كان شعلة الأكوع شيخاً ، عالماً، محدثاً، حافظاً، من حفاظ الشريعة ومسند كتب الأئمة والشيعة وغيرها من كتب الحديث، وغير ذلك من الكتب الوسيعة، من شيوخ الأئمة الكبار، وإليه الإسناد في كثير من الكتب، وعده السيد يحيى بن القاسم في مشائخ الإمام أحمد بن الحسينـ عليه السلام ـ .
قلت: وقد كان سماعه عليه في سنة ست أو خمس وثلاثين وستمائة.
قال ـ عليه السلام ـ: أخبرنا الشيخ الأجل العالم الزاهد، شيخ الرواة، أتقن الحفاظ، بقية الزهاد، بهاء الدين ، علم المحدثين، أحمد بن محمد بن قاسم الأكوع الحوالي الصنعاني طول الله مدته، انتهى بلفظه.
توفي بحوث وقبره بموضع يسمى المخابر بمعجمتين بينهما ألف وموحدة معروف.
قلت: ولعل موته في عشر الأربعين وستمائة تقريباً ـ رحمة الله عليه ـ.(1/176)


91- أحمد بن محمد الرصاص [… - 656هـ]
أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد[بن الحسن] بن أبي طاهر أحمد بن إبراهيم بن أبي طاهر محمد بن إسحاق بن أبي بكر بن عبد الله بن الرصاص، الشيخ العالم، صفي الدين، المعروف بالحفيد.
أخذ العلم عن أبيه، وعن الشيخ محمد بن أحمد بن الوليد، والشيخ حسام الدين حميد بن أحمد المحلي، وتلامذته كثير منهم: الإمام أحمد بن الحسين الشهيد، والأميران الحسن ومحمد ابنا وهاس، والفقيه أحمد بن محمد، ذكر ذلك ابن حنش.
وقيل: أن درسته كانوا خمسمائة فيهم سبعون أحمد.
كان الحفيد شيخاً ، عالماً، مجتهداً، أصولياً متبحراً، لا يشق غباره في العلوم، من أساطين العلماء، وسلاطين الكلام، وأئمة العدل والتوحيد، له في العلوم القدم الراسخة، وله على ذلك آيات بينات منها: (الجوهرة) ، وله ثلاثة كتب تجري مجرى الشرح وقيل كتابان كالشرح للجوهرة وهما (الوسيط) ، و(غرة الحقائق)، وله كتاب (الشجرة في الإجماعات) ، ولم نره إلى الآن، ولعله قد فُقِد ، وله في كل شيء من العلوم قدم، مع بلاغة في إنشائه رائعة، وله رسالة تخرج في مجلد إلى العلامة عبد الله بن زيد العنسي سماها (مناهج الإنصاف العاصمة عن شب نار الخلاف) ، وكان الشيخ وجيهاً رئيساً، لولا الهفوة إلى إمامة الإمام أحمد بن الحسين ـ عليه السلام ـ فالله المستعان؛ لكن روينا توبته من طريق القاضي عبد الله بن زيد العنسي، والفقيه محمد الجيلاني، وحميد بن أحمد بن حميد الصغير، وقد ترجم للشيخ المذكور الخزرجي وغيره، وتوفي المذكور في شهر رمضان سنة ست وخمسين وستمائة وذلك في التاسع عشر من شهر رمضان.(1/177)


92- أحمد بن محمد بن نشوان الحميري [… - ق 7 هـ]
أحمد بن محمد بن نشوان بن سعيد الحميري، القاضي، شمس الدين، اليمني.
روى عن: أبيه مؤلفه (ضياء الحلوم) في اللغة.
وروى عنه: ولده مرَّاثد بن أحمد، والأمير الحسين بن محمد.
كان القاضي عالماً، وحافظاً للغة والشرعيات.(1/178)


