144- جبريل بن الأمير الحسين [… - …]
جبريل بن الأمير الحسين بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى الأمير تاج الدين.
روى عن: أبيه كتاب (شفاء الأوام).
رواه عنه: المنصور بالله محمد بن الهادي بن تاج الدين، وهي النسخة التي أكثرها بخط المؤلف، كان الأمير عالماً عظيماً، له بسطة في العلم، وكان من الأخيار الصالحين، والفضلاء المتقين، وقبره برغافة في المقبرة التي بين الناصرة ودار قاسم بن صلاح.(1/246)
145- جعفر بن أحمد بن عبد السلام [… - 573هـ]
جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى بن التميمي البهلولي الأبناوي، القاضي، العلامة، شمس الدين.
كان قديماً يرى رأي التطريف حتى وصل الفقيه زيد بن الحسن البيهقي في سنة خمسمائة، فراجعه وقرأ عليه، فرجع إلى مذهب الزيدية المخترعة، وقرأ على الفقيه زيد وله منه إجازة عامة، ولما أراد زيد [بن الحسن] الرجوع إلى العراق رحل معه القاضي جعفر لتمام السماع ، فمات زيد بن الحسن بتهامة فرحل القاضي إلى العراق إلى حضرة العلامة أحمد بن أبي الحسن الكني؛ فقرأ عليه كتب الأئمة ومنصوصاتهم من جملة ذلك (الزيادات) للمؤيد بالله.
قال القاضي أحمد بن أبي الحسن ما لفظه: سمع هذا الكتاب من أوله إلى آخره القاضي [الإمام] شمس الدين، جمال الإسلام والمسلمين، جعفر بن أحمد بن أبي يحيى التميمي عني بقراءته قراءة من كان واقفاً على معانيه دقيقة وجليلة إلى كتاب السير، والباقي بقراءتي له وبقراءة غيرنا إلا الفرائض فإنه ما سمع مني لأني أيضاً ما سمعتها على شيخي، والباقي سمعه على الوجه الذي كتبت ، وأنا سمعته وقرأته على توران شاه بن خسرو شاه الجيلي، وهو قرأه على أبي علي بن آموج، وهو قرأه على القاضي زيد بن محمد والقاضي قرأه على علي خليل، وعلي خليل قراءة على القاضي يوسف، على الشيخ أبي القاسم بعد أن أخذ مسائلها عن المؤيد بالله قدس الله روحه، وكتبه أحمد بن أبي الحسن الكني في جمادى الأولى سنة إثنين وخمسين وخمسمائة.(1/247)
قلت ومما سمع على القاضي الكني مجموع زيد بن علي و(ذخيرة الإيمان مسند السمان)، و(نظام الفوائد) لقاضي القضاة، وكتاب (الرياض) للحمدوني و(فوائد قاضي القضاة) للكلابي و(أحاديث عبد الوهاب) وكتاب (الأنوار)للمرشد بالله وأماليه الخميسية، و(خطبة الوداع) و(أمالي المؤيد بالله وأمالي السيد أبو طالب) و(الأحاديث الزمخشرية)، و(الأحاديث المنتقاة) و(الأربعين في فضائل أمير المؤمنين) للصفار، وقطعة من (تفسير أبي عبيد في الغريب) وناوله باقي الكتاب وأجازه، وغير ذلك مما ذكرناه في ترجمة الكني كما تقدم، ثم سمع على الشيخ العدل الحسن بن علي ملاعب بن الأسدي (أمالي أحمد بن عيسى) و(الأربعين الفقهية للنرسي)، و(الأربعين للسيلقي)، وكتاب (الشهاب) للقضاعي وكتاب (الذكر) لمحمد بن منصور، وكتاب (المقنع) المختصر من (الجامع الكافي) و(الرسالة المشهورة) لزيد بن علي[بياض في (أ)و(جـ)] وسمع (جلاء الأبصار) للحاكم بن كرامة وغيرها من كتبه على السيد علي بن الحسن بن وهاس [الحسني] وأجازه إجازة عامة، من جملة ذلك (الكشاف) لجار الله الزمخشري، وسمع بعض كتاب (التهذيب) للحاكم بن كرامة أيضاً على أبي جعفر الديلمي، عن ولد الحاكم المحسن بن الحاكم، عن أبيه وأجازه في بقية كتب الحاكم المذكور كـ(السفينة)، و(التهذيب)، و(تنبيه الغافلين) ومصنفات عدة منها موضوع بالفارسية وسمع على الزاهد مسعود الغزنوي بالكوفة أحاديث في فضل اليمن ، وسمع بمكة كتاب (المواقف الخمسين) على أبي المظفر الفلكي، وسمع (خبر عابد بني إسرائيل) على أبي الفضل عبد الله بن أبي الفتح.
