ووابصة بن معبد الأسدي (1) ومعقل بن سنان (2)
__________
(1) ـ في لوامع الأنوار لسيدي المولى الحجة مجد الدين المؤيدي حفظه الله وابصة بكسر الموحدة ابن معبد الأسدي أبو شداد وفد سنة تسع أخرج له محمد بن منصور والمرشد بالله والأربعة إلا النسائي
(2) ـ شهد فتح مكة مع النبي وكان حامل لواء قومه يومئذ سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة وقدم دمشق على يزيد بن معاوية ثم رجع إلى المدينة ساخطا على يزيد وخلعه وكان مع أهل الحرة وقتل يومئذ وذلك في آخر سنة ثلاث وستين قتله مسلم بن عقبة المري الذي يقال له مسرف بن عقبة صبرا ، روى له الأربعة(1/96)


(و) الثاني (عدم مصادمتها) أي أخبار الآحاد دليلاً (قاطعاً) فإن صادمته بحيث لا يمكن تأويله معها لم تقبل سواء كان نقلياً أو عقلياً وذلك كصرائح الكتاب والسنة المتواترة والإجماع القطعي وما علم بضرورة العقل فيقطع بوضعها لأن الظني لا يقوى على مقاومة القطعي أمَّا إذا أمكن تأويله بلا تعسف على وجه لا يصادم القطعي فهو الواجب صيانة لمن ظاهره العدالة عن التكذيب فإن لم يكن تأويله إلا بتعسف أطرج وقطع بكذب ناقله في الأصح . وقال محمَّد بن شجاع (1)بل يتأول ولو تعسفاً إيثاراً لحمل الرواي على السلامة . وبهذا يظهر أن اشتراط العدالة لا يغني عن الاشتراط فإنه أعم من أن يمكن تأويله أو سهوه أو غلطه أو لا يمكن (وفقد استلزام متعلقها الشهرة) أيضابأن لا يكون مما تتوفر الدواعي على نقله لغرابته كقتل خطيب على منبر المسجد الجامع يوم الجمعة أو لعموم البلوى به علماً كمسألة الإمامة التي تقدمت فإن كان كذلك لم تقبل الآحاد فيه لما تقدم .
قلت وهذا الشرط يغني عن قوله ولا فيما تعم به البلوى علماإلخ .
__________
(1) ـ ذكره في سير أعلام النبلاء فقال محمد بن شجاع الفقيه أحد الأعلام أبو عبد الله البغدادي الحنفي ويعرف بابن الثلجي سمع من ابن علية ووكيع وأبي أسامة وطبقتهم وتلا على اليزيدي وأخذ الحروف عن يحيى بن آدم والفقه عن الحسن بن زياد وبرع وكان من بحور العلم روى عنه يعقوب بن شيبة وحفيده وعبد الله بن أحمد بن ثابت وعدة وكان صاحب تعبد وتهجد وتلاوة مات ساجدا له كتاب المناسك في نيف وستين جزءا إلا أنه كان يقف في مسألة القرآن وينال من الكبار عاش خمسا وثمانين سنة ومات سنة ست وستين ومئتين(1/97)


