303- صلاح الهادي [ 945 - 1024هـ]
صلاح بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن مفضل الوزيري، السيد العلامة.
كان مولده في شهر شعبان سنة خمس وأربعين وتسعمائة.
قال ما لفظه: سمعت على والدي (عدة الحصن الحصين) في سنة خمس وستين وتسعمائة و(مجموع الإمام زيد بن علي) ـ عليه السلام ـ في رمضان سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وسمعت كتاب (شفاء الأوام) للأمير الحسين بن محمد على الفقيه الفاضل محمد بن أحمد بن حنش، وأجاز لي ولحي صنوي عبد الإله بن أحمد إجازة واحدة لاتحاد السماع وجعلها ـ رحمه الله ـ نظماً ونثراً، وقرأت عليه أيضاً بعض (شرح الخبيصي على الحاجبية الكافية) وأجازه لي وغيره من مسموعاته ومجازاته، وكتاب (مشكاة المصابيح) للشيخ ولي الدين سمعته على السيد العلامة علي بن الإمام شرف الدين من أوله إلى آخره، وسمعت عليه أيضاً صدراً من (البخاري)، وجملة من (كتاب مسلم بن الحجاج)، وكتاب (المشكاة) أجازة لي من والدي وهو بسنده إلى المؤلف.(1/461)


قلت: يأتي إن شاء الله في الفصل الثاني، وسمعت في علم الحديث على والدي (النخبة) لابن حجر العسقلاني، وبسطها وتنقيحها للسيد العلامة محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى، وسمعت على والدي أيضاً كتاب السيد عز الدين المعتمد المشهور المسمى (تنقيح الأنظار في علوم الآثار)، وسمعت عليه أيضاً الجزء الأول من كتاب (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم) من تجزية أربعة أجزاء ضخمة، وسمعت على والدي كتاب السيد إبراهيم مصنف (الهداية)، الذي أودعه أول الكتاب الذي كان شرع فيه السيد محمد بن إبراهيم في الفروع، ولم يبلغ فيه إلا إلى باب الوضوء، وأراد السيد إبراهيم بن محمد أن يتممه ويصله بزوائد مفيدة، منها: علم قواعد الرواية وفوائدها، ومنها: تراجم كثير من رواة الحديث من الشيعة، جمع منهم جماً غفيراً، ذكر فيه أسانيد أهل البيت ـ عليهم السلام ـ واتصالها بهم وأما أصول الفقه فسمعت فيه على والدي كتاب (الفصول اللؤلؤية) وحواشيه المجموعة من مسوداته، وسمعت أيضاً (المعيار) للإمام المهدي، والشطر الأول من (شرح العضد)، ومن (مختصر المنتهى)، وبعض على سيدي جمال الدين علي بن الإمام شرف الدين، وبعض على السيد العلامة الهادي بن محمد الوشلي النعمي الشرفي، وسمعت بعض (منهاج البيضاوي) على السيد المطهر بن تاج الدين وأجاز لي أيضاً رواية (الكشاف) للزمخشري كما أجازه لوالدي ـ رحمة الله عليهما ـ ، وسمعت على سيدي جمال الدين علي بن الإمام (جمع الجوامع) للسبكي الذي قال: أنه صنفه من مائة كتاب وأما علم النحو فسمعت الكتب المتداولة على والدي (كالطاهرية وشرحها لابن هطيل)، وكذلك (الحاجبية وشرحها لابن الحاجب)، و(مفصل جار الله الزمخشري)، وسمعت على سيدي وشيخي عبد الله بن القاسم العلوي بعض (الحاجبية) في سنة ستين وتسعمائة، وكتاب (نجم الدين) بكماله في سنة خمس وستين وتسعمائة.(1/462)


وأما علم المعاني والبيان فسمعت على والدي (تلخيص القزويني)، والشطر الآخر من شرح (المطول) للسعد، وأما أوله فسمعته على سيدي علي بن الإمام، وسمعت على والدي (تخليص التلخيص) للسيد صارم الدين إبراهيم بن محمد، وكذلك (الشرح الصغير) لسعد الدين، وسمعت على السيد فخر الدين بن عبد الله بن أمير المؤمنين القسم الثالث من (مفتاح السكاكي) إلى طريقة إنما في أداة الحصر، وأجاز باقيه، وهو يرويه عن عبد الله بن مسعود الحوالي، عن السيد الهادي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن محمد، وهو سمعه على القاضي علي بن موسى الدواري.
قلت: بسنده الآتي إن شاء الله، وكذلك أروي عن سيدي عبد الله المذكور أرجوزته المسماة (بالدراري المنسوقات في بواهر المخلوقات)، سمعتها من لفظه وأجازني روايتها.
وأما علم الأصول فأكثر سماعي لمصنفات أهلنا على والدي رضوان الله عليه، وسمعت عليه أيضاً (عقائد النسفي وشرحها) لسعد الدين، وهو سمعه على سيدي عبد الله بن الإمام، وسمعت على الفقيه الفاضل عبد الرحمن بن محمد الحيمي بعض (خلاصة الرصاص) ومن مصنفات الأهل رسائل ومختصرات، مثل كتاب (جمل الإسلام) للسيد يحيى بن منصور، و(درة الغواص نظم خلاصة الرصاص) للسيد الهادي بن إبراهيم، وغير ذلك.(1/463)


