44- أحمد بن حميد الحارثي [… - …]
أحمد بن حميد بن سعيد الحارثي الفقيه، شهاب الدين.
يروي كتاب (الشفاء) للأمير الحسين، و(أصول الأحكام) للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، و(نهج البلاغة)، و(الأربعين السليقية) وشرحها (حديقة الحكمة)، و(شرح الإبانة)، و(الكشاف) في التفسير لجار الله الزمخشري وشرح الإبانة إلى كتاب الرهن، كل ذلك سماع على الإمام محمد بن المطهر ـ عليه السلام ـ، وباقي شرح الإبانة، وساير كتب الأئمة وشيعتهم إجازة عامة من الإمام المذكور، وسمع كتب الأصولين وكتب الفقه على شيخ الزيدية محمد بن يحيى حنش، وكتب الفرائض على أحمد بن يحيى الفضيلي ، وسمع البخاري ومسلم الصحيحين على الإمام يحيى بن حمزة، وقرأ في النحو على محمد بن سليمان [الباعث] .
قلت: وأجل تلامذته الإمام علي بن محمد، والواثق المطهر بن محمد، والسيد المهدي بن القاسم، والسيد محمد بن عبد الله الحسيني الموسوي.
قال الواثق في حقه: ينبوع العلم الفوار، وزبرقان الفلك الدَّوار، طراز علالة الكراسي، وطود الحكمة الراسي.
أديب رست للعلم في أرض صدره .... حبال جبال الأرض في صيتها قف
يحل العقود الفلسفيات فكره .... ويستغرق الألفاظ من لفظه حرف
فاتح الارتاج ودرة التاج.
وإن صخراً لتأتم الهداة به .... كأنه علم في رأسه نار
وقال حي السيد يحيى بن المهدي: كان عالماً، فاضلاً، ورعاً، يرى لآل بيت محمد أبلغ ما يرى لنفسه، ويهتش عند رؤيتهم اهتشاش (البهم الصرم) ما لم أره في غيره، وكان في علم الكلام كعبد الجبار قاضي القضاة، وفي الورع كعمرو بن عبيد، وفي ولاء أهل البيت كالصاحب بن عباد.
وقال غيره: هو شيخ الأئمة وترجمان علومهم. كان فقيهاً، إماماً، عابداً، ناسكاً.
وفاته في عشر الخمسين وسبعمائة.(1/101)
45- أحمد بن حنش الشهابي [… - …]
أحمد بن حنش بن عبد الله بن سلامة الكندي الشهابي، وصل أحمد هذا ابن السلطان حنش من بلاده فجاهد مع الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وكان يسكن الحيمة وفيها وادٍ ينسب إليه ويعرف الآن بوادي حنش فساقه اللطف إلى طلب العلم الشريف.
قلت: وهو معدود من تلامذة القاضي جعفر بن أحمد فمما سمع عليه (تهذيب الحاكم) في التفسير وسمع (مجموع الإمام زيد بن علي) على عمران بن الحسن الشتوي سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
قلت: في سماعه على القاضي جعفر نظر؛ لأن المنصور بالله لم يدرك زمن القاضي جعفر، وابن حنش إنما وصل إليه بعد الدعوة ولعله بواسطة، والله أعلم.
وأخذ عنه (تفسير الحاكم) الإمام أحمد بن الحسين ـ عليه السلام ـ ولعل لولده عنه رواية، والله أعلم.
قال القاضي: كان فقيهاً فاضلاً رئيساً، وقال الحسن بن أبي البقاء : كان فقيهاً أوحدياً مهاجراً عن أهله وأوطانه، راغباً فيما وعد الله من جنانه.
وقال غيره: طلب العلم الشريف وأرغب فيه إلى أن بلغ به وبأولاده إلى حيث عرف في أمر الدين، انتهى.
ويقال أنه صنف كتاباً في الفقه، وقبره بظفار .
قلت: توفي في عشر السبعين وستمائة ، وقبره في ساحة القبة، قبة المنصور بالله ـ عليه السلام ـ جنب قبر الحسن بن أبي البقاء، وكان وفاتهما متقارب.(1/102)
46- أحمد بن داعي [… - …]
أحمد بن داعي المذكور في شرح الأزهار، من فقهاء جيلان وديلمان .
قال في (الترجمان): له (شرح على التحرير)، وكان فقيهاً إماماً.(1/103)
47- أحمد بن زيد الحاجي [… - …]
أحمد بن زيد الحاجي، الشيخ الأديب معز الدين البيهقي البروقني.
سمع أعلام الرواية على نهج البلاغة على مؤلفه علي بن ناصر، وسمعه عليه المرتضى بن شراهنك الوعشي ، ذكره في مشيخته .
قلت: وقد تقدم أن اسمه أحمد بن أحمد فليعرف إن شاء الله تعالى.(1/104)
48- أحمد بن سعد الدين المسوري [1007- 1079هـ]
أحمد بن سعد الدين بن الحسين بن محمد بن علي المسوري بن محمد بن غانم بن يوسف بن الهادي بن علي بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد الحميد الأصغر بن عبد الحميد الأكبر، القاضي العلامة شمس الدين المسوري اليمني.
قال ما لفظه في بعض إجازته: أجزت له ما سمعته وحفظته من أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد من فوائد مجالسه ومحافله، وعيون مراشده ومسائله، بعضها بقراءتي أنا عليه، وبعضها بقراءة ولده أمير المؤمنين المؤيد بالله محمد بن القاسم عليه وأنا أسمع، وبعضها بقراءة ولده شرف الدين الحسين بن القاسم كذلك، وبعضها بقراءة ولده أحمد بن القاسم كذلك عليه وأنا أسمع، وبعضها بقراءة السيد العلامة صالح بن عبد الله الغرباني، وبعضها بالإملاء منه ـ عليه السلام ـ والتلقين، وبعضها بالإخبار الجملي في تنصيص أسماء كتب معينة من كتب الأئمة الهادين، وبعضها بما سمعته في مجالسه بما يخاطب به الحاضرين، ويرشد إليه الواردين والصادرين، ثم ما سمعته على ولده أمير المؤمنين المؤيد بالله محمد بن القاسم بإحدى هذه الطرق مما شروه بطين، وحبله متين، وأمده بعيد، وإحصاه مديد، في حضر وسفر وليل ونهار ومناولة لما اشتملت عليه خزانة والده صلوات الله عليه وخزائنه أو أكثرها، ثم ما عمم لي من الإجازة العامة في إحدى شهر ربيع من [عام] أربع وأربعين وألف، في كل ما له ولوالده ولشيوخهما وسلفهما من علوم الإسلام طريق، مما كان الإمام القاسم جمعه في مجلده من طرقه وحرره، وما ألحقه ولده المؤيد، أفاد منه وقرره، كما جمعت أمهات ذلك في مجموع نافع وقمطر إن شاء الله تعالى جامع، ثم ما تفضل الله به من تأكيد ذلك وتجديده من الإجازة العلية كذلك من الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم من جميع ما ذكر مع ما وصل إليه من غير ذلك من الطرق، وما أفادتني مجالسته وملازمة ركابه من فوائد العلم الجمة، وفوائد الحكم(1/105)