وذكره ابن عدي والعقيلي في الضعفاء(1).
*وفيه أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء، قال ابن المديني: ليس بشيء تركناه لم يكن بذاك(2).
وذكره ابن عدي في الضعفاء وقال: الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، وهو في جملة الضعفاء(3).
وقال الساجي: فيه ضعف(4).
وقال في الخلاصة: هو من جملة الضعفاء(5).
وقد أعله العقيلي(6)، والهيثمي(7)، والشوكاني(8)، بعمر بن عبدالله بن يعلى.
وأما حديث أبي الدرداء
رواه الطبراني في المعجم الكبير كما في (مجمع الزوائد)(9) بلفظ: ((ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة )).
قال الهيثمي: في رجاله من لم أجد مَن ترجمه.
ولم أظفر به في معجم الطبراني حتى أنظر في رجاله، ولعله في أحد الأجزاء المفقودة.
الراوية الثانية: في أن النبي كان يفعله
تذكر بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يضع إحدى يديه على الأخرى في الصلاة، وهي مروية عن شداد بن شرحبيل، وغطيف بن الحارث، وهلب الطائي، وثلاثتهم مشكوك في صحبتهم، كما تروى عن ووائل بن حجر، وابن مسعود، ومرسل عن طاووس اليماني.
فأما حديث شداد بن شرحبيل
__________
(1) الكامل في الضعفاء 4/1540، الضعفاء الكبير 2/318.
(2) ميزان الاعتدال 2/592.
(3) الكامل في الضعفاء 4/1599.
(4) تهذيب التهذيب 6/247.
(5) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 235.
(6) الضعفاء الكبير 3/177.
(7) مجمع الزوائد 2/105.
(8) نيل الأوطار 2/200.
(9) مجمع الزوائد 2/105.(1/46)


فرواه الطبراني(1)، والبزار(2)، والبخاري في التاريخ(3)، من طريق حيوة بن شريح الحمصي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا حبيب بن صالح، حدثنا عياش بن مؤنس، عن شداد بن شرحبيل الأنصاري، قال: مهما نسيت فإني لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً يصلي ويده اليمنى على اليسرى، قابضاً عليها.
هذا لفظ الطبراني. وليس في رواية البخاري قابضاً عليها.
تقييم الحديث
ترك الاحتجاج بهذا الحديث معظم القائلين بشرعية الضم في الصلاة؛ لأنه لا يرقى إلى أن يكون دليلاً، لما فيه من علل، نذكر منها:
الأولى ـ أن هذا الحديث مرسل؛ فليس هنالك ما يثبت صحبة شداد بن شرحبيل إلا ما في هذا الحديث من قوله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. والحديث من رواية عياش، وهو مع جهالته لم يذكر سماعاً من شداد. فصحة الحديث متوقفة على صحبة شداد، وصحبة شداد متوقفة على صحة الحديث، وهذا الدور يقضي بعدم حجية الحديث. ويؤكد ذلك أنه قد تردد غير واحد من الحفاظ، في كونه صحابياً، فقال ابن السكن: ليس بمشهور.
وقال ابن عبد البر: ليس لشداد بن شرحبيل غير هذا الحديث(4).
وقال البزار: لم يرو شداد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا هذا الحديث، ولم يرو له الطبراني إلا هذا الحديث(5).
الثانية ـ الانقطاع فإن عياش بن مؤنس مع أنه مجهول، قال فيه الهيثمي: لم أجد من ترجمه(6). ولم يذكر سماعاً من شداد، وقد نبه على البخاري على هذه العلة في (التاريخ الكبير)(7).
الثالثة ـ أنه تفرد به بقية بن الوليد، ولا عبرة بما تفرد به، خصوصاً أنه رواه من طريق مجهول العين والعدالة، عن مجهول الصحبة.
__________
(1) المعجم الكبير 7/282 رقم (7111).
(2) كشف الأستار 1/254.
(3) التاريخ الكبير 4/225.
(4) الإصابة 2/1393، الاستيعاب 2/137.
(5) مجمع الزوائد 2/105.
(6) مجمع الزوائد 2/105، نيل الأوطار 2/200.
(7) التاريخ الكبير 4/225.(1/47)


قال أحمد: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير، فعلمت من أين أتى(1).
وقال الخطيب: في حديثه مناكير(2).
وقال القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسد لعدالته. قال الذهبي: نعم والله صح هذا عنه إنه يفعله(3).
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال أبو مسهر: إحذر حديث بقية وكن منها على تقية، فإنها ليست نقية(4).
وقال الجوزجاني: ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه، أما حديثه عن الثقات فلا بأس به(5).
وقال عبد الحق: بقية لا يحتج به(6).
وقال الذهبي: بقية ذو غرائب وعجائب ومناكير(7).
وذكره الدار قطني(8)، والعقيلي(9)، وابن عدي(10) في الضعفاء.
وقال البيهقي: أجمعوا على أن بقية ليس بحجة(11).
وشدد ابن حبان النكير عليه، ولم يذكره في الثقات ـ على تساهله في التوثيق ـ بل ذكره في المجروحين، وقال بعد كلام طويل: فلا يحل أن يحتج به إذا انفرد بشيء(12).
وأما حديث الحارث بن غطيف
فرواه ابن أبي شيبة(13)، ومن طريقه الطبراني(14)، حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غطيف، أو غطيب بن الحارث، أنه قال: مهما رأيت نسيت لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضع يده اليمنى على اليسرى. يعني في الصلاة.
__________
(1) تهذيب التهذيب 1/417 ـ 419.
(2) تاريخ بغداد 7/123.
(3) ميزان الاعتدال 1/133 ـ 138.
(4) تاريخ بغداد 7/124، تهذيب الكمال 4/198.
(5) أحوال الرجال 174 ـ 175 (312).
(6) تهذيب التهذيب1/417 ـ 419.
(7) ميزان الاعتدال 1/339.
(8) الضعفاء والمتروكين 187 (631).
(9) الضعفاء الكبير 1/112.
(10) الكامل في الضعفاء 2/504.
(11) تهذيب التهذيب 1/417 ـ 419.
(12) المجروحين 1/200 ـ 202.
(13) مصنف ابن أبي شيبة 1/342 (3933).
(14) المعجم الكبير 3/276 (339).(1/48)


