هو أحد تلامذة القاضي جعفر سمع عليه كتب الأئمة كأمالي أبي طالب، وسلوة العارفين للإمام الموفق بالله الجرجاني، و(مجموع الإمام زيد بن علي)، وكتاب (الأنوار) للإمام المرشد بالله، و(الأربعين السيلقية)، و(أمالي المؤيد بالله)، و(أمالي أحمد بن عيسى)، و(أمالي السيد ظفر بن داعي)، و(الأحكام)، و(المنتخب)، وغيرها من كتب قدماء الأئمة ـ عليهم السلام ـ والمتأخرين، [وكتب شيعتهم] كـ(أمالي السمان)، و(الأربعين الفقهية) لأبي الغنائم النرسي، وكتاب (الذكر) لمحمد بن منصور، و(نظام الفوائد) لقاضي القضاة، و(فوائد قاضي القضاة) عبد الملك البلخي، وكتاب (الرياض) لأبي سعد المظفر الحمدوني، و(مجالس السمان) غير ما تقدم ذكره، و(أحاديث مناقب أمير المؤمنين علي) ـ عليه السلام ـ للكلابي، وكتاب (المواقف الخمسين)، و(الأحاديث المنتقاة) لقاضي القضاة ابن صاعد، و(الأحاديث الزمخشرية)، و(أحاديث في فضل اليمن)، و(أحاديث الأشج)، و(خطبة الوداع)، و(شرح القاضي زيد)، و(مجموع علي خليل)، و(شرح أبي مضر)، وغير ذلك من كتب الشيعة ممن قبله، (وروى) (أمالي المرشد بالله الخميسية) على بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى مناولة في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة، بمدينة صعدة بالمشاهد المقدسة.(1/386)


قال أخبرنا الحسن بن عبد الله بن [المهول] ، قال أخبرنا الكني، عن الأذوني، عن المؤلف المرشد بالله، قال: وثَمَّ زوائد لم تكن في نسخة القاضي جعفر فأروى هذه الزوائد بطريق المناولة والإجازة لجميع الكتاب من الأمير بدر الدين محمد بن أحمد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، قال وأنا أروي ذلك إجازة ومناولة من الشريف تاج العترة الحسن بن عبد الله، قال أخبرنا الكني في ذي القعدة سنة إثنين وخمسين وخمسمائة، قال أخبرنا أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر الحمدوني في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة، قال أخبرنا والدي أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم، قال حدثنا الإمام المرشد بالله يحيى بن الإمام الموفق بالله في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، ثم قال: إلا ما كان معلوماً عليه منقولاً عن فرع فنحن نرويه عن القاضي ركن الدين محمد بن عبد الله بن حمزة، عن والده عن السيد تاج العترة الحسن بن عبد الله، عن القاضي الكني بطرقه.
وقال أروي كتاب (أصول الأحكام) [على] مؤلفه الإمام أحمد بن سليمان مناولة لجميعه من يده الشريفة إلى يدي، ثم قرأه إلى أول باب الوصايا، وهو يروي ذلك عن طرقه المذكورة في نسخة الأصل.
قلت: وأجازه أحمد بن أحمد الواصل إلى حوث سنة ست عشرة وستمائة في كثير من كتب الأئمة كـ(الإفادة)، و(نهج البلاغة)، و(سفينة الحاكم)، وغير ذلك مما يذكر في بابه إن شاء الله، وهو الذي جمع (زوائد الإبانة) (وكانت حواشي في الأصل) وكانت كثيرة فنسخها جميعها متناً وزيادة، وجعل علامة الإبانة أصل وعلامة الحواشي زيادة، وكان ذلك في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وستمائة.(1/387)


