81- أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي [975 - 1055هـ]
أحمد بن محمد بن صلاح [بن محمد بن صلاح] بن أحمد بن محمد بن القاسم بن الأمير داود بن المترجم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم الرسي بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، السيد، العلامة، شمس الدين، المعروف بالشرفي.
ولد سنة خمس وسبعين وتسعمائة، لم يزل متنقلاً من هجرة إلى هجرة للقراءة حتى أدرك علوم الاجتهاد، فاستفاد وأفاد .
قلت: وخاتمة شيوخه الإمام القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ فإنه قرأ عليه مؤلفه (الأساس) وأجازه بعد السماع فقال ـ عليه السلام ـ ما لفظه: أجزت لكم جميع مسموعاتي، وما صح لي إسناده بطريق الإجازة وذلك جميع الأخبار النبوية والكتب الفقهية [والأصولية] ، وغير ذلك حسبما هو مذكور في كتاب (طرق العلم)، وكذلك أجزت لك كتبي (الأساس) و(التحذير) و(الإرشاد) و(الجواب المختار)، و(كتاب تحفة الراغب) في النحو، وغير ذلك ولا نشترط عليك إلا التحري في الرواية عنا من الكتب الصحيحة بعد معرفة اللفظ لئلا يقع تصحيف في الرواية، والله ولي إعانتكم، انتهى بلفظه.(1/161)
قلت: وله تلامذة أجلاء، كالمؤيد بالله، وصنوه الحسين، وصنوهما أحمد، والسيد أحمد بن لقمان، والسيد إبراهيم بن يحيى بن الهدُى الجحافي، والقاضي أحمد بن سعد الدين، والقاضي يحيى بن علي العمري، وولده يحيى بن أحمد، والسيد عز الدين دريب، وغيرهم، وكان هذا السيد عالماً، عابداً، زاهداً، خاتمة المحققين في العلوم، فصيحا،ً بليغاً، مطلعاً، ذكياً، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، جليل المقدار في صدور العامة والخاصة، وكان من أعيان أصحاب الإمام القاسم بن محمد وتولى له، ثم صحب ولده المؤيد بالله في أوائل الدعوة، ثم انتقل إلى معمرة بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الميم الآخرة ثم مهملة مفتوحة من بلاد هِنْومَ بكسر الهاء وسكون النون وفتح الواو، وكان مقصوداً إلى هناك بالنذور والتبرك والأدعية وحل المشكلات، وكان من التقشف والورع بمحل عظيم، وصنف في أصول الدين (شرح الأساس الكبير) ، و(شرحه الصغير) .
قلت: وصار عليه المعتمد في اليمن، و(شرح الأزهار) أربعة مجلدات، وتمم البسامة أيضاً. قلت: وشرحها بشرح بسيط سماه (اللآلئ المضيئة) في ثلاثة مجلدات كبار الجزء الآخر محتوٍ على ما ألحقه السيد داود بن الهادي في البسامة إلى ذكر الإمام شرف الدين، وألحق السيد أحمد المذكور ذكر الإمام القاسم بن محمد وولده المؤيد بالله وشرح سيرتهما، وله أشعار كثيرة.
وقال غيره: جمع بين الجهاد والاجتهاد، والهجرة والفرار بدينه أيام الفترة عن دار الفساد، وكان يلحق في علمه وعمله وورعه وكرمه وفضله من سبق من قدماء الآل، وشهرته في المعالي تغني عن شرح حاله، قرأ فنون العلم وقت الفترات متنقلاً من هجرة إلى هجرة، ولم يزل مواضباً على الفتيا والتدريس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى توفي ليلة الأربعاء ثالث وعشرين من ذي القعدة عام خمس وخمسين وألف سنة، وقبره مشهور مزور في جبل هِنوَم بمعمرة ـ رحمه الله عليهـ.(1/162)
82- أحمد بن محمد لقمان [… - 1039هـ]
أحمد بن محمد بن لقمان بن أحمد بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى، السيد، العلامة، شمس الدين، المشهور بابن لقمان، الهدوي، الحسني، اليمني.
سمع (الكشاف) في التفسير وغيره على الشيخ لطف الله بن محمد الغياث، وقرأ أيضاً على السيد أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي، وأجازه إجازة عامة، قال ما لفظه: أجزت له أن يروي عني كتبي (شرح الأساس) و(اللآلئ) وجميع مروياتي ومستجازاتي من كتب المذهب في الأصول والفروع، و[كتب] الحديث، وغير ذلك، وطريقي في جميع ذلك الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ انتهى بلفظه.
