فيوماً على بغل ويوماً على جمل
وقال علي بن الحسن، بن علي بن حمزة العلوي، عن عمه محمد، عن المدايني، عن جويرية بن أسماء، قال: لما مات الحسن بن علي، وأخرجوا جنازته حمل مروان سريره، فقال له الحسين: أتحمل سريره؟ أما والله لقد كنت تجرعه الغيظ، فقال مروان: إني كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال.
حدثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: حدثنا عبد الله بن الوضاح، قال: حدثني بن يمان، عن الثوري، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم: أن الحسين بن علي قدم سعيد بن العاص للصلاة على الحسن بن علي، وقال: تقدم فلولا أنه سنة ما قدمتك.
حدثني أبو عبيد، قال: حدثنا فضل المصري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال: حدثنا عمرو بن هشام، عن عمر بن بشير الهمداني، قال: قلت لأبي إسحاق: متى ذل الناس؟ قال: حين مات الحسن، وادعى زياد، وقتل حجر بن عدي.
واختلف في مبلغ سن الحسن وقت وفاته.
فحدثني أحمد بن سعيد، عن يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم بن الحسن عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، وجميل بن دراج، عن جعفر بن محمد: أنه توفي وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، عن ابن حسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مشكان، عن أبي بصير، عن جعفر بن محمد: أن الحسن توفي وهو ابن ست وأربعين.
وقال محمد بن علي بن حمزة: وفي الحسن بن علي يقول سليمان بن قته:
يا كذب الله من نعى حسناً ... ليس لتكذيب نعيه ثمن
كنت خليلي وكنت خالصتي ... لكل حي من أهله سكن
أجول في الدار لا أراك وفي ... الدار أناس جوارهم غبن
بدلتهم منك ليت أنهم ... أضحوا وبيني وبينهم عدن
الحسين
مقتله ومن قتل معه من أهله
خبر الحسين بن علي بن أبي طالب ومقتله ومن قتل معه من أهله ويكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان مولده لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة.
وكانت سنه يوم قتل ستاً وخمسين سنة وشهوراً.
وقيل: إن مقتله كان يوم السبت، روي ذلك عن أبي نعيم الفضل بن دكين. والذي ذكرناه أولاً أصح.
فأما ما تقوله العامة إنه قتل يوم الاثنين فباطل، وهو شيء قالوه بلا رواية، وكان أول المحرم الذي قتل فيه يوم الأربعاء، أخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر الزيجات، وإذا كان ذلك كذلك فليس يجوز أن يكون العاشر يوم الاثنين.
قال أبو الفرج: وهذا دليل صحيح واضح تنضاف إليه الرواية، أخبرنا به أحمد بن عيسى، قال: حدثنا أحمد بن الحرث، عن الحسين بن نصر، قال: حدثنا أبي، عن عمر بن سعد، عن أبي مخنف. وحدثني به أحمد بن محمد بن شيبة، قال: حدثنا أحمد بن الحرق الخزاز، قال: حدثنا علي بن محمد المدائني، عن أبي مخنف، وعوانة بن الحكم، ويزيد بن جعدية، وغيرهم.
فأما ما تعارفه العوام من أنه قتل يوم الاثنين فلا أصل له ولا حقيقة، ولا وردت به رواية.
وروى سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن الحسين بن علي قتل وله ثمان وخمسون سنة، وأن الحسن كذلك كانت سنوه يوم مات، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وأبو جعفر بن محمد.
قال أبو الفرج: وهذا وهم، لأن الحسن ولد في سنة ثلاث من الهجرة، وتوفي في سنة إحدى وخمسين، ولا خلاف في ذلك، وسنه على هذا ثمان وأربعون سنة أو نحوها.
لوم يمكنا سياقة مقاتلهم على التاريخ لئلا ينقطع الخبر، فذكرنا أسماءهم وأنسابهم جملة، ثم ذكرنا خبر مقاتلهم رضوان الله عليهم وصلواته.
فمنهم مسلم بن عقيل بن أبي طالب
عليه السلام وهو أول من قتل من أصحاب الحسين بن علي - عليه السلام - وسنذكر خبره في موضعه. وأمه أم ولد، يقال لها: حلية، وكان عقيل اشتراها من الشام، فولدت له مسلماً، ولا عقب له.
علي بن الحسين
وهو علي الأكبر ولا عقب له
ويكنى أبا الحسن، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وتكنى أم شيبة، وأمها بنت أبي العاص بن أمية وهو أول من قتل في الواقعة.(1/21)


وإياه عني معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، قال: قال معاوية: من أحق الناس بهذا الأمر؟ قالوا: أنت، قال: لا، أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي، جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أمية، وزهو ثقيف.
وقال يحيى بن الحسن العلوي: وأصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لأم ولد، وأن الذي أمه ليلى هو جدهم، حدثني بذلك أحمد بن سعيد عنه.