قال السيد محمد بن الهادي في ذكر مشائخه: والشيخ محيي الدين يروي شرح القاضي زيد وغيره عن مشائخه وهم كثير منهم: الأميران الكبيران شمس الدين وبدره يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، ومنهم القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد، ومنهم الشيخ الحسن الرصاص، والفقيه تاج الدين البيهقي، ـ رحمه الله ـ ، وهم نيف وعشرون شيخاً من أهل المذهب ومن سواهم.
قلت : وأجل تلامذته ولده علي بن أحمد ، وأحمد بن محمد الأكوع المعروف بشعلة، والإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وغيرهم.
قال القاضي: هو الشيخ الحافظ المحدث موئل العلماء، مثابة أهل الإسناد، كعبة أهل [الرشاد] المسترشدة للنجاة، محيي الدين، كان من كبار العلماء، له مشائخ وتلامذة.
وقال المنصور بالله: محيي الدين، عمدة المتكلمين، وقال الإمام أحمد بن الحسين: الفقيه، الفاضل، الأجل، العالم، شرف المجالس، وقال في سيرة الإمام شرف الدين: حميد بن محمد تلميذ الإمام المتوكل على الله، وشيخ الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وهو جامع (زوائد الإبانة) وفتاوى المنصور بالله المسمى (بهداية المسترشدين) ، وهو جد بني القواس وبني الجدر، ومحيي الدين، أحد رجال الزيدية وفحولها علماً، وفضلاً، ونبلاً، ولحميد ولده علي مؤلف شمس الأخبار، توفي هو ووالده بحوث، وكلهم (معروفون) بالمشائخ للعلم الشريف.
قال القاضي: قرأ عليه والده أمالي المرشد كرات، ختم الثالث من السماعات عام اثنين وثلاثين وستمائة.(1/388)


قلت: هكذا وقع عند القاضي واستشكل ذلك والذي نقلناه من نسخة صحيحة أنه سنة اثنتين وستمائة، وسمع غيره أيضاً سنة ثمان وستمائة، ثم ذكر أنه توفي سنة إحدى وعشرين وستمائة وهذا الصحيح، ذكر ذلك غير واحد فقال: توفي الشيخ محيي الدين حميد بن أحمد عند العشاء الآخرة من أول ليلة الثلاثاء لثمانية أيام باقية من رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة، فقيل : الصواب سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ورثاه الأمير الناصر بن المنصور بالله بقصيدة، وكان موت الناصر في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ثم كتب الأمير الناصر في آخر التعزية وقبل القصيدة : ولقد كرم الله تلك الروح الزكية، والنفس الشريفة (المرضية) بما هي أهل من الاختيار، وشرفها بما يتنافس فيه الأخيار، بالوفاة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فهنيئاً له بما يقدم عليه من العمل الصالح، ويا أسفاه عليه أسفاً تضيق له الجوانح، ثم صرح بأن حميداً محمد، يحقق ذلك أن سماعات شعلة عليه كانت بعضها سنة أربع عشرة وستمائة، ولم يذكر أحد أنه قرأ عليه بعد الثلاث والعشرين والله أعلم، وقبره وقبر أولاده بحوث، رحمة الله عليهم.(1/389)


247- حميد بن أحمد المحلي المعروف بالشهيد [582 - 652هـ]
حميد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن عبد الرزاق بن إبراهيم (بن أبي القاسم) بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن يزيد بن يعيش المحُلي بضم الميم كذا ذكره بعض أولاده، ووجد أيضاً بخط حميد، وقرره المفتي والمحفوظ والمسموع من ألسن العلماء بفتحها، وهو المحلي، الوادعي، الصنعاني الهمداني، الفقيه، الشهيد، العلامة.
أخذ عن أئمة كبار، ومشائخ بحار، أحدهم المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وناهيك به، وشيخه محمد بن أحمد بن الوليد القرشي، والشيخ أحمد بن الحسن الرصاص، والفقيه علي بن أحمد الأكوع، والشيخ الحافظ عمران بن الحسن، والفقيه عمرو بن جميل النهدي، والشيخ تاج الدين زيد بن أحمد أو أحمد بن أحمد البيهقي القادم إلى اليمن عام عشر وستمائة، والفقيه إسماعيل الحضرمي الشافعي.
قلت: وكان سماعه من أحمد لكتاب (أعلام الرواية على نهج البلاغة) في كحلان تاج الدين في شهر القعدة الحرام عام ثمان عشرة وستمائة، وأخذ أيضاً (نهج البلاغة) عن المرتضى بن شراهنك الحسني المرعشي.
وأخذ عنه أئمة كبار كولده أحمد بن حميد، والسيد يحيى بن القاسم الحمزي، ويحيى بن عطية، وعبد الله بن زيد العنسي.(1/390)

78 / 314
ع
En
A+
A-