وقال قدس اللّه روحه: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن الحسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام جميع هذه الأخبار(1). وقال قدس اللّه روحه: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه اللّه، قال: حدثنا أبو الحسين الهادي يحيى بن محمد المرتضى، قال: حدثنا عمي الناصر أحمد بن يحيى، قال: حدثني أبي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام، قال: حدثني أبي، عن أبيه القاسم بن إبراهيم عليه السلام، قال القاسم بن إبراهيم عليه السلام حدثني أبي عن أبيه، عن جده، قال: حدثني أبي الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم جميع هذه الأخبار المحتج بها في كتابنا هذا سماعاً وقراءة. انتهى.
__________
(1) ـ التي في شرح التجريد.(1/36)
ومن خط مولانا أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد عليه السلام بحروفه، قال القاضي جعفر: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الحسن الكني، عن الإمام العالم توران شاة بن خسر وشاة بن بابوية الجيلي، عن (الفقيه) أبي علي بن آموج الجيلي، عن القاضي الأجل العالم زيد بن محمد بن الحسن الكلاري الزيدي، عن الشيخ علي خليل، عن القاضي الأجل يوسف الخطيب للمؤيد بالله عليه السلام، عن السادة الفضلاء أبي العباس أحمد بن إبراهيم وأبي الحسين المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون وأخيه الإمام الناطق بالحق الظافر بتأييد الله يحيى بن الحسين عليهم السلام بجميع ما في المنتخب والأحكام وأمالي أحمد بن عيسى عليه السلام، هذا إسناد الأئمة السادة أبي العباس والأخوين، والرسي(1) عليهم السلام. أحمد بن يحيى، قال: حدثني أبي الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، قال: حدثني أبي، عن أبيه القاسم بن إبراهيم، قال القاسم: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: حدثني أبي الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم بجميع أخبار التجريد في شرحه سماعاً وقراءة نقل هذا بلفظه من كتاب في خزانة الشيخ عمران بن الحسن السنومي العذري، وهذا الإسناد عندنا ثابت، غير أن في هذا فائدة أخرى وهو اتصال السند بالسادة الهارونيين جيمعاً، وبإسناد المنتخب مع الأحكام يعلم ذلك الواقف عليه كتبه أمير المؤمنين القاسم بن محمد لطف اللّه به. انتهى بحروفه من خطه عليه السلام، نقله منه إلى هذه الفقير إلى اللّه أحمد بن سعد الدين المسوري وفقه اللّه في مجلس ولده أمير المؤمنين إمام الهدى المؤيد بالله محمد بن أمير المؤمنين عليهم السلام.
__________
(1) ـ في الأم والأخوين (والرسي) وفوق لفظة الرسي كذا، وكأنَّ المؤلف أو غيره استشكل كلمة الرسي. تمت وسياتي قريباً توضيحه.(1/37)
قال في الإجازات: نقلته كما وجدته والحمد لله وحده. انتهى. وأنا نقلته من الإجازات كما وجدته والحمد لله.
الرسي المذكور بعد السادة الثلاثة هو: يحيى ويعرف بالهادي ابن الإمام المرتضى لدين اللّه محمد بن يحيى، وأخذ عنه السادة كتب الهادي عليه السلام وهو راويها عن عمه الناصر أحمد بن الهادي عليه السلام، عن أبيه الهادي عليه السلام. فالمراد أن هذا إسناد السادة عن الرسي المذكور عن أحمد بن يحيى الهادي كما هو مقرر في غير هذا الموضع (فسقط بعض الحروف)(1) فاعرف هذا فإنه عن تحقيق وتثبت إن شاء اللّه. انتهى. وأنا نقلته من الإجازات الكبرى ووجدت بحامية في شرح التجريد ما لفظه: منقول من خط مولانا أمير المؤمنين المتوكل على اللّه رب العالمين إسماعيل بن القاسم عادت بركاته: اعلم أن جميع ما في الكتاب ـ أعني أصول الأحكام ـ من الأخبار(2) تخريج جمعه الإمام المتوكل على اللّه من شرح التجريد على الترتيب، وربما استدعى الكلام فيه حديثاً فينقله الإمام عليه السلام وإن لم يطابق السياق فلا يغفل عن ذلك. انتهى. والحواشي جميعها في هذا الكتاب منقولة من نسخة الإمام المتوكل على اللّه إسماعيل بن أمير المؤمنين القاسم بن محمد منها ما هو من نقله عليه السلام ومنها ما هي نظر منه. انتهى ما نقلته من الحامية منقولة من شرح التجريد للمؤيد بالله عليه السلام من غير زيادة شيء من غيره علمنا ذلك بالتتبع، حتى أنَّه عليه السلام لم يخالف ترتيبه في الأقوال ولا في تقديم الأخبار وتأخيرها في الأغلب فربما استدعى الكلام هناك ذكر خبر لا تعلق له بالباب فيورده عليه السلام هاهنا لما كان مقصوده نقل ما هناك من الأخبار، فيظهر لقارئ هذا الكتاب أنَّه لا تعلق لذلك الخبر بذلك الباب الذي وجد فيه،
__________
(1) ـ لم أفهم هذه الجملة.
