ومنهم سيدنا صفي الدين أحمد بن سعد الدين المسوري أفادني من شَبَّ إلى دَبَّ وما كنت أكف في حضرته عن المذاكرة وهذا ما تلقيته من مسموعاتي عليه (تفسير الكشاف) من أوله إلى آخر سورة الجرز، وحصة نافعة من (تفسير الإمام أبي الفتح الديلمي) المسمى (بالبرهان)، و(البساط) للناصر للحق الكبير، و(الإفادة) لأبي طالب، (ومجموع الإمام زيد بن علي) و(الأسانيد اليحيوية) إلا قليلاً منها و(الأساس) متناً من غير شرح وأما شرحه فقرأته على مولانا الحسين بن المؤيد بالله، و(أمالي أبي طالب) كراراً، و(أمالي المرشد) الخميسيات والموجود بحضرته من (أمالي قاضي القضاة)، و(نهج البلاغة) مرات، والكثير من (محاسن الأزهار)، وكتاب الشهادات خاصة من (الشفاء) وبعض (أصول الأحكام) ولمعاً من (مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم)، ومن (أسنى المقاصد) وجميع (شمائل) ابن عفيف وهو كتاب واسع[من شمائل الترمذي] أعطاه إياه شيخه السيد علي بن عبد القادر الطبري وأجازه له (الأربعين حديثاً للشريف السيلقي)، و(الأربعين حديثاً الجزرية) من رواية آل محمد، و(سلسلة الإبريز)، و(القصص الحق) للإمام شرف الدين وأشعار جده الحسين وأشعاره ـ رحمه الله ـ الإلهيات والنبويات ورسائله وهي كثيرة في علوم شتى (كالرسالة المنقذة) و(مختصر جلاء الأبصار)، وغير ذلك.
ثم سيدنا إبراهيم بن يحيى السحولي قرأت عليه (البحر) بجامع صنعاء إلى نحو صلاة الجماعة، وشاركت الإمام المهدي أحمد بن الحسن في القراءة عليه في (الهداية) إلى المضاربة، وحاولت التمام على سيدنا أحمد بن سعيد الهبل فمضينا في بعض الكتاب ولم يتم، وسمعت بالمشاركة جملة من (نهج البلاغة) وطريقه فيها على السيد صلاح بن أحمد الوزير.
ثم سيدنا أحمد بن سعيد الهبل شاركت في السماع في عدة كتب منها: (الفصول اللؤلؤية)، و(شرح ابن بهران)، و(البيان)، و(البحر).
[ومنهم صنوه عبدالقادر بن سعيد الذي سماه المتوكل على الله حافظ المذهب].(1/121)
ومنهم سيدي وأخي محمد بن الهادي بن أبي الرجال كان هو المتولي لتربيتي فقرأت عليه في أصول الدين (الثلاثين المسألة) و(فصل المرتضى) مشروحاً، و(حقائق المعرفة) وهو قرأها على السيد علي بن إبراهيم الحيداني ووضع له إجازة، و(تخريج البحر) لابن بهران منفرداً بقراءته وأنا أسمع وقرأت عليه كتب العربية (كالحاجبية)، و(الحاشية)، و(الخبيصي) وأكثر قراءة هذه المختصرات بصعدة ، وشيوخي في كتب العربية ومختصراتها [العلامة] محمد بن يحيى الكليبي، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن الحاج أحمد دغيش الغشمي في (شرح القواعد) خاصة وفي (الورقات) وشرحها المحلي عن الأخ علي بن يحيى الذيبني؛ لأنه ظفر بسماعه على الشيخ عبد الرحمن البصير الشافعي وله سند متصل بالمؤلف، وفي (تهذيب المنطق والكلام) وشرحه (اليزدي) و(شرح عبد الرحمن) على السيد عز الدين بن علي العبالي.(1/122)
ثم العلامة المهدي بن عبد الله المهلا النيسائي سمعت عنه (سيرة ابن سيد الناس) الصغرى لأنه ذكر لي سماعه فيها، و(غاية السؤل) تأليف مولانا الحسين بن القاسم في أصول الفقه، سمعتها عليه سماع تحقيق، ومراجعتها في حضرة المولى المؤلف، وقرأت عليه فصل القاضي جعفر الذي عقده في (فضل العلم) بسماعه على الإمام، وقرأت عليه قصيدة الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش وتخميسها للسيد صالح بن عبد الله الغرباني، وقرأت على ابن عمه ناصر بن عبد الحفيظ المهلا من المصحف من رواية قالون وورش، مع معرفة قواعدهما ورقم لي أرجوزة وأجاز لي علوم القراءة، وقرأت [في] بعض المصحف برواية قالون على العلامة علي بن سعيد السريحي ولم يستقص القواعد لقالون، وقرأت على سيدنا محمد بن عيسى الشقيفي (شرح الكافل) للعلامة ابن حابس وهو قرأه على مؤلفه، وقرأت (حزب) النواوي على الشيخ أحمد بن عامر الجماعي، وهو قرأه على الشيخ عبد الله الصردفي، بلغ سنده إلى النواوي، وأما (الأزهار) فشيوخي فيه [سيدنا] محمد بن صالح حنش، والعلامة محمد بن الحسن البشاري، وغيرهما، و(الشرح) شيوخي فيه محمد بن يحيى الظفيري الغرباني، وسيدنا إبراهيم بن حسن العيزري، وأحمد بن صالح الخيري الشرفي، وشرح الخمس المائة على سيدنا محمد بن عبد الله الآنسي، وبعض على سيدنا الحسين بن يحيى السحولي وطريقي في (متن الكافل) على جماعة أفضلهم السيد محمد بن الهادي جحاف الحبوري، وهو قرأه على المؤلف أحمد بن محمد لقمان، ومن شيوخي العلامة الحسن بن أحمد الحيمي كنا نتذاكر ويقرأ علي وأقرأ عليه ولم يتم لي عليه إلا (بلوغ المرام) لأنه قرأه على الإمام المتوكل على الله بحبور .(1/123)
ومنهم سيدنا الحسن بن يحيى حابس قرأت عليه في علوم العربية (كالخبيصي)، و(شرح القواعد)، و(نخبة الفكر) في علوم الحديث، وعلى سيدنا محمد الوجيه من ساكني صنعاء (الخلاصة) للرصاص، و(اليتيمة) وشرحها، وسماعي لبعض شرح القلائد على مولانا علي ابن المؤيد في قصر صنعاء ولم يتم لي، وقرأت على سيدنا عبد الرحمن بن محمد الحيمي في (مغني اللبيب) إلى بحث اللام، وفي (الرضي) إلى البدل و(مختصر المنتهى) إلى الاجتهاد و(شرح العضد) إلى المقاصد و(ألفية العراقي) في علوم الحديث و(ألفية) [المصنف] الجلال السيوطي المستدركة عليهما.