ورواه أحمد(1)، عن حماد بن خالد، عن معاوية، عن يوسف بن سيف عن الحارث بن غطيف.
ورواه(2) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غطيف، قال: ما نسيت من الأشياء لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واضعاً يمينه على شماله في الصلاة.
ورواه الطبراني(3) من طريق ابن وهب عن معاوية بن صالح، به. غير أنه زاد بعد يونس رشيد الحبراني.
تقييم الحديث
لايصح الاحتجاج بهذا الحديث لعدة علل، منها:
الأولى ـ الاضطراب في السند، فقد زاد الطبراني ـ في إحدى الروايات ـ بين يونس والحارث: أبا رشيد الحبراني، كما ترى.
وفي إحدى روايات أحمد معاوية عن يونس بن سيف، وفي الأخرى يوسف بن سيف.
وبأقل من هذا يكون الحديث مضطرباً، فقد نص غير واحد على أن الزيادة في السند تؤدي إلى اضطرابه، ذكر ذلك ابن الأمير، عن ابن حجر، عن العلائي(4). وهذا اضطراب موجب لضعف الحديث.
الثانية ـ اختلاف اللفظ، ففي رواية أحمد أن الوضع كان في الصلاة، بينما رواية ابن أبي شيبة خالية من ذلك، فقال بعض الرواة: يعني في الصلاة.
الثالثة ـ أن هذا الحديث مرسل، فالقائل: لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد اختلف في اسمه، فقيل: الحارث بن غطيف.
وقيل: غطيف بن الحارث بالطاء المهملة. وقيل: غظيف بالظاء المعجمة. وقيل: غضيف بالضاد المعجمة(5)، وإلى جانب ذلك اختلف في صحبته. فالرجل معروف بروايته عن الصحابة وليس له عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا هذا الحديث، فلا يبعد أن يكون فيه غلط من بعض الرواة.
__________
(1) مسند أحمد 4/105، 5/290.
(2) مسند أحمد 4/105، 5/290.
(3) المعجم الكبير 3/276 (3400). وانظر هامش العواصم والقواصم 3/10.
(4) توضيح الأفكار 2/38، وانظر علوم الحديث لصبحي الصالح 188.
(5) الإصابة 1/287، تقريب التهذيب 2/105.(1/49)


قال ابن سعد: غطيف بن الحارث في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام(1).
وقال العجلي: غطيف بن الحارث شامي تابعي ثقة(2).
وقال المزي: مختلف في صحبته(3).
وذكره العلائي في (جامع التحصيل) وقال: مختلف في صحبته(4).
الرابعة ـ أن فيه معاوية بن صالح الحمصي. قال الذهبي: قال أبو حاتم: لا يحتج به، وكذلك لم يخرج له البخاري، وليَّنه ابن معين(5).
قال فيه ابن أبي حاتم: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه. وقال: ما كنا نأخذ عنه ولا حرفاً. وقال ابن معين: ليس برضى(6).
وقال أبو إسحاق الفزاري: ما كان بأهل أن يروى عنه(7).
وقال ابن معين: كان عبد الرحمن إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زجره يحيى بن سعيد(8).
وذكره ابن عدي(9) والعقيلي في الضعفاء. وروى العقيلي عن موسى بن سلمة قال: أتيت معاوية بن صالح لأكتب عنه، فرأيت أدوات الملاهي فلم أكتب عنه(10).
وأما حديث هُلْب الطائي
فرواه أحمد(11)، والترمذي(12)، وابن ماجة(13)، من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤمنا، فيأخذ شماله بيمينه.
__________
(1) سير أعلام النبلاء 3/455.
(2) تاريخ الثقات 381.
(3) تهذيب الكمال 5/112.
(4) جامع التحصيل 1/251.
(5) ميزان الاعتدال 4/135.
(6) الجرح والتعديل 8/383.
(7) الضعفا الكبير 4/183. تهذيب التهذيب 10/190.
(8) ميزان الاعتدال 4/135.
(9) الكامل في الضعفاء 6/6300.
(10) الضعفاء الكبير 4/183.
(11) مسند أحمد 5/226 و227.
(12) صحيح الترمذي 2/32 رقم (252).
(13) سنن ابن ماجة 1/266.(1/50)

10 / 20
ع
En
A+
A-