قال القاضي: وكان وفادته إلى الإمام إلى بلاد الأهنوم فأجله الإمام وتنقَّل في البلاد للعلم والجهاد، ثم سكن صعدة بأولاده، ثم عاد شهارة وفيها كانت وفاته آخر شهر شوال سنة 1037هـ وقبر بالسرار من شهارة ، وقبره بها مشهور مزور، ـ رحمة الله عليه ـ .(1/421)


271- سعيد بن عطاف القداري [… - 1023هـ]
سعيد بن عطاف بن قحليل بالقاف بعدها حاء مهملة القداري ـبقاف أيضاً مكسورة بعدها دال ثم راء مهملتين بينهما ألف أولاهما مفتوحة ثم ياء النسبةـ نسب إليهم للمصاهرة، وهو من بلد في بني الدولابي تسمى هجرة المِيو –بكسر الميم بعدها تحتية مثناة مفتوحة [مخففة] ثم واوـ، فمن شيوخه السيد قاسم بن محمد العلوي، سمع عليه (الأزهار)، وشرحه، وبعض (التذكرة)، وهو يروي ذلك عن محمد بن عبد الله بن رافع ، وعن الفقيه عيسى ذعفان بسندهما، كما يأتي إن شاء الله.
قال: ومما صح لي سماعه من كتب أصول الدين (شرح النجري على مقدمة البحر)، و(الغياصة)، و(شرح الأصول الخمسة)، و(منهاج القرشي) على حي الفقيه عبد الله بن أحمد الوردسار الغالبي، وهو له سماع عن شيخه أحمد بن يحيى الصنباني، وهو يروي عن مشائخه.
قلت: وقد قدمنا ذكرهم، ومما (صح له سماعاً) ( معيار أغوار الأفهام) للنجري على السيد العلامة المطهر بن محمد بن تاج الدين ووضع له إجازة، وقرأ على يحيى بن محمد حميد.(1/422)


وقال ابن حميد ما لفظه: وبعد فإنه لما قرأ علي الفقيه الولد الفاضل شجاع الدين سعيد بن عطاف القداري جميع كتاب (الأحكام) من (البحر الزخار في فقه الأئمة الأطهار)، وما يتعلق بذلك من الأدلة القرآنية، والأحاديث النبوية، والإجماعات اللفظية والمعنوية، والقياسات الحكمية القطعية والظنية، طلب مني الإجازة حسب ما جرت به على ذلك العادات، استخرت الله سبحانه وأجزت له ذلك على المنوال المعتبر، وكذلك أجزت له كتب الفقه من (التذكرة) وشروحها ، و(البيان)، و(الأزهار) وشروحه، و(الأثمار) وشرحي عليه (الوابل المغزار)، وكذلك أجزت له كتب الفرائض من جملتها مؤلفي (مصباح الرائض) في علم الفرائض وشرحه (النور الفائض)، نعم أجزت له جميع ذلك على المنوال الذي سمعته، وأجازه غير ذلك ومن جملة ما أجازه (شرح الفتح)، ثم قال: ومما صح لي سماعاً أيضاً في كتب الفرائض (المفتاح) وشرحه، و(ضرب الهندي) على السيد العلامة الفرضي عبد الله بن محمد بن المنتصر ، وهو يسند ذلك إلى مشائخه وسمع (صحيح البخاري) على العلامة عبد الرحمن بن حسين النزيلي.
وقال ما لفظه: وسألني الفقيه جمال الدين الإجازة بعد أن سمع مني جميع الكتاب فأجبته إلى ذلك وأجزته (الجامع الصحيح) المذكور شارطاً على فضائله التحري الكامل، والإصابة في الألفاظ والمعاني، في حق نفسه وفي حق من يسمع منه هذا الكتاب الجليل، وكذلك أجزت له رواية كتب الفقه والفرائض بالشرط المتقدم، وكانت هذه الإجازة في رجب الفرد سنة خمس وستين وتسعمائة، وقال شيخه المطهر بن محمد بن تاج الدين: وبعد فطلب مني من يتوجه علي إجابته ويثبت صلاحه ونجابته، لما سمع علي كتاب (المعيار) أن أجيز له روايته، فأجزت له ذلك لعلمي بأهليته واستحقاقه بذلك وصلاحه، وهو الفقيه الفاضل، والبدر الكامل، جمال الدين سعيد بن عطاف مشروطاً عليه ما شرط في ذلك، انتهى.(1/423)


قلت: وأجاز جميع ذلك للإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وقال ما لفظه: قد أجزت رواية ذلك لمولانا إمام الزمن، وعلامة اليمن ، وهو أجل من أن يشرط عليه ما شرط في ذلك، وكذلك أجزت رواية ذلك لأولاده العلماء الأطهار، ومن لديه من السادة الأخيار العلماء الأبرار، وسائر العلماء الأخيار، وإن كان الحال قاصر، فـ((رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)) ، وكما أشار إليه مولانا الإمام القاسم ـ عليه السلام ـأن المقصد الأسنى حفظ مسند الأمة المحمدية، وكان و(الله) في القلب حسرة لعدم من ينقل ذلك عني لعنايتي في جميع ذلك حتى تنبه مولانا ـ عليه السلام ـ لذلك ووقع في أهله ومحله، انتهى.
قال القاضي: هو الفقيه، الفاضل، الكامل، أجاز لإمام زمانه، وكان من أهل الزهد والورع، توفي في شهر محرم الحرام سنة ثلاث وعشرين وألف، وقبر ببيت القداري، رحمة الله عليه.(1/424)


272- سعيد بن علي ابن السمانة [… - …]
سعيد بن علي بن صالح المعروف بابن السمانة، أبو علي الكوفي، ولي آل محمد الزيدي، الشيخ العالم.
يروي كتاب (مناقب زيد بن علي عليه السلام)، وكتاب (تسمية من روى عن زيد بن علي)، وكتاب (الجامع الكافي) الأجزاء الستة كل ذلك عن الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن بن الطيب القرشي المعروف بأبي الفتح بطرقه الآتية إن شاء الله، ويروي (أمالي أحمد بن عيسى) عن السيد أبي منصور يحيى بن أبي عبد الله العراقي، و(رسالة زيد بن علي في الإمامة) عن الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزيدي، وكتاب (حي على خير العمل) عن الشيخ محمد بن[علي] عبد الله، وعن أحمد بن محمد بن شهريار، عن عمه عن والده عن المؤلف، ويروي (مجموع الإمام زيد بن علي) وهو كتاب الفقه المرتب على الأبواب[بياض في (أ) و(جـ)]، وأجاز [جميع] ذلك لبهاء الدين علي بن أحمد الأكوع وأجازه أيضاً جميع مسموعاته ومستجازاته ومناولاته وكتب الإجازة بخطه المذكور، قيل: أرسل بها إليه من الكوفة، وكان السمانه شيخاً جليلاً، صالحاً، فاضلاً، عالماً، كان إذا وصل مكة أقام بمقام الزيدية.(1/425)

85 / 314
ع
En
A+
A-