وحدثني أحمد بن سعيد، عن يحيى، عن عبيد الله بن حمزة، عن الحجاج بن المعتمر الهلالي، عن أبي عبيدة، وخلف الأحمر: أن هذه الأبيات قيلت في علي بن الحسين الأكبر:
لم تر عين نظرت مثله ... من محتف يمشي ومن ناعل
يغلي نئي اللحم حتى إذا ... أنضج لم يغل على الآكل
كان إذا شبت له ناره ... أوقدها بالشرف القابل
كيما يراها بائس مرمل ... أو فرد حي ليس بالآهل
أعني ابن ليلى ذا الثدي والندى ... أعني ابن بنت الحسب الفاضل
لا يؤثر الدنيا على دينه ... ولا يبيع الحق بالباطل
وولد علي بن الحسين في خلافة عثمان.
وقد روى عن جده علي بن أبي طالب، وعن عائشة أحاديث كرهت ذكرها في هذا الموضع لأنها ليست من جنس ما قصدت له.
عبد الله بن علي بن أبي طالب
وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وأمها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. وأمها عمرة بنت الطفيل فارس قرزل بن مالك الأحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب. وأمها كبشة بنت عروة الرجال بن عتبة بن جعفر بن كلاب. وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب. وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة، ابن دودان بن أسد بن خزيمة. وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأغر بن قيس بن ثعلبة، بن عكابة، بن صعب بن علي بن بكر بن زائل بن ربيعة بن نزار. وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة. وأمها بنت ذي الرأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة. وأمها بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الربت بن غطفان.
أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، قال: حدثني عبيد الله بن الحسن، وعبد الله بن العباس، قالا: قتل عبد الله بن علي بن أبي طالب، وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له.
حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثني حسين بن نصر، قال: حدثنا أبي عمر بن سعد، عن أبي مخنف، عن عبد الله بن عاصم، عن الضحاك المشرفي، قال: قال العباس بن علي لأخيه من أبيه وأمه عبد الله بن علي: تقدم بين يدي حتى أراك وأحتسبك، فإنه لا ولد لك، فتقدم بين يديه، وشد عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقتله.
جعفر بن علي بن أبي طالب
- عليه السلام - وأنه أم البنين أيضاً.
قال يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم، بالإسناد الذي قدمته في حبر عبد الله: قتل جعفر بن علي بن أبي طالب، وهو ابن تسع عشرة سنة.
قال أبو مخنف في حديث الضحاك المشرفي: إن العباس بن علي قدم أخاه جعفراً بين يديه لأنه لم يكن له ولد ليحوز ولد العباس بن علي ميراثه، فشد عليه هانئ بن ثبيت الذي قتل أخاه فقتله، هكذا قال الضحاك.
وقال نصر بن مزاحم: حدثني عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي أن خولي بن يزيد الأصبحي - لعنه الله - قتل جعفر بن علي.
عثمان بن علي بن أبي طالب
- عليه السلام - وأمه أم البنين أيضاً.
قال يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم عن عبيد الله بن الحسن، وعبد الله بن العباس، قالا: قتل عثمان بن علي، وهو ابن إحدى وعشرين سنة. وقال الضحاك المشرفي في الإسناد الأول الذي ذكرناه آنفاً: إن خولي بن يزيد رمى عثمان بن علي بسهم فأوهطه، وشد عليه رجل من بني أبان بن دارم فقتله، وأخذ رأسه.(1/22)


وعثمان بن علي الذي روى عن علي أنه قال: إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون.
العباس بن علي بن أبي طالب
- عليه السلام - ويكنى أبا الفضل. وأمه أم البنين أيضاً، وهو أكبر ولدها، وهو آخر من قتل من إخوته لأمه وأبيه، لأنه كان له عقب، ولم يكن لهم، فقدمهم بين يديه، فقتلوا جميعاً، فحاز مواريثهم؛ ثم تقدم فقتل، فورثهم وإياه عبيد الله، ونازعه في ذلك عمه عمر بن علي، فصولح على شيء رضى به.
قال حرمي بن العلاء عن الزبير عن عمه: ولد العباس بن علي يسمونه السقا، ويكنونه أبا قربة، وما رأيت أحداً من ولده، ولا سمعت عمن تقدم منهم هذا - عليه السلام - .
وفي العباس بن علي - عليه السلام - يقول الشاعر:
أحق الناس أن يبكى عليه ... إذا بكى الحسين بكربلاء
أخوه وابن والده علي ... أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شيء ... وجادله على عطشٍ بماء
وفيه يقول الكميت بن زيد:
وأبو الفضل إن ذكرهم الحلو ... شفاء النفوس من أسقام
قتل الأدعياء إذ قتلوه ... أكرم الشاربين صوب الغمام
وكان العباس رجلاً وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض؛ وكان يقال له: قمر بني هاشم. وكان لواء الحسين بن علي معه يوم قتل.
