المهمة، بنحو تلك الطرق السابق ذكرها، ثم ما تلقيته أيضاً ممن أدركته من مشائخ أئمتي هؤلاء ، كالسيد أمير الدين بن عبد الله بقراءة الإمام المؤيد بالله وأنا أسمع، وما سمعته عنه من الفوائد من غير واسطة، [وكالسيد الحسن بن شرف الدين الحمزي، بقراءة والدي عليه في عام خمس وعشرين وألف بمنزله بشهارة وما سمعته عنه من الفوائد من غير واسطة] مع ما أخذته عن ولده عز الدين محمد بن الحسن من الفوائد الكبيرة وقراءته عليه، وكالسيد صالح بن عبد الله الغرباني بقراءتي عليه للشطر الأول من (محاسن الأزهار في فضائل إمام الأبرار) للعلامة حميد المحلي شرح القصيدة المنصورية وشطراً من كتاب (عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن) للإمام محمد بن المطهر، وطول صحبتي له وأخذ الفوائد النافعة، وكالسيد أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي بقراءتي عليه لطائفه من شرحه الكبير على الأساس وبقراءتي عليه لطائفه من كتاب (أنوار اليقين)، وقراءتي عليه للشطر الأخير من كتاب (محاسن الأزهار) للعلامة حميد المحلي وبقراءة ولده يحيى بن أحمد في (الفصول اللؤلؤية) إلى الاستحسان، وبقراءة السيد محمد بن الهادي جحاف لبعض شرح محمد بن يحيى القاسمي لأبيات الإمام الواثق المطهر بن محمد التي أولها: لا يستزلك أقوام بأقوال/ القصيدة …إلخ، وبقراءتي عليه وسماعي منه الفوائد العظيمة مع طول الصحبة والملازمة، وكالسيد العلامة داود بن أحمد بن الهادي المؤيدي، بقراءتي [عليه] كتاب (الكشاف) في التفسير من أوله إلى خاتمته وجميع معتمد الحديث لابن بهران، وشطراً من شرح الرضي على الكافية من أول باب الكنايات إلى آخر الكتاب، مع مذاكرات علمية ومحاضرات شافية ، وملازمة وصحبة، وإجازة عامة لكل ما له فيه طريق، وكمولانا الحسن بن القاسم بما شاركته في قراءته هو وأنا أسمع من أوائل مقدمات البحر على صنوه المؤيد بالله محمد بن القاسم في عام اثنتين وثلاثين وألف بدرب الأمير مع فوائد من(1/106)
مجالسة أخرى ولآل ودرر، وكصنوه الحسين بن القاسم بقراءته هو وأنا أسمع لما شاركته فيه [قراءة] من (الكشاف) على الشيخ لطف الله بن محمد الغياث، ثم ما سمعته [أيضاً] من الكشاف بقراءة السيد أحمد بن محمد بن لقمان مع غير ذلك من الفوائد والعقائد والفرائد، وكصنوه أحمد بن القاسم فيما شاركته في قراءته هو وأنا أسمع من مؤلفات والده على صنوه المؤيد بالله من (الأساس) وبعض شروحه ومجموعاته الملحقة به، وكتاب (الاعتصام)، وأحكام الهادي للحق، وبعض تفاسير جده القاسم بن إبراهيم ومجموعاته العديدة، وما وضعه [له] الإمام المؤيد بالله من ثلاث إجازات كتبها بخطه لكل ما له فيه طريق وغير ذلك مما يطول شرحه، وما استفدته منه من فوائد العلم وفرائده، التي استفادها عن والده وصنوه وعن من عني بتربيته وتهذيبه كالسيد شرف الدين، وغيره من الأكابر، كالسيد صارم الدين إبراهيم بن أحمد بن عامر فيما قرأه وأنا أسمع على والده وعلى خاله أمير المؤمنين المؤيد بالله من كتاب (الكشاف)، و(تيسير المطالب) و(تذكرة الفقيه حسن)، وغيرها مما يعسر ضبطه وكالسيد أحمد بن محمد بن [أحمد] لقمان فيما قرأته عليه وأخذته من مسموعاته ومؤلفاته ومجموعاته وبطول الصحبة ونافع المذاكرة، وكالسيد