وكتاب (حديقة الحكمة) أرويه قراءة على السيد عبد الله بن أحمد الشرفي، و(شرح ابن بهران على الأثمار) أرويه قراءة على الإمام المتوكل على الله، و(الأسانيد اليحيوية) لابن أبي النجم أرويها قراءة على والدي عبد الله بن عامر، وكتاب (التذكرة)، و(البيان) لابن مظفر أرويهما قراءة على الإمام المتوكل على الله، وأروي (البيان) أيضاً على السيد الحسين بن صلاح، وكتاب (نهج البلاغة) أرويه قراءة على الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، وكذلك (الأساس) للإمام القاسم ـ عليه السلام ـ وشرحه أرويه عن السيد عبد الله بن أحمد الشرفي، و(مسائل عبد الجبار) وكتاب (الإرشاد) كلاهما للإمام القاسم أرويهما عن الإمام المؤيد بالله، وكتاب (تيسير الديبع) أرويه قراءة على مولانا الإمام المتوكل على الله، وكتاب (صحيح البخاري) لي فيه إجازة من الفاضل عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الحبيشي، وكذلك (صحيح مسلم) و(سنن أبي داود) و(السيرة النبوية) لابن هشام أرويها قراءة على الإمام المتوكل على الله، وكتاب (بهجة المحافل) للعامري أرويها على الوالد الحسين بن المؤيد بالله، وكذلك (المصابيح) لأبي العباس، و(الإفادة تاريخ الأئمة السادة) قراءة وإجازة متكررة، ومن كتب النحو (شرح ابن الحاجب على الكافية) و(شرح الرصاص) و(الموشح الخبيصي)، و(شرح الخالدي) و(شرح الملحة للحريري)، و(شرحها لبحرق) أروي جميع ذلك [قراءة] على الفقيه حسين بن يحيى بن حنش، وكتاب (المحرر المختصر من المقرر) إجازة وقراءة على السيد عبدالله بن أحمد الشرفي ، وهو يرويه عن مؤلفه الفقيه [قاضي القضاة] ناصر المهلا وهو لي إجازة من مؤلفه، ثم قال: ولي بحمد الله سند مسلسل في الفقه عن آبائنا أروي ذلك عن السيد الناصر بن محمد القاسمي، وهو يرويه عن الإمام القاسم بن محمد بطرقه المعروفة، وأرويه عن والدي عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم عن أبيه الإمام القاسم بن محمد بطرقه المسلسلة المعروفة.(1/491)


ثم قال تلميذه السيد الحسين بن أحمد زبارة: وللسيد عامر طريق في (شرح الهداية) للسيد صارم الدين إبراهيم بن محمد المؤيدي؛ وذلك أنه يرويها بطريق الإجازة من ولده السيد أحمد بن إبراهيم بن محمد عن أبيه المؤلف، وكذلك جميع مسموعات السيد أحمدومستجازاته، وهو يروي عن أبيه جميع مروياته ومؤلفاته، انتهى.
وكانت الإجازة عام مائة وألف سنة.
قلت: وأجاز[جميع] ذلك كما مر ذكره للسيد العلامة الحسين بن أحمد زبارة.
نعم، وكان السيد عامر سيداً جليلاً، علامة ثبتاً نبيلاً، كانت قراءته أولاً في شهارة ، ثم رحل إلى ضوران وأقام به للتدريس، حتى توفي في شهر … عام إحدى عشر ومائة وألف، وقبره [بياض].(1/492)


325- عامر بن محمد الصباحي [… - 1047هـ]
عامر بن محمد الصباحي؛ نسبة إلى بيضاء صباح قرية من مشارق اليمن ، القاضي، العلامة.
قرأ في مبادئ أمره في ذمار ، ولقي الشيوخ منهم المحقق الأصرعي ، ثم قرأ على شيخه القاضي عبد القادر بن حمزة البيهقي التهامي، ثم رحل إلى صنعاء فقرأ فيها على [بياض في المخطوطات]، ورحل إلى شيخ الزيدية في الفروع إبراهيم بن محمد بن مسعود الحميري إلى الظهرين ، وطلبه القاضي عامر أن يقريه في التذكرة فأجابه فلم يستعد لتدريسه لظنه أنه من عامة الطلبة فلما اجتمعا رأى في القاضي عامر معرفة كاملة، فقال: يا ولدي لست بصاحبك اليوم ثم استعد لها فاستخرج بحثه من جواهر علم القاضي نفائس وذخائر وقصده مرة أخرى لمسألة أشكلت عليه، ورحل إلى صعدة فقرأ في الحديث وغيره على شيخه الوجيه عبد العزيز بن محمد بن يحيى بهران، ولقي الإمام الحسن بن علي بن داود وسمع عليه الجزء الأول من أحكام البحر الزخار، وكان قد سمع الجزء الثاني على شيخه عبد العزيز، ولما دعا الإمام القاسم بن محمد وهو يومئذ بصنعاء فخرج إليه وصحبه، وقرأ عليه [الإمام] (شفاء الأوام) وتتلمذ له جماعة: كالإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، ومحمد بن ناصر دغيش، ومحمد بن صلاح السلامي، وأحمد بن يحيى الآنسي، وسلطان اليمن محمد بن الحسن، وعبد القادر بن سعيد الهبل، والقاضي يحيى بن محمد السحولي، وغيرهم.
قال القاضي: هو العلامة المذاكر، شيخ الأئمة، لسان الفقه وإنسان عينه، كان وحيد وقته، وفريد عصره، إليه النهاية في تحقيق الفروع ينقل عنه الناس ويقررون عنه قواعد المذهب، قرأ في ذمار وحصل على قشف في العيش وشدة في الأمر، يروى أنه لا يملك غير [جلد] فرو من جلد الضأن، وكان مواظباً على العلم أشد المواظبة وما زال خلفاً للصالحات مواظباً على الخير .(1/493)


