رأيت عبد الله بن الحسن فقلت: هذا والله سيد الناس " كان " ملبساً نوراً من قرنه إلى قدميه.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، قال: ولد عبد الله بن الحسن في بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: أخبرنا يحيى، عن القاسم بن عبد الرازق، قال: جاء منصور بن زيان الفزاري إلى الحسن بن الحسن، وهو جده أبو أمه فقال له: لعلك أحدثت بعدي أهلاً؟ قال: نعم تزوجت بنت عمي الحسين بن علي.
فقال: بئس ما صنعت، أما علمت أن الأرحام إذا التقت أضوت، كان ينبغي لك أن تتزوج من العرب.
قال: فإن الله قد رزقني منها ولداً. قال فأرنيه. فأخرج إليه عبد الله بن الحسن فسر به، وقال: أنجبت، هذا والله الليث عادياً ومعدواً عليه.
قال: فإن الله قد رزقني منها ولداً آخر.
قال: فأرنيه. فأخرج إليه الحسن بن الحسن، فسر به وقال: أنجبت والله وهو دون الأول.
قال: فإن الله رزقني منها ثالثاً.
قال: فأرنيه، فأراه إبراهيم بن الحسن بن الحسن، فقال: لا تعد إليها بعد هذا.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثني هرون بن موسى الفروي، قال: سمعت محمد بن أيوب الرافعي يقول: كان أهل الشرف وذوو القدر لا ينوطون بعبد الله بن الحسن أحداً.
وحدثني أبو عبيد " محمد بن أحمد " الصيرفي، قال: حدثنا محمد بن على بن خلف العطار، قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، عن سعيد بن أبان القرشي، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه عبد الله بن الحسن، وهو يومئذ شاب في إزار ورداء، فرحب به وأدنا " وحياه " . وأجلسه إلى جنبه وضاحكه، ثم غمز عكنة من عكن بطن، وليس في البيت يومئذ إلى أموي، فلما قام قالوا له: ما حملك على غمز بطن هذا الفتن؟ قال: إني أرجو بها شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
حدثنا أبو عبيد، قال: حدثنا فضل المصري، قال: حدثنا القواريري قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبان مثله.
حدثني عمر بن عبد الله " بن جميل " العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني إسماعيل بن جعفر الجعفري، قال: حدثني سعيد بن عقبة الجهني، قال: إني لعند عبد الله بن حسن بن حسن إذ أتاني آت فقال: هذا رجل يدعوك، فخرجت فإذا بأبي عدي الأموي الشاعر، فقال: اعلم أبا محمد، فخرج إليه عبد الله، وابناه، وهم خائفون، فأمر له عبد الله بأربعمائة دينار، وأمر له ابناه بأربعمائة دينار وأمرت له هند بمائتي دينار، فخرج من عندهم بألف دينار.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن موسى، قال: حدثني أبي: أن عبد الله بن الحسن كان يصلي على طنفسة في المسجد، وأنه خرج فأقامت تلك الطنفسة دهراً لا ترتفع.
حدثني أحمد " بن محمد بن سعيد " ، قال: حدثنا يحيى " بن الحسن " ؛ قال: حدثنا علي بن أحمد الباهلي، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: سئل مالك عن السدل، فقال: رأيت من يرضى بفعله، عبد الله بن الحسن يفعله.
وقتل عبد الله بن الحسن في محبسه بالهاشمية، وهو ابن خمس وسبعين، سنة خمس وأربعين ومائة.
الحسن بن الحسن بن الحسن
والحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب.
وكان متألهاً، فاضلاً، ورعاً، يذهب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مذهب الزيدية.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثني إسماعيل بن يعقوب، قال: لما حبس عبد الله بن الحسن آلى أخوه الحسن بن الحسن ألا يدهن ولا يكتحل، ولا يلبس ثوباً ليناً، ولا يأكل طيباً، ما دام عبد الله على تلك الحال.
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله العلوي، عن عبد الله بن عمران، وحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثني أبو عبد الحميد الليثي، عن أبيه، عن عيسى بن عبد الله، قال: حدثني عبد الله بن عمران، قال: " واللفظ للعتكي " .
كان حسن بن الحسن قد نصل خضابه، تسلياً على عبد الله بن حسن، وكان أبو جعفر يسأل عنه فيقول: ما فعل الحاد.
