137- الإمام المتوكل على الله إسماعيل [1019- 1087هـ]
إسماعيل بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي [بن محمد بن علي] بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن الإمام يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي يوسف الأكبر بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي لدين الله يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الحسني، الهدوي، اليمني، أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين أبو علي الإمام بن الإمام، والعالم بن العالم، ولد في شعبان سنة تسع عشرة وألف.
قال ـ عليه السلام ـ في إجازة لولدة المؤيد بالله ما لفظه: والذي يرويه هو جميع ما اشتمل عليه كتاب الإجازات التي يرويها والدنا أمير المؤمنين المنصور بالله رب العالمين القاسم بن محمد، وأنا أرويها عن أمير المؤمنين وسيد المسلمين المؤيد بالله [رب العالمين] فإنه كتب ذلك بخط يده المباركة بعد أن شافهني به لفظاً، ثم نقله حي القاضي أحمد بن سعد الدين بخطه من خط المولى أمير المؤمنين، فوضع عليه علامته، فتأكد ذلك ثلاثاً مشافهة ثم كتابة بخطه، ثم كتابة أخرى بخط كاتبه، وعلامة الإمام عليه.
وكذلك ما يرويه حي صنوي الحسين بن أمير المؤمنين؛ فإنه أجاز لي ذلك مشافهة، وسمعت منه ومن مختاراته الكثير الطيب.
وكذلك ما كان لحي الوالد السيد العلامة محمد بن عز الدين المفتي روايته؛ فإنه أجاز لي أيضاً جميع ما يرويه ومستجازاته ومؤلفاته وكتب ذلك بخطه.(1/236)


وكذلك جميع ما يرويه حي الفقيه العالم محمد بن عبد العزيز المفتي الشافعي؛ فإنه أجاز لي جميع مروياته ومستجازاته، وقرأت عليه في كتب الحديث، وتفسير القرآن سماعاً من لفظه مثل (التيسير) للديبع، وكتاب (أحكام القرآن) للموزعي ، و(البهجة) للعامري وكتب ذلك بخطه وهي تشتمل على أكثر مؤلفات العلماء لاتصالها بالعلماء وجميع مروياتهم.
قلت: وسيأتي ذكر طرقه في الفصل الثاني إن شاء الله، وكذلك ما أرويه عن غير هؤلاء من مشايخ القرآن وعلماء الحديث، وغيرهم انتهى بلفظه.
قلت: وذكر القاضي أحمد بن صالح في بعض إجازاته أن الإمام قرأ معيار النجري على القاضي إبراهيم[بن] حثيث بمحروسة شهارة وأجازه إجازة عامة، ونقلت من خط بعض ساداتنا ممن له اختصاص بالإمام ـ عليه السلام ـ أن الإمام ـ عليه السلام ـ قال: قال أخي الحسين بن الإمام ما حصل لأحد ما حصل لك وذلك أن القاضي عامر الذماري ما أجاز لأحد منا إلا أنت في الفقه فأنت بمحل كبير في الفقه.(1/237)