وقرأت على القاضي [أحمد بن صالح] العنسي بعض (المناهل) وهو قرأها على المصنف والذي قرأته شطراً صالحاً بقراءة سيدي محمد بن الحسين بن الإمام، وقرأت على سيدنا علي بن [محمد] سلامة عدة كتب أحسب أن منها بعض (الفصول) و(منهاج) الإمام المهدي كاملاً وبعض (المناهل).
ثم قال: وأما طريقي لعلوم سادتنا آل محمد ـ عليهم السلام ـ فهي التي في إجازة الإمام القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ المدونة فلنا إلى كل كتاب للإمام إليه طريق طريق من جهته ـ عليه السلام ـ وإجازة ولده المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، وسيدنا شمس الدين ـ يعني أحمد بن سعد الدين ـ، [وقرأ (تيسير الدبيع) على العلامة علي بن مرجان التعزي وله إجازة من محمد بن علاء الدين البابلي بمكة سنة سبعين وألف، ثم] ذكر شيوخه في علم الحديث وغيره من علماء الشافعية وغيرهم كما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في الفصل الثاني.
قلت: وتلامذته أجلهم الإمام المؤيد محمد بن المتوكل، وصنوه أحمد بن المتوكل، والسيد محمد بن الحسن الشرفي، وشيخنا الحسن بن صالح العفاري، ويحيى بن إسماعيل الحباري، وأحمد بن محمد الضبوي، والقاضي علي بن أحمد السماوي، والقاضي جعفر بن علي الظفري، وغيرهم.(1/124)
قلت: ترجم له بعض أهله فقال: كان فضل مجده كلمة إجماع ، وفضله موصول السند بلا اعضال ولا انقطاع، جمع خصال الكمال، وكمال الخصال، على جلالة قدر ، ونباهة شأن، له في العلوم اليد الطولى والسابقة الأولى، اجتنى أزهاره وأثماره، وأفنى في طلبه أصايله وأسحاره، جمع أسباب المحامد، وقيد أوابد الفوائد، ونقد الصحيح من أقوال العلماء وزيف الفاسد، يغرف من بحر لا تكدره الدلا، مع عبادة وزهادة وعناية بأمور المسلمين، وكان حلو الحديث، حافظاً للأنساب والتواريخ قديمها والحديث، اختص بالإمام المتوكل على الله وكان يعتمد عليه في كثير من الخطب والكتابة ويستعين به فيما يرد من السؤالات من الأقطار، ويرسله فيما أهم مما نابه، وله التصانيف النفيسة منها (العقيدة الصحيحة) وكتابه (مجمع البحور ومطلع البدور) في ذكر أسماء رجال الزيدية لم يسبق إليه ويدل على اطلاع وتمكن وبسطة في العلوم، وغير ذلك من كتبه ورسائله وله النظم العجيب والنثر الغريب، انتهى.
قال السيد مطهر: كان القاضي فاضلاً، عالماً، متقناً، فطناً، اختص بملازمة مولانا المتوكل، معروف الفهم، كثير الصبر، وسيع الصدر.
وقال غيره: كان ثقة، عالماً، محدِّثاً، فهامة، من شيعة الآل المطهرين، والمطلع على أحوال أئمته وشيعتهم نقيرها والقطمير، صاحب الشيوخ والرُحَّلْ والهمة التي أقل مداها رجل ملحق الأصاغر بالأكابر، والخطيب المصقع الماهر، ولاه الإمام المتوكل على الله في آخر المدة البلاد الروسية ، وابتنى بها بيتاً ولبث بها مدة، ثم رحل إلى الروضة في آخر عمره، فأقام بها حتى توفي في ربيع الأول سنة اثنين وتسعين وألف وعمره اثنتان وستون سنة وستة أشهر، وقبره شرقي داره.(1/125)