قال ما لفظه: سمعت ليه أوائل كتاب (المنهاج) إلى أثناء كتاب الزكاة ولكثير من مسائل كتبه وأبوابه بإملائه لذلك علي بعد إملائي له عليه والإجازة منه ـ رحمه الله ـ في سائر ما لم يمله من الكتاب المذكور علي، والأذن منه بل الأمر بتبليغه، وفي موضع آخر مما نقلته من خط يده بإملائي النصف الأول منه وزيادة إلى كتاب البيوع، ومما (سمعته) عليه (تفسير غريب القرآن) و(تثبيت الإمامة) و(مدح القلة وذم الكثرة)، وكتاب (الصفوة) وكتاب (الإيمان) يتضمن الرد على المرجية والمعتزلة وكتاب (تثبيت الوصاية والإمامة) لعلي ـ عليه السلام ـ و[الإمامة] للحسنين وذريتهم و(جواب المسائل المدنية)، و(كتاب إلى أهل الكوفة ) قبل خروجه بخمسة وأربعين يوماً و(رسالة في بيان مقتل عثمان)، و(رسالة في الرد على المجبرة)، و(رسالة في الرد على من يقول أن الطاعات لا تقبل من المؤمنين في أيام سلاطين الجور)، ومن ذلك كتب أدعية له ـ عليه السلام ـ وخطب ومقالات متنوعة تضمن ذلك مجموع رسائله هذه كلها مؤلفات الإمام زيد بن علي ـ عليه السلام ـ، ومن ذلك (كتاب في فضائله)[وذكر نسبه، ومولده، واستشهاده، وصلبه، وهو الباب العاشر من أمالي المرشد بالله ومن ذلك كتاب فضائله] ومناقبه وذكر مخرجه للجهاد تأليف أبي عبد الله العلوي، ومن ذلك (نبذة في فضائله ومناقبه) للشيخ عبد العزيز بن إسحاق الزيدي مرتب مجموع الفقه، ومن ذلك (نبذة في إسناد المذهب الشريف إليهـ عليه السلام ـ )، وذكر أسماء من أخذ عنه من جهابذة الزيدية، ومن ذلك ترجمة له فيها ذكر دعوته وقتله ومشهد رأسه منقولة من كتاب (المواعظ والاعتبار) لأحمد بن علي المقريزي، ومن ذلك كتاب (السراج الوهاج في حصر مسائل المنهاج) كل ذلك على شيخه عماد الدين يحيى بن الحسين وبالإجازة العامة منه، و(البساط) للناصر للحق وأرجوزة (أنوار اليقين) وشرحها للمنصور بالله الحسن بن بدر الدين.(1/201)
قلت: وغالب ظني أنه سمع ذلك على شيخه عماد الدين ثم قال: ومن مسموعاتي (الأساس)، وشرحه، ومنها (هداية الأكياس إلى معرفة لب أسرار الأساس) الأصل للمؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله، والشرح للقاضي جعفر بن علي الظفيري، ومنها كتاب (سلوة العارفين) للإمام الموفق بالله الجرجاني، ومنها (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب)، ومنها (مجموع السيد حميدان بن القاسم)، ومنها كتاب (الإفصاح عن المصباح) للقاضي أحمد بن يحيى حابس، وكتاب (أسنى العقائد) للإمام الحسن بن علي بن داود، وكتاب (تثبيت الإمامة) للإمام الهادي للحق يحيى بن الحسين بن القاسم ـ عليه السلام ـ، ومنها كتاب (البحر الزخار الجامع لعلماء الأمصار)، ومنها (شرح الأزهار)، ومنها (الفرائض) وشرحها للناظري، و(الفصول اللؤلؤية) في [أصول] الفقه، و(المرقاة) في أصول الفقه للإمام القاسم بن محمد وشرحها لمولانا محمد بن الحسن، ومنها (الكافل) للسيد أحمد بن محمد لقمان، ومنها (شرح النكت) للقاضي جعفر، ومنها بعض (الغيث المدرار)، و(شرح الأزهار) بإملاء الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله، على والده المتوكل على الله، ومن جملة مسموعاته أوائل كتاب (المصابيح) في التفسير للسيد عبد الله بن أحمد الشرفي وخطبته، وتفسير الفاتحة وما بعدها إلى الضحى بإملائي لذلك على سيدي أمير المؤمنين [المؤيد بالله] محمد بن أمير المؤمنين المتوكل على الله في بلد معبر وإجازته لباقي الكتاب مناولة، ومن مسموعاتي (درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية) لابن أبي النجم هذه كتب الأئمة وسيأتي إن شاء الله ذكر من قرأ عليه في كتب الصحاح الستة [إن شاء الله] وغيره في الفصل الثاني بمشيئة الله.(1/202)
قلت: ونقلت من غيره أنه سمع (أمالي المرشد بالله) أو بعضها على الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله، وقرأ على الشيخ الحسن بن أحمد المحبشي، وله منه إجازة عامة، وقرأ أيضاً على السيد علي بن الحسين الشامي من ذلك تأليفه (إرشاد العباد) والمتحصل من كتاب (نهج الرشاد) وما صح له من سماع أو إجازة من كتب الآل المطهرين، وغيرها، مثل (جامع الأصول)، وغيره وذلك في سنة تسع ومائة وألف، انتهى.