93- أحمد بن محمد الأكوع [1032 - 1115هـ]
أحمد بن محمد بن علي بن صالح بن سليمان بن أحمد بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن المبارك بن إبراهيم الأكوع، الفقيه، الفاضل، صفي الدين.
مولده سنة اثنتين وثلاثين وألف.
وأسمع على الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الأكثر من (شفاء الأمير الحسين) بقراءة ولده الحسين بن المؤيد، وذلك في سنة اثنتين وخمسين وألف، وسمع على الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم (شرح الأساس) وكثيراً من (شرح التجريد)، وبعض (شفاء الأوام) للأمير الحسين، وبعض (الفصول) وبعض (الزحيف) ، وبعض (أمالي أحمد بن عيسى)، وسمع في (الفرائض) على عمه علي بن الحسين بن علي الأكوع، وبعض على السيد صلاح المغدفي، و(المفتاح) على القاضي أحمد بن يحيى بن محمد حنش، وهو يقابل في نسخة السيد إبراهيم بن يحيى بن الهدى جحاف، وقرأ في (الأزهار) وشرحه على الفقيه محمد بن ناصر الغشمي، وكذا في (الأزهار) على السيد حسين بن صلاح، وقرأ في النحو (الأجرومية) على الفقيه مهدي المهلا، والنصف الأول من (الحاجبية) على العلامة الحسين بن يحيى حنش، وأكثر (الخبيصي) على [السيد] حسين بن محمد الحوثي، وقرأ عليه أيضاً في (المناهل الصافية) بعضها، والبعض الثاني على السيد صلاح المغدفي، وقرأ أكثر (الخبيصي) على الفقيه صديق بن رسام، وبعضه على القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، وخاتمة شيوخه القاضي صفي الدين أحمد بن سعد الدين المسوري؛ فله عليه سماعات (كأمالي السيد أبي طالب)، و(مجموع الإمام زيد بن علي)، و(مقاتل الطالبيين) ، وأكثر (نهج البلاغة)، و(الأساس) وشرحه الصغير و(أمالي عبد الجبار)، و(الكافل)، وأكثر (جواهر العقدين) و(الأحكام) إلى الحج، و(كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب)، و(الثمرات) للفقيه يوسف، وبعض (البحر) و(أصول الأحكام) إلا يسيراً منه، و(أمالي المؤيد بالله)، و(سلسلة الإبريز)، و(التحفة)(1/179)


التي جمعها من جلاء الأبصار، وشرح السيلقية التي جمعها وألفها، و(مختصر سيرة ابن هشام) وشرحها (الروض الآنف)، و(الكشاف) في التفسير إلى الجاثية، ثم أجازه إجازة عامة فقال ما لفظه: وكان الولد الفقيه، الأفضل [البار التقي] المخلص الصادق الخالص التقى، ربيب الإيمان، وصادق الإيقان، سليل الشيعة الأبرار، وخلف الصالحين الأخيار، شمس الدين نوَّر الله بأنوار اليقين بصيرته، وأصلح بأخلاق المتقين علانيته وسريرته، قد قرأ علي بلسانه، وسمع مع قراءة غيره مما سمعته وقرأته على أولئك الأخيار، وتلقيته عنهم بطرقه في الأخبار والآثار، وغيرهما مما تحملوه قدس الله أرواحهم من علوم العترة الأطهار، وعلماء الأمة الذين بلغتهم طرقهم من ساير الأمصار، سألني الولد شمس الدين أن أجيز له في ذلك اقتداء بتلك السنة، فاستخرت الله وهو خير مستخار، وأجزت له جميع ذلك طمعاً فيما عند الله من الثواب، وشرطت عليه ما شرطه من سبق ، وتبرأت إليه مما تبرأ إليه أئمة الهدى، وكان ذلك سنة سبع وستين وألف سنة .
قلت: وله تلامذة كثير منهم: الحسن بن القاسم، وصنوه الحسين بن القاسم وله منه إجازة عامة، وكذلك مؤلف هذه الترجمة له منه إجازة عامة كتبها بخط يده، في سنة اثنتي عشرة ومائة وألف سنة، وغيرهم من أولاده وطلبة العلم.
قلت: واكتفينا بما ذكره شيخه من الذكر الحسن، ولا شك فيما ذكر، فإنه كان من أهل الفضل والدين، وأكبر الشيعة الأكرمين، معتكفاً على الطاعات، مستمراً على الجمعة والجماعات، ودرس القرآن، واعتكاف الثلاثة الأشهر السرد الفاضلات، إماماً بمحراب شهارة المحمية في أكثر الأوقات، ولم يزل على ذلك، حتى توفي في شعبان سنة خمس عشرة ومائة وألف، وقبر جنب شيخه الفاضل أحمد بن سعد الدين ـ رحمهما الله تعالىـ.(1/180)

36 / 314
ع
En
A+
A-