العلامة محمد بن علي الحوثي المعروف بابن عشيش اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده وعلومه، وابن عمه السيد محمد بن علي الحوثي لقيته مراراً وسمعت من فوائده، وكالسيد شرف الدين الحسين بن علي جحاف بما سمعته منه من الفوائد والحكم وشاركته وابني عمه الآتي ذكرهما في سماع (تيسير المطالب)، و(مجموع الإمام زيد بن علي) ـ عليه السلام ـ في عام أربع وثلاثين وألف بحبور ، وكالسيد صلاح بن عبد الخالق بما شاركته وأنا أسمع قراءته هو على مولانا المؤيد بالله لـ(تيسير المطالب)، و(مجموع الإمام زيد بن علي)، وقراءتي عليه للجزء الأول من (أحكام البحر الزخار) من أول كتاب الطهارة إلى مصارف الزكاة مع تخريجه(1/107)
للظفاري محمد بن إبراهيم في عام أربع وثلاثين وألف ببلدة حبور ، مع طول الصحبة وبث الفوائد لي ومختارها وبث مكنونها وأسرارها، وكعمه السيد صارم الدين إبراهيم بن يحيى [بن] الهدُى بما شاركته من القراءة على أمير المؤمنين المؤيد بالله، وبما استفدته منه بتكرر الاجتماع والانتفاع والاستماع، وما أجاز لي فيه إجازة عامة فيما له فيه طريق من طرق الرواية على أنواعها، هؤلاء أعيان سادتي، ثم أعيان شيعتهم، كالقاضي العلامة عبد الهادي بن أحمد الحسوسة بما حضرت فيه قراءة الإمام المؤيد بالله [عليه] في غير مجلس وما قرأته عليه من مجموع الإمام الهادي للحق وجميع شرح الرسالة الناصحة للإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة وشاركت غيري في القراءة عليه في (شرح النجري على مقدمة البحر) وفي (ياقوتة الغياصة على الخلاصة)، وقرأت عليه جميع كتاب (المعالم) وشرحه (التمهيد) للإمام يحيى بن حمزة وكالقاضيين العلامتين عامر بن محمد الصباحي الذماري، وسعيد بن صلاح الهبل وما استفدته منهما في مجالس الإمامة الكبرى، وفي غيرها من مواقف العلم التي هي أعظم الذخر للأخرى، وكالقاضيين العلامتين الحسن بن سعيد العيزري وطالت صحبتي له واستفادتي منه وعنايته بهدايتي ومدوامة الخلطة ليلاً ونهاراً في مجالس أمير المؤمنين وفي ساير الأوقات، وقرأت عليه (شرح الرضي على الكافية) إلى باب الكنايات واستفدت منه غرراً من الإفادات، والقاضي على بن محمد بن إبراهيم الجملولي، وكثرة الخلطة والاجتماع في مجالس الإمامة وغيرها من مجالس العلماء والإفادة، وحرصهما على إفادتي وإرشادي وقد لقيت من غيرهم بفضل الله من أهل بيت رسول الله وشيعتهم الكثير الطيب وأخذت عنهم ما أرجو أن يكون سبباً للنجاة وذكر جميعهم يطول فأما عمي ووالدي علي بن الحسين وسعد الدين بن الحسين المسوري فإنهما بعد الله ورسوله وأئمة الهدى أصل هدايتي وعنوان رحمة الله لي بما رزقني الله من تأديبهما وتهذيبهما(1/108)
وتعليمهما وإرشادهما وتلقينهما إياي فوائد العلم وغرائب الحكمة وتغذيتهما إياي بحب الله عز وجل وحب رسوله وحب أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، انتهى بلفظه.
قلت: وأخذ عنه أكثر أهل اليمن من مكة إلى عدن كالقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، والشيخ الحسن بن أحمد المحبشي، وكالعلامة يحيى بن الحسين بن المؤيد، والمهدي أحمد بن الحسن بن القاسم وغيرهم ممن يطول ذكره، ونذكره إن شاء الله تعالى في ترجمته.