(2) ـ في الأم فوق الأخبار (نخ) وكذا بعد لفظ الحامية، وقد قوسنا ما بين هذه العلامات و..... أن جميع ما بين القوسين موجود في بعض النسخ.(1/38)
فإذا نظر في الشرح المذكور وجد هنالك كلاماً مَّا أوجب تعلق الخبر الذي بهذه الصفة بذلك الباب، وعلى الجملة فإن الرجل اللبيب ربما يقابل في الشرح الذي هو شرح التجريد من يملي أصول الأحكام والله أعلم قاله المتوكل على اللّه رحمه اللّه تعالى آمين. انتهى ما نقلته بلفظه من الحامية.
قال الأمير الحسين في ديباجة الشفاء ما لفظه: رغبت أن أجمع من عيون ما حفظته ونفيس ما رُوِّيته زبداً مما صحت أسانيدها ومتونها وتشعبت أفانينها وشجونها(1)، وثبت عندي ضبط رواتها وعدالتهم إذ هم علماء الآثار وثقاتهم. انتهى.
قال سيدنا عماد الدين يحيى بن أحمد الحاج عادت بركاته: رواية الأمير عن المغيرة إنَّما هو بعد أن ثبت له ما رواه عنه برواية العدول، ثُمَّ روى من جهته لدفع الخصوم كما فعل الهادي عليه السلام في أوقات الاضطرار، فإنه احتج برواية العامة لقطع حجتهم. انتهى بلفظه. ويقال: بل رواية الأمير عليه السلام عن المغيرة بناء منه على قبول خبر فاسق التأويل كقبول شهادته كما هو له صريحاً في كتاب الوصايا حيث قال ما لفظه: فأما الفاسق من جهة التأويل فلسنا نبطل كفاءته في النكاح كما تقدم ونقبل خبره الذي يجعله أصلاً في الأحكام الشرعية لإجماع الصحابة رضي اللّه عنهم على قبول أخبار البغاة على أمير المؤمنين عليه السلام وإجماعهم حجة. انتهى بلفظه من الوصايا. انتهى من بعضهم.
__________
(1) ـ جمع شجن. تمت وهو الغصن.(1/39)
قلت: وقد روى نحو حديث المغيرة أبو داود عن جابر، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم إذا أراد البروز انطلق حتى لا يراه أحد. ورواه أيضاً في مصابيح أبي العباس، ويقال: إن كان قدح المعترضين في المغيرة بفسق التأويل فالظاهر هذا القول الأخير الذي ذكره بعضهم. وإن كان القدح في المغيرة بغير ذلك فالأولى ما ذكر سيدنا عماد الدين يحيى بن أحمد الحاج رحمه اللّه، إنَّما هو بعد أن ثبت له برواية العدول كما فعل الهادي عليه السلام ولفظ الهادي عليه السلام، وإنما جعلنا في(1) هذا الباب هذه الأخبار برواية الثقات من رجال العامة لئلا يحتجوا فيه بحجة فقطعنا حججهم برواية ثقاتهم، هذا لفظه في المنتخب. انتهى. وما رواه الأمير أن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم من قوله: (( من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر )). وقولهم عليه بأنه قد ضعفه كثير من الحفاظ فقد يضعف الحديث لوجود ما هو أقوى منه. ومما يدل على أن الأمير يشترط العدالة في طريق الحديث في جميع الدرج الموصلة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: اشتراط معرفة الصحابي والذي يدل على أنَّه يشترط معرفة الصحابي: الفنقلة التي له في كتاب البيع بعد أن روى حديث عن امرأة صحابية حيث قال ما لفظه: فإن قيل إن هذه المرأة التي روت هذا الخبر عن عائشة لا تعرف قلنا: وهذا لا يلزم؛ لأن من روى هذا الخبر من أعيان الصحابة، واحتج به قد عرفوها لولا ذلك لردوه، وجهل غيرهم بها لا يقدح. انتهى. فلو كان يقبل مجهول الصحابة لقال في الجواب: وهذا لا
__________
(1) ـ رواية المغيرة في الشفاء هي في تواريه صلى اللّه عليه وآله وسلم عند قضاء الحاجة، وقد ذكر (الأمير) الحسين ما معناه أن ذلك مما لا خلاف فيه فحينئذٍ يكون رواية المغيرة صحيحة لموافقتها الإجماع وللأمير أن ينقل عن من عُرِفَ جرحه ما طابق ما أجمع على موجبه لصحة ما دل عليه الخبر تقوية للإجماع. تمت.(1/40)