ويبكيه منثور ومنظوم ناظم

وتندبه الأقلام والصحف جملة

بناها لأولاد الوصي وفاطم

ينوح عليه كل فضل ورتبة

وقد كان مسروراً ضحوك المباسم

ومِنْ فَقده وجه الفصاحة عابس

وقد كان مخضراً بديع الكمائم

ترى بعده روض البلاغة ذاوياً

وعُطِّل منها كل آت وقادم

وأما تواريخ الزمان فقد خلت

فهل قام بيت قد خلا من دعائم

لقد كان للدين الحنيف دعامة

لأخذ أصول الدين أسنى المواسم

لقد كان غيثاً للأنام وموسماً

وألحق خافيها بقص القوادم

فقصت خوافي ريشه وتطايرت

وقد سدت من ساع إلى الله قادم

أبا أحمد جوزيت عنا برحمة

فديناك يا خير الهداة الأكارم

ولو كان مقبولاً فداء لميت

ولكنما الدنيا كأحلام نائم

وكنا بأموال نقيك وأنفس

وقمت بها لله أفضل قائم

فقد طال ما أحييت في غسق الدجى

فبوركتَ من محي مصل وصائم

وبالصوم قد قضيت كل هجيرة

عليك دموع العين مثل الغمائم

ويا غائباً لا يرتجى منه أوبة

لديك جزاك الله أزكى المراحم

لئن كنت عنا غائباً فقلوبنا

وممدود ظل سجسجي النسائم

هجرت وقد واصلت حوراً كواعباً

من الله ما ناحت سواري الحمائم

عليك أبا الهادي سلام ورحمة

رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار.

مصادر الترجمة:
ـ تاريخ بني الوزير – خ - أحمد بن عبد الله الوزير.
ـ مكنون السر للعلامة يحيى بن حميد المقرائي. – خ.
ـ الدراري المضيئة شرح الفصول اللؤلؤية ـ خ ـ.
ـ نظام الفصول ، للعلامة الحسن بن أحمد الجلال ـ خ ـ.
ـ مطلع البدور ومجمع البحور للقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال ـ خ.
ـ طبقات الزيدية الكبرى لصارم الدين إبراهيم بن القاسم ـ خ ـ.
ـ مآثر الأبرار لمحمد بن علي الزحيف ـ خ ـ، وهو أحد شروح البسامة.
ـ اللآلئ المضيئة لأحمد بن محمد الشرفي ـ خ ـ، وهو أحد شروح البسامة.(1/36)


ـ طبقات الزيدية الصغرى (المستطاب) ليحيى بن الحسين ـ خ ـ.
ـ مقدمة الفلك الدوار. لمحمد عزان.
ـ لوامع الأنواع للعلامة مجد الدين المؤيدي ـ خ ـ.
ـ البدر الطالع للشوكاني 1/31 ـ 32.
ـ الأعلام للزركلي 1/65 ـ 66.
ـ مصادر الفكر الإسلامي في اليمن للحبشي.
ـ هَدِيَّة العارفين للبغدادي 1/21.
ـ معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 1/101.
ـ اللطائف السنية للعلامة الكبسي 126.
ـ الجواهر المضية في تراجم رجال الزيدية. للعلامة القاسمي ـ خ ـ
ـ الأدبيات اليمنية لكارل برولكمان 85.
ـ مجموع بلدان اليمن وقبائلها، للعلامة الجرافي.
ـ خلاصة المتون في أنباء ونبلاء اليمن الميمون. الجزء الثالث.
ـ المقتطف من تاريخ اليمن للقاضي عبد الله الجرافي 199 ـ 203.
ـ مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني لحسين العمري 234 ـ 240.
ـ أعلام المؤلفين الزيدية للأستاذ عبد السلام الوجيه.

