هو الإمام الأسير ، والعلم النحرير، كان بحراً لا يساحل، طار صيته في الآفاق، واظهر علمه ظهور الشمس في الإشراق، وفاز من العلوم بالقدح المعلى في قدر عشر سنين، دعا إلى الله في الهجر أسفل بلاد الأهنوم سنة ست وثمانين وتسعمائة، بعد أن بايعه جميع علماء الزمان المعتبرين، وبث دعاته في الآفاق ونفذت أوامره ونواهيه في جميع اليمن الأعلى إلى صنعاء، واستولى على كثير من حصون اليمن، واستمرت له الخطبة في الجميع ثم لم تزل البلاد تذهب من يد الإمام حتى لم يبق إلا بقية، فجهز الأتراك جيشاً عظيماً إلى بلاد الأهنوم ، فحاصروا الإمام في القدوم ، بفتح القاف والمهملة وسكون الواو ثم مهملة مخففة حتى قبض في الصاب أسفل جبل هنوم في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة ووقف في الأسر في صنعاء سنة، ثم ارتحلوا به مع أولاد الإمام شرف الدين إلى الروم في سنة أربع وتسعين وتسعمائة، وأنزله [السلطان] بجزيرة تسمى (بذي قلة) بالقرب من القسطنطينية، ثم حصل له من القبول والمحبة من السلطان محمد وولده أحمد ما لا يوصف، ووصل إليه علماء تلك الجهة فراجعوه، ووجدوا عنده من العلم ما ليس في ظنهم، وتأكدت له عندهم العقيدة الصحيحة والمودة الصريحة.
قلت: ولم يزل في الحبس.
قال الحافظ أحمد بن سعد الدين: حتى وصل الشريف علي الرومي وأخبر الإمام القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ أن الإمام الحسن بن علي ـ عليه السلام ـ توفي يوم الخميس ثالث عشر من جماد الأولى سنة ست وعشرين وألف، وقيل: في ذي القعدة سنة 1025هـ والأولى رواية الحافظ وهي أولى، والله أعلم؛ فيكون لبثه في الحبس أحد وعشرين سنة ـ رحمة الله عليه وسلامه.(1/281)
173- الحسن بن علي العبالي [… - 1056هـ]
الحسن بن علي بن صلاح بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن يحيى بن علي بن الحسن بن عبد الله بن عيسى بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني القاسمي، المعروف بالعبالي بضم المهملة ثم موحدة وآخره لام، لسكون والده في محل يسمى العبال من بلاد حجة مشهور.
قرأ في الأصول وغيرها كالتفسير على الشيخ لطف الله بن محمد الغياث، ثم وصل إلى عند الإمام القاسم بن محمد إلى وادعة ، وقرأ عليه مجموع الإمام زيد بن علي إلا معشراً واحد في آخره، ثم أجاز له إجازة عامة في جميع مسموعاته ومؤلفاته ومستجازاته، وكان له تلامذة أجلاء أجلهم: القاضي أحمد بن سعد الدين، والإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، والسيد الحسين بن صلاح، وكان السيد عالماً محققاً، إماماً في المعقول والمنقول، شيخاً للعلماء الجهابذة الفحول، وكان عالي المرتبة، شريف الرتبة، حاوياً للفضائل، مع دماثة أخلاق وعذوبة ناشية ورقة حاشية، حافظاً رواية مع إتقان ودراية، كان مرجوعاً إليه لا سيما في علوم الأدوات، وكان مدرساً في الإصولين، أستاذاً محققاً، وفقيهاً، فاضلاً ومدققاً، وله شعر جيد، وهاجر إلى شهارة ، وزوجه الإمام القاسم بن محمد ابنته الشريفة جمانة، ولم يزل بها حتى قرب الوفاة، فانتقل إلى ظفير حجة ، وبه توفي سنة خمس وخمسين وألف ودفن بالمشهد الأحمدي ـ رحمة الله عليه ـ.(1/282)
174- الحسن بن علي بن عم الإمام المهدي [… - ق 8 هـ]
الحسن بن علي بن عم الإمام المهدي علي بن محمد.
قرأ على [بياض في المخطوطات] وهو أحد مشائخ الإمام علي بن محمد، كان إماماً في العلوم شيخاً للأئمة، كثير الفضائل، علم الدين، بل شمس الإسلام، البحر الزخار، والغيث المدرار، حائز علوم الأئمة الأطهار، [من] له الشرف الجلي، الحسن بن علي.(1/283)
175- الحسن الأسدي [… - 550 هـ تقريباً]
الحسن بن علي بن ملاعب الأسدي، أبو علي، الشيخ، العدل.
سمع (الجامع الكافي) جميعه الأجزاء الستة علىالشيخ أبي منصور يحيى بن محمد الثقفي بحق سماعه على مؤلفه أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي الحسني، وسمع (المقنع النافع المختصر من الجامع) على أبي منصور أيضاً (على) مؤلفه، وكان سماع ابن ملاعب عليه سنة ثلاث وخمسمائة، ذكره في (النزهة)، وسمع أمالي أحمد بن عيسى على الشريف عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي، و(على) أبي الحسن محمد بن أحمد بن بحشل العطار قراءة عليهما، قال: أخبرنا محمد بن محمد الخازن ، عن بن الصباغ، عن ابن ماتي، عن محمد بن منصور المرادي مؤلف الكتاب، وسمع كتاب (الشهاب) للقضاعي، عن الشريف عمر بن إبراهيم، عن عبد لجليل بن محمد الساوي، عن مؤلفه القضاعي، وقال: أخبرنا بأمالي قاضي القضاة الشريف عمر بن إبراهيم، أخبرنا أبو يوسف عبد السلام، عن قاضي القضاة المؤلف، والأربعين للشريف السليقي عن الحسن بن محمد بن مهدي، عن أبي طالب علي بن الحسين، عن أبي القاسم زيد بن مسعود المؤلف، (وكتاب الذكر) لمحمد بن منصور، قال: أخبرنا محمد بن محمد الرضي قراءة، قال: أخبرنا أبو عبد الله العلوي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن غزال، أخبرنا، علي بن أحمد بن عمرو الجبني ، أخبرنا محمد بن منصور المؤلف.
وقال : أخبرنا بالأربعين الفقهية مؤلفها أبو الغنائم محمد بن علي النرسي المؤلف.
قال: وأخبرنا بالرسالة لزيد بن علي ـ عليه السلام ـ في تثبيت الإمامة الشريف عمر بن إبراهيم إجازة عن الشريف أبي عبد الله محمد بن علي العلوي،حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو القاسم حسين بن محمد الرقي، حدثنا محمد بن علي بن حفص، عن محمد بن مروان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه عن السدي، عن زيد بن علي[المؤلف] فذكره.
قلت: وأجل تلامذته القاضي جعفر كما مر ذكره، ومنصور بن محمد المدلل.(1/284)
[قال القاضي جعفر: أخبرنا الشيخ الفاضل العدل أبو علي الحسن بن علي، وقال القاضي: العالم الكبير] والمسند المحقق الشهير، كان من رجال زيدية الكوفة الكبار، ونحاريرهم الخيار، قرأ على أبي عبد الله محمد بن أبي الغنائم وغيره، انتهى.
قلت: ولعل موته في الخمسين بعد الخمسمائة، والله أعلم.(1/285)