وقال الحافظ أحمد بن سعد الدين: هو زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن عبد الله الخراساني البيهقي، المتمسك [بمذهب الهادي للحق ـ عليه السلام ـ] ثم ذكر نحواً مما ذكره السيد صارم الدين، ثم قال: وهو الذي رد على الفرقة الغوية المطرفية بدعتهم، وعرف الناس بكفرهم وشركهم وإصرهم، واجتمعوا إليه من (سناع ) و(وقش ) وغيرهما، وحضر كلامه ألوف من الناس ما بين علوي، وحسيني، و[سنحاني] ، وشهابي، وصنعاني، وهمداني، وبوني، وحارثي، وخولاني، واتضح للحاضرين أن الحق معه فتابوا على يديه ورجعوا، ثم استقامت طائفة وطائفة أخرى ارتدوا، وكان قبل ذلك قد رجع على يديه القاضي عبد الله بن حمزة بن أبي النجم بصعدة ، والفقيه حسين بن حسن بن شبيب بتهامة ، ورجع من أتباع الفقيه مقدار خمسمائة وصاروا زيدية بعدما كانوا مطرفية، وتوفي زيد بن الحسن رحمه الله بتهامة راجعاً من اليمن في موضع يقال له السيحار من مخلاف الشرفاء آل سليمان، وكان خلاءً فعاد مأهولاً، وقبره به مشهور مزور.
قال: وأما الشيخ تاج الدين زيد، ويسمى أحمد بن الحسن البيهقي البروقاني أيضاً الصغير فإنه متأخر، ورد هجرة حوث سنة عشر وستمائة.
قلت: كما قدمنا ذكره.
وقال القاضي أحمد بن صالح: هو العلامة شيخ الحفاظ، إمام المعقول والمنقول زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن عبد الله الزيدي، واشتهر بالنسبة إلى جده الحسن، فالموجود في الكتب زيد بن الحسن البروقني، ويقال: البروقاني، هو إمام في العلوم، كثير العبادة، واسع الهمة، تخرج عليه علماء العراق واليمن ، وهو كثير الالتباس بتاج الدين زيد بن أحمد بن الحسن البيهقي؛ ولذلك تعرض للفرق بينهما المشائخ رضي الله عنهم، ثم قال: وقال صاحب (النزهة): هو من مشائخ الإمام أحمد بن سليمان؛ فإنه أخذ (عليه) وهو أحد طرقه، وكان شيخ زيد هذا الفضل بن الحاكم أبي سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي، وكان شيخ الفضل أباه المذكور.(1/406)


قلت: وفيه نظر فإن صاحب (النزهة) توهم أنه المحسن بن كرامة وليس هو كذلك وإنما (هو) الفضل وهب الله بن الحاكم أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني، وسمع الفضل من أبيه الحاكم أبي القاسم.
وقال السيد أحمد بن محمد الشرفي: زيد بن الحسن، قدم اليمن من خراسان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أظنه بجمادى الأولى منها، وكان الشريف علي بن عيسى السليماني قد قدم كتاباً إلى الإمام أحمد بن سليمان يخبره بقدوم الشيخ وبالثناء عليه، وأن مقدمه من خراسان فوصل إلى هجرة (محنكة ) ومعه كتب غريبة، وعلوم عجيبة، فسر به الإمام، وتلقاه بالبشرى والإتحاف، وخلى له موضعاً في منزله فأقام به مدة، وكان شديد الورع والعبادة وحسن الطهارة، وكان ربما يتوضأ لصلاة الظهر فيصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم يصلي به آخر ليلته إلى أن يطلع الفجر فيصلي به الفجر، وكان يؤيد الإمام ويحض الناس على طاعته، ويقال: أن الشريف على السليماني الذي استدعاه من العراق لما ظهر مذهب التطريف باليمن ، فخرج أنفةً للشرع وحميةً عليه وغضباً لله جل وعلا فلقي شدائداً، ونهب أكثر كتبه ما بين مكة والمدينة ، وهو ممن قرأ على الحاكم أبي سعيد بن كرامة هذا كلام السيد أنه قرأ على الحاكم نفسه، وقد تقدم كلام النزهة أنه قرأ على ولده الفضل .
قلت: وهو الصواب وتقدم التنظير عليه.
وقال الحافظ في موضوع آخر: مات بموضع يقال له اليحار وقد يقال له السنحار ، ثم قال: يقول الفقير إلى الله أحمد بن سعد الدين موضع قبره في جهة الشقيق في المرحلة الثالثة من مدينة صبيا لحاج بيت الله الحرام، وهو مشهور الآن عندهم ويعرف بقبر البيهقي، واسم ذلك الموضع في هذا الزمان الثرَّا بثاء، مثلثة وراء مشددة مهملة مع مد، وكان طريق الحاج فيما سبق والطريق مترفعة من جهة الشرق ، وقد يسمى موضع قبره أيضاً (القياس ) بحثت عنه في حجتي الثانية عام ثلاث وخمسين وألف سنة.(1/407)