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني الحرث بن إسحاق، قال:(1/51)


كان الحسن بن الحسن بن الحسن ينزل منزلاً بذي الأثل فحضر المدينة، وعبد الله بن الحسن محبوس، فلم يبرحها، ولبس خشن الثياب، وغليظ الكرابيس، وكان أبو جعفر يسميه الحاد، وكان عبد الله ربما استبطأ رسل أخيه الحسن، فيرسل إليه: إنك وولدك لآمنون في بيوتكم، وأنا ولدي بين أسير وهارب، لقد مللت معونتي فآنسني برسلك. وكان ذلك إذا أتى حسناً بكى، وقال: بنفسي أبو محمد إنه لم يزل يحشد الناس بالأئمة.
وتوفي الحسن بن الحسن بن الحسن في محبسه بالهاشمية في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة. وهو ابن ثمان وستين سنة.
إبراهيم بن الحسن بن الحسن
وإبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا الحسن.
وأمه فاطمة بنت الحسين.
حدثني يحيى بن علي بن يحيى المنجم، قال: سمعت عمر بن شبة يقول: كل إبراهيم تقدم من بني علي، يكنى أبا الحسن.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: كان إبراهيم أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله، وحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثنا غسان بن عبد الحميد، عن أبيه، عن عيسى بن عبد الله، قال: مر الحسن بن الحسن على إبراهيم بن الحسن، وهو يعلف إبلاً له، فقال: أتعلف إبلك وعبد الله بن الحسن محبوس؟ أطلق عقلها يا غلام، فأطلقها، ثم صاح في إدبارها فذهبت فلم يوجد منها واحدة.
وتوفي إبراهيم بن الحسن بن الحسن في الحبس بالهاشمية في شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة.
وهو أول من توفي منهم في الحبس، وهو ابن سبع وستين سنة.
أخبرني بذلك عمر بن عبد الله العتكي، عن عمر بن شبة، عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
قال أبو الفرج الأصبهاني: هؤلاء الثلاثة من ولد الحسن بن الحسن لصلبه، قتلوا وماتوا في الحبس.
وقد ذكر محمد بن علي حمزة العلوي أنه قتل معهم أبو بكر بن الحسن بن الحسن. وما سمعت أحداً ذكر هذا غيره، ولا بلغنا عن أحد من أهل العلم بالأنساب أن الحسن بن الحسن كان له ابن يكنى أبا بكر.
وحمل معهم من المدينة جماعة أخر لم يقتل منهم أحداً. وخلى أبو جعفر لهم السبيل بعد مقتل محمد وإبراهيم.
منهم جعفر بن الحسن بن الحسن، وابنه الحسن بن جعفر، وموسى بن عبد الله بن الحسن، وداود بن الحسن، وسليمان، وعبد الله ابنا داود بن الحسن، وإسحاق، وإسماعيل ابنا إبراهيم بن الحسن.
وذكر محمد بن علي بن حمزة أن إسحاق وإسماعيل قتلا.
والذي ذكرناه من تخليتهما أصح، أخبرني " به " عمر بن عبد الله العتكي، عن عمر بن شبة، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي.
ثم نرجع إلى ذكر أسماء من قتل وتوفي في الحبس بالهاشمية منهم.
علي بن الحسن بن الحسن
وعلي بن الحسن بن الحسن ويكنى أبا الحسن.
وكان يقال له علي الخير، وعلي الأغر، وعلي العباد، وكان يقال له ولزوجته زينب بنت عبد الله بن الحسن الزوج الصالح، فيما ذكر لنا حرمي بن العلاء، عن زبير بن بكار، عن عبد الله بن الحسن.
وأمه أم عبد الله بنت عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر بن ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب.
أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عبد الجبار بن سعيد المساحقي، عن أبيه، قال: أقطع أبو العباس الحسن بن الحسن بن الحسن عين مروان بذي خشب، وكان ربما أرسل إليها ابنه علياً يطلعها، فيذهب معه بأدوات من ماء فيشرب منها، ولا يشرب من عين مروان.
حدثني عمي الحسن بن محمد، قال: حدثني ميمون بن هرون. قال: حدثني أبو حذافة السهمي، قال: حدثني مولى لآل طلحة: أنه رأى علي بن الحسن قائماً يصلي في طريق مكة، فدخلت أفعى في ثيابه من تحت ذيله، حتى خرجت من زيقته، فصاح به الناس: الأفعى في ثيابك، وهو مقبل على صلاته، ثم انسابت فمرت، فما قطع صلاته، ولا تحرك، ولا رثى أثر ذلك في وجهه.
