263- زيد بن محمد الكلاري [… - ق5 هـ]
زيد بن محمد بن الحسن الكلاري بمهملة نسبة إلى كلار من بلاد الجيل ، القاضي، العالم، الزيدي، صاحب الشرح المعروف.
يروي (المنتخب) مع (الأحكام)، و(أمالي أحمد بن عيسى)، وغير ما في هذه الكتب من الأحاديث عن الناصر وغيره، عن الشيخ علي بن محمد الخليل، عن القاضي يوسف خطيب المؤيد بالله، عن السادة أئمة الهدى أبي العباس الحسني، وأبي الحسين أحمد بن الحسين الهاروني، وأخيه الناطق بالحق يحيى بن الحسين، [والرسي، بديلمان ] .
قال الإمام القاسم بن محمد: هذا الإسناد عندنا ثابت غير أن فيه فائدة أخرى وهو اتصال السند بالسادة الهارونيين جميعاً، وإسناد المنتخب مع الأحكام، انتهى بلفظه.
قال في (كشف الغلطات) للكني: أخذت منصوصات الزيدية في الفقه عن شيخي أبي الفوارس، وهو أخذها عن علي بن آموج، وهو قرأ على القاضي زيد، وهو قرأ على القاضي يوسف الخطيب.
وقال الفقيه محمد بن سليمان في سند مذهب المؤيد بالله، والهادي للحق يحيى بن الحسين، والقاسم بن إبراهيم، بالسند إلى [أبي] علي بن آموج، وهو أخذه عن القاضي زيد بن محمد بلنجا، وهو على القاضي المؤيد، وهو عن القاضي يوسف، وهو عن الشيخ أبي القاسم بن تال عن المؤيد بالله عليه السلام.
وقال الإمام شرف الدين: ونحن نروي كتاب (الأحكام) وسائر فروع الفقه، وأحاديث الأحكام، وغير ذلك من قواعد الإسلام، عن شيخنا علي بن أحمد الشظبي بالسند إلى الكني بسنده إلى القاضي الأجل مصنف الشرح المرجوع إليه في الفقه زيد بن محمد الجيلي، عن الشيخ الأجل علي بن محمد الخليل، عن القاضي يوسف، عن المؤيد بالله.
قال الحافظ أحمد بن سعد الدين: وفي بعض مسندات الأئمة إن القاضي زيد [بن محمد] يروي عن القاضي يوسف الخطيب، وهو سهو وسقط فإن القاضي يروي عن الشيخ علي خليل، عن القاضي يوسف فاعرف ذلك فإنه من المهمات، وهو ثابت في كثير من الطرق انتهى.(1/411)
وأخذ عنه علي بن آموج الجيلي، وعلي بن العباس الهوسمي في رواية الغزال.
قال القاضي: هو القاضي، الإمام، حجة المذهب، شيخ الشيوخ، وحيد أهل الرسوخ، زيد بن محمد حافظ المذهب، وعالمه الذي لا يبارى ولا يمارى ولا يجارى، حقَّق الفوائد ، وقيَّد الأوابد، وصحَّح الأدلة والشواهد، حتى استغنى بتحصيله المحصلون، وانتفع بتفصيله المفصلون، وليس لشرحه بعد ذهاب الشرحين (شرح التحرير والتجريد) للأخوين نظير، أقر له المخالف والمؤالف، وجميع مشائخ الزيدية يغترفون من رحيقة، ويعترفون بتحقيقه، وذكره الملا يوسف الجيلاني في جماعة المؤيد بالله، وذكره القاضي حسن النحوي والمؤيد والد شريح القاضي، يروي عن القاضي زيد لأن الزمان طال به.
قلت: وللقاضي رواية عنه، كما مر في مسند محمد بن سليمان بن أبي الرجال، ويسمى (شرح القاضي زيد) (تعليق) وتحقيق ذلك أن الكتاب إذا شرحه شارح ثم جاء غيره فانتزع منه منتزعاً إنه يسمى ذلك المنتزع تعليقاً، أي تعليق الشرح المنتزع منه، انتهى. وقيل: غير ذلك.(1/412)
264- زيد بن محمد [1075 -1123هـ]
زيد بن محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي الهدوي، الحسني، اليمني، الصنعاني، السيد، العلامة، أبو محمد.
