51- أحمد بن سليمان الأوزري [ … - 810هـ]
أحمد بن سليمان بن محمد المعروف بالأوزري بهمزة ثم واو ساكنة فزاي معجمة فراء مهملة، الشيخ المحدث المعمر.
قلت:أخذ علم الحديث ما بين سماع وإجازة على شيخ أهل الحديث إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي كما يأتي إن شاء الله، وأخذ عنه غير ذلك من علم الأصول والفروع والنحو والصرف واللغة كما سيأتي إن شاء الله تعالى في موضعه مستوفي في الفصل الثاني بمشيئة الله وعونه، وسمع سنن أبي داود بالروايات الأربع عن شيخه محمد بن منير الجبرتي كما يأتي إن شاء الله.
قلت: وله من الإمام يحيى بن حمزة إجازة في كتابه (الانتصار الجامع لعلماء الأمصار).
وأخذ عنه: المطهر بن محمد بن سليمان، والقاضي يوسف بن أحمد، والإمام صلاح الدين محمد بن علي، وغيرهم ممن يذكر في بابه إن شاء الله.
كان الأوزري فاضلاً ورعاً، كاملاً محدثاً، محققاً، شيخاً، إماماً، زاهداً، براً تقياً، معدوداً في علماء صعدة ، رحل إليه العامة والخاصة.
وقال غيره: فقيه صعدة وعالمها، كان فاضلاً، عالماً، معمراً، مسند، ميله إلى مذهب أهل الحديث.
قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى في الغيث في ذكر الاعتدال من الركوع ما لفظه: وكنا شاهدنا حي الفقيه المحدث أحمد بن سليمان الأوزري رحمة الله عليه ورضوانه وقد تقوس ظهره للشيخوخة حتى صار كالراكع فكان يتكلف الانتصاب حال الصلاة تكلفاً عظيماً حتى يظن المغُرَّبُ أن ظهره سواء، ولا يتم له ذلك إلا بعلاج ثم قال عليه السلام، قلت: فإن كان لأمر مخصوص وإلا فهو مشكل من طريقة القياس، ولعله عرف فيه ما لم نعرف رحمه الله، انتهى.
قلت: وكان دخول الإمام ـ عليه السلام ـ صعدة سنة اثنتين وثمانمائة وكان موت شيخه إبراهيم بن محمد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وموت الأمام يحيى سنة سبع وأربعين وسبعمائة.(1/116)


قلت: ولعله توفي في العشر بعد الثمان المائة لقول الإمام ـ رحمه الله ـ وذلك يدل [ما ذكره] أنه توفي في زمنه، والله أعلم، وكان وفاته بصعدة ، وقبر في مقبرة القرضين، روى بعضهم أنه شاهد قبره مكتوب عليه اسمه، وقال أنه مشهور مزور، وكذا ذكر غيره، وقال بعضهم أنه قبر بحمراء علب من بلاد صنعاء ، والله أعلم، والأول أشهر وأكثر.(1/117)


52- أحمد بن صالح بن أبي الرجال [ 1029- 1092هـ]
أحمد بن صالح بن محمد بن علي بن محمد بن سليمان بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن المعروف بابن أبي الرجال العدوي التيمي اليمني، القاضي العالم.
ولد في شعبان سنة تسع وعشرين وألف بموضع من جبال الأهنوم يقال له السَّبَط بمهملة ثم موحدة مفتوحتين ثم طاء مهملة.
قال في بعض إجازاته ما لفظه: وشيوخي الذين لقيتهم في فنون العلم جم غفير، فأولهم الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، أقمت في حضرته في شهارة مدة للقراءة عليه وعلى غيره ولم أترك مجلسه للقراءة، وكنت إذا غبت عاتبني فسمعت عنه (مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم)، و(أمالي المؤيد بالله)، و(أمالي أبي طالب) بقراءة صنوه أحمد بن القاسم وجمهور من (تذكرة الفقه) للنحوي مع حضور جماعة من العلماء واستحضار التعاليق، وذلك بقراءة مولانا إبراهيم بن أحمد بن عامر، وفي (الثمرات) تأليف الفقيه يوسف بن أحمد، ولم تتم [لي] هي و(التذكرة) غير أنه مضى لنا شطر [صالح] نافع، وكذلك (ذخائر العقبى) بقراءة السيد إبراهيم بن أحمد أيضاً بعضها بشهارة ذي فيش قبل موت الإمام بنحو شهر، و(المدخل) في أصول الفقه للإمام أحمد بن سليمان في هجرا بن المكردم بقراءة السيد علي بن محمد الخالد، ثم إمامنا المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم فإني لازمته من عام أربع وخمسين إلى أن فارق الدنيا، فقرأت عليه كتباً عدة لا أحصيها منها كتاب (الأحكام) للهادي للحق ـ عليه السلام ـ و(شرح التجريد) للمؤيد بالله، و(أصول الأحكام) للإمام أحمد بن سليمان، و(البحر) ثلاث مرات لكتاب الأحكام خاصة غير أني لم أتجاوز في الثلاث الطلاق، و(الثمرات) للفقيه يوسف، و(الغيث) للإمام المهدي وفاتني منه كثير، و(البيان) لابن مظفر وأحسب أنا لم نتجاوز الشركة، و(شرح ابن بهران للأثمار) و(شرح الفتح) ولم يتم سماعه، و(الزيادات) للمؤيد بالله(1/118)