قال القاضي في ترجمته : شيخنا العلامة وسيدنا الفهامة حجة الإسلام وفخر الملة شيخنا وشيخ الشيوخ، وأستاذنا وأستاذ أهل الرسوخ، العلامة الذي تعطو له أعناق التحقيق، وتكتنف ساحاته أنوار التوفيق، حافظ الشريعة، حافظ علوم الأئمة والشيعة الوسيعة، الماضية سيوف أقلامه في الأقاليم، والمحكمة آراءه وعلومه في أنواع التعاليم والتحاكيم، فهو الذي يسر الله له العلم فصار جمّاعهُ، وهيأ له أسبابه فهو أستاذ الجماعة، أما الحديث فهو الحاكم المستدرك، وأما التفسير فهو محمود الرواية والدراية المدرك، وأما علوم المعقول فهو المطلق التصرف فيها فهي بين مقيد ومعقول، وأما الكتابة فهو المقتعد لمهادها الوثير، (وهو فاضلها الفاضل الأمير فيها وابن الأمير) ، مع لطافة طبع يكاد يسيل، ولين جانب يتعطف بالرفق ويميل.
وفضاضة يلقى بها العاصين لا .... يلويه كونهم ذوي إكرامه(1/109)
ومع ذلك كله فهو يباري بكرمه الرياح الموَّارة فهو غياث النزول، وعتاد السيارة مع ثبات لوثبات النوازل وتحمل أثقال تئط منها البوازل، مع زهد وورع شحيح وعزة نفس عن العاجل الذي صار الناس له بين قتيل وجريح، مع تمكنه من نفيس اعلاقه وقبضه بالبنان لو شاء على مفاتيح إغلاقه، ومع ذلك يقوم الليل إلا قليلاً ويقطع أيامه صلاة وتلاوة وتسبيحاً وتكبيراً وتهليلاً، ولم يزل يقرع المنابر، ويجللها ويكللها بإبريسم الوعظ والجواهر، بكلم نبوية وحكم علوية، تهد الصلد الصفوان ولا يقاس بها حكم قسٌ ولا خالد بن صفوان، وبالجملة فينبغي قبض عنان القلم فإني لا أجد عبارة لوصفه، فهو أشهر من نار على علم، ربي في مهاد الهدى ورضع من أخلاق الأئمة الذين بهم يهتدى، اتصل بالإمام المجدد المنصور، علم الهداية الظاهر المشهور، وكتب له في الإنشاء، وحسن فيه ما شاء، ثم لما أفل ذلك البدر استهل الناس الهلال، فاجتمع الناس (للخوض في الجامع لخصال الكمال) ، فاجتمعت الكلمة من الكلمة أن جملة الشروط في المؤيد من [غير] استثناء متصلة غير منقطعة فوازر وظاهر، وجاهد وناصر، ثم [لما] طلعت شمس الخلافة المتوكلية وأضاءت أنوارها الشاملة الكلية فاستنار بالقاضي أبراقها وتدلَّت من رياض عدلها غصونها وأوراقها ، وكان مولده سنة سبع وألف فلقي مع ذلك عدة من الشيوخ الجلة وثافن بركبته التراجمة الأدلة حتى سبق في العلوم وحده، وميز ته نقطة البيكار بالوحدة، ودرس عليه العلماء النبلاء، وتخرج عليه الكملاء الفضلاء، وتجمل بين يديه الأخيار بتحمل المحابر ، حتى ألحق الأصاغر منهم بالأكابر، وله أشعار ورسائل ومؤلفات منها: (مختصر لجلاء الأبصار) للحاكم ، و(تنوير البصيرة إلى أنقى سيرة) ، وغير ذلك وكانت وفاته في شهر محرم سنة تسع وسبعين وألف عن إحدى وسبعين سنة وخمسة عشر يوماً، وقبره في جوار قبة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد في شهارة ، مشهور مزور، انتهى.(1/110)