أسرته:
أسرة المؤلف أشهر من نار على علم، فهي أسرة علم وأدب، وحكم وسياسة، جده الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد -غني عن التعريف-، وفي سيرته كتب، وكذلك جده الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم في سيرته كتب، وفي عهد تخلصت اليمن من الإحتلال العثماني.
أمَّا والده فهو السيد الإمام الداعي إلى الله القاسم بن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، مولده بشهارة في (18) ذي الحجة سنة 1042هـ، وبها نشأ، وتلقى العلم حتى أصبح من كبار المجتهدين، ودعى إلى الإمامة بعد موت عمه المتوكل على الله إسماعيل سنة 1087هـ فأجابه العلماء من شهارة وغيرها، وصادفت دعوة المهدي أحمد بن الحسن وبعد حروب تنازل للأخير حتى توفى سنة 1092هـ، وبقى في شهارة آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ملازماً للتدريس، وكذلك عندما قام الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل إسماعيل اتفق مع القاسم بمدينة خمر، وتنازل له القاسم ورجع إلى شهارة على ما كان عليه، وكانت دعوة صاحب المواهب محمد بن المهدي أحمد بن الحسن فشايع وبايع وتحمل المشاق، حتى كانت سنة 1102هـ حمل من شهارة بأمر المهدي محمد بن أحمد بن الحسن إلى قصر صنعاء محبوساً، حيث مكث إلى سنة 1115هـ، ثم أطلق من الحبس وأُذن له بالبقاء في صنعاء، فنقل بعض أقاربه من شهارة وبقي بصنعاء حتى توفي سنة 1127هـ، وكان المؤلف أحد الذين حضروا دفنه من أولاده هو وأخوه عبد الله.
أما بقية أولاده (أخوة المؤلف) الحسن والحسين ويحيى وعبد الله وأحمد وإبراهيم وعلي فقد كانوا في أكثر من بلد منها شهارة.
أما اخوة المؤلف فأشهرهم السيد الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم [1080- 1131هـ]دعا إلى نفسه سنة 1125هـ من شهارة، وجرت بينه وبين صاحب المواهب خطوب وحروب، وتغلب على صاحب المواهب سنة 1127هـ، ثم انحسر نفوذه شيئاً فشيئاً حتى وفاته (انظر نشر العرف1/601 وما بعدها).(1/6)
ثم الإمام الهادي لدين الله الحسن بن القاسم بن المؤيد، دعا إلى نفسه بعد وفات أخيه السابق الذكر وتلقب بالمؤيد بالله وبايعه أهل شهارة وبلادها، ووصلت رسائله إلى أطراف اليمن، ثم صالح المتوكل القاسم بن الحسين، وتولى بلاد وصاب في عهده، حتى اعتذر في دولة المنصور الحسين بن المتوكل، وقام داعياً من جديد في سنة وفاة أخيه المؤلف 1152هـ، وتلقب بالهادي، واستمر على دعوته إلى وفاته سنة 1156هـ.
أما بقية أخوته وأقاربه وأفراد أسرته القاسمية فالحديث عنهم يحتاج إلى مجلد، وإنما اقتصرنا على ذكر هؤلاء لأنهم من مشائخ المؤلف.(1/7)
دراسته ومشائخه:
سبق أن ذكرنا نشأة صاحب الترجمة بشهارة وقراءته على المشائخ حتى برع في فنون شتى، قال صاحب (نفحات العنبر): (ونظر وطالع واشتغل بالتأريخ وكتب الرجال ومهر في ذلك، وعكف على كتب المذهب ونحوها على مشائخ عصره، وطلب الإجازة ممن لا يمكنه الأخذ عنه).
قلت: وقد رحل بعد رحيل والده من شهارة وتنقل في بلدان شتى، وأخذ عن العديد من المشائخ، ودرس الكثير من الكتب، وأُجيز من مختلف العلماء.
وسيأتي لاحقاً نص ما كتبه عن بعض مشائخه، ومن شيوخه:
1- إبراهيم بن الهادي القاسمي المغربي الشهاري المتوفى في ربيع الآخر سنة 1137هـ، وسيأتي الكلام عنه لاحقاً.
2- أحمد بن جابر الكينعي الشهاري، سكن شهارة، ثم حوث وتوفي بها سنة 1110هـ.
3- أحمد بن سعد الدين المسوري، الحافظ شيخ الإسلام المتوفى بشهارة في محرم سنة 1079هـ.
4- أحمد بن محمد بن علي الأكوع[1032 - 1115هـ].
5- أحمد بن محمد بن الحسن الكبسي الروضي، المتوفى بالروضة سنة 1161هـ، أجاز للمؤلف سنة 1126هـ.
6- أحمد بن محمد العياني المتوفى سنة 1136هـ، سمع عليه المؤلف سنة 1132هـ بصنعاء.
7- الحسن بن محمد بن سعيد المغربي [1050 - 1142هـ].
8- الحسين بن أحمد بن صلاح زبارة، الحافظ، المسند[1068 - 1141هـ].
9- زيد بن محمد بن الحسن، السيد الحافظ، مؤلف (الإيجاز) [1075- 1123هـ].
10- صلاح بن الحسين الأخفش، مؤلف (العقد الوسيم)، المتوفى سنة 1142هـ.
