وقال فيها: وروينا بالإسناد الموثوق به إلى النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أنَّه دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأجلسهم... إلى آخر خبر الكساء. انتهى.
وقال فيها ما لفظه: وأما السنة فكثير نحو ما أخبرني به والدي وسيدي بدر الدين عماد الإسلام رضي اللّه عنه بالإسناد الموثوق به إلى النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أنَّه قال: (( لا يحل لعين ترى اللّه يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل ))، وفي السماع المتصل بالمنصور بالله عليه السلام حتى تغير أو تنصرف. انتهى.
وقال فيها بعد أن روى أن الأذان ثبت برؤيا والأمير قال ما لفظه: قلنا: إن الأذان أصله من اللّه تعالى أمر اللّه ملكاً من ملائكة اللّه تعالى ليلة أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم فعلمه رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، هكذا رويناه عن الأئمة الفضلاء الباقر محمد بن علي السجاد زين العابدين والعالم ترجمان الدين أبي محمد نجم آل رسول اللّه القاسم بن إبراهيم الغمر والهادي إلى الحق أبي الحسين يحيى بن الحسين والناصر للحق أبي محمد الحسن بن علي صلوات اللّه عليهم، وأنكروا على من جعله مأخوذاً من رؤيا الأنصار، وقد ذكرنا فيما تقدم طرفاً من فضائل هؤلاء الأئمة عليهم السلام، فيكون ما ذكرناه من فضائلهم مرجحاً لروايتهم على راية غيرهم فلا يعدل على روايتهم من طلب الاحتياط لنفسه والأخذ بالقوي من الأسانيد. انتهى.
قلت: وفي بعض هذا تصريح بخلاف ما قاله السيد محمد بن إبراهيم ألا ترى إلى قوله: ولم تصح لي فيه الرواية عمن أثق به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ونحوه، فإذا تأملت هذا عرفت أنَّه أشد تحرياً وتطلعاً من غيره:
وليس على اللّه بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد
[فائدة](1/56)


قال المؤيد بالله في شرح التجريد بعد أن ذكر أخباراً احتج بها من أجاز التوضي بنبيذ التمر ما لفظه: وقد طعن قوم في سند هذه الأخبار وردوها إلاَّ أن الفضلاء من أصحاب أبي حنيفة قد قبلوها وعدلوا رواتها بل أبو حنيفة نفسه قد قبلها، وفي قبولها تعديل رواتها فلا وجه لردها. انتهى.
قلت: فننظر في قول المؤيد بالله: إن في قبول أبي حنيفة وأصحابه لها تعديل لرواتها مع ما نقل أن الحنفية تقبل المجاهيل، وقال فيه أيضاً: لأن العلماء مجمعون على ذلك ـ يعني عليه السلام ـ البحث عن عدالة الشهود، قال المؤيد بالله عليه السلام: ولا يحكي الخلاف فيه إلاَّ عن أبي حنيفة، فإنه كان يقول: المسلمون كلهم عدول.
قال أبو بكر: قال أبو حنيفة هذا القول في أهل عصره لأن الغالب على أحوالهم كانت السلامة والعدالة، فأما الآن فلا بد من التعديل للشهود... إلى أن قال فيه: وروى عن ابن مسعود أنَّه قال: ما علمت أن في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم من يريد الدنيا حتى نزلت الآية {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} فكان الأصل فيه الدين والورع والعدالة، ولا يبعد ذلك أيضاً أنَّه كان في أوائل عصر أبي حنيفة؛ إذ لا إشكال أنَّه كان في القرن الثالث وقد قال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: (( خير أمتي الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثُمَّ الذين يلونهم ))، وإن كانت الأحوال قد تغيرت في آخر أيامه. انتهى.
[فائدة](1/57)


في ذكر من علم أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام ممن برز في علم الحديث: أما من الصحابة فمنهم عمار وعبد اللّه بن عباس والمقداد وأبو ذر وجابر بن عبد اللّه وزيد بن أرقم وسلمان وخيثمة وعبد اللّه بن مسعود وأبو سعيد الخدري وأبو عمر الأنصاري وعبادة بن الصامت وعمران بن حصين وسهل بن حنيف وأبو بردة وأبو قتادة وعثمان بن حنيف والعباس بن عبد المطلب وأكثر الصحابة وكعبد اللّه بن عمر، فإنه تاب وندم عن تخلفه عن أمير المؤمنين عليه السلام وقتل بسبب ذلك. ومن التابعين أهل الكوفة جميعهم كعلقمة وزر ومسروق وباقي علماء الكوفة ومنهم الحسن البصري وأكثر التابعين. ومن المحدثين محدثوا أهل الكوفة كسفيان الثوري ووكيع والحسن بن صالح وأبي نعيم والأعمش والسبيعي وسائر علماء أهل الكوفة إلاَّ المغيرة بن هيثم. ومن غير علماء الكوفة سليمان التيمي وعبدالرزاق وأبي جرير وعلي بن المديني وابن أبي حاتم والفضيل بن عياظ والنسائي وابن عقدة والحكمي والسبيعي الصغير وأبي علي الحافظ والحاكمين أبي أحمد وأبي عبد اللّه والدار قطني وأبي صاعد وخلق لا ينحصرون وكذا علي بن الجعد وعلي بن زيد نقلت هذا من شرح خطبة الأثمار.
انتهى ما أردت نقله فيما قيل في الأخبار. والحمد لله رب العالمين، وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد وآله آمين.
قال في الأم: وافق الفراغ من نقل هذا المؤلف الفخيم والمسطور الكريم من نسخة تسويدية جامعة مولانا أمير المؤمنين الهادي لدين اللّه الحسن بن يحيى بن رسول اللّه، وقت الضحى من يوم الخميس عله 9 شهر ربيع الأول من سنة (1326هـ) وذلك بعناية مولانا المذكور أيده اللّه.
بخط باذل الدعاء ومستمده محمد بن إسماعيل العنسي.(1/58)


12 / 12
ع
En
A+
A-