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عبد الملك بن شيبان، قال: حدثني مذهبة، قالت: كانت زينب بنت عبد الله تندب أباها وأهلها حين حملوا تقول: واعبرتاه من الحديد والعباء والمحامل المعراة.(1/52)


أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عيسى بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: كان رياح إذا صلى الصبح أرسل إلي، وإلى قدامة بن موسى، فيحدثنا ساعة، وإنا لعنده يوماً فلما أسفرنا إذا برجل متلفف في ساج " له " ، فقال له رياح: " مرحباً بك وأهلاً ما حاجتك؟ قال: جئت لتحبسني مع قومي. فإذا هو علي بن الحسين " . فقال له رياح: أما والله ليعرفنها لك يا أمير المؤمنين، ثم حبسه معهم.
أخبرني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسين، قال: حدثنا غسان بن عبد الحميد، عن أبيه، عن موسى بن عبد الله، وأخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: سمعت جدي موسى بن عبد الله يقول: حبسنا في المطبق فيما كنا نعرف أوقات الصلوات إلا بأجزاء يقرؤها علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن.
أخبرني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثنا موسى بن عبد الله بن موسى، قال: توفي علي بن الحسن، وهو ساجد في حبس أبي جعفر، فقال عبد الله: أيقظوا ابن أخي، فإني أراه قد نام في سجوده. قال: فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا. فقال: رضي الله عنك، إن علمي فيك أنك تخاف هذا المصرع.
أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد بن أخت سعيد بن عامر، عن سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء، وهو خال أمه، قال: لما حمل بنو الحسن إلى أبي جعفر أتى بأقياد يقيدون بها، وعلي بن الحسن قائم يصلي، وكان في الأقياد قيد ثقيل فجعل كلما قرب إلى رجل تفادى منه واستعفى، قال: فانفتل علي من صلاته فقال: لشد ما جزعتم، شرعه هذا، ثم مد رجليه فقيد به.
أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن أبي حرب، قال: حدثني يحيى بن يزيد بن حميد، قال: أخبرني سليمان بن داود بن الحسن، والحسن بن جعفر، قال: لما حبسنا كان معنا علي بن الحسن، وكانت حلق أقيادنا قد اتسعت فكنا إذا أردنا صلاة أو نوماً جعلناها عنا، فإذا خفنا دخول الحراس أعدناها، وكان علي بن الحسن لا يفعل، فقال له عمه: يا بني ما يمنعك أن تفعل؟ قال: لا، والله لا أخلعه أبداً حتى أجتمع أنا وأبو جعفر عند الله، فيسأله لم قيدني به.
حدثني علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني سليمان بن العطوس، قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثنا عبد ربه - يعني ابن علقمة - عن يحيى بن عبد الله، عن الذي أفلت من الثمانية، قال: لما دخلنا الحبس قال علي بن الحسن: اللهم إن كان هذا من سخط منك علينا فاشدد حتى ترضى.
فقال عبد الله بن الحسن: ما هذا يرحمك الله؟.
ثم حدثنا عبد الله عن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون " فقلت: نحن ثمانية. قال: هكذا سمعت.
قال: فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى، وأصابوني وبي رمق وسقوني ماء، وأخرجوني فعشت.
حدثني علي بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي الحسني، قال: حدثنا الحسن، عن محمد - يعني ابن عبد الواحد - قال: حدثنا حسين بن نصر، قال: حدثنا خالد بن عيسى، عن حصين بن مخارق، عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن. وأخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال: حبسهم أبو جعفر في محبس ستين ليلة ما يدرون بالليل ولا بالنهار، ولا يعرفون وقت الصلاة إلا بتسبيح علي بن الحسن.
قال: فضجر عبد الله ضجرة فقال: يا علي ألا ترى ما نحن فيه من البلاء؟ ألا تطلب إلى ربك عز وجل أن يخرجنا من هذا الضيق والبلاء؟.
قال: فسكت عنه طويلاً ثم قال: يا عم إن لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلا بهذه الليلة، أو بما هو أعظم منها؛ وإن لأبي جعفر في النار موضعاً لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا مثل هذه الليلة، أو أعظم منها؛ فإن تشأ أن تصبر، فما أوشك فيما أصبنا أن نموت فنستريح من هذا الغم كأن لم يكن منه شيء، وإن تشأ أن ندعو ربنا عز وجل أن يخرجك من هذا الغم، ويقصر بأبي جعفر غايته التي له في النار، فعلنا.