حدثني أحمد بن سعيد، قال يحيى بن الحسن، قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب، قال: حدثني ابن أبي أويس، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، قال: عبأ الحسين بن علي أصحابه، فأعطى رايته أخاه العباس بن علي.
حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثني حسين بن نصر، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر: أن زيد بن رقاد الجنبي، وحكيم بن الطفيل الطائي، قتلا العباس بن علي.
وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى، تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها، فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.
ذكر ذلك علي بن محمد بن حمزة، عن النوفلي، عن حماد بن عيسى الجهني، عن معاوية بن عمار، عن جعفر بن محمد.
محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب
وأمه أم ولد.
حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا الحسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر، وحدثني أحمد بن شيبة، عن أحمد الحرث، عن المدائني: أن رجلاً من تميم من بني أبان بن دارم قتله - رضوان الله عليه - ، لعم الله قاتله.
أبو بكر بن علي بن أبي طالب
لم يعرف اسمه؛ وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، وأم ليلى بنت مسعود عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر سيد أهل الوبر بن عبيد بن الحارث، وهو مقاعس؛ وأمها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بين منقر؛ وأمها بنت أعبد بن أسعد بن منقر، وأمها بنت سفيان بن خالد بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد، بن زيد مناة بن تميم.
ولسلم يقول الشعر:
تسود أقوام وليسوا بسادة ... بل السيد الميمون سلم بن جندل
ذكر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، وفي الإسناد الذي تقدم: أن رجلاً من همدان قتله.
وذكر المدائني أنه وجد في ساقية مقتولاً لا يدري من قتله.
هؤلاء ولد علي بن أبي طالب لصلبه الذين قتلوا مع الحسين، وهم سواه.
وقد ذكر محمد بن علي بن حمزة: أنه قتل يومئذٍ إبراهيم بن علي بن أبي طالب، وأمه أم ولد.
وما سمعت بهذا من غيره، ولا رأيت لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكراً.
وذكر يحيى بن الحسن فيما حدثني به أحمد بن سعيد أن أبا بكر بن عبيد الله الطلحي حدثه عن أبيه أن عبيد الله بن علي قتل مع الحسين، وهذا خطأ، وإنما قتل عبيد الله يوم المدار، قتله أصحاب المختار أبي عبيدة، وقد رأيته بالمدار.
أبو بكر بن الحسن
بن علي بن أبي طالب
وأمه أم ولد، ولا تعرف أمه.
ذكر المدائني في إسنادنا عنه، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد أن عبد الله بن عقبة الغنوي قتله.
وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر: أن عقبة الغنوي قتله.
وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:(1/23)


وعند غنيٍ قطرة من دمائنا ... وفي أسد أخرى تعد وتذكر
القاسم بن الحسن
بن علي بن أبي طالب
وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمه.
حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمر بن سعد، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده السيف، وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما، ما أنس أنها اليسرى، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه، فقلت له: سبحان الله، وما تريد إلى ذلك، يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب، قال: والله لأشدن عليه، فما ولى وجهه حتى ذرب رأس الغلام بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، وصاح: يا عماه.
قال: فوالله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر، ثم شد شدة الليث إذا غضب، فضرب عمراً بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق، ثم تنحى عنه، وحملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها، وجالت، فتوطأته، فلم يرم حتى مات - لعنه الله وأخزاه - فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، وحسين يقول: بعداً لقوم قتلوك، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته يوم كثر واتره، وقل ناصره، ثم احتمله على صدره، وكأني أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في الأرض، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين، فسألت عن الغلام، فقالوا: هو القاسم بن الحسن، بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
عبد الله بن الحسن
بن علي بن أبي طالب
وأمه بنت السليل بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي. وقيل: إن أمه أم ولد. وكان أبو جعفر محمد بن علي - فيما رويناه عنه - يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله.
وذكر المدائني في إسناده عن جناب بن موسى، عن حمزة بن بيض، عن هانئ بن ثبيت القايضي أن رجلاً منهم قتله.
عبد الله بن الحسين
بن علي بن أبي طالب
وأمه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن كلب.
وأمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب. وأمها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم. وأمها بنت أوس بن حارثة.
وزعم ابن عبدة أن أمها الرباب بنت حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائي بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طيء.
وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام:
لعمرك إنني لأحب دارا ... تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي ... وليس لعاتب عندي عتاب
وسكينة التي ذكرها ابنته من الرباب، واسم سكينة أمينة، وقيل أميمة، وإنما غلب عليها سكينة، وليس باسمها.
وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيراً جاءته نشابة وهو في حجر أبيه فذبحته.
حدثني أحمد بن شبيب، قال: حدثنا أحمد بن الحرث عن المدائني، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: دعى الحسين بغلام فأقعده في حجره، فرماه عقبة بن بشر فذبحه.
حدثني محمد بن الحسين الأشناني، قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا مورع بن سويد بن قيس، قال: حدثنا من شهد الحسين، قال: كان معه ابنه الصغير فجاء سهم فوقع في نحره، قال: فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبته فيرمي به إلى السماء فما يرجع منه شيء، ويقول: اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل.
عون بن عبد الله بن جعفر
بن أبي طالب الأكبر
أمه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب. وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:
واندبي إن بكيت عوناً أخاه ... ليس فيما ينوبهم بخذول
فلعمري لقد أصبت ذوي القر ... بى فبكى على المصاب الطويل
والعقيلة هي التي روى ابن عباس عنه كلام فاطمة في فدك، فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي.(1/24)


حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثنا الحسين بن نصر، عن أبيه، عن عمر بن سعد، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم: أن عبد الله بن قطنة التيهاني قتل عون بن عبد الله بن جعفر.
محمد بن عبد الله بن جعفر
بن أبي طالب
وأمه الخوصا بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن الحرث بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وأمها هند بنت سالم بن عبد الله بن عبد الله بن مخزوم بن سنان بن مولة بن عامر بن مالك بن تيم اللات بن ثعلبة، وأمها ميمونة بنت بشر بن عمرو بن الحرث بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن الحصين بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
قتله عامر بن نهشل التميمي فيما روى عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم بالإسناد الذي قدمناه.
وإياه عنى سليمان بن قتة بقوله:
وسمى النبي غودر فيهم ... قد علوه بصارم مصقول
فإذا ما بكيت عيني فجودي ... بدموع تسيل كل مسيل
عبيد الله بن عبد الله بن جعفر
بن أبي طالب
وأمه الخوصا بنت حفصة.
ذكر يحيى بن الحسن العلوي فيما حدثني به أحمد بن سعيد عنه: أنه قتل مع الحسين بالطف رضوان الله وصلواته على الحسين وآله.
عبد الرحمن بن عقيل
بن أبي طالب
وأمه أم ولد.
قتله عثمان بن خالد بن أسيد الجهني وبشير بن حوط القايضي، فيما ذكر سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم.
جعفر بن عقيل
بن أبي طالب
وأمه أم الثغر بنت عامر الهصان العامري من بني كلاب.
قتله عروة بن عبد الله الخثعمي، فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين وعن حميد بن مسلم.
ويقال أمه الخوصا بنت الثغرية، واسمه عمرو بن عامر بن الهصان، بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري.
وأمها أردة بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. وأمها أم البنين بنت معاوية بن خالد بن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن أبي صعصعة، وأمها حميدة بنت عتبة بن سمرة بن عقبة بن عامر. يقال إن أم أردة بنت حنظلة سالمة بنت مالك بن خطاب الأسدي.
عبد الله الأكبر بن عقيل
بن أبي طالب
وأمه أم ولد.
قتله - فيما ذكره المدائني - عثمان بن خالد بن أسير الجهني، ورجل من همدان.
محمد بن مسلم بن عقيل
بن أبي طالب
وأمه أم ولد.
قتله فيما رويناه عن أبي جعفر محمد بن علي أبو مرهم الأزدي ولقيط بن إياس الجهني.
عبد الله بن مسلم بن عقيل
بن أبي طالب
وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب، وأمها أم ولد. قتله عمرو بن صبيح، فيما ذكرناه عن علي بن محمد المدائني، وعن حميد بن مسلم، وذكر أن السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته في راحته وجبهته.
محمد بن أبي سعيد الأحول
بن عقيل بن أبي طالب
وأمه أم ولد، قتله لقيط بن ياسر الجهني، رماه بسهم فيما رويناه عن المدائني، عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم.
وذكر محمد بن علي بن حمزة: أنه قتل معه جعفر بن محمد بن عقيل، ووصف أنه سمع أيضاً من يذكر أنه قتل يوم الحرة، قال أبو الفرج: وما رأيت في كتب الأنساب بمحمد بن عقيل ابناً يسمى جعفراً. وذكر أيضاً محمد بن علي بن حمزة، عن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: أن علي بن عقيل، وأمه أم ولد قتل يومئذٍ.
فجميع من قتل يوم الطف من ولد أبي طالب سوى من يختلف في أمره اثنان وعشرون رجلاً.
خبر الحسين بن علي ومقتله
ثم نرجع إلى ذكر خبر الحسين بن علي ومقتله صلوات الله عليه(1/25)

5 / 36
ع
En
A+
A-