قلت: وسيأتي إسنادها إلى مؤلفيها إن شاء الله تعالى في ترجمة كل واحد من مشائخه.(1/248)
قلت: وتلامذة القاضي كثير منهم: السيد حمزة بن سليمان والد المنصور بالله عبد الله بن حمزة، والأميران الكبيران بدر الدين وشمسه محمد ويحيى ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، والشيخ الحسن بن محمد الرصاص، والشيخ محيي الدين حميد بن أحمد القرشي، وسليمان بن ناصر صاحب (شمس الشريعة)، وأحمد بن مسعود الفهمي، وعبد الله ومحمد ابنا حمزة بن أبي النجم، وحنظلة بن شبعان، وأحمد بن الحسين الأكوع، وغيرهم ممن ذكره القاضي، وغيره.
قلت: وكان القاضي ثبتاً، ورعاً، متحرياً في الرواية.
قال المنصور بالله عبد الله بن حمزة: ولما وصل القاضي جعفر من العراق بالعلوم التي لم يصل بها سواه من الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، وعلوم القرآن العظيم، والأخبار الجمة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وعن فضلاء الأئمة من العترة[الطاهرة] وسائر العلماء، وكان من جملة هذه الأخبار أخبار في صفة الجنة والنار مروية عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فطلب جماعة من الإخوان قراءتها عليه وروايتها فامتنع من ذلك في مجالس الأخبار، فألح عليه منهم من ألح فذكر أنه قرأها على شيخ له بمكة ، وكان شيخه هذا له يد طائلة في علم العربية، وحكى عنه أنه كان يصلح ما يجد في الأخبار من اللحن ويعتل أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـكان لا يلحن فعاب ذلك عليه شيخنا ، وامتنع من الرواية [عنه] وقال إني لا آمن أن يكون في هذه الأخبار شيء أصلحه على خلاف ما رواه عن شيوخه، انتهى.(1/249)
وقال القاضي أحمد: هو القاضي الحجة، شيخ الإسلام، ناصر الملة، وارث علوم الأئمة الأطهرين ، شيخ الزيدية ومتكلمهم ومحدثهم، وعالم الزيدية ومخترعها وإمامها، انقطع إلى الزيدية ورحل إلى العراق ، وكان من أعضاد الإمام أحمد بن سليمان وأنصاره، وطال ما ذكرهما الإمام المنصور بالله واحتج بكلامهما ؛ فيقول قال الإمام والعالم، أفتى بذلك الإمام والعالم، ذكر الإمام والعالم، وقد قيل: على أهل اليمن نعمتان في الإسلام والإرشاد إلى مذهب الأئمة ـ عليهم السلام ـ الأولى للهادي ـ عليه السلام ـ والثانية القاضي جعفر؛ فإن الهادي ـ عليه السلام ـ استنقذهم من الباطنية والجبر والتشبيه، والقاضي له العناية العظمى في إبطال مذهب التطريف، ونصرة البيت النبوي الشريف، وإلى ذلك أشار السيد صارم الدين في (البسامة) بقوله:
وجعفر ثم إسحاق له نصرا .... في عصبة وزر ناهيك من وزر
ارتحل إلى العراق وهو أعلم من باليمن ، ثم انقلب عنه وليس فيه أعلم منه، وله مصنفات في كل فن [كان] عليها اعتماد الزيدية في وقته، وله تلامذة مشاهير وكان له مدرسة بسناع ، وعارضه المطرفية بمدرسة أخرى في جانب المسجد وآذوه حتى انتهى الكلام إلى الإمام أحمد بن سليمان، فلم يزل يطوف البلاد وينهى الناس عن مذهبهم، حتى [أنه] أثر ذلك مع أكثر الناس ونفروا منهم إلا القليل، ونزل إلى اليمن لمناظرة العمراني الحنبلي الأصول، الشافعي الفروع ولم يجتمع به وإنما دارت بينهما مراسلات في الأرجح ومصنفات القاضي معروفة مشهورة قد ذكرها القاضي وغيره، منها: (النكت وشرحها) ، و(الأربعين العلوية) ، ورتب أمالي أبي طالب على هذا الترتيب المعروف وسماه (تيسير المطالب إلى أمالي أبي طالب) ، وغير ذلك في الأصول والفروع ، ولم يزل مدرساً بسناع حتى توفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وقبره بسناع معروف مشهور، عليه قبة صغيرة في أكمة وحوليه تلامذته كالحسن الرصاص وغيره [ ـ رحمة الله عليهم ـ ] .(1/250)