الواو: للجمع المطلق. عند (أكثر أئمتنا، والجمهور)، ولا يكون مُتْبَعِها في الحكم محتملاً للمعيَّة برجحان، وللتأخر بكثرة، وللتقدم بقلة، خلافاً (لبعض النحويين)، ولا للترتيب، خلافاً (لأبي طالب(1)، والشافعي، والفرَّاء(2)، وثعلب، وأبي عبيد)(3)، وعن (الفرَّاء) أنها: للترتيب حيث يستحيْل الجَمْعُ من مفردٍ أو جملة(4)، ولا للمعيَّة. قيل: وقد تُزَاد(5).
والفاء: للتعقيب خلافاً (لبعض النحويين) (من غير مهلة غالباً)(6)، وقد تقع موقع: ثم(7)، وتفيد السببيَّة حيث يعطف بها جملة أو صفة(8).
__________
(1) أبو طالب الإمام الناطق بالحق يحيى بن الحسين بن محمد بن هارون البطحاني من عظماء أئمة الزيدية وكبار علمائهم، ومن أشهر كتبه كتاب (المجزي) في أصول الفقه، توفي (424 هـ).
(2) الفراء، هو: العالم النحوي الشهير أبو زكريا بن عبد الله بن منصور السلمي الديلمي الكوفي، تلميذ الكسائي، من كبار علماء النحو واللغة، توفي سنة سبع ومأتين. معجم الأدباء 20/10.
(3) أبو عبيد، هو: القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي، أحد أئمة الفقه واللغة، وصاحب تصانيف شهيرة، أخذ عن الشافعي والكسائي، توفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين. طبقات الشافعية 2/ 67.
(4) نحو: راكع وساجد للمفرد، واركعوا واسجدوا للجملة.
(5) نحو: ?حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها?، وهذا عند الكوفيين.
(6) ما بين القوسين ساقط من نسخة النظام. والتعقيب معناه: أن الذي بعدها واقع عقب الذي قبلها بغير فاصل بينهما، وسواء كان بين الاثنين وقت قصير أم طويل، لأن ذلك يختلف باختلاف المتعاقبين، فالأول نحو: جاء زيد فعمرو. والثاني نحو: تزوج زيد فولد له ولد. وأراد بقوله: غالباً، ما يكون بمهلة.
(7) نحو: توضأ زيدٌ فغسل وجهه ويديه. أي ثم غسل وجهه ويديه.
(8) مثال الجملة: ?فوكزه موسى فقضى عليه?. ومثال الصفة: ?لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون?.(1/76)


وثُمَّ: تشارك الفاء في الترتيب على الأصح، وتنفرد بالمهلة على الأصح، وقد تقع موقع الفاء، وفي عطف المقدم بالزمان اكتفاء بترتيب اللفظ(1). (المؤيد بالله)(2): وقد تقع موقع الواو.
وحتى: ومعطوفها بعض متبوعه أو كبعضه(3)، وغاية له في زيادة أو نقص(4)، ولا تقتضي ترتيباً خلافاً (للزمخشري).
وأو، وإمَّا: لشكٍ أو تشكيكٍ أو تقسيم أو إبهام أو تخيير(5)، وإذا استعملتَا فيما أصله الْحَظْر امتنع الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه، لا ما أصله الإباحة(6)، وقد تكون أو بمعنى إِلاَّ(7). (الهادي) عليه السلام /22/: وبمعنى الواو(8).
__________
(1) نحو: أعطيتك درهما، ثم درهماً قبله.
(2) المؤيد بالله، هو: الإمام أبو الحسين أحمد بن الحسين الهاروني، أحد عظماء أئمة الزيدية في الجيل والديلم، له تصانيف في مختلف العلوم، توفي سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
(3) أما كون معطوفها بعض متبوعه، فنحو: قرأت الكتاب حتى خاتمته. وأما كبعضه فنحو: أعجبتني القصة حتى مغزاها.
(4) مثال الزيادة: مات الناس حتى الأنبياء. ومثال النقص: نجح الطلاب حتى الكسالى.
(5) مثال الشك والتشكيك: جاءني إما زيد وإما عمرو، إذا كنت جاهلاً الجائي بعينه أو عالماً وتريد تشكيك المخاطب، والتقسيم نحو: الكلمة إما اسم وإما فعل. والإبهام نحو: سيأتيك إما زيد وإما عمرو. والتخيير نحو: ?إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً?. وهذه المعاني مستفادة من سياق الكلام.
(6) مثال ما أصله الحظر: خذ من مالي ثوباً أو ديناراً؛ لأن أخذ المال حرام ومثال ما أصله الإباحة: امش راكباً أو راجلاً.
(7) نحو: لأقتلنه أو يسلم.
(8) نحو:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها
... أي وعليها فجورها.(1/77)


