تفريع: وذكر في بعض إجازاته ما لفظه: وكنت أيضاً حررت لبعض سادتي نبذة لطيفة في طريق (شفاء الأوام) للأمير الحسين ويرجع إلى هذه الجملة أيضاً سائر علوم آل محمد فكتبت بعد أن ذكرت إمامي المؤيد بالله أروي جملة كتاب (شفاء الأوام) في جملة ما أخذته عنه وأجازه لي من علوم آبائه ومذاهبهم جملة عنه عن والده أمير المؤمنين، عن السيد أمير الدين بن عبد الله، عن السيد أحمد بن عبد الله الوزير، عن الإمام شرف الدين، عن الفقيه علي بن أحمد الشظبي، عن الفقيه علي بن زيد، عن القاضي يحيى بن أحمد مرغم، والسيد أبي العطايا، عن الفقيه يوسف بن أحمد، عن القاضي حسن النحوي، عن الفقيه يحيى البحيح، عن الأمير المؤيد بن أحمد، عن الأمير الحسين.
وبطريق أعلى منها إذ لم يكن فيها من غير أهل البيت غير [رجل] واحد من أكابر مجتهدي الشيعة، وبقية من فيها ما بين إمام سابق ومقتصد مجتهد لاحق، وذلك أنه ـ عليه السلام ـ يروي جملة عن السيد صلاح بن أحمد الوزير مشاركاً لوالده سلام الله عليه عن والده السيد أحمد بن عبد الله،[الوزير عن والده أخمد بن إبراهيم عن والده إبراهيم بن محمد (ح) ويرويه أيضاً السيد أحمد بن عبد الله] عن الإمام شرف الدين، عن السيد العلامة إبراهيم بن محمد، عن والده محمد بن عبد الله بن الهادي، عن السيد صلاح بن الجلال، عن السيد الهادي بن يحيى، عن الإمام المهدي على بن محمد بن علي، عن الفقيه العلامة أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي، وهو المشار إليه من الشيعة، عن الإمام المهدي محمد بن المطهر، عن الأمير المؤيد، عن الأمير الحسين.(1/111)
وبطريق أعلى منها إذ ليس فيها أحد غير أهل البيت عليهم السلام بين إمام سابق ومقتصد لاحق لأنه أخذ ـ عليه السلام ـ عن والده المنصور بالله، وهو عن السيد أمير الدين [بن عبد الله، وهو عن السيد] أحمد بن الوزير، وهو عن الإمام شرف الدين، وهو عن السيد إبراهيم بن محمد، وهو عن أبي العطايا عبد الله بن يحيى، وهو عن أبيه يحيى بن المهدي، وهو عن الإمام الواثق المطهر بن محمد، وهو عن والده المهدي محمد بن المطهر، وهو عن الأمير المؤيد، وهو عن الأمير الحسين، ولهذه الجملة تفاصيل عديدة في ضمنها علوم لا تزال مطارفها منشورة إن شاء الله جديدة يعرفها ذوو الأبصار هي أجلى وأوضح من ضوء النهار، انتهى.(1/112)
49- أحمد بن سعيد الهبل [ … - 1061هـ]
أحمد بن سعيد الهبل، القاضي العلامة.
قرأ على والده وله عليه تقريرات، ثم أعاد القراءة على السيد محمد بن عز الدين المفتي، ثم قرأ في (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار)، و(الهداية) في الفقه للسيد إبراهيم بن محمد الوزير على القاضي إبراهيم بن يحيى السحولي.
قلت: وأخذ عنه جماعة من العلماء كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، والسيد محمد بن الحسين الكبسي، ومولانا أحمد بن القاسم، والسيد صالح السراجي، وسلطان اليمن محمد بن الحسن، وعبد الله الصعيتري، وغيرهم.
كان القاضي عالماً محققاً، أستاذاً للفقهاء، عارفاً، حافظاً لقواعد المذهب غاية الحفظ، وكان السيد المفتي يعده من أجل تلامذته، ويعده لتهذيب مسائله، وكان له في أصول الفقه قدم ثابتة ومشاركة في سائر العلوم.
وقال غيره: كان يوصف بالاجتهاد.
