وقرأ على القاضي علي بن أحمد السماوي في رداع (الهداية)، و(القاري) غيره فطلب منه الإجازة فيها وفي (الثمرات) فأجازه فيهما وفي غيرهما، وقال ما لفظه: بعد تعداد مشائخه فقد أجزت للسيد المذكور أن يرويهما عني وجميع ما يجوز لي روايته من مسموع ومجاز بالشرط المعتبر عند أئمة الأثر، وقرأ على القاضي محمد بن صالح العلفي بعض (المناهل الصافية) وبعض (التلخيص)، وأجازه، وقال ما لفظه: التمس مني ما جرت بمثله عادة علماء السلف، واعتمده الجهابذة الأثبات من الخلف، فيما صح لي من العلم روايته أو فتح علي به قراءة، ولم أر بداً من إسعاده فيما استجاز، واسعافه فيما رام وإن كان ما لديه حقيقة وما لدي مجاز، فإني وَقْت أن أخذ علي في شيء من علوم العربية أنست منه ما قرت به العين وانشرح له الصدر من فرط الألمعية فأقول: أجزت للمذكور أن يروي عني ما جاز لي روايته عن مشائخي المجموعين بأسانيدهم الرفيعة، المتصلة بالحضرة المنيعة، وذلك من كتب أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ومن كتب غيرهم الأمهات الست، وأجزت له أن يروي عني جميع ما يجوز لي وعني روايته من مسموع، ومقروء، ومجاز، ومناولة، وما صح أنه من مروياتي، من المجاميع والمصنفات والمسانيد والأجزاء والأربعينيات وفي ساير العلوم من تفسير، وحديث، وفقه، وأصولين، وعربية، وسير وتواريخ، وغيرها إجازة تامة، مطلقة عامة بشرطها المضبوط وضابطها المشروط.
وله إجازة من القاضي عبد الواسع العلفي فقال ما لفظه: وبعد فإنه سألني من لا يسعني مخالفته ولا يجمل مجانبته أن أجيز له رواية ما قرأته وتحملته عن مشائخي في الدين، رحمة الله عليهم أجمعين، من دراية ورواية بشروطهما وإن كان الباع قصير والميدان خطير فأجزت له ذلك وأذنت له فيما هنالك، ثم ذكر مسموعاته كما سيجيء إن شاء الله تعالى في ترجمته، انتهى.(1/326)
قلت: وهذا السيد بقية العلماء له إجازة من علماء الشافعية كعبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، وأحمد بن عمر الحبيشي، سنذكرها إن شاء الله تعالى في الفصل الثاني من الكتاب.
قلت: ولنكتفي بما ذكره مشائخه فهو كان سيداً جليلاً، عالماً أوحداً نبيلاً، فهامة جامع أشتات المحامد، عن يد فاضلاً،حُوَّلاً قلباً رفيع الشأنْ، والجد راقي سنام المجد، سلالة النبوة كريم الفتوة، سر بيت الكرم، والشامة في الآل والعلم، سالكاً في العلم والعمل على منهج الإستقامة، الخليق في مقدمة العلماء بالإمارة، شرف الدين المعروف الحسين بن أحمد المعروف بزبارة.
قلت: وكان عين الوجود، يقيم أياما بصنعاء وأياماً ببيته في آنس المعروف بمذاب ، لا يترك التدريس، وانتفع به علماء العصر أجلهم سيدي المحسن بن المؤيد بالله، والسيد أحمد بن عبد الرحمن الشامي، ومؤلف الترجمة، وغيرهم ممن يذكر في بابه إن شاء الله؛ فإنه لا يترك التدريس مهما أقام بصنعاء ، أجزل الله ثوابه ولم يزل متردداً من آنس إلى صنعاء حتى توفي يوم الاثنين سابع شهر ربيع الآخر سنة 1141هـ، وقبر في خزيمة رحمة الله عليه، وأجزل الله ثوابه.