هذا الكتاب
حظي هذا الكتاب بمكانة مرموقة وشهرة واسعة عند المهتمين بفن أصول الفقه، لاسيما في أوساط علماء ومثقفي الزيدية، وصار المرجوع إليه بينهم، والمعتمد عليه عندهم، وطار في الأوطان كلَّ مطار، وصار معتمداً في النواحي والأمصار، حتى قيل عنه: "لم ير مثله في كتب القدماء، ولم تسمح بمثله أنظار العلماء.
هو الشمس إلا أنه في دفاترٍ هو البدر لكن في سماء الأفاضل"
وقد سلك المؤلف في تصنيفه منهج التوسط بين الإيجاز والإسهاب، عند المقارنة بمصنفات معاصريه ومَن سبقهم، وهو ما أشار إليه في المقدمة بقوله: "ولم أبالغ في اختصارها صَوناً لها عن الإلغاز، ولا في بسطها لمنافاته للإيجاز، مع اقتفاء منهج المختصرين من أهل التصنيف، في حسن التهذيب والتَّرصيف، وإبراز المعنى الخفي اللطيف، في إبْرِيز اللفظ الجلي الطَّريف".(1/37)


وبذل جهداً جهيداً ليجعل من فصوله هذه: " لبابٌ نُزِعَ قِشْرُه، وعُبابٌ لا يُدرك قعره، محيطة - على صغر حجمها - بِزُبَد المختصرات، ومحاسن البسيطة من الأمهات المعتمدة? والمصنَّفات الْمُنْتَقَدة"، فاقتصر على المفيد المهم، مما دوَّنه كبار العلماء السابقين، مع إشارة خاطفة إلى تفاصيل يفهمها المتمكن في هذا الفن المتضلع فيه، وهذا مما اضطر المؤلف أن يعيد النظر في كتابه عدة مرات، فقد جاء في بعض حواشي الكتاب أن له ثلاث مسودات: كبرى، ووسطى، وصغرى، والوسطى هي التي اعتمدها المؤلف وبيضها.
وإلى جانب الدقة والاختصار حرص المؤلف أن يجعل من فصوله هذه موسوعة جامعة لآراء العلماء من مختلف المذاهب والتوجهات، فقال: "وَرَصَّعْتُ جواهرَ عِقدها المُذَهَّب، بأقوال أئمتنا وما لَخَّصَه المتأخرون للمذهب وأضفتُ إليها من مذاهب شيوخ العدل والتوحيد، ما هو أعذب من الفرات وأحلى من جَنى التَّوحيد، ومن مذاهب غيرهم من علماء الأمة الأحمدية، وحكماء العصابة المحمدية".
وذلك ما لمسه العلامة صلاح بن أحمد المهدي فبادر إلى شرحه، ووصفه بقوله: "بحر محيط بمستصفى كل مزيد وبسيط، كم جمع من الجوامع، وفتش من مخبَّآتها مستوراً، فيه كفايَة لتقويم قسطاس الأصول وتهذيبُ أغصانها، وهو معيار لتحصيل معاني الفروع وتعديل أركانها، قد حوى الحاوي، وأجرى أنهار فراته والعطشان بها راوي".
وترك المؤلف في كتابه هذا الكلام على الأدلة، وتجنب الخوض في التعليل، والإكثار من التفصيل والتمثيل، مكتفياً بوضوح العبارة وسلاستها، تاركاً للشراح بذلك مجالاً واسعاً، وذلك ما أشار إليه بقوله: "وَجَرَّدتها عن الأمارات والأدلَّة، إكتفاء بشموس مسائلها والأهلَّة، وتسهيلاً لحفظها، وتقليلاً للفظها، وإحالة إلى أصولها، وحثاً للإخوان على شرح فُصُولها".
ويلاحظ أن للمؤلف منهجاً مميزاً في عرض المسائل وتقديم المعلومات:(1/38)


