وقال الإمام القاسم بن محمد في كتاب كتبه إلى بعض البلدان: فنحن أصلحكم الله عترة نبيكم وأهل بيته، أخذنا العلم عن سلفنا من آبائنا الكرام فهذا زيد بن علي يروي مذهبه عن أبيه عن جده، ونحن نحفظ مذهبه بسند متصل به وهذا صنوه الباقر محمد بن علي أخذ العلم عن أبيه عن جده، ونحن نحفظ مذهبه بسند صحيح من طريق الإمام علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده، وهذا الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية يروي مذهبه عن أبيه عن جده، ونحن نحفظه بسند صحيح، وهذا الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي يروي مذهبه عن أبيه عن جده، ونحن نحفظ مذهبه بسند متصل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الإمام الهادي إلى الحق يروي مذهبه عن أبيه وعميه محمد والحسن، وهما يرويانه عن أبيه القاسم عن آبائهم، ونجن نروي مذهبه بسند متصل به وبالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش يروي مذهبه عن محمد بن منصور عن أحمد بن عيسى بسنده إلى زيد بن علي عن آبائه، ونحن نحفظ مذهبه بسند متصل به، وهذا المؤيد بالله وأخوه الناطق بالحق أحمد ويحيى ابنا الحسين الهاروني يرويا مذهبهما عن محدث آل محمد علي بن إسماعيل الفقيه عن الناصر للحق الحسن بن علي، ونحن نروي مذهبهما إليهما بالسند الصحيح، ثم قال ـعليه السلامـ: أنا أروي مذهبي وغير ذلك مما تقدم ذكره من طرق العلم عن السيد إبراهيم بن المهدي الجحافي قراءة عن السيد أمير الدين بن عبد الله بن نهشل إجازة، وعن غيرهما قراءة، وإجازة، عن السيد أحمد بن عبد الله الوزير، عن الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين ـعليه السلامـ، وقال الإمام شرف الدين ما لفظه: مما ثبت لنا عنه سماعاً وأجازهُ لنا سندٌ في الفقه عجيب وسبب ممتد صليب، يتصل بخاتم المرسلين عن رب العالمين، ثم قال في موضع: وذلك أنا نروي كتاب (الأحكام) وسائر فروع الفقه وأحاديث الأحكام، وغير ذلك من قواعد الإسلام، بإجازة من شيخنا الفقيه الفاضل(1/41)
جمال الدين: علي بن أحمد المكادري السروي بعد تمام سماعنا عليه لكتاب (الأحكام) من كتاب (البحر الزخار) لجدنا الإمام المهدي أحمد بن يحيى ـعليه السلامـ وقد أجاز لنا ذلك المسموع وأصوله وما عورض به، وهو يروي ذلك بالسماع لكتاب (الأحكام) والإجازة لغيره عن شيخه علي بن زيد بن الحسن، والفقيه جمال الدين علي بن زيد يروي كتاب (الأحكام) للهادي ـعليه السلام ـ وفروع الفقه وأحاديث الأحكام من السيد صلاح الدين عبد الله بن يحيى بن المهدي عن الفقيه يوسف بن أحمد بن عثمان، عن الفقيه أحسن بن محمد النحوي، عن عماد الدين يحيى بن الحسن البحيح.
قلت: وقد مر ذكر سنده فيما ذكره الدواري، ثم قال ـ عليه السلام ـ في موضع: ولنا في الحديث وغيره عن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله الوزير، وأبيه السيد الهادي من كتب أهل البيت وغيرهم بالسماع والإجازة برواية مشائخهم من أهل البيت وشيعتهم من سائر أهل الحديث ما هو مبسوط في مواضعه.
قلت: وسيأتي ذكر طرق السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد إن شاء الله مستوفاة.(1/42)
وقال الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد بن علي في بعض إجازاته لابن سدم إلى المدينة: وأجزت لكم أن ترووا عني مسموعاتي ومستجازاتي وجميع ما صحت لي روايته في الأصولين والفروع وأدلتها من آيات الأحكام وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وما إليها من العربية وتوابعها، فمن كتب أهل المذهب (مجموعات الإمام زيد بن علي)، و(أمالي حفيده أحمد بن عيسى)، و(السير) لمحمد بن عبد الله النفس الزكية، و(الجامع الكافي) تأليف أبي عبد الله بن محمد بن علي العلوي، والجامعات للهادي للحق يحيى بن الحسين، وما اشتملت عليه فتاواه وفتاوى أولاده وكتبهم وكتب جدهم القاسم بن إبراهيم ورواية سائر أولاد القاسم عدا من روى عنه منهم في كتب أئمة كوفان وهو داود بن القاسم من طريق رواية (الجامع الكافي) وكتب الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش، وقد اشتمل على معظمها كتاب (الإبانة)، و(المغني) وزوائدهما، و(المصابيح) لأبي العباس الحسني وتتمتها لعلي بن بلال في السير والآثار، و(شرح التجريد) للمؤيد بالله و(أمالي المرشد) و(أمالي أبي طالب)، و(شرح التحرير) له، و(المجزي) في أصول الفقه، و(جوامع الأدلة)، و(الإفادة في تاريخ الأئمة السادة)، وكتاب (الدعامة)، و(نهج البلاغة)، وكتاب (البرهان) في تفسير القرآن لأبي الفتح الديلمي، و(أصول الأحكام) للإمام أحمد بن سليمان، وكتاب (حقائق المعرفة) في أصول الدين، وكتاب (الحكمة الدرية)، ومصنفات الإمام عبد الله بن حمزة ككتاب (الشافي)، و(المجموع المنصوري)، و(صفوة الاختيار) في أصول الفقه له وغيرها وفتاوى الإمام أحمد بن الحسين الإمام الشهيد، وكتاب (شفاء الأوام) للأمير الحسين، و(التقرير) له، وكتاب (أنوار اليقين) وما اشتمل عليه شرحه للإمام الحسن بن بدر الدين صنو الأمير الحسين، و(شرح النكت) للقاضي جعفر بن أحمد، و(مجموعات السيد حميدان) بن يحيى القاسمي و(عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن)، للإمام(1/43)
