب وحيث يؤمن أدب حسن واحتياط جيد والله سبحانه أعلم
وقد يدق على بعض الناس كون بعضها في القرآن كالكفيل لأنه مأخوذ من قوله وقد جعلتم الله عليكم كفيلا وكالرافع من قوله ورافعك إلي والهادي من قوله لهاد الذين آمنوا ونحو ذلك وكالمبرم لأنه لم يذكر فيه مفردا إنما ذكر بصيغة الجمع في قوله أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون وكذلك الموسع والمنزل قال تعالي وإنا لموسعون وقال أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن الزارعون وكذلك الزارع في قوله تعالي أأنتم تزرعونه أم نحن المنزلون والمبتلي في قوله تعالي وإن كنا لمبتلين ونحو ذلك وكفي بنا حاسبين وإنا لصادقون إنا معكم مستمعون وإنا له كاتبون وهو وليهم أنت ولينا وكذلك الاقرب إنما وجدته في قوله تعالي ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقد ذكرت القادر مرتين وليس تكرارا بل القادر الاول من القدرة ولذلك ذكرته مع القدير والمقتدر والقادر الثاني من التقدير وذلك نحو قوله تعالي فنعم القادرون وقد ذكرت فيها مخرج الحي من الميت وهو في القرآن بالياء المثناة من تحت لوجهين احدهما إني ذكرت مخرج الميت من الحي وهو في القرآن بالميم ولم أستحسن فرقة من صاحبه وملازمة خاصة (1/161)


وهو أبهر منه وأكبر وأعظم مدحا وأكثر وثانيهما أن لفظ مخرج قد ثبت في القرآن ولم أرد الا اضافته إلي ذلك المدح الباهر والثناء الفاخر
وينبغي أن يختمها الداعي بها بحديث ابن مسعود المقدم لعمومه لما لم يذكر ومما ينبغي تلاوته لمن تعرض لرحمة الله سبحانه في فضل احصاء التسعة والتسعين اسما الحروف المقطعة في أوائل السور احتياطا لأنه قد قيل أنها أسماء الله تعالي أو رمز إلي اسماء شريفة ولم يصح وليس هذا موضعها لعدم صحة ذلك وإنما ذكرت ذلك ارشادا لمن يحب الفائدة وليس في الصحيحين مما ليس في كتاب الله تعالي إلا المقدم والمؤخر في حديث ابن عباس في دعاء النبي حين يقوم من الليل والوتر ومنهما من حديث أبي هريرة الذي سردت الاسماء الحسني في آخره
وزاد ابن حزم مما ادعي صحته السيد السبوح الحق الوتر الدهر المسعر المحسن المحسان الجميل الرفيق الشافي المعطي ولم ينسبها إلي حديث أبي هريرة لكن تتبعها من أحاديث متفرقة وكذلك الطبيب خرجه دوت وس باسناد علي شرط الشيخين لكن قال الترمذي أنه غريب من حديث عبد الله بن اياد عن أبي رمثة الصحابي مرفوعا ومنها مقلب القلوب لأن رسول الله كان يقسم به وزاد الترمذي في الحديث المختلف فيه مما لم أجده بنصه في القرآن خمسة وعشرين اسما وهي القابض الباسط الخافض المعز المذل العدل الجليل المحصي المبديء المعيد المحيي المميت الواجد بالجيم الماجد المقدم المؤخر الوالي المقسط المغني المانع الضار النافع الباقي الرشيد الصبور وزاد ابن ماجه علي الترمذي في حديث أبي هريرة هذا الراشد البرهان الواقي القائم الناظر السامع الابد العالم المنير التام الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد في اطلاق بعض هذه نظر مع عدم صحة الاسناد وزاد الحاكم علي الترمذي في المستدرك في هذا الحديث المختلف فيه بعينه الحنان المنان الدائم الجميل القديم الوتر المدبر الشاكر الرافع وزاد عليه أيضا بما في القرآن الاله الرب الفاطر المليك المالك الاكرم وذكرت الرفيع فيها إذ لم يجعله مثل رفيع الدرجات (1/162)

31 / 83
ع
En
A+
A-