57- السيد أحمد بن عامر بن علي [… - 1022هـ]
أحمد بن عامر بن علي بن محمد بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل اليوسفي الهدوي ابن عم الإمام القاسم بن محمد بن علي ـ عليهم السلام ـ السيد، العلامة، أبو إبراهيم، صفي الدين.
قلت: أجاز له الإمام القاسم بن محمد فقال ما لفظه: بعد البسملة والحمدلة: بلغ كتابكم، طول الله أعماركم، ونجاكم من نوايب الزمان وحماكم، وأتحفكم بشريف السلام، ورحمة الله وبركاته على مر الدوام، وما ذكرتم من الإجازة فلم أمنعها ولكن أُصدِرتْ لتراكم الأشغال وقد استخرت الله سبحانه وتعالى وأجزت لكم جميع ما سمعته وجميع ما أخذت فيه إجازة عن مشائخي من جميع الفنون، جميع كتب أهل المذهب في كل فن، وجميع الكتب المشاهير من كتب المخالفين، في الحديث، والفقه، والقراءات السبع ،حسبما هو موضوع ومقرر في كتبنا، وأشْتَرِطُ عليك أبقاك الله الضبط في الرواية وفهم معنى اللفظ والسلامة من التحريف والغلط والسلام، ثم قال السيد أحمد بن عامر: وقد أجاز لي ذلك ـ عليه السلام ـ مشافهة في سنة إحدى وعشرين وألف، وكتب هذه الإجازة تبركاً بلفظه وحرصاً على ما فيها من الدعاء المتقبل إن شاء الله، انتهى.
قلت: وأخذ عنه ولده إبراهيم بن أحمد، والقاضي أحمد بن سعد الدين، وكان السيد أحمد سيداً، عالماً، عاملاً، فاضلاً، له مقام بمكة مع بعض علمائها يقضي بشرف العلم وشرفه، توفي بشهارة سنة اثنتين وعشرين وألف سنة، وقبره في حجرة الإمام القاسم جنب ولده إبراهيم.(1/131)


58- السيد أحمد بن عبد الله الوزير [921- 985هـ]
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن مفضل بن منصور بن العفيف بن محمد بن مفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن يحيى بن أحمد بن الهادي للحق الهدوي الحسني المعروف بابن الوزير، السيد العالم، شمس الدين.
ولد في شهر القعدة سنة إحدى وعشرين وتسعمائة.
سمع علوم العربية على [جلة] مشائخ العصر [منهم] : الفقيه أحمد بن نسر الطبري ، والسيد صلاح بن الإمام عز الدين بن الحسن، والسيد الحسن بن محمد الحمزي، والقاضي محمد بن عطف الله التركي، وقرأ على السيد المطهر بن محمد بن تاج الدين الحمزي في علم المعاني وأصول الفقه، وسمع على الفقيه المقرئ محمد بن أبي بكر الجرزي (مشكاة المصابيح) في علم الأثر، ومن مشائخه في الحديث صالح بن الصديق النمازي، وشيخه في الفقه الفقيه عماد الدين يحيى بن حميد، وفي الفرائض إبراهيم بن محمد سلامة، ويحيى بن حميد أيضاً، ومن مشائخه عبد الله بن القاسم العلوي وله منه إجازة [عامة] وكذلك القاضي أحمد بن صالح، وعلى بن الإمام شرف الدين.
قلت: وله سماع على أبيه كما حققه الحافظ أحمد بن سعد الدين المسوري، وخاتمة شيوخه الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين فإنه أجاز له إجازة عامة كما سنذكر قريباً إن شاء الله تعالى.
وأخذ عنه جماعة منهم: السيد أمير الدين بن عبد الله، والسيد إبراهيم بن المهدي الجحافي، والقاضي أحمد بن صلاح الدواري، والقاضي عبد الرحمن بن عبد الله الحيمي، والسيد صلاح بن أحمد، والفقيه سعيد بن عطاف القداري وهؤلاء أجل تلامذته، وأخذ عنه غيرهم.(1/132)


قال الإمام شرف الدين ـ عليه السلام ـ في إجازته للمذكور ما لفظه بعد البسملة والحمدلة: وبعد فإن السيد، الولد، الصدر، العلم، العلامة، الحبر الغرة الشادخة في سادات العصر، والسراج الوهاج في علماء [الدهر] ، شمس الدنيا والدين، نقطة البيكار في آل الأنزع البطين، ودرة التقصار في العترة الأطهار الطيبين ، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم أمتع الله بحياته، وكثر من أمثاله، ومد عليه رواق رضوانه وإحسانه وبركاته، سألنا إجازة فيما يأتي ذكره في هذه الورقات المباركة من علوم الدين، ونحن من أهليته لما سأل ونبله وعرفانه وجمعه لخلال الكمال وكمال الخصال على يقين، ولنذكر كلامه أبقاه الله بلفظه، ولنرقمه في هذه الورقات حرصاً على بقاه وحفظه، والذي ذكره في سياق كتاب كريم وصل منه، وفي أثناء خطاب عظيم ورد منه علينا فقال أمتع الله بحياته، وحماه من محن الدهر ونكباته، ما لفظه: هذا وأصغر مماليك أمير المؤمنين يشرح لسمعه الكريم أنه لم يزل مُجمع العزم على الوصول إلى ذلك المقام، على مر هذه الأيام وتوالي هذه الأعوام لتقبيل الأقدام، والإشتفاء والتعبد بالنظر إلى الغرة الإمامية عليها أفضل السلام، ثم لسماع كتب الحديث من طريق الآل الكرام،كـ(شفاء الأوام)، و(أصول الأحكام)، فما [زالت] ممانعة الزمان حاجزة والهمة لمماطلة الأيام بحصول التأني عاجزة، والحال منادية على وضوح العذر، مصرحة ببيان موجبات التثاقل عن هذا الأمر، والله المسؤول بمعاقد العز من عرشه، ومنتهى الرحمة من كتابه أن يمن علي برؤية سيدي أمير المؤمنين، وعبده سائلاً من تفضلاته، متوصلاً إلى معلولاته بتطولاته، أن يمن علينا بإجازة كريمة، وإذن في رواية هذه الأمهات العظيمة، (شفاء الأوام)، و(أصول الأحكام)، و(أمالي أحمد بن عيسى)، و(الجامع الكافي)، و(أمالي السيدين الأمامين المؤيد بالله وأبي طالب)، و[أمالي المرشد بالله] ، ومجموع [الإمام] زيد بن علي) وهو لي سماع على سيدي(1/133)