قال: لا، بل اصبر.
فما مكثوا إلا ثلاثاً حتى قبضهم الله إليه.(1/53)


وتوفي علي بن الحسن وهو ابن خمس وأربعين سنة، لسبع بقين من المحرم سنة ست وأربعين ومائة.
عبد الله بن الحسن بن الحسن
وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا جعفر.
وأمه أم عبد الله بنت عامر، وهي أم أخيه علي.
أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى، عن الحرث بن إسحاق، قال: خرج رياح ببني حسن؛ ومحمد بن عبد الله بن عمرو إلى الربذة، فلما صاروا بقصر نفيس على ثلاثة أميال من المدينة، دعا بالحدادين، والقيود، والأغلال، فألقى كل رجل منهم في كبل وغل، فضاقت حلقتا قيد عبد الله بن الحسن " بن الحسن " أبي جعفر، فعضتاه فتأوه منهما، وأقسم عليه أخوه علي بن الحسن ليحولن عليه حلقتيه إذ كانتا أوسع فحولها، ومضى بهم رياح إلى الربذة.
وتوفي عبد الله بن الحسن، وهو ابن ست وأربعين سنة، في يوم الأضحى، سنة خمس وأربعين ومائة.
العباس بن الحسن بن الحسن
والعباس بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه عائشة بنت طلحة الجود بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي.
وكان العباس أحد فتيان بني هاشم، وله يقول إبراهيم بن علي بن هرمة:
لما تعرضت للحاجات واعتلجت ... عندي وعاد ضمير القلب وسواسا
سعيت أبغي لحاجات ومصدرها ... براً كريماً لثوب المجد لباسا
هداني الله للحسنى ووفقني ... فاعتمت خير شباب الناس عباسا
قدح النبي وقدح من أبي حسن ... ومن حسين جرى لم يحر حناسا
أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا بن شبة، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله العلوي، قال: حدثنا عبد الله بن عمران بن أبي فروة: أن العباس بن الحسن أخذ وهو على بابه، فقالت أمه عائشة بنت طلحة: دعوني أشمه شمة، وأضمه ضمة.
فقالوا: لا والله ما كنت في الدنيا حية.
وتوفي العباس في الحبس وهو ابن خمس وثلاثين، لسبع بقين من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة.
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن
وإسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الذي يقال له طباطبا. وقيل إن ابنه إبراهيم طباطبا.
وأمه ربيحة بنت محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية الذي يقال له: زاد الركب، أبو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن يعقوب قال: حدثنا عبد الله بن موسى، قال: سألت عبد الرحمن بن أبي الموالي، وكان مع بني الحسن بن الحسن في المطبق: كيف كان صبرهم على ما هم فيه؟ قال: كانوا صبراء، وكان فيهم رجل مثل سبيكة الذهب، كلما أوقد عليها النار ازدادت خلاصاً، وهو إسماعيل بن إبراهيم، كان كلما اشتد عليه البلاء ازداد صبراً.
محمد بن إبراهيم بن الحسن
ومحمد بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه أم ولد تدعى عالية.
وكان يدعى الديباج الأصفر من حسةن.
أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: أتى بهم أبو جعفر فنظر إلى محمد بن إبراهيم بن الحسن، فقال: أنت ديباج الأصفر؟ قال: نعم.
قال: أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً من أهل بيتك. ثم أمر باسطوانة مبنية ففرقت، ثم أدخل فيها فبنيت عليه، وهو حي.
أخبرني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الزبير بن بلال، قال: كان الناس يختلفون إلى محمد هذا فينظرون إلى حسنه.
وحدثنا حرمى عن الزبير بن بكار بذلك.
علي بن محمد بن عبد الله
وعلي بن محمد بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه أم سلمة بنت الحسن بن الحسن بن علي.
وأم محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، رملة بنت سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل.
كان أبوه وجهه إلى مصر، ووجه معه أخاه موسى بن عبد الله، ومطراً صاحب الحمام - قال المدائني: إنما سمي صاحب الحمام لأنه كان على حمام الأمير بالبصرة - ويزيد بن خالد القسري، يدعوان إليه، فأخذ علي، ونجى موسى ولم يؤخذ، وله خبر سنأتي به في موضعه.(1/54)


وأتى أبو جعفر بعلي فحبسه مع أهله فمات معهم.