وقرأ على القاضي علي بن محمد بن علي العقبي (تيسير الديبع) وأجازه إجازة عامة كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
قلت: وقرأ عليه جماعة كثير منهم: علي بن محمد بن علي بن يحيى [بن] المؤيد ومؤلف الترجمة في أواخر (المجموع الحديثي)، وأجازه (المنهاج الجلي في فقه زيد بن علي)، [وكتبها] بخطه في سنة خمس عشرة ومائة وألف، وغيرهم من العلماء والشيعة وخاتمة تلامذته مولانا ضياء الدين المحسن بن المؤيد بالله محمد بن الإمام المتوكل على الله فإنه أجازه إجازة عامة في سنة سبع ومائة وألف.
قلت: كان القاضي من علماء الشيعة الأخيار، والثقة الثبت في خبره والأخبار، عالماً، عاملاً، فاضلاً، أديباً، نبيلاً، كان جارودي المذهب، كما يعبر عنه القوم برافضي غال ونحو هذا المطلب.(1/203)
قلت: ثم رجع إلى مذهب أكثر الأئمة وشيعتهم ومن وافقهم من علماء الأمة بالقول بالتوقف عن السب، وهو ما يعبر عنه القوم بشيعي جلد أو نحوه في الأغلب، كان مسكنه بلاد الحيمة أولاً، ثم لما قام الخليفة المهدي وعارضه سيدي المولى يوسف بن الإمام المتوكل على الله، وقام القاضي معه أتم قيام أخرب الخليفة بيته، وانتهب كتبه النفيسة، وغير ذلك. فسكن صنعاء ، ثم حبسه في صِيْرة بكسر الصاد وسكون التحتية ثم مهملة فهاء جزيرة خارج عدن ، ثم أخرجه وولاه القضاء بعدن ، فلم يزل به حتى توفي حميداً فقيراً، في شهر المحرم الحرام أول شهور سنة ست عشرة ومائة وألف سنة، وأرَّخ وفاته الفقيه العلامة زيد بن علي الخيواني فقال ـ رحمه الله ـ :
قد قضا قاضي العلا في عدن .... فعلوم الآل للشجو تباكا
وبأقلام الرثا أرخته .... يا ابن عبد الحق قد طاب ثراك(1/204)
112- أحمد بن نسر العنسي [… - 670هـ تقريباً]
أحمد بن نسر بن مسعود بن عبد الله بن عبد الجبار العنسي، الفقيه شهاب الدين مؤلف كتاب (الوسيط) .
قال في خطبته ما لفظه: فإنه لما سمع عليَّ الفقيه أحمد بن قاسم الشاكر ي مذاكرة في الفرائض ألقيتها على وجه الإجمال من غير أن آتي له في شيء منها بمثال ، على الحد الذي سمعته وحفظته على شيخي[القاضي] علي بن مسعود النويرة، كما سمعه وحفظه النويرة من الشيخ أبي الفضل العصيفري فسألني بعد ذلك المساعدة إلى تعليقها وبيان كل مسألة منها بمثال.
قال ابن حميد: وكان ذلك سنة خمس وستين وستمائة، ثم قال: قال الشاكري نقله عن القاضي أحمد مذاكرة إلقاءً عليَّ، وعلقته عنه، وصححته عليه، ونقله عن القاضي ـيعني علي بن مسعودـ ونقله القاضي على الشيخ أبي الفضل، وقرره الشيخ أبي الفضل فقال هذه مذاكراتي، انتهى.
قلت: وقرأ أحمد بن نسر مجموع الإمام زيد بن علي، و(تلقيح اللباب) للمنصور بالله على الإمام أحمد بن الحسين الشهيد، بحق سماعه على شعلة، عن مشائخه، وسمع منه الشاكري، وأحمد بن علي الضميمي.
كان القاضي أحمد بن نسر فقيهاً، عالماً، فرضياً، خطيراً، شهيراً.
قلت: ولعل وفاته في عشر السبعين وستمائة تقريباً، والله أعلم.(1/205)