تفريع: قال السيد أطال الله بقاه: أما مذهب أهل البيت فقد ثبت لي فيه إسنادان جملي وتفصيلي:
أما الجملي فلهذه الكتب [المتدارسة] والمتداولة المشتملة على قواعد مذهبهم وأمهات المسائل المتصلة بزيد بن عليـ عليه السلام ـ عن آبائه والحسن بن الحسن بن علي عن آبائه، فأروي ذلك عن عدة من الشيوخ منهم: السيد عامر بن عبد الله، وهو يرويه جملة عن السيد ناصر بن محمد صَبَحْ، وهو يرويه جملة عن الإمام القاسم بن محمد بطرقه وهذه أعلى الطرق.(1/327)
(ح) وأرويه عن القاضي جعفر بن علي الظفيري، والقاضي علي بن أحمد السماوي وهما يرويانه عن القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، وهو يرويه عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن أمير المؤمنين، وهو يرويه عن أخويه الإمام المؤيد بالله والحسين ابني القاسم بن محمد، عن والدهما المنصور بالله القاسم بن محمد، ثم ذكر ما ذكره الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم من السند الجملي والتفصيلي، وسيأتي إن شاء الله في ترجمته.(1/328)
208- الحسين بن أحمد الحملاني [… - ق 8 هـ]
الحسين بن أحمد بن ساعد الحملاني، الفقيه العلامة.
قرأ في الأصولين على القاضي عبد الله بن الحسن الدواري سبع سنين متوالية، وقرأ عليه السيد محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم والد السيد صارم الدين في الأصولين أيضاً، وكان القراءة بمسجد التقوى بصنعاء .
قلت: وصار الآن من المهجورات.
قال القاضي الحافظ: فأجاز لإدريس بن عبد الله بن أحمد.
قال القاضي: كان فقيهاً علامة، ذكره صاحب الصلة وأثنى عليه غير واحد وقالوا: كان محققاً سيما في الأصولين، رحمه الله عليه.(1/329)
209- الحسين بن زيد جحاف [1054 - 1127هـ]
الحسين بن زيد بن علي بن إبراهيم بن يحيى بن الهدا بن إبراهيم بن المهدي بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن عليان بن الحسن بن محمد بن حسين بن جحاف الجحافي، السيد، العلامة، الحسني، اليمني، شرف الدين.
قال ما لفظه: قرأت القرآن من فاتحته إلى خاتمته بقراءة الأئمة العشرة ورواتهم العشرين وطرقهم المعروفة في كتاب (النشر والطية) للشيخ أبي الخير محمد بن محمد الجزري، وذكر المشائخ بأسمائهم ورواتهم العشرين على حسب الترتيب، قراءة تحقيق وبيان، وضبط [وإتقان] ، على شيخي المقرئ المحقق عفيف الدين عبد الله ـ [بن علي] بن عبد الباقي المزجاجي الحنفي الزبيدي.
قلت: وسيأتي ذكر مشائخه إن شاء الله تعالى في الفصل الثاني، وقال في موضع: وكان أول قراءتي علي شيخي وأستاذي في بندر المخا ، في دخوله إليه في سنة ثمان وسبعين وألف، وكان تمام القراءة في مدينة زبيد المحمية، وآخر مجلس جلسته بين يديه للتعلم في سابع عشر شهر ذي الحجة سنة ست وثمانين وألف.
قلت: ثم رحل إلى صنعاء في سنة أربع وتسعين وألف فقرأ عليه القراء أجلهم: الفقيه علي بن محمد الشاحذي، ومحمد بن مجلي السوطي ، وغيرهم، ثم قال: ومولدي فيما وجدته بخط والدي سنة أربع وخمسين وألف، وكان سيداً عالماً حيراً، مدره صمصامة، محققاً [مقرياً] ، وعيناً ناظرة في أبناء الآل الميامين، وكان مقرياً بمدينة زبيد ، ولم يزل بها حتى توفي سنة ست أو سبع وعشرين ومائة وألف وقبره [بياض].(1/330)