قلت: وأجل تلامذته القاضي أحمد بن سعد الدين، والسيد محمد بن الهادي جحاف، والسيد عز الدين دريب، وسلطان اليمن محمد بن الحسن، وغيرهم، فإن هذا السيد كان إماماً، محققاً، أستاذاً، عالماً، من أعلام الشريعة المصطفوية، وصدراً من صدور العصابة الهاشمية، محققاً في كل العلوم الإسلامية معقولها والمنقول.(1/163)
أما أصول الفقه فروى عنه القاضي أبو القاسم السهمي أنه قال: هو عندي بمثابة الفاتحة، ووصفه مولانا الحسين بن القاسم بالاجتهاد، وكان استقراره بشهارة إماماً لجامعها، مدرساً بالجامع جميع الأوقات، ويتفق له في اليوم الواحد ثمانية دروس [مع] درس وغيب، ومحله نازح عن الجامع بمسافة بعيدة، ويصلي الصلوات في الجامع، ومع ذلك فإنه كان مقتر العيش إلى الغاية وما زاده ذلك إلا كلفاً بالعلم وحرصاً عليه، وألف في الفنون منها (شرح الأساس) في علم الكلام، و(شرح الكافل) في أصول الفقه، وشرح (تهذيب المنطق) ، وحشى على (المفصل) وعلى (الفصول اللؤلؤية) ، وأوائل (المنهاج) لجده، و(شرح البحر) تجربة من أوساطه ونظم (الشافية) وقال في سيرة السيد مطهر: أنه قرأ أولاً في شبام أياماً، وكان يعيد معشره في (الأزهار) نحواً من خمسين شرفاً، وكذا كان حاله في شهارة فإنه هاجر إليها في آخر أيام الإمام القاسم بن محمد، وكان قبل ذلك مسكنه كحلان تاج الدين ، وكان له صبر على الدرس في كل فن من الفنون ومع هذا فله مع الإمام المؤيد الجهاد الكبير.
قال القاضي: ثم اقتضى نظر الإمام إرساله إلى الطويلة ثم وجهه الإمام إلى مكة ، كان بينه وبين الأضاحية هنالك حرب.
قال الشريف زيد: ما رأيت أشجع منه، ثم رجع إلى تهامة فاستقر أياماً فعرضت له عوارض اقتضت طلوعه إلى قلعة غمار (بغين معجمة) ، وبها توفي في رجب عام تسع وثلاثين وألف ـ رحمه الله تعالىـ.(1/164)
83- أحمد بن محمد بن تاج الدين [… - 710هـ ت]
أحمد بن محمد بن الهادي بن تاج الدين [أحمد] بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى الهدوي، الحسني، السيد، الجليل، صفي الدين، أمه بنت الإمام إبراهيم بن تاج الدين.
قال السيد محمد بن الهادي بن تاج الدين: وولدي أحمد يروي هذين الكتابين ـ يعني (أمالي أحمد بن عيسى) المسمى بـ(علوم آل محمد)، و(مجموع الفقه) للإمام زيد بن علي ـ عن والده خاله صلاح الدين صلاح بن أمير المؤمنين إبراهيم بن تاج الدين، [وصلاح الدين] يرويهما عن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى من طريقين:
أحدهما: عن الفقيه إبراهيم بن علي عن شعلة، عن محيي الدين، عن القاضي شمس الدين ـ يعني جعفر بن أحمد ـ.
والطريق الثانية: أن الإمام يرويهما عن: السيد علي بن أحمد طميس، عن الفقيه محمد بن أسعد، عن محيي الدين، عن القاضي جعفر بسنده، ثم قال وأجاز لي ولدي هذين الكتابين، انتهى.
قلت: وهذه من رواية الأكابر عن الأصاغر.
قلت: وكذلك قرأ أحمد بن محمد على خاله صلاح الدين (أمالي الصفار)، قال: قرأت عليه في شهر صفر سنة تسع وتسعين وستمائة.
قال [الإمام] صلاح الدين: أخبرنا الإمام المطهر بن محمد، عن إبراهيم بن علي، عن شعلة عن محيي الدين، عن القاضي جعفر بسنده.
وكذلك يروي عن خاله صلاح الدين (سلسلة الإبريز بالسند العزيز) عن الإمام المطهر بن يحيى، وكان سماعه على صلاح في صفر من التأريخ المذكور، وكذلك (الشفاء) أحسب عن خاله، عن الأمير الحسين.
قلت: وروى عنه والده، والإمام محمد بن المطهر، وغيرهما.
كان السيد أحمد أميراً معظماً، ذا مكانة في الفضائل، وصفه السيد صلاح بن الجلال بمكارم الأخلاق، وبالجملة فكان من أهل التبريز.
قال السيد صلاح: كان عالماً مبرزاً، له (أرجوزة في علم الفرائض) وشرحها، وقبره في الشرف أظنه في الوعلية ، انتهى.(1/165)