وحضر أكثر شروحها، وقرأت عليه (الكشاف) مرتين من أوله إلى آخره، وحضرت جميع الحواشي الموجودة في اليمن ، وقرأت عليه (البخاري) مرتين أحدهما إلى البيع، و(مسلم) حضرت فيه بقراءة سيدنا إبراهيم بن الحسن العيزري وسمعت عليه (سلاح المؤمن) في الأدعية، و(زاد المعاد) لابن قيم الجوزية، وكثير من (إغاثة اللهفان)، وكتاب لابن قيم الجوزية في (الرد على المنجمين)، و(كتاب الإمام شرف الدين في سد الأبواب إلا باب علي) ـ عليه السلام ـ، و(الفصول اللؤلؤية) وكثير من (المنهل الصافي)، و(نهج البلاغة) مرات ، و(أمالي أبي طالب)، و(سلسلة الإبريز) وأمالي أحمد بن عيسى نحو ثلاث مرات، ولم أتيقن أني ختمته ففي بعضها أنا المملي وفي بعضها سيدي إبراهيم بن أحمد، وكتاب (العلم) للقاضي جعفر، و(سيرة ابن هشام)، وكثير من (مغني اللبيب) في النحو، و(كتاب المنصور بالله الذي صنفه في الفرق بين الإمامية والزيدية)، و(التحذير من الانخداع)، و(التفصيل في التفضيل)، وغير ذلك من الكتب، ثم السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عز الدين، قرأت عليه في (الخبيصي)، و(شرح التلخيص) للسعد، و(المعيار) للإمام المهدي بإملاء المنهاج، و(القسطاس) ومن تفسير (جامع البيان) جميع الزهراوين بظهران من ناحية الخزجة ، وكتاب ابن هبة الله في (الناسخ والمنسوخ من القرآن) جميعه، و(القصص الحق المبين في البغي على أمير المؤمنين) تأليف السيد المذكور، وشطر من (شفاء القاضي عياض)، ومن الأسراء في (سيرة ابن هشام) بجامع صعدة وأجاز لي إجازة نافعة كتبها بخطه اشتملت على جميع طرقه، ثم السيد عز الدين دريب قرأت عليه أوائل (البخاري) بصنعاء وكتاب [الشهادات] لا سوى من (الشفاء) مع مذاكرة في عدة علوم وأجازني إجازة منه عامة، ثم السيد الهادي بن عبد النبي حطبة طال ما أنهلني وعلمني من معين علومه سمعت عليه (الخبيصي)، و(شرح التلخيص)، و(شرح الكافل) للسيد أحمد بن محمد لقمان، وهو قرأه على(1/119)


المصنف وقرأت عليه بعض (شفاء القاضي عياض) وحضرت بعض مجالسه في تدريس شرحه (لفصل المرتضى) ، ثم مولانا سلطان الإسلام محمد بن الحسن سمعت عليه (ينابيع النصيحة) للأمير الحسين بمدينة إب المحروسة، وحضرت قراءته في (التذكرة) وهو يدرس القاضي يحيى بن علي الفلكي، وحضرت عنده في (أصول الأحكام) وهي كالتتمة بقراءتنا على الإمام المتوكل على الله التي كنا نقرأها بروضة حاتم بإملاء مولانا المهدي أحمد بن الحسن، وحضرت في عدة سماعات وعدة فنون عند سيدي محمد بن الحسن وسماعاته عدة واسعة، ومن جملة ذلك (أمالي أبي طالب) بقراءة أخيه المهدي أحمد بن الحسن، وحضرت مواقف قراءة على السيد محمد بن عز الدين المفتي ولم أقف موقف التلميذ غير أني كنت أحضر في المستمعين في (البحر) وفي كتاب التاريخ فات عني اسمه، وفي (تجريد الجامع) لابن هبة الله البارزي بقراءة الفقيه أبي بكر بن عقبة.(1/120)

24 / 314
ع
En
A+
A-