قال في سيرة الإمام الحسن بن علي: وممن قال بإمامته والتزم أحكامها الفقيه جمال الدين العلامة عامر بن محمد فإنه تولى شيئاً من أموره وما برح مجاهداً مصابراً، ملازماً له حتى حيل بينهما، ثم ولي القضاء ولاية يعز نظيرها، ولا تقدر العبارة تفي بوصفها، فإنه كان من الحلم والأناة بمحل[لا يلحق، وكان وحيداً في العلم] ، وصادقاً في كل عزيمة، وكان لا يحتاج إلى أعوان بل يلتفت إلى أقرب الناس إليه كائناً من كان فيأمره بما يريد من مسير بخصم إلى الحبس ونحوه، وهو الذي قوّى أعضاد الدولة المؤيدية، إستقر بحضرة الإمام مدة، ثم نهض إلى جهات خولان العالية ، فاستوطن وادي عاشر وبنى بها داراً، ثم رحل إليه العامة والخاصة للقراءة كالقاضي محمد بن ناصر دغيش[العبشمي ـ رحمه الله ـ ] ، وكان أحد رواة أخباره، ومن رواة أخباره أيضاً تلميذه الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، وكان لا يترك الإشراف على التذكرة في الفقه كل يوم يطالع فيها، انتهى.
قال السيد مطهر: قال القاضي عبد القادر المحيرسي: إن القاضي عامر بعث إليه وإلى أمثاله من العلماء في وقته إلى شهارة ، فوصلوا إليه أظن في سنة ثلاث وثلاثين وألف فقال: بعثت إليكم إلى الجهات المتفرقة لأعطيكم أمانة عندي للمسلمين، فقد بلغت ما ترون وأخاف أن تذهب وهي كتاب (التذكرة) في الفقه فلا [أعلم] أحد يعرفها معرفتي فإني قرأت فيها وأقرأت أربعين عاماً من غير ما تلقيته من الشيوخ، انتهى.
وكان وفاته بوادي عاشر في شهر رمضان عام سبع وأربعين وألف، وقبر في القبة التي قبر فيها شيخه عبد القادر البيهقي وأحمد بن عامر [من] ولد القاضي، انتهى.
قلت: وفي (الطراز المذهب) ما يبين أن القاضي عامر قرأ على ابني راوع والظاهر أن بينهما واسطة قال:(1/494)


ومنهم خاتمة النظار .... ابن حثيث وعامر الذماري
أكرم بإبراهيم من مفيد .... وعامر من عالم مجيد
شيخا هدى قد درسا مدارسا .... يزين ما يملو به المجالس
ومنحا بما أفادا دررا .... أحرزها من الرواة من درا
وكم مفيد عنهما قد نقلا .... وحافظ للفقه عنهم جملا
قراءة منهم على ابني راوع .... الخيرة الأئمة المصاقع
عبد الجبار بن الحسن بن محمد بن جعفر بن أبي طاهر الحسن بن علي بن معية الحسني العلوي، الشريف أبو الحسن الكوفي.
سمع (الجامع الكافي) الأجزاء الستة على المؤلف أبي عبد الله محمد بن علي العلوي، وروى عنه أيضاً مؤلفه كتاب (حي على خير العمل)، وقطعة في فضائل زيد بن علي ـ عليه السلام ـ وسمع عليه علي بن حنش الدهان، ومحمد بن أحمد بن بحشل العطار، ومحمد بن محمد بن غبرة الحارثي، وعمر بن إبراهيم العلوي.
قال ابن عنبة: وأما أبو طاهر الحسن بن علي بن معية فكان له عقب كثير بالكوفة منهم: السيد، العالم، النسابة، عبد الجبار بن الحسن المذكور، وإليه ينسب مسجد عبد الجبار بالكوفة ، انتهى .(1/495)

99 / 314
ع
En
A+
A-