ولا: وهي عاطفَة بعد أمرٍ أو خبر مُثْبَتٍ أو نداء(1) وغير عاطفة نافية وزائدة(2)، وقد تحذف وهي مرادة(3).
وبل: لنفي الحكم عن الأول وإثباته للثاني(4).
ولكن: للإستدراك، ويلزمها النفي أو النهي عند عطف المفرد(5) والتناقض عند عطف الجملة(6).
وكالحروف الناصبة، كإذن للجواب والجزاء عند (سيبويه)(7). قيل: مطلقاً. وقيل: غالباً.
ولن: لتأكيد النفي في الإستقبال، وهي حقيقة في التأبيد، وفاقاً (للزمخشري) وغيره، وخلافاً (لابن مالك)(8) وغيره، ولا تَرِد في الدعاء خلافاً (لابن عصفور)(9).
وكي: للسببيَّة.
وكحروف الجر ومنها:
__________
(1) مثال الأمر: اضرب عمرواً لا زيداً. ومثال الخبر المثبت: جاء زيد لا عمرو. ومثال النداء: يا زيد لا عمرو.
(2) مثال النافية: لا صاحب جود ممقوت. ومثال الزائدة: ?ما منعك ألا تسجد?، أي: ما منعك أن تسجد.
(3) نحو: ?تالله تفتأ تذكر يوسف?، أي: لا تفتأ تذكر يوسف.
(4) نحو: ما جاء محمد بل خالد.
(5) نحو: ما جاءني زيد لكن عمرو.
(6) نحو: ما هذا ساكن لكنه متحرك، ما هو أبيض لكنه أسود.
(7) سيبويه: أبو الحسن وقيل: أبو بشر عمر بن عثمان إمام النحويين وكبيرهم، توفي (180 هـ). معجم المؤلفين 8/101.
(8) ابن مالك، هو: جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك النحوي، صاحب الألفية، توفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة . كشف الظنون 1/ 133.
(9) ابن عصفور ، هو: أبو الحسن علي بن مؤمن بن عصفور النحوي الشهير، توفي سنة تسع وستين وستمائة. كشف الظنون 1/ 603، وقد حمل عليها قوله تعالى حاكياً: ?فلن أكون ظهيراً للمجرمين? مدعياً أن المعنى فا جعلني لا أكون.(1/78)


مِن: لابتداء الغاية، والتبعيض، والتبيين، وزائدة، وللتعليل، والبدل، والمجاوزة، وللإنتهاء، والإستعلاء، وللفصل. ولموافقة: الباء، وفي. وتَرِدُ لتنصيص العموم، أو لمجرد التوكيد بعد نفيٍ أو شِبْهُهُ(1).
والباء: وهي للإلصاق، والإستعانة، (والسببية، والتعليل)، والمصاحبة، (والظرفية، والبدل، وللمقابلة: وموافقة: عن وعلى. وتُزَاد مع فاعل ومفعول وغيرهما)(2)
__________
(1) مثال ابتداء الغاية: ?سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى?. ومثال التبعيض: ?لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون?. أي بعض ما تحبون. ومثال التبيين: ?وقالوا مهما تأتنا به من آية?، ومثال الزائدة: ما جاءني من رجل. ومثال التعليل: ?مما خطيئاتهم أغرقوا?. ومثال البدل: ?أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة?. ومثال المجاوزة: ?فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله?. ومثال الإنتهاء: رأيت الهلال من داري من خلال السحاب. ومثال الإستعلاء: ?فنصرناه من القوم الذين كذبوا?، أي: على القوم. ومثال الفصل: ?والله يعلم المفسد من المصلح?. ومثال موافقة الباء: ?ينظرون من طرف خفي?. وموافقة (في) نحو: ?أروني ماذا خلقوا من الأرض?. وأما ورودها لتنصيص العموم فنحو: ?وما من إله إلا إله واحد?. وورودها لمجرد التوكيد بعد نفي، نحو: ما جاءني من أحد إلا زيد.
(2) ما بين الأقواس ليس موجودا في (ش). ومثال الإلصاق: أمسكت بزيد. ومثال الإستعانة: كتبت بالقلم. ومثال السببية: ?إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل?. ومثال التعليل: عاقبت زيداً بإهماله. ومثال المصاحبة: شريت الشجرة بثمرها. ومثال الظرفية: ?ولقد نصركم اللّه ببدر?، ?نجيناهم بسحر?. ومثال البدل:
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا ... شنوا الإغارة ركباناً وفرساناً