ولد سنة خمس وسبعين وألف في إحدى الربيعين، ثم نشأ على ما نشأ عليه سلفه الأخيار من التعلق بالعلم الشريف؛ فقرأ في النحو على القاضي محمد بن صالح العلفي، وفي المعاني والبيان أيضاً عليه، وعلى القاضي صالح بن حسين العنسي، وعلى القاضي حسن بن محمد المغربي، وعلى القاضي علي بن يحيى البرطي، أخذ عنه في المعاني والبيان والنحو و[أصول الفقه وأصول الدين] وغير ذلك، وقرأ أيضاً في أصول الفقه على القاضي علي البرطي، وفي أصول الدين على القاضي صالح بن حسين العنسي، وأخذ في الفقه كشرح الأزهار، وأكثر (البحر الزخار) على القاضي حسن بن محمد المغربي، وكذا قرأ عليه في التفسير، وسمع في الحديث (تيسير الديبع) على القاضي محمد بن صالح العلفي، وله قراءة على الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله، وله منه إجازة عامة، ومن مشائخه القاضي محمد بن إبراهيم السحولي، والقاضي علي بن الحسن الطبري وغير هؤلاء من العلماء الوافدين إلى صنعاء ، وأجل تلامذته السيد هاشم بن يحيى بن محمد بن أحمد الشامي، وولده السيد بدر الدين محمد بن زيد بن محمد، والسيد محمد بن إسماعيل الأمير، وغير هؤلاء.(1/413)
كان مولانا زيد شامة في بني المنصور [أقبل على العلوم] وانقطع إلى جناب الحي القيوم، وله بلاغة فائقة، وشمائل رائقة، تؤهل لمنصب الإمامة، والتصدر لأمر الخاصة والعامة، مع متانة في دينه، وخلوص في يقينه، وكان علماً في أبناء السادة ومركزاً للإفادة والاستفادة، قد غمس يده في كل فن، واستخرج بذهنه الشريف من ضمائرها كلما استكن، وله أنظار محققة، واستدراكات مرسومة في هوامش كتب قراءته المباركة في جميع الفنون، له مؤلف عديم النظير على (الإيجاز) للشيخ لطف الله سماه (المجاز إلى حقيقة الإيجاز)، هذا مع ما له من اليد الطولى في سائر العلوم وشرع في جواب على تصنيف الشيخ إبراهيم الكردي الموسوم بالنبراس، وكان له همة عالية على التوفر للطاعة وإقبال على العلم الذي في الدار الأخرى، أنفق بضاعة، مع فطنة قوية وغائلة سليمة، مفزع عند نوب النوائب، كثير الحنو على الأباعد والأقارب، بركته شاملة لآل الحسن، بركة كاملة على قطر اليمن ، وله من الأشعار العجيبة كل غريبة .
وقال غيره: شيخ المعقول والمنقول، وبقية في علماء [آل] الرسول، أخذ من كل فن بنصيب والرامي فيه بسهم مصيب، خصوصاً علمي المعاني والبيان؛ فهو فارس ذلك الميدان، يشهد له بذلك تأليفه (المجاز شرح الإيجاز)، وكانت صنعاء تزهو به وتفتخر على جميع البلدان، وكان ملحوظاً إليه ينتظر أن يكون إمام الزمان مع أخلاق نبوية، وشمائل علوية، ومجالس بهية محفوفة بعلماء الزمن، مع مذاكرة ومراجعة في كل فن، وله الشعر الرائق الحسن، وشرع في آخر مدته في مؤلف في الرد على صاحب النبراس فحال الحمام دون التمام، وكان أكثر أوقاته لا تخلو من قراءة أو درس أو تأليف حتى توفاه الله في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين ومائة[وألف] ، وقبر في صرح المدرسة المعروفة بمدرسة الإمام شرف الدين، وعليه قبة على يمنة الداخل من باب الصرح الخارجي مشهورة، معروفة، رحمة الله عليه وسلامه.(1/414)
265- زيد بن يحيى الذماري [… - ق 9 هـ]
زيد بن يحيى الذماري، الفقيه العلامة، أحد تلامذة الإمام أحمد بن يحيى المرتضى، سمع عليه (الغيث المدرار شرح الأزهار) وغير ذلك، وسمعه عليه الفقيه عبد الله بن مفتاح صاحب (التعليق) المعروف بشرح [الأزهار] ابن مفتاح، وهو الواسطة بين الإمام والفقيه المذكور.(1/415)