أمير المؤمنين في قصر صنعاء ، وكذلك كتب أهل البيت الفقهية وما احتوت عليه من الأحاديث النبوية، وأما الكتب التي من طريق الفقهاء فلينعم كنت فداه على ولده بإجازة (جامع الأصول)، وقد سمعت عليه –عليه السلام ـ لأكثر من النصف من (تلخيص ابن حجر)، وسمعت (مشكاة المصابيح) المحتوية على جميع الأمهات على المقرئ محمد بن أبي بكر في مجالس عديدة، بقراءة سيدي عبد الله بن أمير المؤمنين بعض تلك المجالس في الحضرة الإمامية، وبعض (البخاري) على الفقيه صالح النمازي فلينعم حفظه الله بإجازة هذه الكتب، وكذا ما كان مسموعاً له أو مجازاً في هذا الفن الشريف عن الإمام المنصور بالله محمد بن علي ـ عليه السلام ـ ، وعن حي سيدي إبراهيم، وسيدي الهادي، وعن جميع مشائخ الإمام الأعلام، وأئمة الإسلام، ليفيد ولده وعبده بذلك اتصال الإسناد الذي هو ذريعة الإتصال برسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم ـ ووصلة الوصول إلى رضوان الله سبحانه، بالدخول في زمرة العلم النبوي ورجاله من طريقه التي هي أعلى طرق أهل البيت سنداً وشرفاً، وروايته المتصلة بالجحاجحة الأعلام إلى المصطفى، وان أنعم علي ولده عبده بإجازات مسموعاته ومجازاته ومصنفاته نظماً ونثراً في كل فن، فذلك فضل غامر على أصغر مماليكه، ومَنْ وإن لم يكن عبده أهلاً لذلك، ولا جديراً بالارتفاق على هذه الأرائك، فهو جاد في التحصيل متثبت في الرواية، راج من فضل الله وبركات سيده أمير المؤمنين أن يعين وييسر بلوغ تلك الغاية إنه جواد كريم، سميع عليم، انتهى كلامه[أبقاه الله] ، وهو كما ترى جدير أن يكتب بماء الذهب، وأن يحفظ حفظ مثله كي لا يغفل أو يذهب، وقد ذيله أبقاه الله بما ترى من قوله: وأن لم يكن عبده إلى آخره على عادة الفضلاء، وسلوكاً لمنهج النبلاء، وعملاً بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ((اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً)) ، والولد أبقاه الله تعالى كبيراً عند الله(1/134)


وعند خلقه، ونحن نعلم قطعاً ويقيناً أن هذه الورقات لا تسع لما يجب ذكره من محاسنه للقيام ببعض حقه، وقد أجزنا له أبقاه الله تعالى كلما كان لنا فيه طريق من طرق الرواية بالسماع والمناولة وبالإجازة وكل مصنفاتنا ومؤلفاتنا ومنظوماتنا، وعلى الجملة فقد أجزنا له كل ما تضمنته الإجازة الكبرى التي أخذها عنا من عرفه الولد أبقاه الله تعالى من أشياعنا وأتباعنا، [مثل حي العلامة عز الدين محمد بن يحيى بن محمد بن بهران، وغيره من أشياعنا وأتباعنا] وأهل ولايتنا فليرو على نحوه المذكور، جارياً على ما جرى عليه مثله من الأعلام الصدور، أمدنا الله وأياه بمواد التوفيق، انتهى.
قلت: وقد ترجم له غير واحد فقال : كان من العلماء الفضلاء، الاجلة النبلاء، أثنى عليه الموالف والمخالف، وله في كل فن قدم راسخة ، وله النظم الرائق.
وقال غيره: كان هذا السيد فائق على أقرانه، بل هو الغرة في دهره، والفريد في عصره، الذي جمع بين العلم والعمل، وحاز الفضائل عن كمل، إليه انتهت العلوم النبوية، وعليه عكفت المفاخر والشمائل الحسنية، ومنه تفجرت ينابيع البلاغة والحكم العلوية، فهو إمام أهل الطريقة، ويعسوب أهل الحقيقة، ولقد كان موزعاً لأوقاته بأنواع الطاعات، فليله صلوات ، ونهاره للإقراء والقراءات، كثير الحنين غزير الدموع، له مصنفات منها: (شرح أرجوزة النمازي في نسب الإمام شرف الدين) ، ومنها (الأحاديث المستحسنة الدائرة على الألسنة) ، حج وزار في سنة أربع وثمانين وتسعمائة، ورجع إلى صعدة فوقف فيها للتدريس حتى توفي في شهر ربيع الأول سنة خمس وثمانين وتسعمائة، وقبره جوار قبة جده الهادي، ـ عليه السلام ـ وعليه مشهد مشهور مزور، رحمة الله عليه.(1/135)

27 / 314
ع
En
A+
A-