محمد بن المطهر، ومصنفات الإمام يحيى بن حمزة مصنف (الانتصار) وهي كثيرة في كل فن، و(الأزهار) للإمام المهدي، وأمهاته في (التذكرة) للنحوي وشروحهما لجماعة و(اللمع) للأمير علي بن الحسين وشروحهما لجماعة، وغيرها من الأمهات، و(البحر الزخار) للإمام المهدي وما اشتمل عليه من الفنون، وجميع مصنفاته في كل فن، و(الروضة والغدير) في آيات الأحكام للسيد محمد بن الهادي بن تاج الدين وفروعها كـ(الثمرات) للفقيه يوسف، و(شرح النجري)، و(المعراج شرح المنهاج) للإمام عز الدين بن الحسن، و(الأثمار) للإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين وشروحه لابن بهران، ويحيى حميد، وشرح النمازي الشافعي، و(فتاوى الإمام الحسن بن علي بن داود المؤيدي)، و(مصنفات) والدنا الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد في الحديث والأصول والفروع وغيرها، وغير ذلك مما اشتملت عليه كتب الأئمة وفتاويهم، فهذه الكتب وغيرها مما لم يذكر قد صحت لنا بطرق الرواية المعتبرة عند أهل العلم المتصلة الإسناد إلى مصنفها جملة، فأنا أرويه عن والدي الإمام القاسم بن محمد بطرقه إلى الإمام الحسن بن علي بن داود، بطرقه إلى الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين، بطرقه إلى الإمامين المتوكل على الله المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي، والهادي للحق عز الدين بن الحسن، بطرقهما إلى الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، بطرقه إلى الإمام صلاح الدين محمد بن علي بطرقهما إلى الإمام الشهيد أحمد بن الحسين، بطرقه إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة وشيخي آل الرسول يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، بطرقهم إلى الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، بطرقه إلى الإمام المؤيد أحمد بن الحسين الهاروني وصنوه يحيى بن الحسين بطرقهما، إلى خالهما أبي العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، بطرقه إلى الإمام يحيى بن محمد المرتضى بطرقه إلى عمه الناصر أحمد بن يحيى، بطرقه إلى والده الهادي للحق ـ عليه(1/44)
السلام ـ بطرقه إلى آبائه، وقد اشتملت هذه الطرق الموصلة لنا إلى المؤيد بالله وأخوه يحيى إلى رواية الإمام الناصر الحسن بن علي، والرواية إلى قدماء الأئمة من ولد الحسن والحسين كزيد بن علي عن آبائه، والباقر وولده الصادق عن آبائهم، والنفس الزكية، وصنوه إبراهيم عن آبائهما وغيرهم من الأئمة ـ عليهم السلام ـ والسادة عن آبائهم ومشائخهم من العلماء رضوان الله عليهم، انتهى المراد.
قال القاضي أحمد بن سعد الدين الدواري في بعض إجازاته: وقد اشتملت طرق إمامنا المؤيد بالله على جميع ما اشتملت عليه طرق والده المنصور بالله، وشيخهما السيد أمير الدين بن عبد الله مع طرق الإمام المنصور بالله عن سائر شيوخه من العترة المطهرين وشيعتهم المكرمين، وقد اتصلت رواية العترة والشيعة بالإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين، بعضها بواسطة الإمام الناصر الحسن بن علي وبعضها بغيره، واتصل بالإمام شرف الدين طرق جميع من قبله من أئمة الهدى في كتب العترة وغيرهم، كطرق الإمام محمد بن علي السراجي، والإمام عز الدين بن الحسن، والمطهر بن محمد بن سليمان، والإمام المهدي أحمد بن يحيى، وطرق السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله الوزير، وطرق آبائه سلام الله عليهم، فقد جمعت خزانة أهل ذلك البيت من العلوم ما شرَّق ذكره وغرَّب وأتهم وأنجد، ولم يخف على أحد، وبهذه الطرق الكريمة اتصلت طرق من قبل هؤلاء الأئمة صلوات الله عليهم إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، إلى خاتم المرسلين محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، كالإمام علي بن محمد، والإمام يحيى بن حمزة، والإمام الواثق بالله، ووالده الإمام المهدي، وجده المطهر بن يحيى، والإمام الحسن بن بدر الدين، والإمام أحمد بن الحسين الشهيد، والإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، والإمام أحمد بن سليمان، ومن قبلهم من أئمة الهدى، ومن أكابر معتضديهم كالسيد أبي العطايا عبد الله بن يحيى بن(1/45)