قلت: لعل موت زيد بن الحسن كان في إحدى وخمسين وخمسمائة، رحمة الله عليه وسلامه.(1/408)


262- زيد بن علي الهوسمي [… - ق5 هـ]
زيد بن علي بن أبي القاسم الهوسمي الزيدي، أبو الحسين العالم.
قال ما لفظه: قرأ ت (شرح التجريد) على القاضي أبي يوسف القزويني ورويته عنه رواية له عن المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، وقرأت كتاب (الأحكام) وسمعته من القاضي السعيد أبي جعفر محمد بن علي الجيلاني رضي الله عنه، بقراءة الفقيه العالم سليمان بن عيسى بهوسم في شهر صفر سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وكان القاضي رحمه الله رواه لنا عن الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين بن هارون، وعن السيد أبي الحسين علي بن محمد بن سليمان بن القاسم بن إبراهيم الرسي بقراءته عليهما، قال: أخبرنا أبو الحسين يحيى بن المرتضى محمد بن الهادي، عن عمه الناصر أحمد بن الهادي، عن أبيه الهادي للحق يحيى بن الحسين، وكان أيضاً يرويه عن الشريف أبي الحسين زيد بن إسماعيل الحسني بقراءته عليه الكتاب كله عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، عن يحيى بن المرتضى، عن عمه، عن أبيه الهادي للحق، ثم قال زيد بن علي وكان سماعنا هذا الكتاب على القاضي ـ رحمه الله ـ بقراءتي على الفقيه الأجل سليمان عليه من الأصل الصحيح، وكان عليه سماع السادة إليه كلهم المؤيد بالله وأخوه أبو طالب، والسيد أبو الحسين علي بن محمد الرسي، وأبو عبد الله بن عبد الله بن سلام، وأبو الحسن علي بن بلال، وأبو علي البصري، وأبو جعفر السالوسي، عن السيد الهادي يحيى بن المرتضى، عن عمه أحمد، عن أبيه الهادي، كان وذلك كان في مدينة (تعز ) في شهر شعبان سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وكان ذلك الأصل قد كتب في أيام الهادي في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، ثم قال القاضي محمد بن علي الجيلي: قد أجزت لزيد بن علي أن يروي عني هذا الكتاب كتاب (الأحكام) بعد أن يتجنب التصحيف والتحريف وكل من سمعه منه على هذا الشرط، ويرووه على هذا الأصل الذي عليه سماع السادة الذين ذكرناهم، أو عن أصل قوبل وعورض بهذا الأصل، ثم قال(1/409)


زيد بن علي: وقد أجاز لي القاضي السعيد محمد بن علي الجيلي أن أروي عنه جميع مسموعاته من الكتب والأصول والمسانيد والأخبار عن شيوخه وبذل بذلك لنا خطه وخط الإجازة عند القاضي محمد بن يوسف بن الحسن الخطيب الكلاري ـ رحمه الله ـ ، ثم قال: وروايتي (لشرح التحرير) عن القاضي المذكور عن السيد أبي طالب المؤلف، وأروي كتاب (المواعظ والزواجر) عن الشيخ العالم أبي نصر يوسف بن علي القاداري، عن القاضي أبي القاسم البصري، عن مصنف الكتاب أبي أحمد العسكري، وروايتي (لأمالي قاضي القضاة) عبد الجبار بن أحمد عن الشيخ أبي طالب محمد بن زيد الفارسي ـ رحمه الله ـ .
قال: [وقد] قرأت (مجموع الفقه) للإمام زيد بن علي رواية أبي خالد الواسطي، وقد قرأته على القاضي أبي جعفر محمد بن علي الجيلي، وأجاز زيد بن علي جميع ذلك لعبد الله بن علي العنسي [القحطاني ، كما سيجيء إن شاء الله في ترجمته.
قال القاضي: هو الشيخ العلامة الورع، زيد بن علي الهوسمي، ذكره العلامة عبد الله بن علي العنسي] في رحلته إلى العراق ، وحكى عنه ما يدل على ورعه، انتهى.(1/410)

82 / 314
ع
En
A+
A-