11- طه بن عبد الله السادة اليمني، الجبلي، الشافعي، المتوفى سنة 1141هـ.
12- عبد الله بن علي الوزير، المؤرخ الشهير والعالم الكبير [1074-1147هـ].
13- علي بن محمد العقيبي الأنصاري، النجار، التعزي [1033-1101هـ] أجازه في القراءات كما في كتاب الزبد في علم القراءات والسند.
ومن أقرانه وزملائه في الأخذ عن العلامة العقيبي التعزي، السيد العلامة المؤرخ الشهير يحيى بن علي بن محمد بن مهدي القاسمي الحبسي صاحب (ذيل الإفادة).(1/8)
14- القاسم بن أحمد بن محمد العياني المتوفى سنة 1159هـ.
وهؤلاء هم الذين ذكرهم صاحب (نفحات العنبر) ما عدا العقيبي، وهنالك مشائخ آخرون ذكرهم المؤلف نفسه في مقدمة إحدى نسخ القسم الثالث من الطبقات، وفيما يلي نثبت هذا النص لأهميته:-
بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن يا كريم، هذا بيان معرفة مشائخ العبد الفقير إلى الله إبراهيم بن القاسم بن المؤيد بالله، فأولهم السيد إبراهيم بن الهادي [بياض] قرأ على السيد محمد بن الحسن الشرفي، وعلى سيدنا الحسن بن صالح.
قال: ووضعا له إجازة فيما لهما فيه طريق، وقرأ على السيد عماد الدين يحيى بن الحسين (شرح الأساس) و (المجموع)، وأجاز لنا ذلك نحن وسيدي أحمد بن المتوكل.
قال: ومما سمعناه على سيدي محمد بن الحسن (شرح الأساس) قراءةً محققة، وكذلك شرح العلامة، (وشفاء الأوام) و (مجموع الإمام زيد بن علي) و(البحر الزخار) البعض، و(الكشاف) إلى سورة مريم، وعدة مجموعات، والسماع لنا ولمولانا أحمد بن المتوكل وذلك من سنة سبع وسبعين إلى سنة تسع وثمانين، فهذه مجالس بشهارة أكثرها في الجامع المشهور.
ولنا سماع على القاضي يحيى بن الحاج أحمد في (الشفاء) بمحروس صنعاء نحن والإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل وجماعة منهم السيد صلاح الرازحي، والقاضي أحمد بن عبد الحق، وانتهى السماع إلى النكاح، وجزء من (تفسير الحاكم الجشمي)، وذلك من سورة الطلاق إلى المدثر، واجازنا في ذلك والإجازة مستندة إلى القاضي أحمد بن سعد الدين، وكذلك أجاز لنا سيدنا الحسن بن صالح ما تم له سماعة منفرداً على القاضي أحمد بن صالح وأجازه.
ولنا إجازة من سيدنا الحسن بن صالح في مسموعاتنا عليه، ولنا الإجازة في كتب القوم في (تيسير الديبع) بمحروس زبيد نحن وسيدي الحسن بن المتوكل، قرأنا ذلك سنة خمس وتسعين وألف على القاضي عبد الله المزجاجي في المدرسة الإسكندرية إلى الحج.(1/9)
ولنا الإجاز الكاملة إلى أن انتهت إلى [كلمة غير مفهومة] انتهى ما ذكره.
ونقلت من خطه أنه سمع (الكافل) وشرحه على والدنا القاسم بن المؤيد -رحمه الله-.
قلت: وقرأ عليه جماعة منهم مؤلف الترجمة سمع عليه بعض المجموع الكبير، وأجازه إجازة عامة.
قال ما لفظه: وطلب مني الولد السيد إبراهيم بن القاسم الإجازة في الذي سمعته ورويته عن هؤلاء فقد أجزته ذلك، وكذلك طريقنا عن القاضي أحمد بن صالح عن سماع القاضي الحسن بن صالح العفاري، وكتب بمحروس شهارة سنة 1142هـ.
قلت: هو السيد الفاضل، العلامة، كان ملازماً لأحمد بن الإمام المتوكل، ثم لازم الحسن بن المتوكل إلى أن دخل مكة، ودخل هو أيضاً للحج، وله مع علماء أهل مكة مراجعة في أمر الإمامة وغيره، اطلعت عليه وكان عرفي الطبع لا يزال يتردد إلى صنعاء في آخر مدته، وسكن شهارة إلى أن توفي في العشر الأواخر من ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ومائة وألف.
قلت: وهو المراد إذا قلت في إجازة أو في إسناد عن شيخي الحسن بن صالح بواسطة.
إبراهيم بن الحسن بن علي الأكوع أبو أحمد قرأ على السيد أحمد بن المتوكل وغالب ظني أن له سماع على القاضي أحمد بن سعد الدين وتلميذه الفقيه أحمد بن محمد وغيرهما.
وأجاز للمؤلف فقال: فإنه لما طلب مني سيدي إبراهيم الإجازة في مسموعاتي من كتب أهل البيت فأجزت له ذلك، وكان ذلك بتأريخ شهر ربيع عام أربع وثلاثين ومائة وألف بصنعاء المحمية.(1/10)