219- الحسين بن علي المجاهد [… - 1126هـ]
الحسين بن علي المعروف بالمجاهد، الذماري، القاضي، العلامة.
نشأ بذمار، وقرأ [بها] في الفقه والفرائض على القاضي محمد بن صلاح الفلكي .
وأخذ عنه: كثير من علماء ذمار كالقاسم بن أمير المؤمنين المتوكل على الله، والفقيه أحمد [بن محمد] الخالدي، وحسين بن عبد الله الأكوع، والقاضي أحمد بن مهدي الشبيبي، وغيرهم .
كان القاضي عالماً، إماماً، في الفروع، إليه انتهت الفتيا والحكم بذمار وبلادها.(1/341)
220- الحسين القاسم [999 - 1050هـ]
الحسين بن أمير المؤمنين القاسم بن محمد بن علي بن أحمد بن الرشيد الحسني، اليمني، العلوي، الهادوي، السيد، العلامة.
ولد وقت الظهر يوم الأحد لأربع عشرة إن بقت من ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وتسعمائة، تربى في حجر أبيه، وهاجر معه إلى برط ، وقرأ عليه مؤلفه في النحو ثم أجازه بعد ذلك فقال ـ عليه السلام ـ ما لفظه: التمس مني الولد المرجو للخير إن شاء الله إجازة في العلوم الدينية فقد استخرت الله سبحانه وأجزت له جميع ما لي فيه سماع وإجازة، من القراءات السبع، والأحاديث النبوية والجوامع الفقهية، والأصولية والكلامية، وكذلك علوم العربية، وما ألفته وجمعته من هذه العلوم، واشترط عليه ما اشترط على مثله ، ثم لما سكن [في الظفير ] قرأ على شيخه وشيخ المشائخ لطف الله بن محمد الغياث؛ فإنه قرأ عليه كتباً نافعة كثيرة من جملتها (الكشاف) لجار الله الزمخشري، ثم التمس من السيد أحمد بن محمد الشرفي إجازة (شرح الأساس) فقال ما لفظه: قد أجزت لكم ولمن أحب ممن يعرف معنى اللفظ وضبط روايته عني شارطاً ما شرطه غيري من العلماء في الإجازة وكان ذلك في ربيع الآخر سنة خمسين وألف سنة.(1/342)
ومن مشايخه في علم الحديث عبد الواحد بن عبد المنعم النزيلي؛ فإنه أجاز له إجازة عامة كما سيأتي ذكرها إن شاء الله في الفصل الثاني، وكذلك أجاز له إجازة عامة العلامة محمد بن عبد العزيز المفتي، وكانت الإجازة في عام خمسين وألف أوان طلوعه من اليمن [وسمع سلسلة الأبريز بالسند العزيز على الفقيه محمد بن عبد الله المجتبى الهتار بسنده وقال: من ألف سيرته ـ عليه السلام ـ ما لفظ] له طرف من سيرة الحسين بن القاسم، ولد سنة ألف ودعا والده وهو ابن ست سنين، ومولده في جهة الشرف ، ثم أطلعه والده إلى شهارة فقرأ القرآن في سبعة أشهر، ثم هاجر مع والده ـ عليه السلام ـ إلى برط ، ثم ابتدأ قراءة العلوم هنالك فقرأ على والده (الكافية) في النحو وحاشيتها لوالده ـ عليه السلام، وفي خلال ذلك سمع على والده أيضاً في يوم الخميس والاثنين (أصول الأحكام)، ولم يزل مع والده إلى سنة خمس عشرة [وألف] ، ثم رجع مع والده إلى وادعة وابتدأ قراءة (نجم الدين) في النحو على السيد أمير الدين بن عبد الله بن نهشل، ولما كانت سنة ست عشرة وألف واستقر الصلح بين والده وجعفر باشا استقر مع والده وأخوته في شهارة، فقرأ في كل فن فكانت قراءته في النحو والحديث و( أصول الأحكام) ، وأصول الفقه وأصول الدين على والده ـ عليه السلام ـ وقرأ على صنوه (المؤيد) محمد بن القاسم كتب التصريف وبعض أصول الفقه وشيء من الحديث، وعلى السيد أمير الدين في النحو، وعلى السيد أحمد بن محمد الشرفي في أصول الدين، وعلى السيد محمد الأخفش في التصريف والمعاني والبيان، وعلى السيد حسين بن علي جحاف في التصريف والمعاني والبيان وأصول الفقه، وعلى السيد علي بن صلاح العبالي في المعاني والبيان، وعلى السيد محمد بن إبراهيم الشرفي في الفرائض، وعلى القاضي عبد الله المهلا في الصرف، وعلى القاضيين عامر بن محمد الذماري وسعيد بن صلاح الهبل في الفروع الفقهية، وعلى القاضي حسين بن علي المسوري في(1/343)