قال السيد مطهر: كان عالماً، خيراً، مفيداً، صدراً، متبحراً، يومى إليه بالاجتهاد، ويرجع إليه في الانتقاد، توفي بصنعاء في جماد الآخر عام إحدى وستين وألف، وقبره بجوار السيد الديلمي بجوار مسجد الأبهر على يمين الداخل، انتهى.(1/113)
50- الإمام المتوكل أحمد بن سليمان [500 - 566هـ]
أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي للحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الهاشمي اليمني، الإمام المتوكل على الله.
ولد سنة خمسمائة.
نشأ على طريقة آبائه الأطهار، وسلفه الأخيار، جامعاً بين العلم والعمل، درس في الأصولين على الفقيه زيد بن الحسن البيهقي.
قلت: وله منه إجازة، ودرس على السيد الحسن بن محمد من ولد المرتضى، ودرس على الفقيه عبد الله بن علي العنسي الواصل من جهة الجيل بكتب آل محمد ـ عليه السلام ـ سنة إحدى و خمسمائة وقال ـ عليه السلام ـ وقد سأله جماعة من العلماء أن يصحح لهم نقل الأخبار التي جمعها في أصول الأحكام: فأنا أذكر ما حضرني من ذلك، فأما كتاب (الأحكام) فأخذته من الشيخ الأجل إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث مناولة وهو بخطه، وأما كتاب (المنتخب) فهو عندي لما كان بخزانة الإمام الناصر أحمد بن يحيى وفيه خطوط المتقدمين من بني الهادي إلى الحق ـ عليه السلام ـ وأخذت الشرحين (شرح التجريد) و(تعليق) القاضي زيد من طريق الشريف الفاضل أبي محمد الحسن بن محمد من ولد المرتضى وكتبه وخطه بيده، ومن طريق القاضي العباس بن علي بن محمد بن العباس، قال: حدثه [به] والده علي بن محمد، قال: حدثه به عبد الله بن علي العنسي، ولقيت عبد الله بن علي [العنسي] فسألته عن ذلك فقال: سمعه علي بن محمد وأجاز لي أيضاً، أما روايته عنه إجازة من غير سماع ولا مناولة ولكن إجازة، وكان وصل بكتب الشروح من الديلم وذكر أنها له سماع ممن يثق به، وأحسب أن رواية الشريف الحسن بن محمد من طريق إبراهيم بن إسماعيل البصري، وأطللت على كتب من كتب العامة وهي كانت للناصر بن الهادي عليه السلام مكتوب في كل كتاب بخزانة الناصر أحمد بن يحيى، منها كتاب أبي جعفر الطحاوي، وهو من أجل الكتب.(1/114)
قلت: ثم ترك بياض هنا في النسخة، وهو فيما أظن إتصال طرقه بالمؤيد بالله ـ عليه السلام ـ لأنه قال ما لفظه: والأخبار مسندة كلها أنه يرويها عن الناصر للحق الحسن بن علي، وعن أحمد بن عيسى، وعن غيرهم، وكان المؤيد بالله قدس الله روحه انقطع تفريعه لطرق روايته لانقطاع الورقة التي كان ذلك فيها وكان ـ عليه السلام ـ أمين الأمة متين الرواية، انتهى.
قلت: وأخذ عنه [الشيخ] محيي الدين حميد بن أحمد بن الوليد، والقاضي جعفر، والقاضي محمد بن حمزة بن أبي النجم، وسليمان بن ناصر صاحب (شمس الشريعة)، وغيرهم.
كان ـ عليه السلام ـ من أكابر الأئمة، ونجوم هذه الأمة، صواماً قواماً، وله تصانيف جمة منها: (أصول الأحكام) ، و(الحكمة الدرية) ، وغيرها من الأصول والفروع ، وكان ـ عليه السلام ـ حلو المراجعة، حسن المخاطبة والمكاتبة، دعا إلى الله سبحانه وتعالى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وكان شديد الشكيمة على أعداء الله سبحانه غزا إلى زبيد وقتل[بياض في (أ) و جـ]بن نجاح العبد، وله مشاهد في الجهاد مذكورة، لم يزل صابراً مجتهداً حتى توفي في شهر ربيع وقيل يوم الخميس خامس شهر الحجة سنة ست وستين وخمسمائة، وقبره بحيدان ببلاد زبيد من خولان الشام ، ومشهده معمور معروف مزور مشهور، انتهى.(1/115)