وأما علم الفروع فصّدت عنه الحوادث فما حظيت منها بغير ما تدعو الضرورة، من ذلك صدراً من (هداية السيد صارم الدين) قرأته على والدي وغيرها من المختصرات، ثم قال ما لفظه: وهذه صورة إجازة والدي [لي] رحمه الله. قال منها بعد البسملة والحمدلة ما لفظه: ولما منَّ الله علينا وكان من أجل قسمه لدينا ما شيأه وهيأه، ووهبه وأعطاه، من أن الولد صلاح بن أحمد، السيد، المطهر، التقي الصدر، رضيع أحلاف العلم، المخصوص من الله بثاقب الفهم، قرأ علي في فنون العربية كُتبها الجليلة، المتداولة بين ذوي المعارف الخطيرة الأمينة ، وسمع عني في غير العربية من الفنون ما تضمنه بيانه تنزيل بخط يده المباركة من ذلك: بعض كتب الحديث النبوي من كتب أئمتنا ـ عليهم السلام ـ وخصه الله سبحانه وفتح عليه في الفنون بمشرب هني وورد روي، فحاز من أهلية درس العلوم وتدريسها خصلها ، ووهب الله له سبحانه بفضله شرف هذه المرتبة وفضلها، وقد قال الله تعالى:?إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الاْمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ?[النساء:58]، وسألني الإجازة لما سمع عني، ولما ثبت لي فيه سماع أو إجازة في جميع الفنون من مشائخي الأئمة الهادين الجلة من علماء المسلمين، وأسانيد ذلك والإجازات فيه عنده ولديه، معروفة بسهل تحريرها وتقريرها عليه، وتلفظت بالإجازة العامة المطلقة، التي هي بمحاسن قوانين أخيار علماء الأمة مطوقة، وسألت الله أن يمده بمواد التوفيق والهداية، ويمد عليه رواق الوقاية والحماية، قال ذلك وكتبه والده الفقير إلى الله أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم في العشر الوسطى من شوال سنة أربع وثمانين وتسعمائة، انتهى.
قلت: وأجل تلامذته الإمام القاسم بن محمد فإنه أجازه إجازة عامة وولده الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، والسيد محمد بن عز الدين المفتي وغيرهم ممن يطول تعداده.(1/464)


قال القاضي: هو السيد العلامة خاتمة الُنجباء، وكعبة العلماء والأدباء، ذو الخلائق السنية، والطرائق النبوية، أوحد العلماء، كان أفضل أهل زمانه وأورعهم، وأفصحهم في صيغات الكلام جميعاً وأبرعهم، وهو من بيت سَمَتْ شَرفاتُ شَرفِهِ، وأنافت على الشموس أعالي غرفه، وكان هذا السيد بقيتهم والمحيي لمآثرهم الصالحة رضي الله عنهم، وكان محققاً في جميع العلوم سيما القرآن صادعاً بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان سكون السيد صلاح بكوكبان، وكانت أمه وأم أخيه عبد الإله بنت الإمام شرف الدين، ثم رحل إلى صنعاء ونشر العلم، وأحيا مآثر السلف، وعرض عليه الباشا جعفر الشعر الدائر بين الناس في التوجيه بأهل المذاهب الذي أوله:
خَدَّك ذا الأشعري حنفني .... وذاك من أحمد المذاهب لي
حسنك ما زال شافعي أبدا .... يا مالكي كيف صرت معتزلي
ثم قال الباشا مداعباً أين ذكر الزيدية فأنشد السيد ارتجالاً:
زاد غرامي به فزيدني .... بعداً عن المكثرين في عذلي
فتعجب الباشا من سرعة السيد وجودة قريحته وذكر له أشعاراً كثيرة في كل فن.
قلت: ولم يزل مقيماً بصنعاء بأمر الإمام القاسم بن محمد حتى توفي في شهر [بياض] سنة أربع وعشر ين وألف سنة، وقبره بجربة الروض شرقي مسجد السعدي، وبناء قبره مرتفع وعليه لوح معروف مشهور، رحمه الله، انتهى.
تفريع: يروي كتب الأئمة وشيعتهم وغيرها عن أبيه عن الإمام شرف الدين ـ عليه السلام ـ وطرقه معروفة.
(ح) ويروي ذلك أيضاً عن أبيه عن جده عبد الله بن أحمد، عن أبيه عن جده إبراهيم بن محمد وطرقه معروفة.
(ح) ويروي عن محمد بن أحمد حنش عن علي بن عبد الله بن راوع، عن محمد بن أحمد مرغم، عن عمه يحيى بن أحمد مرغم، عن الإمام المهدي أحمد بن يحيى وطرقه معروفة.
(ح) وعن: محمد بن أحمد عن ابن راوع، عن الإمام شرف الدين ـ عليه السلام ـ .
(ح) وعن: السيد المطهر بن تاج الدين عن المرتضى بن قاسم عن شيخه عبد الله النجري بطرقه.(1/465)

93 / 314
ع
En
A+
A-