النحو والتصريف، وعلى القاضي حسن بن سعيد العيزري في النحو والتصريف والمعاني والبيان، [ولم يزل في التدريس] إلى سنة اثنتين وعشرين ودخل صعدة ثم رجع ، وكانت وقعة غارب أثلة في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وألف وكان جملة من قتل بيده الكريمة نيفاً وثلاثين نفر، وبعد ذلك وجهه والده إلى ظفير حجة ووجد في الظفير شيخ العلوم لطف الله بن محمد الغياث بعد رجوعه من مكة فأخذ عليه والحرب قائمة في الأصول والمعاني والبيان والتفسير والمنطق وأصول الدين، وغيرها، حتى أحكمها وحققها غاية التحقيق، [واستمر على ذلك إلى سنة ست وعشرين، وابتدأ تأليفه (الغاية) ] سنة ثمان وعشرين وألف ورحل إلى شهارة وتعقب[ذلك] في بقاه سنة تسع وعشرين موت والده[رضوان الله عليه] ، وقيام صنوه المؤيد بالله، وكان أول من بايعه ، وأقام إلى سنة ثلاث وثلاثين وتوجه للحج ومعه شيخه لطف الله بن الغياث، ثم عاد إلى شهارة ،وكان ابتداء تأليف (غاية السؤل) في الظفير في سنة ست وعشرين واكملها في شهارة ، وفي سنة خمس وثلاثين أكمل تأليفه الغاية، وفي سنة ست وثلاثين توجه إلى حجور ثم إلى سناع ثم إلى الأهجر وإلى صبيح وإلى مسيب ، ومنه كانت وقعة (أنود) المشهورة، ثم رجع إلى صبيح ثم إلى ثلاء ، ثم توجه إلى حصار صنعاء فطاف إلى الروضة والجراف وقرية القابل ودخل طيبة ، ثم استقر في حدة .(1/344)
[قلت: وفيها ألف (شرح الغاية) ، وكان مقبلاً على المطالعة مع شدة الحصار] ، ثم لما فتحت صنعاء سنة ثمان وثلاثين تقدم إلى الحجرة وغابر ثم إلى بلاد السياغي ، ثم لما ارتحل حيدر باشا من صنعاء [فيٍ] سنة [فراغ في المخطوطات] دخل إلى صنعاء واستقر بالبستان خارج صنعاء ، ثم تقدم إلى وصاب سنة تسع وثلاثين لما بلغه خروج قانصوه، ثم ارتحل إلى تعز واتفق بأخيه الحسن، ثم سار إلى الزواقر وبقي فيه أيام، [ثم عاد إلى صنعاء بعد انقضاء الحرب في شوال سنة تسع وثلاثين، ثم توجه إلى حضور وعاد [إلى] حدة ، ثم طلبه صنوه الحسن إلى ضوران ، ثم توجها إلى شهارة سنة أربعين، ثم بقي فيها نحو شهرين ، ثم عاد وصحبته صنوه إسماعيل بن القاسم، ثم توجه إلى الدامغ، ثم رجع إلى صنعاء [أقام فيها أياماً] ، ثم توجه إلى يفرس وأقام فيه ثلاثة أشهر، ثم توجه سنة أربع وأربعين إلى حيس ، ثم إلى الحما ؛ وفي أيام بقاه سمع (سلسلة الإبريز بالسند العزيز) على العلامة محمد بن عبد الله بن أحمد الهتار المحبشي من بلد التريبة ، ثم رجع إلى الدامغ في جماد سنة 45هـ وبقي إلى أن مات صنوه الحسن سنة 48هـ ، فخلفه في البلاد، ثم طاف اليمن الأسفل وبقي في تعز مدة وفيها استجاز من محمد بن عبد العزيز المفتي إجازة عامة ومعه صنوه إسماعيل و[بقي في اليمن ] ثم طلع إلى ذمار ، وبها توفي سنة خمسين وألف، انتهى من سيرته ملخصاً.
قلت: وله تلامذة أجلاء أجلهم السيد أحمد بن علي الشامي، وصنوه الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، والسيد عز الدين بن علي العبالي، وولد أخيه محمد بن الحسن، وعبد الحفيظ المهلا، ومهدي بن محمد المهلا كاتبه، وكان يكتب ما يملى من (شرح غاية السؤل) [وغيرهم] .
قال شيخه لطف الله: كان يشكل علي شيء (من) المنطق ونحوه فلما قرأ عليه الحسين بن القاسم حل ذلك الإشكال بنظره الثاقب، ومع هذا والحرب قائمة.(1/345)