قلت: ومن مشائخه في الفقه القاضي سعيد بن صلاح الهبل، ومن مشائخه في القرآن الفقيه صالح بن نشوان المقري، وتلامذته أكثر فقهاء اليمن بل وغيرهم من علماء الآفاق، ممن وصل إليه في ذلك الزمن، وأجلهم القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري، وأحمد بن صالح بن أبي الرجال، وولده أمير المؤمنين المؤيد بالله محمد بن أمير المؤمنين، وغيرهم، أقام بشهارة إلى سنة أربعين، ثم توجه مع صنوه الحسين بن القاسم إلى الدامغ، ولم يزل متردداً مع صنوه الحسين حتى مات أخيه الحسن سنة ثمان وأربعين ونزل مع أخيه الحسين إلى تعز وبها قرأ على محمد بن عبدالعزيز المفتي، وأقام بعد عزم أخيه الحسين حتى توفي شيخه محمد بن عبد العزيز سنة 1043هـ . وصلى عليه ثم طلع إلى الدامغ، وتوفي صنوه المؤيد بالله في سنة أربع وخمسين، نعم وكانت دعوته بعد موت أخيه الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم في سنة أربع وخمسين وألف، وسيرته وتفاصيلها يحتمل مجلدات لكنا نقتصر على ما ذكر بعض سادتنا فقال: نشأ في حجر الخلافة، وارتضع أحلافها ودأب في طلب علوم آبائه حتى حوى أجناسها وأنواعها وأصنافها، وكان ملازم العلم، غزير الفهم، كثير العبادة، علومه واسعة، وتحقيقاته شافية نافعة، له من التصانيف عقيدة على مذهب آبائه في علم الكلام وشرح كثيف عن دقائقها اللثام ومسائل فقهية وأجوبات تحل المشكل وتصيب الرمية وهيهات أن يحيط مادح في صفاته ، ولو توقد ذهناً أنَّا له ذلك وهي أكثر من رمال الدهنا.
قلت: وكانت أيامه أيام سعادة وحبور، تجري بإمضاء أوامره ونواهيه المقدور، وهو مع هذا فلا يترك التدريس ومجالسه محفوفة بالعلماء الكملاء، كل خظم وكل رئيس، ولم يزل ذلك دأبه حتى توفي في جماد الآخرة سنة سبع وثمانين وألف، وقبره بالحصن مشهور مزور ـ رحمة الله عليه ـ.(1/238)


138- أمير الدين بن عبد الله بن نهشل [… -1029هـ]
أمير الدين بن عبد الله بن نهشل بن المطهر بن أحمد بن عبد الله بن عز الدين بن محمد بن إبراهيم بن الإمام المظلل بالغمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى المرتضى بن المطهر بن القاسم بن المطهر بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر بن أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الهدوي اليمني، السيد، العلامة.
قرأ على الفقيه عبد الله بن المهلا النيسائي في أصول الفقه، وقرأ في سائر الفنون على السيد العلامة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الوزير وأجازه إجازة عامة، وأجل تلامذته الإمام القاسم بن محمد، وولده الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، وغيرهما.
كان السيد علامة كبيراً، وإماماً في العلوم شهيراً، شيخاً للأمة، وحافظ علوم الأئمة، بحراً لا يساحل، وجماً في الفضائل لا يماثل، وحيد زمانه، وعين أعيان أوانه، وكان ممن عاصر الإمام القاسم [بن محمد] وشايعه وبايعه ، وكان سكونه في حوث إلا أنه لا يكاد يفارق الحضرة الإمامية في الأغلب ولا يترك التدريس ؛ فآخر ما سمع عليه (شفاء الأوام) بعد موت الإمام ـ عليه السلام ـ بشهرين ولم يلبث بعد الإمام إلا يسيراً حتى توفي بحوث في شهر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وألف، وقبره بحوث مشهور مزور ـ رحمة الله عليه ـ .
قال في سيرة الإمام الحسن بن علي: وممن شهد له بالإمامة وصحت له الزعامة السيد الإمام واسطة عقد الآل الكرام ، فخر الدين وقدوة المسلمين، أمير الدين بن عبد الله، وكان هذا السيد ممن عاصره وناصره وتولى كثيراً من أموره، وباشر شيئاً من حروب البغاة بنفسه في ظفير حجة، وغيرها.(1/239)


باب الباء
139- بالغ الوزيري [… - ق4هـ]
بالغ الوزيري، من أهل مدر من المشرق من أرض حاشد ، صحب الهادي ـ عليه السلام ـ فأخذ عنه أصول الدين سماعاً واستثبت في علمها حتى كان إماماً ينفرد بنفسه.
وروى عنه: ولده إبراهيم، ثم أن بالغ انقطع عن الناس ولزم الخمول ولم ينتصب للرياسة، بل كان همه هما واحداً حتى لقي ربه في قرية مدر وبسببه كانت مدر منازل الصالحين [من] الزيدية وأحد هجرها الأولى، ذكر ذلك مسلم اللحجي.(1/240)

48 / 314
ع
En
A+
A-