... أي ليت لي بدلاً منهم. ومثال المقابلة: اشتريت الكتاب بدرهم. ومثال موافقة عن: ?فاسأل به خبيراً?، أي: عنه، قيل وتختص بالسؤال. ومثال موافقة على: ?من إن تامنه بقنطار?. وأما زيادتها مع الفاعل فنحو: أكرم بزيد، وزيادتها مع المفعول نحو: ?وهزي إليك بجذع النخلة?.(1/79)


، ولا تكون للتبعيض /23/، وفاقاً (للجمهور)، وخلافاً (للشافعية).
واللام: للإختصاص، والتعليل، والإستحقاق، وللنِّسَب، والعاقبة، والتبليغ، والتعجب، والتبيين، والصيرورة، وَمواَفقة: في، وعند، وإلى، وبعد، وعلى، ومن(1).
وفي: للظرفية حقيقة أو مجازاً، والمصاحبة، والتعليل، والمقَايسة. وموافقة: على، والباء(2). وبين ظهورها وإضمارها فرق(3).
__________
(1) مثال الإختصاص: السرج للفرس. ومثال التعليل: هيأت نفسي للسفر. ومثال الإستحقاق: الحمد لله. ومثال النسب: الكتاب لزيد. ومثال العاقبة هي الصيرورة وسيأتي مثالها. ومثال التبليغ: قلت له. ومثال التعجب: يا لجمال الربيع. ومثال التبيين: ما أحبني لزيدٍ وتباً لزيد. ومثال الصيرورة: ?فالتقطه آل فرعون ليكون?. وأما موافقة (في) فنحو: مضى لسبيله. وموافقة (عند) نحو: كتبته لخمس خلون من رمضان. وموافقته لـ(إلى) نحو: ?كل يجري لأجل مسمى?. وموافقته لـ(بعد) نحو: ?أقم الصلاة لدلوك الشمس?. وموافقته لـ(على) نحو: ?ويخرون للأذقان?. وموافقته لـ(من) نحو:
لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم ... ونحن لكم يوم القيامة أفضل
... أي ونحن أفضل منكم يوم القيامة.
(2) مثال الظرفية: جلست في الدار، وسافرت في المساء. ومثال المصاحبة: ?فخرج على قومه في زينته?. ومثال التعليل: دخلت امرأة النار في هرة، أي: بسبب هرة. ومثال المقايسة: ?فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل?، وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق. وأما موافقة (على)، فنحو: ?ولأصلبنكم في جذوع النخل?. وأما موافقة (الباء) فنحو: أنت خبير في هذا الأمر.
(3) نحو: صمت هذه السنة، فإنه يقتضي الكل؛ لأن الظرف صار بمنزلة المفعول به حيث انتصب بالفعل، فيقتضي الإستيعاب كالمفعول به يقتضي تعلق الفعل بمجموعه إلا بدليل، بخلاف صمت في هذه السنة، فإنه يصدق بصوم ساعة بأن ينوي الصوم إلى الليل ثم يفطر، لأن الظرف قد يكون أوسع.(1/80)

16 / 66
ع
En
A+
A-