ـ أما في تقديم الفكرة، فإنه يبدأ في الغالب بتصوير المسألة من خلال تصورها بالتعريف أو نحوه، ثم يوزعها في محاور وبنود، يرتبها حسب الأهمية، فيبدأ بإمكانية المسألة? ثم وقوعها، ثم حكمها، ثم أثرها وما يترتب عليها، متعرِّضاً في جميع ذلك لذكر ما عُرف من الخلاف بين العلماء في تلك البنود، وقد يختلف أسلوب العرض باختلاف أهمية المسألة وحساسيتها، فمنها ما يحتاج إلى تطويل وتفصيل بحيث توزع بنودها في عدة فصول، ومنها ما ليس كذلك.
ـ وأما في عرض الخلاف، فإنه يبدأ في الغالب بذكر الرأي المطلق في المسألة، إيجاباً أو سلباً، ويردفه بذكر مناقضه في الطرف الآخر، ثم يذكر الآراء المفصِّلة أو المتوسطة، ثم يختم بذكر المتوقفين إن كان ثَمَّ متوقف.
أما المختار للمؤلف ومن وافقه فإنه تارة يذكره أولاً? وتارة يذكره آخراً، وتارة يذكره عند أي قول موافق، فيقول بعده: وهو المختار، وقد ذكر في بعض الحواشي أنه يريد بذلك المختار للمذهب.
ـ وأما في التقسيم والتفريع في المسائل الطويلة والمتداخلة، فإنه يأخذ في ذكر التقسيمات الرئيسة، ثم يتدرج إلى التفاصيل رتبة رتبة، حتى يصل إلى أدقها.
وقد حرص المؤلف ـ في جميع ذلك ـ على ألاَّ يهمل جانب التمثيل؛ لما له من أثر في تصوير المعنى وإيصاله إلى الذهن. وفي اتجاه آخر يلاحظ أنه نادراً ما يذكر أسباب الأقوال ودوافعها.
ولعل من أهم مميزات هذا الكتاب إلى جانب ما تقدم:
ـ أنه يعد من أجمع كتب الأصول لأقوال العلماء من سائر المذاهب الإسلامية.
ـ أنه يفصل آراء علماء الزيدية في معظم المسائل، وهذا الجانب نادر في كتب الأصول المطبوعة.
ـ أنه يذكر في معظم الأحوال جذور المسائل المختلف فيها ويبين ما تفرع عليها، وبذلك يتضح سبب اختلاف المختلفين، فتتلاشى مع ذلك ظنون السوء، وتختفي الأحكام الجائرة.
شروح الفصول(1/39)


لقد أدرك جملة من العلماء أن هذا الكتاب من المتون الجامعة والأصول المحيطة الواسعة فتبادروا إلى شرحه والتعليق عليه، وفك غوامضه، حتى قال العلامة صلاح بن أحمد وهو أحد شراحه: "وكم رأيت جمعاً من الحذاق هِمَمُهم نحو اقتناص شوارده ممتدة الأعناق، شاهدة النواظر شاخصة الأحداق، شوقاً إلى استخراجِ معانيه والتقاط جواهرها، واقتناء حائز كنوزه من حفايرهَا، كم لهم من أفئدة تهوي إليه، وأكباد حراء صاديةٍ هائمةٍ عليه، وفِكَرٍ جاثية خاضعةٍ بين يديه، ورغبات موثقةٍ بأعنة الخيول لديه، معتصمين في استنباط لطائفه بالحواشي والأطراف، قانعين في بحار علومِه عن اللؤلؤ بالأصداف، لا تحل أيدِي النَّظرِ عُقَد مُعْضِلة، ولا يُفتح بنانُ البيانِ أبوابَ مقفَله، ولا يدرك الأوهَام ظاهر مفصَّله، فعذاريه تحب الحجب مستورة، وحرائره في خيام الأستار مقصورة".
وقد وقفت أثناء البحث والتحقيق على أسماء جملة من شروح هذا الكتاب، التي تعكس مدى الإهتمام به، واطلعت على بعضها، منها:
* شرح الفصول اللؤلؤية، للشيخ المحقق العلامة لطف الله الغياث، المتوفى سنة (1035هـ/1625م) ذكره ابن أبي الرجال وقال: لم يتممه، لعله بلغ فيه إلى العموم، وهو كتاب محقق منقح مفيد.
* شرح الفصول اللؤلؤية، للعلامة المحقق أحمد بن محمد بن لقمان، وهو أحد مشاهير علماء الزيدية، مات في شهر رجب سنة (1039هـ/1629م). أشار إلى ذلك الشرح ابن أبي الرجال في مطلع البدور.
* الدراري المضيئة الموصلة إلى شرح الفصول اللؤلؤية، للعلامة صلاح بن أحمد بن المهدي، أحد العلماء الأفذاذ، توفي في ذي الحجة سنة (1044هـ/1634م). يقوم مركز التراث والبحوث اليمني على نشره.
* شرح الفصول من علم الأصول، للعلامة صلاح الدين بن أحمد بن عز الدين بن الحسين بن عز الدين بن الحسن بن عز الدين بن الحسن، المتوفى في أواخر سنة (1070هـ/1659م).(1/40)

8 / 66
ع
En
A+
A-