وإنما اشترطت هذه الشروط لينتفي ظن الكذب إذ الكذب على الرسول معلوم الوقوع إمَّا في الماضي وإما في المستقبل لقوله فيما يروى عنه (سيكذب عليَّ كما كُذب على الأنبياء من قبلي فما روي عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته وما لم يوافقه فليس مني ولم أقله )(1)فإن كان هذه الحديث كذباً فقد كذب عليه وإن كان صدقاً لزم أن يقع الكذب
[أسباب وقوع الأحاديث المكذوبة]
وسبب الوقوع :إما النسيان من الراوي بأن سمع خبراً وطال عهده به فزاد وظنه من كلامه فإنهم كانوا يسمعون الحديث في الخطب والمقامات المشهورة ثم يغفل الإنسان مدة ثم يروي ذلك الحديث ولم يكن قيده بالكتابة
ومن هذا النوع الذين امتحنوا بأولادهم أو بوراقين لهم فوضعوا لهم أحاديث ودسوها عليهم فحدثوا بها من غير أن يشعروا كعبد الله بن محمد ابن ربيعة القدامي (2)
أو الغلط بأن يريد أن ينطق بلفظ فيسبق لسانه إلى غيره ولم يشعر
__________
(1) ـ في مسند الربيع ج: 1 ص: 36 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي قال إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني / وفي ص: 365جابر بن زيد عن النبي قال ما من نبي إلا وقد كذب عليه من بعده ألا وسيكذب علي من بعدي كما كذب علي من كان قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو عني وما خالفه فليس عني .
(2) ـ عبدالله بن محمد بن ربيعة القدامي عن مالك ضعفه ابن عدي. قال ابن حبان كانت تقلب له الأخبار فتجنب فيها وكانت آفته أنه لا يحل ذكره في الكتب . قال في لسان الميزان اتى عن مالك بمصائب منها عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال توفيت فاطمة رضي الله عنها ليلا فجاء أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وجماعة كثيرة فقال أبو بكر لعلي تقدم فصل قال لا والله لا تقدمت وأنت خليفة رسول الله ( ) فتقدم أبو بكر وكبر أربعا(1/98)


أو يريد النقل بالمعنى فيبدل مكان ما سمعه ما لم يطابقه ظناً منه أو يطابقه
أو الافتراء كوضع المنافقين المتقربين إلى أئمة الضلال بالزور والبهتان كغياث بن إبراهيم النخعي (1) قال فيه ابن الجوزي ذكر فيه ابن خثيمة أنه حدث المهدي الخليفة العباسي وهو يلعب بالحمام بحديث (لا سبق إلا في نصل أو خف)(2)فزاد فيه أو جناح . فقال المهدي أشهد أن قفاك قفا كذاب . وتركها بعد ذلك وأمر بذبحها وقال أنا حملته على ذلك ، وكدسيس الملحدة إنها لأحاديث مخالفة للعقل ونسبوها إلى الرسول تنفيراً للعقلاء عن اتباع شريعته
وري أن بعضهم لما قدم للقتل في أيام أبي جعفر العباسي (3) قال افعلوا ما شئتم فقد دسست في أحاديثكم أكثر من أربعة آلاف حديث .
__________
(1) ـ في لسان الميزان غياث بن إبراهيم النخعي الأعمش قال احمد ترك الناس حديثه ، وهو الذي ذكر أبو خيثمة انه حدث المهدي بخبر لا سبق الا في نصل أو حافر زاد فيه أو جناح فوصله ولما قام قال اشهد ان قفاك قفا كذاب انتهى وقال الآجري سألت أبا داود فقال كذاب وقال مرة ليس بثقة ولا مأمون وقال يحيى بن معين مرة كذاب خبيث وقال الساجي تركوه وقال صالح جزرة كان يضع الحديث ،وقال النسائي في الجرح والتعديل ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال ابن عدي بين الأمر في الضعف وأحاديثه كلها شبه الموضوع
(2) ـ (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر ) أخرجه الترمذي في سننه والنسائي في سننه و ابن حبان في صحيحه و ابن ماجه في سننه و أبوداود في سننه و ابن حنبل في مسنده و الطبراني في معجمه الكبير و النسائي في سننه الكبرى و الطبراني في معجمه الصغير والبيهقي في سننه الكبرى
(3) ـ هو الذي فعل الأفاعيل بآل بيت النبوة سلام الله عليهم وسيلقى مصيره لا محالة . وهو أبو جعفر المنصور(1/99)


وحكي عن المؤيد بالله عليه السلام أنه قال روي أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قعدا إلى جنب رجل فأخذ يكيل الأحاديث كيلاً وهو يروي عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فنظر كل منهما إلى صاحبه ثم قالا له يا هذا إنك تروي عنا ما لم نقله ولم نسمعه وهذا يحيى بن معين وأحمد حنبل فغضب ونفض كمه في وجههما وقال سفهت أحلامكما أتحسبان أنه ليس في الأرض من اسمه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلا أنتما لقد رويت عن ثمانية عشر ممن سمي باسميكما .(1/100)

20 / 108
ع
En
A+
A-