وقد قيل: إنه بقي في الحبس فمات في أيام المهدي.
والصحيح أنه توفي في أيام أبي جعفر.
محمد بن عبد الله بن عمرو
ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وإنما ذكرنا خبره معهم لأنه كان أخاهم لأمهم، وكان هوى لهم، وكان عبد الله بن الحسن يحبه محبة شديدة، فقتل معه لما قتل.
وأمه فاطمة بنت الحسين كان عبد الله بن عمرو تزوجها بعد وفاة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وكان السبب في ذلك ما حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، والحسن بن علي، قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا زبير بن بكار، وأخبرني به حرمي بن أبي العلاء، قال: حدثنا زبير بن بكار، قال: حدثني عمي مصعب، قال: حدثني محمد بن يحيى، عن أيو بن عمر عن ابن أبي الموالي، قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز، عن يوسف بن الماجشون. وأخبرني الحسن بن علي، قال: حدثني أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدثنا مصعب، دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين، قالوا: لما حضرت الحسن بن الحسن الوفاة جزع، وجعل يقول: إني لأجد كرباً ليس من كرب الموت، فقال له بعضهم: ما هذا الجزع؟ تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جدك، وعلى علي، والحسن، والحسين، وهم آباؤك؟.
فقال: ما لذلك أجزع، ولكني كأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان حين أموت، قد جاء في مضرجتين أو ممصرتين، وقد رجل جمته، يقول: أنا من بني عبد مناف جئت لأشهد ابن عمي، وما به إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين، فإذا مت فلا يدخلن علي.
قال: فصاحب به فاطمة: أتسمع؟ قال: نعم.
قالت: أعتقت كل مملوك لي، وتصدقت بكل مملوك لي، إن أنا تزوجت بعدك أحداً.
قال: فسكن الحسن، وما تنفس، وما تحرك حتى قضى - رضوان الله عليه - .
فلما ارتفع الصياح أقبل عبد الله على الصفة التي ذكرها الحسن، فقال بعض القوم: ندخله، وقال بعضهم: لا ندخله، وقال قوم: وما يضر من دخوله؟.
فدخل، وفاطمة رضوان الله عليها تصك وجهها، فأرسل إليها وصيفاً كان معه، فجاء فتخطى الناس حتى دنا منها، فقال لها: يقول لك مولاي اتقي على وجهك فإن لنا فيه أرباً.
قال: فأرسلت يدها في كمها، وعرف ذلك فيها، فلما لطمت حتى دفن.
فلما انقضت عدتها خطبها، فقال: كيف بنذري ويميني؟.
فقال: نخلف عليك بكل عبد عبدين، وبكل شيء شيئين. ففعل فتزوجته.
وقد حدثني أحمد بن سعيد في أمر تزويجه إياها، عن يحيى بن الحسن، عن أخيه أبي جعفر، عن محمد بن عبد الله البكري، عن إسماعيل بن يعقوب: أن فاطمة بنت الحسين لما خطبها عبد الله أبت أن تتزوجه، فحلفت أمها عليها أن تزوجه، وقامت في الشمس، وآلت ألا تبرح حتى تزوجه، فكرهت فاطمة أن تخرج فتزوجته.
ذكر السبب في أخذ عبد الله بن الحسن ابن الحسن وأهله وحسبهم بسبب محمد بن عبد الله، ومقتل من قتل منهم أخبرني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني عبد الملك بن شيبان بن عبد الملك بن مالك بن مسمع، قال: لهجت العوام بمحمد بن عبد الله تسميه المهدي، حتى كان يقال: محمد بن عبد الله المهدي، عليه ثياب يمنية وقبطية.
حدثني عمر، قال: حدثني الوليد بن هشام بن محمد، قال: حدثني سهل بن بشر، قال: سمعت سفيان يقول: ليت هذا المهدي قد خرج، يعني محمد بن عبد الله بن الحسن.
أخبرني عمر بن عبد الله " العتكي " ، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي وابن داجة. قال أبو زيد: وحدثني عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثني الحسن بن أيوب، مولى بني نمير، عن عبد الأعلى بن أعين قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري، عن أبيه. وحدثني محمد بن يحيى، وحدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، قال: حدثني أبي - " وقد " دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين: أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء، وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وأبو جعفر المنصور، وصالح بن علي، وعبد الله بن الحسن " ابن الحسن " ، وابناه محمد وإبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان.(1/55)

11 / 36
ع
En
A+
A-